أعراض متلازمة غيلان باريه وطرق علاج غيلان باريه

ما هي متلازمة غيلان باريه؟ أعراض متلازمة باريه الغامضة وتأثير غيلان باريه على العضلات والأعصاب، علاج متلازمة غيلان وتطور حالة المريض بغيلان باريه
أعراض متلازمة غيلان باريه وطرق علاج غيلان باريه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

متلازمة غيلان باريه (Guillain Barré Syndrome) أو اختصاراً (GBS)؛ مرض نادر يصيب واحداً من كل 100 ألف شخص، ليس سببه معروفاً حتى اليوم كما أن أعراضه في البداية غير واضحة وقد تدعو للخطأ أو الالتباس، لذلك لم يتم اكتشاف علاج شافٍ له.
في هذا المقال سنتعرف إلى بعض الأسباب المرجحة لداء غيلان باريه والأعراض الأكثر وضوحاً وانتشاراً لهذا المرض، بالإضافة إلى الخيارات الممكنة بالنسبة إلى المصابين به.

في متلازمة غيلان باريه يركز الجهاز المناعي على تدمير نوع من الخلايا بشكل خاص وهي الخلايا التي تشكل ما يعرف باسم غمد النخاعين (Myelin Sheath)؛ الذي يغلف الألياف العصبية بشكل مشابه للغمد العازل للأسلاك الكهربائية، وهو يحمي الليف العصبي ويعزله ويجعل نقل الإشارات العصبية أكثر سرعة، وفي حالات أخرى يصاب الليف العصبي نفسه بهذا المرض، مما يمنع الجهاز العصبي من نقل الأوامر الحركية إلى المنطقة المصابة أو يمنع المنطقة المصابة من إرسال الإشارات الحسية إلى المراكز العصبية؛ مما يقطع اتصالها مع باقي الجسد من الناحيتين الحسية والحركية.

يبدأ المرض عادة على شكل شعور بالتنميل وضعف عضلي يبدأ من القدمين والجزء السفلي من الساقين ثم يمتد صعوداً نحو الأعلى حتى يشمل مساحة واسعة من الجسم، ويفسر البعض بدء الأعراض في الطرفين السفليين بكون المسافة بين القدمين والعمود الفقري طويلة نسبياً لذلك تقطع الألياف العصبية مسافة كبيرة وهذا ما يزيد من احتمال تخربها وظهور أعراض الداء.
يمكن أن تصيب متلازمة غيلان باري الأفراد من الجنسين ومن جميع الأعمار والفئات العرقية والاجتماعية، ولكن نسبة الإصابة أعلى ما تكون عند الذكور البالغين.

animate

أعراض متلازمة غيلان باريه
في الكثير من الحالات يكون العرض الأول هو الشعور بالخدر والتنميل وصعوبة في تحريك القدمين، تمتد هذه الأعراض نحو الأعلى بشكل تدريجي لتشمل الذراعين واليدين، وفي حالات أخرى تبدأ الأعراض من اليدين وتمتد باتجاه الوجه، وفي النهاية يمكن أن يصل هذا الضعف العضلي إلى درجة الشلل،

أما الأعراض والعلامات المميزة لداء غيلان باريه فتشمل:
- شعور مشابه لوخز الإبر:
يحدث في أصابع اليدين والقدمين والكاحلين والمعصمين.
- ضعف عضلي: في القدمين ومن ثم الساقين وصولاً إلى الطرفين العلويين.
- صعوبة في تحريك عضلات الوجه: تؤدي إلى صعوبة في المضغ والبلع والكلام.
- اضطراب في المشي: صعوبة القيام بحركات مثل صعود الدرج.
- آلام شديدة: قد تبدأ بشكل ألم مزعج ثم تشنج شديد ومؤلم يزداد خلال الليل.
- اضطراب المصرّات: أي عدم القدرة على التحكم بالعضلات التي تغلق السبيلين البولي والهضمي، ويظهر ذلك على شكل تبول وتغوط لاإراديين.
- أعراض متعلقة بجهازي التنفس والدوران: مثل ازدياد سرعة نبض القلب، واضطراب ضغط الدم الذي قد يرتفع أو ينخفض، إضافة إلى صعوبة في التنفس.

في السنوات الأخيرة أصبح ما يدعى بـ داء غيلان باريه مصنفاً ضمن 3 أشكال، أكثرها  شيوعاً الذي يصيب القدمين بضعف عضلي ينتشر إلى الأعلى، أما النوعان الآخران فهما نادران ويمكن أن تبدأ الأعراض فيهما من عضلات العينين، أو من عضلات أصابع اليدين ويتابع صعوداً مثل العادة.

أسباب متلازمة غيلان باريه وعوامل الخطورة
لا أحد يعلم حتى الآن السبب الرئيسي خلف هذا الداء، تبدأ الأعراض أحياناً بعد عدة أيام (أو أسابيع) من التقاط عدوى مرضية في الجهاز الهضمي أو التنفسي، كما يمكن أن ينطلق المرض بعد عملية جراحية أو تلقيح الشخص ضد مرض ما، كما تم تسجيل بعض الحالات التي حدثت بعد إصابة المريض بفيروس زيكا (Zika) الذي سبب جائحة عالمية كبيرة خلال الأعوام القليلة الماضية.

في الجسم الطبيعي يقوم جهاز المناعة بمهاجمة الكائنات الحية الغريبة عن الجسد من جراثيم وطفيليات أخرى، لكن هناك شيئاً غريباً يحدث عند انطلاق داء غيلان باريه يدفع هذا الجهاز إلى مهاجمة خلايا الجسم السليمة (وبخاصة خلايا غمد النخاعين الذي يغلف الألياف العصبية كما ذكرنا)،

ومن العوامل المحرضة التي يشتبه بكونها تطلق متلازمة غيلان باريه نذكر ما يلي:
- الإصابة بالعطيفات (Campylobacter Infection): هو أكثر هذه العوامل ملاحظة، والعطيفات نوع من البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي إذ توجد في الأطعمة غير المطهوة جيداً.
- فيروس الإنفلونزا.
- فيروس العوز المناعي البشري (HIV).
- فيروس زيكا (Zika Virus).
- فيروسات التهاب الكبد (A,B,C,E).
- المتفطرات الرئوية (Mycoplasma Pneumoniae): نوع من الجراثيم الصغيرة التي تصيب الرئتين وتؤدي إلى حالة خطيرة من التهاب الرئتين تدعى ذات الرئة غير النموذجية.
- العمليات الجراحية.
- لمفوما هودجكن (Hodgkin’s Lymphoma): من الأورام السرطانية التي تصيب الجهاز اللمفي.
- اللقاحات في حالات نادرة: خاصة لقاح الإنفلونزا أو بعض اللقاحات التي تعطى خلال سنوات الطفولة.

كيف يُعالج داء غيلان باريه؟
في الوقت الحالي لا يوجد علاج قادر على إيقاف المرض وشفاء المريض، إنما يتم استخدام الأدوية من أجل تخفيف الأعراض وزيادة احتمال الشفاء الذاتي وسرعته،

وتُقسم هذه العلاجات إلى نوعين:
-
العلاج بالأجسام المضادة: الأجسام المضادة (Antibodies) جزيئات تكون موجودة في دم الإنسان تؤدي دوراً مناعياً عبر ارتباطها بالمواد الغريبة الداخلة إلى الجسم والتي تدعى مولدات الضد (Antigens)، وقد لوحظ أن عزل الكريات الدموية من دم شخص سليم ونقل السائل (البلازما) الذي يحتوي على الأجسام المضادة الطبيعية يخفف من أعراض داء غيلان باريه.

- تبديل البلازما (Plasma Exchange): في هذه الحالة يتم سحب الدم من جسم المريض وفصله إلى كريات دموية وسائل يحوي الأجسام المضادة الشاذة، بعد ذلك يتم إعادة الكريات إلى جسم المريض لتتابع عملها ضمنه بعد التخلص من البلازما الشاذة، ومع تكرار هذه العملية ينخفض تركيز الأجسام المضادة الضارة في دم المريض.

يبدو أن العلاجين السابقين يفيدان في تحسين أعراض متلازمة غيلان باريه بالرغم من أن آلية هذا التحسن ليست معروفة، ولكن استخدام الوسيلتين في نفس الوقت لا يحسِّن من نتيجة العلاج أو يسيء إليها بشكل ملحوظ.

بشكل عام، يلاحظ أن حالة المريض تسوء بشكل سريع خلال الأسبوعين الأولين للمرض ثم تستقر وتتوقف عن التدهور لمدة 4 أسابيع، بعد ذلك تتطور الحالة وتتحسن حتى يحدث الشفاء التام خلال 6-12 شهر، ويحتاج المريض خلال فترة التعافي الطويلة إلى الكثير من الدعم النفسي وإعادة التأهيل عن طريق المعالجة الفيزيائية من أجل العودة إلى حياته الطبيعية.

لا تتحسن الحالة الصحية بالنسبة للجميع بنفس الوتيرة تماماً، إذ قد تحدث إعاقة دائمة عند بعض المرضى وبعضهم الآخر يشعر بالضعف العضلي في المنطقة المصابة حتى بعد 3 سنوات، كما أن الوفاة تحدث في حالة واحدة من كل 20، لذلك يعتبر المرض خطيراً بالرغم من كون الشفاء التام هو النتيجة الأكثر شيوعاً.

وفي الختام.. نجد أن متلازمة غيلان باريه مثال حي وواضح على كون العلوم الطبية الحديثة بعيدة كثيراً عن المثالية، إذ لايزال أمامنا الكثير من الأمراض لنفهمها ونتعلم كيفية التخلص منها وعلاجها بشكل مثالي، لكن الأبحاث دائماً جارية للتخفيف من الآلام والإعاقات التي تصيب البشر حول العالم.