الرهاب الاجتماعي وعلاج الفوبيا الاجتماعية

بحث عن الرهاب الاجتماعي. ما هو الرهاب الاجتماعي؟ تعرف على أعراض الرهاب الاجتماعي وأسبابه وأنواعه، وسبب الخوف من نظرات الآخرين، وعلاج الرهاب الاجتماعي.
الرهاب الاجتماعي وعلاج الفوبيا الاجتماعية

الرهاب الاجتماعي وعلاج الفوبيا الاجتماعية

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

القلق والخوف من الانفعالات الإنسانية الأساسية، موجودان منذ بداية الحياة الإنسانية. وهما مشاعر تجعل الإنسان حبيس الحزن والهم والاكتئاب والعزلة، تمنعه من التقدم والمشاركة الفاعلة رغم أنه قد يمتلك المهارات الاجتماعية اللازمة ولكن الخوف يجعلها مطمورة في أعماقه ولا يحررها.

الرهاب: مأخوذة من كلمة الخوف، وعادة ما يتم استخدام كلمة رهاب أو فوبيا لوصف حالة غير طبيعية من الخوف عند التعامل مع موضوع الرهاب، حيث ترتبط الفوبيا بمجموعة من الأعراض النفسية والجسدية الشهيرة مثل التعرق وتغير ضربات القلب وألم البطن وحتى الإغماء، إلى جانب الشعور بالضيق والتوتر الشديد لدى مواجهة موضوع الرهاب، ومن أشهر أنواع الرهاب الخوف من المرتفعات، رهاب الحشرات، رهاب الأماكن الضيقة، وغيرها مثل الرهاب الاجتماعي ورهاب الجمهور[1].

animate

ما هو تعريف الرهاب الاجتماعي؟
يحتل الرهاب الاجتماعي موقعًا هامًا في التصنيف الدولي العاشر للاضطرابات النفسية التي أصدرته منظمة الصحة العالمية 1992. ويتحدد الرهاب الاجتماعي في هذا التصنيف بأنه: اضطراب يبدأ غالبًا في مرحلة المراهقة ويتمركز حول الخوف من نظرة الآخرين، ويؤدي إلى تجنب المواقف الاجتماعية[2]. ويظهر في مواقف اجتماعية معينة كإلقاء كلمة أمام الآخرين، حيث يعتبر الإحجام عن المواقف الرهابية من أبرز معالم الرهاب الاجتماعي الذي يؤدي في الحالات الشديدة إلى العزلة الاجتماعية الكاملة.
 

ينقسم الرهاب الاجتماعي إلى ثلاث فئات:
• نمط الأداء الذي لا يستطيع فيه الفرد الأداء علنًا لأعمال معينة مثل التحدث، الغناء، الكتابة.
• النمط المحدد الذي يحدث فيه القلق فقط في مواقف اجتماعية معينة مثل ذهاب الفرد إلى موعد أو التحدث إلى رئيسه.
• النمط العام الذي تؤدي فيه معظم المواقف الاجتماعية إلى القلق أو الذعر.
 

ما هي أنواع الرهاب الاجتماعي؟ يميز الباحثون بين نوعين من اضطراب الرهاب الاجتماعي:

الرهاب الاجتماعي الأولي: الذي يتسم بحدوث الرهاب في مجال واسع من السياقات الاجتماعية.

الرهاب الاجتماعي الثانوي: حيث لا يتسم هذا الشكل من المخاوف، بالرهاب من المواقف الاجتماعية في حد ذاتها، وإنما يتميز بنقص المهارات الاجتماعية لدى الفرد، مما يؤدي إلى الرهاب.
 

ما هي أعراض الرهاب الاجتماعي؟ وما علامات معرفتنا إن كان الشخص مصاب بالرهاب الاجتماعي؟ 

إليك عزيزي القارئ أعراض الرهاب الاجتماعي بشكل عام كالآتي[3]:
- القلق والرهاب الواضح والمستمر من المواقف الاجتماعية التي ينبغي فيها للفرد أن يواجه أشخاصًا غير معروفين، أو عندما ينبغي تقييمه من هؤلاء، حيث يخشى بأن يتصرف بشكل غير ناجح أو مخجل.

- نوبة هلع يستشعرها الفرد بأنها زائدة أو مفرطة أو غير معقولة مع المواقف الاجتماعية التي يخشاها. (مع الإشارة إلى أن هذه السمة لا تظهر عند الأطفال)

- الميل إلى الإحجام عن هذه المواقف الاجتماعية، أو مواقف الأداء الباعثة على الرهاب، أو تحملها بمعاناة وتأزم وقلق كثيف. كعدم الاستطاعة من الجلوس مع الزملاء أثناء الوجبات أو جلسات شرب القهوة أو الشاي.

- الاستجابات المتمثلة في  التجنب والإحجام، أو التوقع القلق، أو الضيق الكدر في الموقف الاجتماعي أو موقف الأداء، تؤثر سلبًا بشكل جوهري في أنشطة الفرد العادية، أو في أدائه لوظائفه الدراسية أو المهنية أو في أنشطته الاجتماعية، وفي علاقاته مع الآخرين. فيؤدي إلى ظهور ارتجافات خفيفة أو نقص في التركيز في المواقف التي تتطلب أداء أنماط من السلوك الحركي ومن أمثلتها تناول الطعام والكتابة على الحاسب الآلي أمام الآخرين.

- يستمر الرهاب الاجتماعي عند الفرد تحت سن 18 سنة، لأكثر من ستة أشهر على الأقل.

• أعراض الرهاب الاجتماعي الأولي
الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي الأولي، ما هي أعراض الرهاب الاجتماعي عليهم؟

- يظهر لديهم القلق في مواقف اجتماعية خاصة، على الرغم من امتلاكهم للمهارات الاجتماعية اللازمة، وليس بالضرورة أن يكونوا خجولين.
- تظهر لدى هؤلاء استجابات فيزيولوجية واضحة عند مواجهتهم بالموقف الرهابي بالنسبة لهم.

• أعراض الرهاب الاجتماعي الثانوي
وفي هذا النوع من الرهاب الاجتماعي تظهر الأعراض كالآتي:

- يجد الأشخاص صعوبة في الشروع في محادثة وفي إنهائها.
- يجدون صعوبة كذلك في كيفية التصرف في مواقف اجتماعية معينة.
- يعانون من صعوبات في التعامل مع الآخرين.
- يظهر لديهم سلوك تجنبي واضح للمواقف الاجتماعية.
- يميلون إلى الانعزال والخجل والاكتئاب.
 

ما هو علاج الرهاب الاجتماعي؟ كيف تتخلص من القلق والخجل والاكتئاب والعزلة؟ كيف تقوي من شخصيتك لزيادة روابطك الاجتماعية في شتى المجالات والأماكن؟ وكيف تتخلص من الخوف؟

كغيرها من أنواع الفوبيا يتم علاج الرهاب الاجتماعي من خلال الجلسات النفسية بشكل أساسي، وهناك العديد من الأساليب التي يتبعها المعالج للوصول إلى علاج الرهاب الاجتماعي، أبرزها محاولة تغيير نظرة المريض إلى نفسه وإلى موضوع خوفه، وذلك من خلال جلسات العلاج السلوكي المعرفي أو تعريض المريض لموضوع خوفه بطريقة مدروسة، وقد يلجأ المعالج إلى إعطاء المريض بعض الأدوية المهدئة التي تساعد على العلاج لكنها لا تعتبر علاجاً بحد ذاتها.

إليكم بعض أهم الكتب عن الرهاب الاجتماعي للتخلص من الخوف والقلق؛ لتنعم بحياة سعيدة هانئة:
• تخلص من الرهاب الاجتماعي في سبعة أيام - سامر الحلبي
• القلق ونوبات الذعر - كوام مكنزي
• الرهاب الاجتماعي رؤية معرفية وسلوكية - عبد الله الحريري
• حرر نفسك من الخوف - جوزيف أوكونور
• إن كنت خجولًا.. عالج نفسك بنفسك: وسائل عملية للتخلص من الخجل والرهاب الاجتماعي - عبد الله السبيعي

وفي النهاية تذكر عزيزي القارئ:" الشخص الذي لا يهزم جزءًا من خوفه كل يوم، لم يعرف طعم الحياة".
 

[1] مقال Yvette Brazier "كل ما تريد معرفته عن الرهاب والفوبيا" منشور في medicalnewstoday.com، تمت مراجعته في 16/9/2019.
[2] مقال "اضطراب القلق الاجتماعي" منشور في adaa.org، تمت مراجعته في 16/9/2019.
[3] مقال "الرهاب الاجتماعي أكثر من مجرد خجل" منشور في nimh.nih.gov، تمت مراجعته في 16/9/2019.