كيف أعلم طفلي الصبر وضبط النفس

كيف أعلم طفلي أن يكون صبوراً! تعرفي إلى أفضل الطرق التربوية لتعليم الطفل الصبر وضبط النفس وأهمية تعويد الطفل على الصبر
كيف أعلم طفلي الصبر وضبط النفس

كيف أعلم طفلي الصبر وضبط النفس

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الصبر من السمات التي لا يستطيع الجميع امتلاكها بسبب عدم تعلمها وممارستها منذ الصغر، لذا من الضروري تعليم الطفل الصبر في مراحل عمرية مبكرة من خلال بعض المواقف اليومية التي يتعرض لها والتي تحتاج لضبط النفس، ومن خلال هذا المقال سوف نتحدث عن أهمية تعليم الطفل الصبر وبعض الطرق التي تساعد في تعليم الطفل الصبر.

  1. البدء بشكل تدريجي في التدريب على الصبر: من الصعب اجبار الطفل أو الضغط عليه لتعلم ومحاولة الصبر في جميع المواقف في مراحل عمرية مبكرة، يجب تعليم الطفل بداية أهمية الصبر والانتظار وأنه لابد من وجود بعض العناء للحصول على الشيء الذي يرغب به، والبدء بشكل تدريجي في تعليمه الصبر في بعض المواقف بما يتناسب مع عمره.
  2. وضع نظام يومي للطفل: الروتين اليومي الذي يوضع في المنزل والذي يخضع له الطفل سيجعله يعتاد على اتباع نظام وقواعد معينة، مثل وقت الذهاب إلى المدرسة أو الروضة ووقت كتابة الوظائف ووقت الاستراحة واللعب والنوم والاستيقاظ، يمكن تغيير بعض هذا النظام في يوم العطلة لعدم الشعور بالملل يساعد النظام اليومي الذي يعتاد عليه الطفل في زيادة قدرته على تحديد الوقت المناسب للقيام بالأشياء والصبر والانتظار لوقتها وأن هذا الوقت غير مناسب.
  3. استخدام المؤقت: استخدام المؤقت يعطي إشارة للطفل بأن هذا الانتظار والصبر سينتهي عند توقف هذا المؤقت، فمثلاً عند لعب الأطفال لعبة تحتاج إلى دور في مدينة الملاهي ينتظرون بفارغ الصبر وبهدوء تام لكونهم يعلمون مدة اللعبة وكم سيستغرق انتظارهم، اتبع نفس الأسلوب في جميع الأنشطة التي تحتاج للصبر لجعل الطفل أكثر قدرة على التحمل.
  4. عدم المسارعة في تلبية رغباته: لزيادة قدرة الطفل على الصبر يجب عدم الافراط في الدلال وتقديم الأشياء جاهزة له فهي أكثر ما يجعله غير قادر على الصبر كلما ازداد عمره، يمكن خلق بعض الحجج والأعذار لتأخير تلبية رغبة الطفل، مثلاً عندما يرغب الطفل في الذهاب إلى الحديقة القول لدي القليل من العمل يجب أن أنتهي منه قبل الذهاب ثم سأرافقك إلى هناك.
  5. استخدام تسلسل الأحداث: يمكن خلق الصبر عند الأطفال عن طريق تأجيل الأمر الذي يريده الطفل لكونه يحتاج لوقت فعلاً، فعندما يبدأ الطفل بالغضب لعدم وجود الطعام جاهز بدلاً من تحديد وقت يمكن القول سنأكل عندما تنتهي والدتك من الطهي إذا لم يطبخ الطعام بشكل جيد لن يكون لذيذاً كما تحب.
  6. إدارة المصروف: يكون الطفل قادراً على فهم معنى الادخار ووضع خطط لميزانيته الخاصة من عمر 6 إلى 9 سنوات، يمكن أن يعلم الأهل في هذه المرحلة العمرية أبنائهم على إدارة مصاريفهم بحسب ما يتناسب مع المبلغ الذي يحصلون عليه، من خلال تنظيم مصروفه الشخصي بمعرفة الرغبات مقابل الاحتياجات فمثلاً شراء الملابس أم الذهاب للعب إذا كان الطفل ينقصه ملابس لتدفئته يجب عدم اختيار اللعب بينما إذا كان يملك ما يحتاجه يمكنه الذهاب للعب في الملاهي وتأجيل شراء الملابس.
animate

إدراك المهارات اللازمة للمواظبة على الصبر وضبط النفس من أهم وسائل غرس الصبر في شخصية الطفل بشكل مستمر ومستقر، وأهم مهارات الصبر التي يجب أن يتعلمها الطفل:

  1. تعليم الطفل ضبط النفس: غالباً تكون مشكلة الطفل الأساسية هو أنه يريد الشيء فوراً وحالاً ويبدأ بالصراخ والبكاء، يجب تعليم الطفل أنه لا يمكن لشيء أن يأتي مباشرةً وليس كل شيء بالضرورة أن يأتي أصلاً، فتعليم الطفل كيفية ضبط النفس من خلال العديد من النشاطات والطرق سنتحدث عنها لاحقاً تساعد على تغير هذه السمات بشكل تدريجي عند الطفل.
  2. تدريب الطفل على إدارة المشاعر: من المعروف أن أكثر المشاعر صعوبة بالنسبة للأطفال الصغار هي مشاعر الخوف والغضب، ويمكن للطفل الوعي لارتباط المشاعر بمواقف محددة وقادر على تجنب ما يزعجه من عمر السنتين تقريباً، يمكن اختيار المواقف المزعجة للطفل وإلهائه عنها تعديلها، فبحسب الدراسات تعتبر من أفضل الاستراتيجيات الفعالة لمساعدة الأطفال الأصغر سناً على التعامل مع الغضب وضبط النفس في تشتيت انتباههم عنها.
  3. تعليم الطفل الانضباط الذاتي: يساعد تعليم الطفل الانضباط الذاتي في زيادة قدرته على الصبر والانتظار وضبط النفس، يمكن تعليم الطفل الانضباط الذاتي من خلال وضع جدول لروتين محدد يتبعه الطفل في حياته اليومية وسوف يعتاد الطفل على هذا الروتين مثل وقت الاستيقاظ ووقت تناول وجبة الفطور ووقت اللعب والدراسة والراحة والنوم، يجعل التنظيم الذاتي الطفل أكثر قدرة على مقاومة المغريات وأكثر قدرة على الصبر في انتظار الوقت المحدد للشيء لوجود شيء يجب القيام به قبله.
  4. تدريب الطفل على الانتظار: لا يطيق الطفل صبراً على الانتظار سواءً كان لموعد مهم أو انتظار الدور للعب أو الحديث أو السماح له بالقيام بنشاط محدد، لكن يمكن تعليم الطفل الانتظار من خلال تنظيم سلوكياته واتباع أساليب تجعله يستثمر الوقت الذي ينتظر به، مثل أن تقول له أعلم أن الانتظار في الدور ممل لكن انظر من حولك لم تجد شيء يثير اهتمامك؟ وإذا رغب أن يتحدث عليه الانتهاء من سماع الآخرين في البداية ليكون طفل مهذب يحب الجميع التحدث معه.
  1. مقاومة الاغراءات: بالنسبة للطفل الصغير تعتبر مقاومة المغريات أمر صعب، يمكن تعليم الطفل مقاومة الأشياء التي يحبها عند رؤيتها خارج المنزل من خلال تعويده على عدم تلبية ما يريد مباشرةً في المنزل وخارجه، مثلاً عند المرور مع الطفل أمام محل الألعاب ويبدأ بالصراخ ليشتري لعبة يمكن القول له لقد خرجنا لشراء أغراض بالمنزل سنخرج في المرة القادمة وسأشتري لك لعبتك المفضلة.
  2. المكافأة عند ضبط النفس: غالباً ينتظر الطفل مقابل لمحاولته الصبر وضبط النفس مثلاً يمكن القول للطفل إذا خرجنا غداً في نزهة بدلاً من اليوم سأحضر لك الكعك الذي تحبه، يجب أن يعتاد أن تكون صادقاً فالوعود الكاذبة لن تساعد في تغيرات إيجابية على سلوك الطفل، ويجعل الطفل أكثر قدرة على الانضباط.
  3. الالتزام بالوقت: يحتاج الالتزام نوع من ضبط النفس خاصةً بالنسبة للأطفال الأصغر سناً، يجب أن تعلم طفلك أن هناك وقت محدد لكل شيء يجب أن يلتزم به وإن كره ذلك، سيتحول هذا إلى عادة تجعل الطفل أكثر صبراً وتقبلاً لفكرة الانتظار وأن لكل شيء وقت من متعة ودراسة وعمل.
  4. منح الطفل استراحة: رغم أهمية ضبط النفس لكن محاولات دفع الطفل للانضباط بشكل مستمر أو محاولة الضغط عليه لفترات طويلة تؤثر بشكل سلبي على الطفل وسلوكه، ففي النهاية هو بحاجة للكثير من اللعب والاستراحات البعيدة عن القواعد والقوانين التي تتيح له الاستكشاف بشكل مستقل وتجعله أكثر قدرة على التعلم والصبر.
  5. القدوة الحسنة: يجب أن يتذكر الأهل دائماً أنهم المثال الأعلى لطفلهم وأنه يتبعهم بسلوكياتهم الإيجابية والسلبية خاصةً في مراحل عمرية صغيرة، فمن الصعب تعليم الطفل الهدوء والانتظار والصبر وضبط النفس وهو يرى كلا والديه أو أحدهما شديد الغضب والانفعال اتجاه أغلب المواقف.
  6. تقييم ردود الأفعال: قد يصادف الطفل الكثير من المواقف للآخرين التي تحتاج لضبط النفس والصبر فمثلاً عند انتظار الدور في اللعب تجد بعض الأطفال غاضبين ويقومون بسلوكيات سلبية، ناقش طفلك بشأن ما يحدث واستمع لرأيه وكيف يقيم ردود الأفعال، هذا يجعل الطفل ينظر إلى الأمر بشكل واقعي.
  7. تأجيل الأمر ممتعاً: لا يمكن اتباع الأساليب نفسها في تعليم الطفل ضبط النفس والصبر فطبيعة الأطفال مختلفة وطريقة جذبهم مختلفة، على سبيل المثال عندما ترغب في مكافئة طفل أو تحفيزه قد يكون المحفز السماح له باللعب لفترة أطول ولكن البعض الآخر تناول الحلوى محفز رائع يحصل عليه.
  1. شرح أهمية الصبر للطفل: يجب أن يعرف الطفل الحاجة للصبر وما أهميته في حياته الحالية والمستقبلية، حيث يتساءل الطفل لماذا عليَّ الصبر؟ فأجبه بأن الصبر هو سر النجاح، فالكثير من المواقف في الحياة تتطلب الصبر للوصول لأهداف معينة، فإذا كان يرغب أن يصبح طبيباً عليه الصبر على المرضى وإذا أراد أن يصبح عالماً ومستكشفاً يحتاج للصبر في البحث ودراسة النتائج، ومن الطرق الرائعة الاستشهاد بأفلام كرتونية محببة.
  2. الثناء عليه عند التعامل مع موقف يحتاج إلى الصبر: يشعر الطفل بالسعادة عند ملاحظة الوالدين لسلوكه الجيد، فعند الصبر على موقف يحتاج المزيد من الصبر مثل انتظار الدور لدفع الفواتير أظهر له إعجابك وسعاتك لقدرته على انجاز المهمة ما يشجع الطفل على تكرار السلوك.
  3. مكافئته عند القدرة على ضبط نفسه: قدم مكافئة للطفل لتشجيعه عند ممارسة الصبر، مثل أخذه في نزهة ممتعة عند القدرة على انتظار موعده عند الطبيب دون غضب.
  4. تحويل الانتظار إلى نشاط ممتع: غالباً لا يتحمل الطفل الانتظار والصبر خاصةً إذا كان الأمر فيه متعة للطفل، لكن من السهل تشتيت ذهنه، فيمكن تحويل الانتظار لشيء ممتع بالنسبة له مثل اللعب على الجهاز الالكتروني أو الحديث معه عن النشاط الذي يرغب القيام به بعد ذلك.
  5. اصطحاب الطفل للسوق: قد يكون اصطحاب الطفل للسوق من الأمور الممتعة له والتي يمكن من خلالها مواجهة العديد من المواقف التي تحتاج الصبر والانتظار، فمثلاً إذا رغب بشراء الشوكولا والأموال لا تكفي مع مستلزمات المنزل سيكون أمامك فرصة رائعة لعدم تلبية رغبة الطفل بسرعة أو الانتظار لفترة أطول على طابور الدفع.
  6. تجنب الضغط على الطفل: يعتبر الصبر أمر صعب على الأطفال وبالحقيقة هو ليس بالأمر الممتع، لذا يجب الصبر على الطفل ومنحه بعض المساحة لممارسة طفولته بشكل طبيعي حتى لا ينفذ صبره ويتغير سلوكه للأسوأ.
  1. استخدام عالم الحيوانات: عادةً يتعلق الطفل بقصص الحيوانات، يجب على الأهل استغلال هذه الصفة والتحدث عن حياة الحيوانات وكيف تصبر لتبقى على قيد الحياة، مثل العناكب التي تعمل بصبر لبناء شبكتها لتقطن بها مع أطفالها، أو النمل الذي يعمل بمشقة وصبر ويحتاج إلى وقت وتنقل لمسافات لبناء منزل صغير.
  2. صنع أشكال بالأوراق: تعتبر من الألعاب الممتعة وسهلة التنفيذ وتحتاج إلى التحلي بالصبر مثل صناعة السفن أو أشكال محددة بقطع من الورق، لا يساعد هذا النشاط فقط في تنمية القدرة على الصبر عند الأطفال بل تساعد أيضاً في تنمية مهاراتهم الحركية وقدرتهم على التفكير والإبداع.
  3. اصطحاب الطفل إلى الصيد: الصيد من الأنشطة التي تحتاج إلى الصبر والانتظار لفترات قد تكون طويلة وأيضاً من الأنشطة الممتعة بالنسبة للطفل للانتظار لالتقاط الفريسة، ما يساعد في زيادة قدرته على الصبر والشعور بالسعادة لقدرته على الصيد بعدها.
  4. اللعبة الصامتة: لعبة الصمت تعتمد على قدرة الطفل على السكوت وعدم الحركة لفترة محددة ووضع اصبعه على فمه وعند مضي الوقت المحدد يحصل على جائزة، يساعد هذا الصمت لفترة في تعليم الطفل على التحكم بنفسه عند الحاجة.
  5. زراعة النباتات: بالنسبة للطفل جميع الأنشطة التي يقوم بها تعطي نتائج سريعة أو تنتهي بسرعة ما يجعل قدرته على الصبر أقل من البالغين، يمكن مشاركة الطفل في نشاط زراعي وجعله يزرع نبته خاصة به حيث أن ثمار جهوده تحتاج لفترات طويلة من العناية والاهتمام والانتظار، ما يعلم الطفل أنه هناك أهداف تحتاج للصبر للحصول عليها.
  • التناغم مع الآخرين: يجعل الصبر الطفل أكثر لطفاً بالتعامل مع الآخرين، لقدرته على استيعابهم والوقوف معهم ما يساعد على الحفاظ على صحة العلاقة مع الأصدقاء وجعلهم يشعرون بالراحة على المدى الطويل.
  • زيادة القدرة على التحمل: الصبر يجعل الطفل أكثر قدرة على مواجهة اللحظات الصعبة والتعامل معها ما يجعله أكثر قدرة على حل المشكلات واجتيازها بحكمة.
  • التركيز على الأهداف: من فوائد تعليم الطفل الصبر أنه يصبح أكثر قدرة على المثابرة والمرونة التي يحتاجها في طريقه لتحقيق أهدافه، وبالتالي وضع أهداف منطقية والتركيز على تحقيقها التي تحتاج لفترة ومعاناة للوصول اليها.
  • التخفيف من القلق والتوتر: تساعد ممارسة الصبر على تنمية الصحة الجسدية والعقلية عند الطفل، ونفاذ الصبر يؤدي للتوتر المضر على الرفاهية الجسدية، فتتولد معظم حالات القلق بسبب عدم القدرة على الانتظار والتفكير بما هو قادم أما الصبر يتيح الفرصة للتفكير بالنتائج بشكل أفضل.
  • السلام الداخلي: يتيح الصبر للطفل فرصة للشعور بالمتعة والقدرة على التحكم بالعواطف ما يجعله يتعلم عيش حياة سعيدة خالية من الإرهاق النفسي.
  • إعطاء كل شخص قيمته: الصبر ليس مفيد فقط لتجنب الأشخاص المسيئين إنما يجعل الطفل قادراً أيضاً على إعطاء كل شخص حقه، فالصبر يعطيه قدرة أكبر على الرد البارد والتجاهل بالنسبة للأشخاص المتنمرين والذين يحاولون التقليل من قيمته.

المراجع