أعراض انسمام الحمل وأسباب تسمم الحمل وخطورته

ما هي أعراض تسمم الحمل؟ ما هي أسباب انسمام الحمل؟ وما المخاطر التي يمحلها الانسمام الحملي على صحة الحامل والجنين؟ كيف يتم علاج التسمم الحملي والوقاية من انسمام الحمل؟
أعراض انسمام الحمل وأسباب تسمم الحمل وخطورته
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

في المقال التالي سنتحدث عن أهم المعلومات المتعلقة بانسمام الحمل من حيث الأعراض المنذرة بحدوثه والحالات التي تتطلب الذهاب إلى قسم الإسعاف، بالإضافة إلى أسباب المرض والمخاطر الصحية التي قد تنتج عنه.

انسمام الحمل هو المصطلح القديم لحالة مرضية تعرف في الوسط الطبي باسم مقدمة الارتعاج أو ما قبل الإرجاج (Preeclampsia)، وهي من مضاعفات الحمل التي تحدث في 5 إلى 8 في المئة من الحمول، وتتصف بارتفاع ضغط الدم المترافق مع علامات إصابة أحد أجهزة الجسم (خصوصاً الكبد والكليتين).
يحدث الانسمام الحملي في النصف الثاني من الحمل عادة أي بعد الأسبوع العشرين، ويمكن أن يقود في حال غياب المساعدة الطبية الإسعافية إلى مضاعفات خطيرة أو حتى مميتة للجنين أو جسم المرأة، مما قد يضع المريضة في موقف صعب للاختيار بين سلامتها الشخصية أو حياة الجنين.

animate

الأعراض والعلامات الموجهة لمقدمة تسمم الحمل

يمكن أن يتطور الانسمام الحملي بدون وجود أي شكوى صحية لدى المريضة، في هذه الحالة تكون العلامة الأكثر أهمية هي ارتفاع ضغط الدم الذي قد يرتفع بشكل سريع ومفاجئ أو على مدى أيام عديدة، لذلك تعتبر المراقبة المستمرة لضغط الدم خلال الحمل إجراءً هاماً ومفيداً في التشخيص المبكر، يعتبر ضغط الدم الذي يزيد عن 140 على 90 مليمتر من الزئبق (يعبر البعض عن هذه القيمة بعبارة 14\9) مرتفعاً وغير طبيعي، مع العلم أن تشخيص ارتفاع الضغط يتطلب تسجيل ارتفاع ضغط الدم عن القيمة المذكورة خلال عمليتي قياس تفصل بينهما 4 ساعات على الأقل.
في الحالات المتوسطة من الانسمام الحملي قد تقتصر الأعراض على ارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل داخل الجسم (يفيد قياس الوزن في تقدير كمية السوائل المحتبسة) ووجود البروتين في البول مما يدل على بدء إصابة الكليتين.
في الحالات الشديدة من انسمام الحمل تزداد شدة الأعراض.

ومن الأعراض والعلامات الشائعة في الحالات الشديدة من مقدمة الارتعاج:

  • ازدياد كمية البروتين المطروح في البول أو ما يدعى باسم البيلة البروتينية (Proteinuria) وهو دليل على تقدم الإصابة الكلوية.
  • الصداع الشديد وخاصة في مؤخرة الرأس.
  • تبدلات في الرؤية مثل غياب البصر لفترة مؤقتة، تغيم الساحة البصرية، أو الانزعاج من الضوء.
  • الألم في القسم العلوي من البطن وبخاصة تحت الأضلاع من الجهة اليمنى (مكان وجود الكبد).
  • تناقص كمية البول المطروح.
  • اضطراب وظائف الكبد.
  • الدوار.
  • الغثيان والقياء الشديدان.
  • لهاث وضيق في النفس بسبب تراكم السوائل في الرئتين (وذمة الرئة).
  • نقص عدد الصفيحات الدموية في تحليل الدم.

تحدث الوذمة أو تراكم السوائل خاصة في الوجه والكاحلين في سياق انسمام الحمل، لكنها قد تحدث أيضاً في الحمول الطبيعية، لذلك لا يمكننا اعتبار الوذمة علامة هامة في تشخيص المرض.
يمكننا اعتبار الصداع والغثيان والألم في مختلف أنحاء الجسم بالإضافة إلى تسرع خفيف في معدل التنفس أعراضاً شائعة خلال الحمل لذلك لا يمكننا معرفة إن كان سببها مرضياً أم مجرد أعراض حمل طبيعية، لكننا ننصح باستشارة الطبيب في أقرب وقت لدى ملاحظة ارتفاع ضغط الدم عند قياسه في المنزل.

ننصح باستشارة الطبيب بشكل مستعجل أو الذهاب مباشرة إلى قسم الإسعاف في حال:

  • حدوث صداع شديد.
  • تغيم في الرؤية أو أية أعراض بصرية.
  • تسرع شديد في التنفس.
  • حدوث نوب اختلاج شبيهة بالصرع.
  • ألم شديد في البطن خصوصاً في القسم العلوي منه.

عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة
لا أحد يعلم السبب المباشر الذي يقف خلف انسمام الحمل لكن عدداً من العوامل يتدخل في إحداث هذه المشكلة، يعتقد الأطباء أن المشكلة تنبع أصلاً من المشيمة (وهي العضو الذي يغذي الجنين خلال الحمل ويربط الدوران الدموي الجنيني مع دوران الأم)، ففي المرحلة المبكرة من الحمل تنمو المشيمة وتتشكل أوعية دموية من المشيمة ترتبط بالرحم وتتطور لإيصال الدم إلى المشيمة بكفاءة عالية.
يبدو أن الأوعية الدموية للمشيمة لا تتطور بصورة طبيعية لدى المرأة المصابة بانسمام الحمل، فتكون أضيق من الأوعية الدموية الطبيعية، وتستجيب بشكل غير طبيعي للإشارات الهرمونية مما يحد من كمية الدم القادر على العبور من خلالها.

أما عن عوامل الخطر التي تجعل المرأة أكثر أهبة من غيرها للإصابة بالتسمم الحملي فنذكر:

  • قصة مرضية لانسمام الحمل: يزداد احتمال إصابة المرأة بهذا المرض في حال وجود سوابق للإصابة به لدى المرأة ذاتها في حمول سابقة أو لدى سيدة أخرى من نفس الأسرة.
  • ارتفاع ضغط الدم المزمن: تزداد فرص الإصابة بانسمام الحمل لدى السيدات المصابات بارتفاع ضغط الدم.
  • العمر: خصوصاً طرفا سن النشاط التناسلي أي قبل عمر الـ 20 أو بعد الـ 40.
  •  الحمل المتعدد: يزداد احتمال الإصابة بانسمام الحمل بازدياد عدد الأجنة الموجودة داخل الرحم.
  • الوزن: فالنساء البدينات أكثر عرضة لحدوث مقدمة الارتعاج مقارنة بطبيعيات الوزن.
  • ترتيب الحمل: الحمل الأول هو أكثر الحمول عرضة للاختلاط بانسمام الحمل.
  • العرق: يزداد احتمال حدوث انسمام الحمل لدى النساء من العرق الأسود مقارنة بالأبيض.

كيف يتم تقرير العلاج المناسب لتسمم الحمل
يعتمد الخيار العلاجي أساساً على مرحلة الحمل ومدى اقتراب موعد الولادة، فإذا كنتِ قريبة من موعد ولادتك المتوقع وكان جنينك متطوراً بشكل يكفيه للاعتماد على نفسه في أداء الوظائف الحيوية (عادة بعد انقضاء 37 أسبوع من الحمل)، يكون العلاج الأكثر فعالية هو وضع الطفل عن طريق تحريض المخاض الطبيعي أو الولادة القيصرية والتخلص من مصدر هذا المرض (المشيمة والجنين).
لكن الأمر ليس دوماً بهذه البساطة، فالكثير من حالات انسمام الحمل تحدث قبل وصول الطفل إلى مرحلة التطور الكافي للحياة، فإذا حدثت حالة متوسطة الشدة من انسمام الحمل قبل نمو الجنين بشكل كاف ينصح الطبيب بما يلي:

  • الراحة والاستلقاء على الجانب الأيسر لتخفيف الضغط الذي يسببه وزن الطفل عن الأوعية الدموية الرئيسية للأم.
  • زيادة الاستشارات الطبية في الفترة القادمة.
  • التقليل من تناول الملح لأنه يرفع الضغط.
  • شرب كمية كبيرة من الماء (8 كؤوس في اليوم على الأقل).
  • تعديل النظام الغذائي وزيادة الوارد من البروتين للتعويض عن الكمية الضائعة في البول.

قد يحاول الطبيب في الحالات الشديدة استخدام الأدوية الخافضة للضغط حتى تستقر الحالة بشكل يكفي لوضع الطفل بشكل آمن، بالإضافة إلى التدابير السابقة من الراحة والنظام الغذائي، كما يمكن استخدام مجموعة خاصة من الأدوية تدعى بالستيرويدات القشرية (Corticosteroids) عند الحاجة إلى توليد الجنين قبل موعده، فهي تسرع عملية نضج الرئتين وتحمي الطفل من الاختلاطات التنفسية المميتة الناتجة عن الولادة المبكرة.

ما هي الاختلاطات الممكنة على جسم الأم
يمكن أن يؤدي التأخير في تقديم المساعدة الطبية للمرأة الحامل إلى الكثير من الإصابات الجسدية الخطيرة على صحتها أو حتى حياتها، مثل فشل الكبد أو الفشل الكلوي أو الإصابة القلبية وقصور القلب المفاجئ.

يمكن أن تتطور مقدمة الارتعاج إلى أشكال أكثر خطورة مثل:

  1. الارتعاج أو الإرجاج (Eclampsia): وهو الشكل النهائي من مقدمة الارتعاج، يتصف بإمكانية ظهور أي من الأعراض الشديدة للانسمام الحملي بالإضافة إلى الاختلاجات الشبيهة بالصرع في جسم المرأة مما يشير إلى إصابة في الجهاز العصبي، يعالج هذا الاختلاط المخيف بالأدوية السابقة بالإضافة إلى خافضات الضغط القوية والأدوية المضادة للاختلاجات العضلية ثم توليد الجنين في أقرب وقت ممكن.
  2. متلازمة هيلب (HeLLP): كلمة هيلب هي اختصار للعلامات المرضية النموذجية وهي (Hemolysis) أي انحلال الدم، (Elevated Liver enzymes) أي ارتفاع خمائر الكبد في الدم مما يعني تخريب الخلايا الكبدية وخروج هذه الإنزيمات إلى الدم، وأخيراً (Low Platelets) أي نقص الصفيحات الدموية، يحدث هذا الاختلاط في مرحلة متأخرة من الحمل ويسبب الغثيان والقياء والألم في القسم العلوي الأيمن من البطن، والمخيف في متلازمة هيلب هو أنها قد تحدث بدون أية أعراض، حتى أن ارتفاع ضغط الدم قد لا يكون موجوداً فيها.
  3. انفصال أو انفكاك المشيمة (Placental Abruption): يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى انفصال المشيمة عن بطانة الرحم، مما قد يسبب نقص التروية الدموية الذاهبة إلى الجنين، وحدوث نزف داخلي (قد يبقى محتبساً في الرحم ولا يظهر عبر المهبل) يهدد حياة المريضة.

ما هي الأضرار التي يحملها الانسمام على صحة وحياة الجنين؟
يؤدي الانسمام الحملي إلى حرمان المشيمة من الحصول على كمية كافية من الدم، فإذا لم تحصل المشيمة على تروية دموية كافية لن يأخذ الجنين الغذاء والأكسجين الضروريين لنموه، تكون النتيجة نقصاً في سرعة نمو الجنين أو ما يدعى طبياً باسم تحدد النمو الجنيني (Fetal Growth Restriction)، نقص وزن الطفل عند الولادة، أو حدوث المخاض في وقت مبكر.
يمكن لمعظم النساء المصابات بانسمام الحمل وضع مولود طبيعي الوزن والنمو إذا تم تشخيص انسمام الحمل بشكل مبكر ومعالجته بالرعاية المستمرة أو الأدوية.

كيف أتجنب الإصابة بالانسمام خلال حملي؟
في الوقت الحالي لا يوجد طريقة مثالية للوقاية التامة من حدوث مقدمة الارتعاج، وتعتمد الوقاية على تجنب عوامل الخطر المؤهبة لارتفاع ضغط الدم عن طريق اتباع تعليمات الطبيب من ناحية النظام الغذائي والنشاط الجسدي، فيما يلي بعض النصائح المفيدة لتجنب حدوث انسمام الحمل:

  1. تجنبي إضافة الملح إلى طعامك أو خففي منه قدر الإمكان.
  2. اشربي 6 إلى 8 كؤوس من الماء كل يوم.
  3. ابتعدي عن الوجبات السريعة والأطعمة المقلية.
  4. احصلي على قدر كاف من الراحة.
  5. مارسي الرياضة المعتدلة مثل المشي لحوالي 20 دقيقة كل يوم.
  6. تجنبي شرب الكحول خلال الحمل فهو يسبب الكثير من التشوهات الجنينية الخطيرة بالإضافة إلى الانسمام الحملي.
  7. تجنبي المشروبات المنبهة لأن الكافيين الموجود فيها يرفع الضغط ويؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية.
  8. ارفعي قدميك عن الأرض عدة مرات خلال اليوم إذا كان عملك يتطلب الوقوف أو الجلوس لفترة مطولة.

وفي الختام.. بقي أن نؤكد على أهمية اتباع القواعد الصحية خلال الحمل والالتزام بتعليمات الطبيب على أكمل وجه مهما كانت صعبة أو مزعجة، لأنها قد تجنبك هذا الموقف الصعب وما قد يتلوه من عواقب خطرة أو مميتة.