الطفل الانطوائي: أسباب انطوائية الطفل وطرق التعامل معه

علامات الطفل الانطوائي وأعراض الانطوائية عند الأطفال، أسباب الانطوائية عند الطفل وطرق التعامل مع الطفل الانطوائي وعلاج مشاكل الخجل المفرط والانطوائية
الطفل الانطوائي: أسباب انطوائية الطفل وطرق التعامل معه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

هل طفلي انطوائي؟ يعاني العديد من الآباء والأمهات من مشكلة الخجل الزائد لدى أبنائهم، مما يجعلهم ملتصقين دائماً بهم ومنطوين على أنفسهم، لا يرغبون في التحدث أو الاختلاط بالآخرين، دعنا عزيزي القارئ نتعرف سوية على أعراض وعلامات الطفل الانطوائي في الروضة أو المدرسة أو البيت، وأسبابها، بالإضافة إلى تقديم مجموعة من الطرق والنصائح العامة التي تساعد الوالدين على التعامل مع الطفل الانطوائي الخجول.

عادة ما يختلف الأطفال عن بعضهم في صفاتهم وسلوكياتهم؛ فمنهم الهادىء، ومنهم المزعج اللحوح، ومنهم من يحب الهدوء، ويخاف من المواقف الجديدة، ومنهم من يحب تسليط الأضواء عليه، وغيرها من الصفات.
وهنا سنتحدث عن الطفل الانطوائي في المدرسة أو الروضة أو البيت، والذي يجد عالمه الخاص في العزلة والجلوس بمفرده بدون مشاركة الآخرين.

animate

قد يواجه أحدنا مشكلة في تعريف الطفل الانطوائي، أو قد تساور شخصاً ما الشكوك حول ما إذا كان طفله انطوائياً، لذلك إليك أهم علامات الطفل الانطوائي وفوارقه السلوكية. وتتمثل أعراض الانطواء عند الأطفال في: [1]

  1. الحساسية الشديدة من النقد أو الزجر أو التوبيخ من الكبار على وجه الخصوص.
  2. الاعتماد التام على الاحتكاك ببيئة مغلقة مقتصرة على الوالدين فقط.
  3. عدم إفصاحه عن مشاعره الدفينة وأحاسيسه، بل يسعى إلى الكبت والصمت والهروب إلى العزلة.
  4. يعمد الطفل الانطوائي والخجول إلى الابتعاد عن الأنشطة التي تحتاج إلى الثقة بالنفس لنجده يتجنب الملاعب والمسارح وغيرها.
  5. يرتبط الطفل الانطوائي بشبكة محدودة من الأصدقاء ولا يسعى لتكوين أي صداقات جديدة.
  6. يلجأ الطفل الانطوائي إلى اختيار الأنشطة الفردية كالرسم والقراءة، ويصعب عليه الاندماج في الأنشطة الاجتماعية.
  7. لا يندمج الطفل الانطوائي بسهولة مع المجموعة باللعب.
  8. يستسلم الطفل الانطوائي الخجول للكلمات والألفاظ السلبية التي يسمعها من قبل أهله أو أصدقائه وتؤثر فيه بشكل كبير في المستقبل.
  9. يعاني الطفل الانطوائي من الخجل والخشية من إبداء الرأي وطرح الأسئلة المناسبة أو الاسترسال في الكلام خوفاً من التورط بعلاقات جديدة.
  10. الإفراط في مشاهدة التلفاز أو الألعاب الإلكترونية.
  11. التشاؤم واللامبالاة.
  12. قد يعاني الطفل الانطوائي الخجول من ضعف في التحصيل الدراسي.
  13. الإحساس الدائم بعدم الثقة بالنفس.
  14. عدم القدرة على التحدث بطلاقة أمام الناس.

لا بد من وجود دوافع، وراء هذا السلوك الذي يختاره الطفل، ما يعني أن هناك أسباباً تفسّر هذه الحالة، وتتحكم في سلوكه وأدائه، ويمكن إجمال أسباب انطوائية الطفل في النقاط التالية:

  • الأطفال الذين يعانون من حرمان في المأكل والمشرب والملبس ومكان النوم المناسب، وغيرها من الحاجات الأساسية.
  • تعرُّضُ الطفل للحرمان العاطفي من خلال غياب الحب والحنان والتعامل الرحيم مع الأبناء، كل هذا يتسبب في عزلة الطفل وانطوائه.
  • تعرض الطفل للحرمان التربوي من خلال عدم تهيئة الجو المناسب لتنمية قدرات الطفل العقلية والفكرية من خلال الألعاب وغيرها، يتسبب في شعور الطفل بحالة من الاكتئاب، ما يؤدي لاحقاً إلى انطوائه.
  • مخاوف أحد الوالدين أو كلاهما الزائدة على الأبناء، يشعرهم بالخجل الزائد والتعلق المبالغ فيه بالوالدين.
  • عيوب الطفل الجسمانية أو المادية، مثل قصر القامة، أو ضعف الجسم، أو قلة المصروف، كلها أمور تتسبب في الخجل لدى الطفل وميله الدائم للعزلة.
  • التدليل الزائد من قبل الوالدين للأطفال وعدم إعطائهم زمام الأمور على الرغم من قدرتهم على ذلك، وعدم محاسبة الطفل على الأفعال السيئة، كلها أمور تجعل الطفل يشعر بالخجل خارج المنزل، والرغبة في الانطواء.
  • التعرض المتكرر لمواقف النقد والقسوة من طرف الوالدين.

بالاعتماد على ما ورد في المقال، صار بإمكانك عزيزي القارئ أن تحدد ما إذا كان طفلك انطوائياً، ولكن لا بد أنك تتساءل الآن عن علاج مشكلة انطواء الأطفال والطرق الصحية للتعامل مع الطفل الانطوائي الخجول، إليك مجموعة من الحلول التي قد تكون مفيدة في سبيل تخليص الطفل من الخجل والانطواء: [2]

  1. يتوجب على الأسرة توفير الجو الهادىء لأبنائهم، بعيداً عن التوتر والقلق، ليتيح ذلك للطفل فرصة بناء شخصيته بعيداً عن المؤثرات السلبية.
  2. على الوالدين إعطاء أطفالهم قدراً كافياً من الحب والحنان والعطف، وعدم انتقادهم بتعريضهم للإهانة، خصوصاً أمام أصدقائهم أو أقاربهم.
  3. ابتعاد الأهل عن القلق الزائد تجاه أبنائهم، وإعطاؤهم مساحة من الثقة بأنفسهم وبقدراتهم.
  4. دمج الطفل في مرحلة مبكرة بالحياة الاجتماعية، من خلال استضافة الأقارب، أو حتى بدمجه في دور الحضانة.
  5. الحرص على مدح الطفل في حال قيامه ببعض الأعمال الإيجابية مهما كانت، صغيرة، فهذا من شأنه بث الثقة في نفسه، ودفع مَن حوله من أطفال أيضاً إلى سلوكيات مشابهة.
  6. على الأهل عدم التدخل إلا للضرورة في حالة وقوع شجار بين الأبناء أو بين الطفل وأقرانه.
  7. تنمية ثقة الطفل بذاته عن طريق التشجيع الدائم. 
  8. مصاحبة الوالدين للطفل، وتشجيعه على التفريغ والإفصاح عن المكبوتات الداخلية، فهذا يتحول إلى ما يشبه التمرين على التعبير، وعلى مهارات الاتصال . 

إضافة إلى الإجراءات التي يتخذها الأهل والمربون لمساعدة الطفل الانطوائي على الخروج من عزلته أو تقليل الآثار السلبية للانطواء؛ فإنه من الأهمية بمكان أن يتجنب الأهل والمربون والمحيطون بالطفل بعض التصرفات التي من شأنها أن تجعل الطفل أكثر انطواءً بل وتقوده للاكتئاب، من هذه التصرفات التي يجب تجنبها مع الطفل الانطوائي: [3]

  1. تجنب إحراجه عن قصد: يعتقد بعض الآباء أن السخرية من السمات السلبية عند الطفل طريقة لعلاجه، لكن الحقيقة على العكس تماماً، السخرية والإحراج يزيد من انطوائية الأطفال ويجعلهم أقل رغبة بالاندماج مع محيط يسخر منهم!.
  2. تجنب الإكراه على التفاعل الاجتماعي: لا شك أن انطوائية الطفل تقلق الأهل، هذا قد يدفعهم لإجبار الطفل على التفاعل مع الآخرين من خلال تعريضه للمناسبات الاجتماعية بشكل قسري أو تعمد استدراجه للتفاعل بشكل فج، النقطة الأهم هي منح الطفل الأمان والاستقرار ليتفاعل بشكل عفوي.
  3. تجنب الضغط على الطفل الانطوائي: في سياق متصل قد يعتقد الأهل أن الحديث مع الطفل في كل وقت هو الحل، لكن الطفل الانطوائي يحتاج فعلاً أن يكون أقل تفاعلاً أحياناً، ورغبتنا بإخراجه من عزلته لا يجب أن تتحول إلى حصار يرغمه على الحديث طوال اليوم.
    إن البيئة التي ينمو فيها الطفل تلعب دوراً أساسياً في تشكيل شخصيته، تلك الشخصية التي ستلازمه طوال حياته، فإذا عمل الأبوان على بنائها بشكل سليم، يكونان قد منحا طفلهما تذكرة حضور مميز في حياته المستقبلية، أما إذا فشلا في بناء شخصيته وتطوير سلوكه، فإنهما يحكمان عليه بتحمّل المتاعب طوال عمره، فمهما كان شعور المرء بالخجل – طفلاً كان أم راشداً- مزعجاً لمن حوله، إلا أنه هو من يدفع الفاتورة الكبرى، لأن الأذى الواقع عليه أكبر بكثير مما يقع على الآخرين.
  4. تجنب الحديث عن انطوائية الطفل أمام الآخرين: التركيز على صفة من صفات الطفل مهما كانت وجعلها موضوعاً للأحاديث العامة مع الجيران والأقارب لا يمكن أن يؤدي إلا إلى زيادة وتفاقم حدة المشكلة، لذلك لا تجعل من انطوائية طفلك موضوعاً للنقاش العام.
  5. لا تفسد متعتهم: الأطفال المنعزلون أو الانطوائيون يملكون أيضاً ممارسات ممتعة وحدهم، أنشطة هادئة قد تجعلك تقلق، لكن ليس عليك أن تدمر متعتهم الصغيرة بتأمل السقف أو الاستلقاء على الأريكة أو اللعب بشكل منفرد في الحديقة، تنظيم هذه الأنشطة ومحاولة خلق أنشطة أخرى دون إلغاء متعة الطفل في الأنشطة الفردية هو الحل.

المراجع