إدمان المشروبات الكحولية

آثار تعاطي الكحول، أسباب إدمان المشروبات الكحولية، أعراض المشروبات الكحولية وأعراض إدمان الكحول، علاج إدمان الكحول وقصص حقيقة عن إدمان الكحول
إدمان المشروبات الكحولية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تنتشر المشروبات الكحولية في معظم دول العالم، وغالباً ما تكون متاحة في المتاجر بأقل قدر من الرقابة خاصة في الدول التي لا تمتلك قوانين صارمة بتعاطي المراهقين للكحول.
ويعتبر العالم العربي أقل مناطق العالم تعاطياً للكحول، فيما يبلغ متوسط تعاطي الفرد الواحد للكحول في أوروبا الشرقية من 14 إلى 17 ليتراً من الكحول الصافي سنوياً!.
في هذه المادة؛ نتعرف معاً إلى المشروبات الكحولية وطريقة تصنيعها ومعنى الإدمان على الكحول، كما نتعرف على تأثير المشروبات الكحولية المباشر وتأثير الإدمان على تعاطي الكحول، وأعراض الإدمان على الكحول وكيفية الإقلاع عن الكحول، وفي الختام نستعرض قصصاً واقعية عن إدمان المشروبات الكحولية.
 

كيف يتم تصنع المشروبات الكحولية؟
هناك عشرات الأنواع من المشروبات الكحولية والتي تسمى أيضاً المشروبات الروحية، وبعض هذه الأنواع يحظى بانتشار عالمي فيما يوجد بعض أنواع الكحوليات التي يتم تصنيعها واستهلاكها محلياً.
وهناك طريقتان أساسيتان لتصنيع الكحوليات، فإما التخمير كما يتم تصنيع شراب الشعير ونبيذ العنب، وإما التقطير كما يتم تصنيع عرق العنب وويسكي التفاح.
وتصنيع المشروبات الكحولية غير مسموح به في بعض الدول العربية والإسلامية، لكن هناك ما يشير دائماً إلى تصنيع هذه المشروبات داخل المنازل أو استيرادها من الخارج.

animate

هل هناك فوائد للمشروبات الكحولية؟
تتفق المراجع الطبية المختلفة على وجود فوائد غير مؤكد لتعاطي الكحول باعتدال، على رأسها الوقاية من مشاكل القلب والسكتة الدماغية، وفي نفس الوقت يعتبر تعاطي الكحول بانتظام أمراً خطيراً على المدى الطويل.
وبعيداً عن فوائد القليل من الكحول فإن القاعدة الشرعية المستمدة من قول الرسول محمد ﷺ "ما أسكر كثيره فقليله حرام"، تعني أن الفوائد المحتملة للمشروبات الكحولية لا تبيح للمسلم تعاطيها.

أضرار المشروبات الكحولية
سنناقش آثار الكحول المباشرة في فقرة أعراض تعاطي الكحول، أما أضرار الكحول المحتملة على المدى الطويل فهي:
- أبرز أضرار الكحول المعروفة هو تليف الكبد أو تشمع الكبد، حيث يؤدي التعاطي المنتظم للكحول لفترات طويلة إلى تعطيل الكبد عن وظائفه بشكل شبه كامل نتيجة تلف خلاياه، إضافة إلى بعض أمراض الكبد الأخرى التي تنتج عن تعاطي الكحول كتراكم الدهون في الكبد والتهاب الكبد الكحولي.
- يؤثر تعاطي الكحول على الدماغ بشكل كبير، فيؤدي إلى ضرر كبير في خلايا الدماغ، كما يمكن أن يؤدي التعاطي المستمر للكحول للإصابة بمتلازمة فيرنيك كورساكوف وهي خلل دماغي ناتج عن نقص الثيامين في الدماغ.
- كما يؤدي الكحول إلى مضاعفات خطيرة بالنسبة للمصابين بمرض السكر.
- يزيد تعاطي الكحول من فرصة الإصابة بالسرطان.
- كما يؤدي الإفراط في شرب الكحوليات إلى خلل في هرمونات الجسم وتغير في معدلات المعادن والفيتامينات، مما ينعكس على الصحة العامة بشكل واضح.
- يعتبر التعاطي المستمر للكحول من أسباب الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي المختلفة على رأسها القرحة.
 

ما هي الأعراض المباشرة لشرب الكحول؟
ما هو معروف لدى معظمنا أن المشروبات الكحولية تؤدي لحالة من فقدان التوازن الجسدي والعقلي تسمى السُّكْر، حيث يعمل الكحول في جسم الإنسان على عرقلة عمل الجهاز العصبي والمخ، مما ينتج عنه بالتالي فقدان جزئي أو كلي للقدرة على السيطرة العضوية والفكرية.

ويمكن أن نلاحظ على الشخص السكران أعراض جسمانية هي:
عدم قدرته على التوازن، رائحة نفس كريهة، رائحة جسد كريهة، ثقل في اللسان وتلعثم في النطق، ارتفاع درجة حرارة الجسم، احمرار العينين والوجنتين، يمكن أن يعاني المتعاطي للكحول من فقدان جزئي للذكريات أثناء وقوعه تحت تأثير الكحول، كما يمكن أن تختل وظيفة الحواس.

وهناك بعض الأعراض السلوكية والنفسية:
فقدان القدرة على التواصل بشكل منطقي، الدخول في حالات شعورية غير سوية كالبهجة المفرطة أو الكآبة، كما تراوده شكوك وهواجس غير حقيقية، وقد يقدم الواقع تحت تأثير الكحول على أعمال عدوانية تحتاج إلى الكثير من الشجاعة والتهور التي لا يمتلكها في الصحو، وذلك لغياب سيطرة الأنا الأعلى بشكل تام.

ويختلف زمن ظهور الأعراض الناتجة عن تعاطي الكحول وفقاً لمعايير كثيرة؛ على رأسها:
- كمية الكحول التي تم تعاطيها وتركيز الكحول في المشروب.
- منذ متى يتعاطى الشخص الكحول.
- طبيعة الجسم من نحافة وسمنة وقوة ...إلخ.
- محتويات المعدة عند تناول الكحول، فالمعدة الفارغة تساعد على امتصاص أسرع للكحول.
- الجرعات والزمن الفاصل بين كل جرعة والثانية، فتعاطي الكحول ببطء وبجرعات قليلة يبطئ حدوث السكر.
 

متى يكون الشخص مدمناً على المشروبات الكحولية؟
هناك بعض الأشخاص الذين يستطيعون السيطرة على تعاطي المشروبات الكحولية من خلال الالتزام بكميات معينة تعتبر قليلة إضافة إلى ربط شرب الكحول بأحداث معينة كالاحتفالات أو اللقاءات المميزة.
لكن على الضفة الأخرى هناك الكثير من متعاطي الكحول لا يمتلكون القدرة الفعالة على ضبط تعاطيهم للمشروب، وهنا تبدأ مأساة الإدمان على الكحول.
حيث يفقد المدمن القدرة على تحديد كمية المشروب الكحولي التي سيتناولها وغالباً ما يشرب حتى يفقد القدرة على الحركة ورفع الكأس إلى فمه.
ويكون المشروب الكحولي بالنسبة للمدمن طقساً يومياً أو شبه يومي، سيشعر باضطرابات كثير إذا امتنع عنه لأسباب قهرية، وقد يصل به الأمر للتخلي عن التزامات جوهرية في حياته للحصول على حصته اليومية من الكحول.
 

كيف تختلف آثار الإدمان على الكحول عن آثار التعاطي؟
يعاني المدمن على الكحوليات من مشاكل واضحة في حياته لا يمكن تجاهلها، ويمكن أن نقسمها إلى محاور أساسية على الشكل الآتي:

الآثار الصحية لإدمان الكحول
ذكرنا فيما سبق أبرز المشاكل الصحية المترتبة على تعاطي الكحول بشكل مستمر، وقد يختلف توقيت ظهور الأمراض الناتجة عن التعاطي المفرط للكحوليات باختلاف طبيعة الأجسام ومدى الإفراط في الكحول، لكن على العموم يمكن القول أنه لا مفر من ظهور أعراض صحية خطيرة متفاوتة نتيجة الإدمان على تعاطي الكحوليات.

الآثار الاجتماعية لإدمان الكحول
تنبذ جميع المجتمعات البشرية المدمنين على الكحول وتعتبرهم أشخاص خطرين على المجتمع، هذا يؤدي بالضرورة إلى تدمير جزء كبير من العلاقات الاجتماعية التي تجمع المدمن بالآخرين.
وهذا يعني أن محيط الشخص المدمن سيكون من المدمنين أمثاله، ما سيضاعف من خطورة الإدمان ويقلل احتماليات الإقلاع عن الكحول مستقبلاً.
ويعتبر الإدمان على الكحول سبباً من أسباب الجرائم المختلفة حول العالم، لأن الواقع تحت تأثير المشروبات الكحولية يفقد سيطرته على تصرفاته ويقوم بتلبية حاجاته بشكل عنيف وعدواني، ويكون المدمن أقرب إلى ارتكاب الجرائم ممن يتعاطى الكحول للمرة الأولى، لأنه اختبر حالة الانفصال عن الواقع لمرات عديدة تركت في نفسه أثراً كبيراً.

تأثير إدمان الكحول على الأسرة
لا يمكن أن تعيش الأسرة بسعادة إذا كان أحد أفرادها مدمناً على الكحول، فالاحتمالات المترتبة على إفراط تعاطي الكحول كثيرة، على رأسها العنف والعدوانية وانعدام المسؤولية، وما ينتج عن ذلك كله من مشاكل عائلية.
كما أن المبالغ المالية التي يقوم المدمن بإنفاقها لشراء المشروبات الكحولية وأنواع الأطعمة الهامشية التي ترافق جلسات الشراب تشكل عبئاً مادياً ثقيلاً على الأسرة، لكن للأسف فإن المدمن يعتبر الكحول أولوية في حياته.
وربما يكون أخطر تأثير لإدمان الكحول على الأسرة هو عدوى الإدمان، وانتقال الرغبة بتجربة المشروبات الكحولية إلى الأطفال والمراهقين، وترسيخ فكرة أن المشروبات الكحولية تريح الإنسان من همومه.

الآثار النفسية لإدمان الكحول
على العكس تماماً مما يعتقد المدمن فإن تعاطي المشروبات الكحولية لا يجعل الأمور أفضل ولا يساعد على نسيان الهموم!، إنه مجرد تغييب مؤقت للعقل.
ويتعرض مدمنو الكحوليات إلى اضطرابات نفسية مختلفة نتيجة حالة الانفصال عن الواقع التي يعيشونها، كما أن اهمالهم لحياتهم الشخصية ولأسرتهم يضاعف الضغط عليهم في وقت الصحو.
وغالباً ما يعاني مدمنو المشروبات الكحولية من كآبة مزمنة تختلف بدرجتها حسب المعطيات الأخرى، وقد يصل الأمر إلى الانتحار خاصة وأن هناك ما يساعد على تغييب العقل.
 

تكمن صعوبة علاج الإدمان على الكحول بطول فترة العلاج
قرار الإقلاع عن المشروبات الكحولية قرار شجاع يحتاج إلى الكثير من الدعم من قبل الأسرة والمختصين بالعلاج، خاصة وأن العلاج من إدمان الكحوليات يحتاج إلى وقت طويل، حتى بعد الشفاء التام لا بد أن يبقى المدمن المعافى على اتصال بأخصائي نفسي لتجنب العودة إلى دائرة الخطر.
وهناك محوران أساسيان للعلاج، الأول هو الاهتمام بالأعراض الجسدية الناتجة عن الانسحاب الكحولي من الجسم والتي عادة ما تسبب آلاماً مزعجة للمريض وحالة نفسية مزرية، ومن الأفضل أن تتم هذه المرحلة تحت إشراف طبي مختص وفي مكان مخصص لذلك.
والمرحلة الثانية هي إعادة تأهيل المريض نفسياً ليعود إلى الحياة الطبيعية خالياً من الكحول، وعادة ما تتم الاستعانة بالمستشارين النفسيين لهذا الغرض، كما يمكن أن يتم تقديم بعض الأدوية التي تساعد المريض على تجاوز هذه المحنة، ولكنها لا تكون عقاقير علاجية وإنما مهدئات ومضادات اكتئاب.
كما قلنا؛ فلا بد أن يبقى الشخص المعافى من الإدمان تحت رعاية أسرته وعلى تماس مع مختص نفسي لطلب المساعدة في حال تجدد الرغبة بتعاطي الكحول.
 

يرد إلى موقع حلوها الكثير من القصص والاستفسارات حول مشاكل الإدمان على الكحول التماساً لآراء القراء ومساعدة الخبراء، ونحن إذ نعرض عليكم بعض القصص الواقعية عن إدمان المشروبات الكحولية وتأثيره على الحياة إنَّما ليستأنس أصحابها برأيكم ولتتعرفوا أكثر على هذه القضية.

أعاني من أعراض انسحاب السموم بعد الإقلاع عن الكحول
نبدأ مع صديق شجاع من أصدقاء موقع حلوها، والذي تمكن من الإقلاع عن الكحول بعد إدمانه لمدة عشرين سنة، لكنه اليوم يعاني من أعراض انسحاب السموم من جسده ومن الأعراض النفسية التي تصاحب الإقلاع عن الكحول ويبحث عن الحل.
ننصح صديقنا بكل تأكيد أن يتوجه إلى مراكز علاج الإدمان أو إلى طبيب نفسي ليساعده على تجاوز هذه المرحلة، كما نتمنى أن يتحلى بالقدر الكافي من الشجاعة ليستمر في مشوار التخلص من الإدمان ويعيش حياة طبيعية.
لقراءة القصة كاملة مع ردود الخبراء والقراء زوروا هذا الرابط: (هذا ما أصابني بعد أن تركت الكحول).

بدافع الفضول جربت الكحول مرة واحدة وكانت كارثية!
صديقة الموقع ليست مدمنة على المشروبات الكحولية، كل ما في الأمر أنها طالبة في دولة أجنبية واتفقت مع زميلين لها أن يجربا المشروب، لكن هذه التجربة أدت إلى وقوع علاقة جسدية مع أحد زملائها، وهناك الكثير من التفاصيل التي تجعل القصة معقدة.
لقراء تفاصيل القصة وأجوبة الخبراء والقراء وللمشاركة بآرائكم زوروا هذا الرابط: (تعاطيت الكحول مرة واحدة وهذا ما حدث).

هل يمكن أن يصل خطر الإدمان إلى هذه المرحلة
للأسف تعاني صديقتنا من تجربة قاسية جداً، فزوجها شخص غير سوي على الإطلاق، فهو يتعاطى الكحول والحبوب المخدرة، لكن ما جعلها تفقد صبرها أنها لاحظت تحرشه بابنته البالغة من العمر 3 سنوات، وعندما صارحته أنكر ولعب دور الضحية.
لمساعدة صديقتنا من خلال تقديم النصائح والآراء زوروا هذا الرابط: (زوجي يشرب الكحول ويتحرش ببناته)

أخيراً... هناك الكثير من الأسباب التي قد تدفع الإنسان لتجربة المشروبات الكحولية والإدمان عليها في ما بعد، لكن مهما كانت هذه الأسباب لا بد أن هناك حلولاً أكثر فاعلية وأقل ضرراً على الأمد القصير والبعيد.
إن كنت تعاني من ضغوطات شديدة وتشعر برغبة في الخروج من الدائرة المغلقة، حاول أن تطلب المساعدة وأن تبوح بما في قلبك من هموم بدل أن تتناول المخدرات، يمكنكم دائماً طرح مشاكلكم بسرية تامة عبر هذا الرابط (اطرح مشكلتك)، كما يمكنكم التواصل مع خبراء حلوها من خلال خدمة ألو حلوها.