فوائد الثوم وأهمية تناول الثوم للصحة

الفوائد الصحية المثبتة للثوم.. كيف يؤثر تناول الثوم على صحة الجسد؟ وما هي الدراسات العلمية التي أثبتت الفوائد الغنية لتناول الثوم بشكل يومي؟
فوائد الثوم وأهمية تناول الثوم للصحة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

في منطقتي يُعد طبق تراثي شهير من قبل العائلات خلال فصل الشتاء، كذلك هو وليمة صحية للسيدة خلال فترة النفاس (بعد ولادة الطفل)؛ يُدعى هذا الطبق الشهير (مفركة الثوم).. ورغم مخاطر تناوله!! حيث تطغى رائحة الثوم المزعجة بعد تناوله؛ على كامل المنزل بالطبع من تناول الطبق لا يشعر بهذا الإزعاج أبداً، لم أكن أفضل تناول مفركة الثوم لكن بعد تعرفي على الفوائد الجمّة، التي يحتويها الثوم والعناصر الغذائية الغنية في هذا النوع من التوابل، أردت أن أتحدث عنها في هذا المقال، وسأشرح طريقة إعداد (مفركة الثوم) خلال الفقرات أيضاً.

يحتوي الثوم على مركبات ذات خصائص طبية قوية
الثوم (Garlic) نبات من عائلة (البصل)، يرتبط ارتباطا وثيقا بالكراث أيضاً، وهناك حوالي 10-20 من الفصوص في ثمرة الثوم الواحدة، ينمو الثوم في أجزاء كثيرة من العالم وهو مكون شائع في الطهي بسبب رائحته القوية وطعمه اللذيذ، ومع ذلك طوال التاريخ القديم، كان الاستخدام الرئيسي للثوم لخصائصه الصحية والطبية، كما تم توثيق استخدام الثوم من قبل العديد من الحضارات الرئيسية، بما في ذلك المصريين والبابليين واليونانيين والرومان والصينيين، يعرف العلماء الآن أن معظم فوائده الصحية تنتج عن مركبات الكبريت، التي تنطلق عندما يتم تقطيع فص الثوم أو سحقه أو مضغه، ولعل أشهرها معروف باسم الأليسين (Allicin)، مع ذلك هو مركب غير مستقر موجود فقط لفترة وجيزة في الثوم الطازج بعد تقطعيه أو سحقه، وتشتمل المركبات الأخرى التي قد تلعب دوراً في الفوائد الصحية للثوم؛ ثنائي ديزل سلفيد (Disulfide) و s- أليل سيستين (s-Allyl cysteine)، تدخل مركبات الكبريت من الثوم إلى الجسم عبر الجهاز الهضمي وتنتشر في جميع أنحاء الجسم، حيث تمارس تأثيراتها الحيوية القوية.
 

animate

الثوم مغذي لكن يحتوي عدد قليل جداً من السعرات الحرارية
السعرات الحرارية في الثوم قليلة جداً وهو مغذي بشكل لا يصدق، حيث أن كل (28 غرام) من الثوم يحتوي على:
- المنغنيز: بنسبة 23 ٪.
- فيتامين B6 : بنسبة 17 ٪. 
- فيتامين ج: بنسبة 15 ٪.
- السيلينيوم: بنسبة 6 ٪.
- الألياف: 0.6 غرام.
- إضافة إلى كميات كافية من الكالسيوم والنحاس والبوتاسيوم والفوسفور والحديد وفيتامين B1.
يحتوي الثوم أيضاً على كميات ضئيلة من المواد الغذائية المختلفة، في الواقع يحتوي على القليل من كل ما تحتاجه تقريباً، إنه غذاء متكامل، هذا يأتي مع (42 سعرة حرارية) فقط، كذلك (1.8 غرام) من البروتين و (9 غرامات) من الكربوهيدرات.
 

يمكن للثوم مكافحة المرض بما في ذلك نزلات البرد
من المعروف أن مكملات الثوم تعزز وظيفة جهاز المناعة، ووجدت دراسة استمرت لمدة 12 أسبوع؛ أن إضافة الثوم يومياً إلى غذائك.. قلل من عدد مرات الإصابة الزكام بنسبة 63٪ مقارنةً بالعلاجات البديلة، كما انخفض متوسط طول أعراض نزلة البرد بنسبة 70 ٪؛ من 5 أيام في المجموعة التي لم تتناول الثوم، إلى 1.5 يوم فقط في مجموعة تناولت الثوم يومياً.
كما وجدت دراسة أخرى أن جرعة كبيرة من مستخلص الثوم المعمر (2.56 جرام في اليوم) قللت عدد الأيام التي تصيبك خلالها نزلة البرد أو الأنفلونزا بنسبة 61٪، مع ذلك خلص نقد علمي واحد إلى أن الأدلة غير كافية وهناك حاجة إلى مزيد من البحوث، فعلى الرغم من عدم وجود أدلة قوية، قد تكون إضافة الثوم إلى نظامك الغذائي جديرة بالتجربة إذا كنت تعاني من نزلة برد.
 

يمكن للمركبات النشطة في الثوم تقليل ضغط الدم
أمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية هي أكثر الأسباب القاتلة في العالم، وارتفاع ضغط الدم واحد من  هذه الأمراض، وقد وجدت الدراسات أن الثوم مكملات غذائية لها تأثير كبير على خفض ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، كان 600-1500 ملغ من مستخلص الثوم في العمر فعال بنفس فعالية عقار (Atenolol) (دواء من نوع حاصرات بيتا)... في خفض ضغط الدم على مدار 24 أسبوعاً، يجب أن تكون الجرعات الإضافية عالية إلى حد ما للحصول على التأثيرات المرغوبة، والكمية المطلوبة تعادل حوالي أربع فصوص من الثوم يومياً.
 

الثوم يساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب
بالنسبة لأولئك الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول السيء ، يبدو أن مكملات الثوم تقلل الكوليسترول الكلي و السيء بنسبة 10-15 ٪، بالنظر إلى  الكولسترول السيئ و الكوليسترول الجيد على وجه التحديد، فوفق دراسة يبدو أن الثوم يخفض الكولسترول ولكن ليس له تأثير موثوق على ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، وهي عامل خطر معروف آخر لأمراض القلب، إذاً يبدو أن الثوم ليس له آثار كبيرة على مستويات الدهون الثلاثية.

الثوم يحتوي على مضادات الأكسدة التي قد تساعد في منع مرض الزهايمر والخرف
الأضرار التأكسدية من الجذور الحرة تسرّع عملية الشيخوخة، ويحتوي الثوم على مضادات الأكسدة التي تدعم آليات حماية الجسم ضد الأضرار التأكسدية وفق الدراسات، وقد ثبت أن الجرعات العالية من مكملات الثوم تزيد من الإنزيمات المضادة للأكسدة لدى البشر، كذلك الحد بشكل كبير من الإجهاد التأكسدي لدى أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، فالتأثيرات المجمع عليها للثوم على خفض الكولسترول وضغط الدم، كذلك خصائصه المضادة للأكسدة؛ قد تقلل من خطر أمراض الدماغ الشائعة مثل: مرض الزهايمر والخرف.

قد يساعدك الثوم على العيش لفترة أطول
الآثار المحتملة للثوم على إطالة العمر هي في الأساس مستحيلة الإثبات عند البشر، لكن بالنظر إلى التأثيرات المفيدة على عوامل الخطر المهمة مثل: ضغط الدم.. فمن المنطقي أن يساعدك الثوم على العيش لفترة أطول، وحقيقة أنه قادر على محاربة الأمراض المعدية هي عامل مهم أيضاً، لأنها أسباب شائعة للوفاة، لاسيما لدى كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من خلل في الجهاز المناعي.

قد يتم تحسين الأداء الرياضي مع مكملات الثوم الغذائية
الثوم كان واحدا من أقدم المواد المستخدمة في تحسين الأداء الرياضي، كان يستخدم تقليدياً في الثقافات القديمة للحد من التعب وتعزيز القدرة على العمل لدى العمال، وأبرز هذه الاستخدامات أن الثوم أعطي للرياضيين الأولمبيين في اليونان القديمة، وقد أظهرت دراسات أن الأشخاص المصابين بأمراض القلب الذين أخذوا زيت الثوم لمدة 6 أسابيع؛ كان لديهم انخفاض بنسبة 12٪ لذروة معدل ضربات القلب وتحسين قدرة التمارين، كما أشارت دراسات أخرى إلى أن التعب الناجم عن التمرين قد ينخفض مع تناول الثوم.
 

تناول الثوم قد يساعد في إزالة السموم في الجسم
عند تناول الجرعات العالية، ثبت أن مركبات الكبريت في الثوم؛ تحمي من تلف الأعضاء بسبب سمية المعادن الثقيلة في الجسم، ووجدت دراسة لمدة أربعة أسابيع لموظفي مصنع بطاريات السيارة (التعرض المفرط للرصاص)؛ أن الثوم خفض مستويات الرصاص في الدم بنسبة 19 ٪. كما خفض العديد من العلامات السريرية للسمية، بما في ذلك الصداع وضغط الدم، فثلاث جرعات من الثوم كل يوم؛ تفوقت حتى على عقار (D-penicillamine) في الحد من الأعراض.
 

الثوم قد يحسن صحة العظام
حتى تاريخ كتابة هذا المقال لم تقس أي دراسات على البشر؛ آثار الثوم على هشاشة العظام، مع ذلك فقد أظهرت دراسات على القوارض أنه يمكن للثوم تقليل هشاشة العظام، عن طريق زيادة هرمون الأستروجين لدى الإناث، كما وجدت دراسة واحدة على النساء بعد انقطاع الطمث أن جرعة يومية من مستخلص الثوم الجاف (يساوي 2 غرام من الثوم الطازج)، خفضت بشكل ملحوظ علامة نقص هرمون الأستروجين، هذا يشير إلى أن هذا المتمم الغذائي؛ قد يكون له آثار مفيدة على صحة العظام لدى النساء، فالأطعمة مثل الثوم والبصل قد يكون لها آثار مفيدة على هشاشة العظام.
 

من السهل تضمين الثوم في النظام الغذائي الصحي
يكمل الثوم معظم الأطباق اللذيذة، لاسيما الحساء والصلصات، فالطعم القوي للثوم يمكن أن يضيف غنى إلى الوصفات الخفيفة، كما يأتي الثوم في عدة أشكال؛ من فصوص كاملة وعجائن ناعمة إلى مساحيق ومكملات مثل: خلاصة الثوم المجفف وزيت الثوم، مع ذلك ضع في اعتبارك أن هناك بعض السلبيات للثوم مثل رائحة الفم الكريهة.
هناك أيضا بعض الأشخاص الذين لديهم حساسية من تناول الثوم، فإذا كنت تعاني من اضطراب النزيف أو كنت تأخذ أدوية معينة، تحدث إلى طبيبك قبل زيادة كمية الثوم في وجباتك، والطريقة الشائعة لاستخدام الثوم هي بالضغط على بضعة فصوص من الثوم الطازج باستخدام مكبس الثوم، ثم مزجها بزيت الزيتون وقليل من الملح.
 

ما هي المضار والمحاذير المتعلقة بزيادة تناول الثوم؟
على الرغم من عدم معرفة جميع الآثار الجانبية، يُعتقد أن الثوم غذاء آمن؛ عند استخدامه لفترة قصيرة من الزمن، لكن توقف عن استخدام الثوم على الفور إذا كان لديك:
- احمرار أو تورم أو تقرحات.
- نزيف من الأنف، أو نزيف من اللثة.

والآثار الجانبية الشائعة (خاصة عند تناول الثوم النيئ) قد تشمل:
- رائحة كريهة من الفم أو رائحة الجسم.
- حرقة في الفم.
- الغثيان والقيء والغازات أو الإسهال.
هذه ليست قائمة كاملة من الآثار الجانبية وغيرها قد تحدث لك أيضاً بسبب المبالغة في تناول الثوم، لذا عليك استشارة الطبيب حول الآثار الجانبية التي قد تلاحظها بسبب تناول الثوم حتى لو بكميات قليلة.
 

طريقة إعداد طبق( مفركة الثوم)
تحتاج لإعداد وجبة (مفركة الثوم) كطبق جانبي على طاولة الغداء أو العشاء إلى: 
1- نصف كيلو من فصوص الثوم المقشورة.
2- رأس بطاطا صغير مقطع بشكل ناعم.
3- بيضتان أو ثلاث بيضات.
4- ملعقة طعام من الكمون الناعم.
5- فلفل أسود أو أبيض وملح بحسب الرغبة.
6- (200 غرام) من اللحم المفروم ناعماً.
7- ثلاث ملاعق طعام من زيت الزيتون.

طريقة التحضير:
قلّب كمية الثوم مع زيت الزيتون على نار هادئة حتى يصبح لون الفصوص ذهبياً، أضف اللحمة مع الملح بحسب الرغبة وقلب حتى تنضج، أضف البطاطس المفرومة وقلب الخليط حتى يتجانس، أضف ربع كأس من الماء ولا تقلب المزيج، بعد ذلك ضع الغطاء وانتظر حتى تجف المياه (ستعرف من صوت الطقطقة التي تصدر)، قلب المزيج وأضف البهارات (الكمون والفلفل) واستمر بتقليب حفيف دون أن تهرس حبات الثوم، افقس البيض فوق الخليط ولا تحركه أبداً أعط الغطاء وعلى نار هادئة راقب حتى ينضج البيض جيداً، قلب المزيج بلطف واسكبه للتقديم مع رشة من البقدونس المفروم للزينة.

في النهاية.. بعد التحدث عن الفوائد الصحية للثوم والغنى الذي تتمتع به العناصر الغذائية التي يحتويها، لا بد أنك ستدخله في نظامك الغذائي وفي أطباق معينة تعدها يومياً، مع ضرورة الحذر من تأثيرات تناول الثوم بكثرة.