هجرتي لدولة غربية غيرت عقول أطفالي وأخاف فقدانهم

لأختي الحبيبة لا تستقلي بتلك الضغوط التي يعيشونها من اجل الاندماج في هذا المجتمع الجديد ، وهذا طبيعي للغاية ان يحدث ذلك يا عزيزتي ، خذي الامور ببساطة اكثر وخففي عن قلبك ، فهم ايضًا مجبرين على المسايرة حتى لا يشعروا انهم مختلفين ، وهذه طبيعة الانسان ان يسعى ليكون ضمن المجموعة 

اعلمي انه ليس فقط خروجهم الى بلد غربية هو ما جعلهم يفكرون بمثل هذا التفكير ولكنه فقط الانفتاح بشكل عام ، وكان من الممكن ان يكون هذا التأثير بسبب الانترنت او التلفاز او غيره فلا تلقي باللوم على غربتك يا اختي وحاولي معهم من جديد 

تعرضت لمثل هذه الحالة من قبل مع اطفالي ، ولكنني حاولت ربطهم بكل السبل ، وعزلهم عن معتقدات وافكار مجتمعهم ، وقد افادهم كثيرا القراءة عن بلادهم ودينهم بلغتهم الأم ، فلا تقطعي ابدا علاقتهم ببلدهم 

إنهم يعيدون تفكيرهم في حياتهم وفي الدين ، ومن رأي ان لا تستلمي وتقفي موقف المتفرج ، وحاولي ان يكون لك تأثير عليهم بربطهم من جديد بأصولهم حتى لا يفقدوا صلتهم بمجتمعهم الأول ودينهم 

كان الله في عونك يا عزيزتي ، ان موقفك صعب بكل تأكيد ، لأنه يصعب على الانسان ان يرى اطفاله وهم يتخلصون من جذورهم ، ولكن انصحك دائمًا بتمالك النفس عند الحديث معهم ومحاولة فهم لأمور والصبر عليهم ، ومحاولة ردهم رد جميل لأفكارهم الأولى 

أختي العزيزة ، بالتأكيد فإن تعرضهم لمؤثرات مختلفة سوف تؤثر على طريقة تفكيرهم ، وهذا طبيعي ، الاهم ان تنفي انت كل هذه الأشياء بالنقاش الهاديء، فأطفالك ليسوا صغار من أجل أن تثقلي عليهم بالنصيحة ، بل افتحي دائما مجال للنقاش 

عليكي بالصبر وعدم اليأس ابدا استمري بالدعاء لهم وهدايتهم دائما يجب ان يكون ايمانك قوي حتى تتحملي هذه المحنه ولا تيأسي هذا اختبار من الله عز وجل لك