طرق التخلص من الإحباط والسلبية

ما هي الأسباب التي تدفعك للتعايش مع المشاعر المحبطة؟ كيف تتعامل مع الإحباط في حياتك وتحد من الوقوع فيه؟ نصائح لتكون نتائج إحباطك إيجابية ومُنتجة
طرق التخلص من الإحباط والسلبية

طرق التخلص من الإحباط والسلبية

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

قد يكون منبع الإحباط والشعور السلبي ظروفاً خاصة تمر بها، أو أسئلة وجودية وفترة فشل مهني أو حتى أشخاص سلبيين يحيطون بك في حياتك اليومية، مهما كان السبب الرئيسي لمشاعر السلبية والإحباط لديك؛ عليك معرفته وتحديده حتى تستطيع معالجته، هذا ما سنتحدث عنه من خلال المقال.

المشاعر السلبية جزء طبيعي في حياة الإنسان
العواطف السلبية هي أي عواطف تسبب لك شعوراً سيئاً بطريقة أو بأخرى، مثل الغضب والخوف والحزن واليأس والإحباط والذنب والعار والاشمئزاز وخيبة الأمل... الخ، سمها ما شئت فكلنا نمر بهذه العواطف، سواء أكنت تقرّ بها أم لا فهي موجودة.
في عام 1970، حدد عالم النفس بول إيكمان (Paul Eckman) (المعروف بدراسة تعابير الوجه ومدى ارتباطها بالعواطف) ستة مشاعر أساسية: السعادة والحزن والاشمئزاز والخوف والمفاجأة والغضب، ومن المثير للاهتمام أن أربعة من أصل ستة منها تقع في فئة "السلبية"، وفي عام 1980 حدد عالم النفس روبرت بلوتشيك (Robert Plutchik) ثمانية عواطف أساسية: الفرح والحزن والثقة والاشمئزاز والخوف والغضب والتوقعات والمفاجأة، مرة أخرى قد يتم اعتبار أربعة من هذه الثمانية سلبية، وقد استمر كلاهما في توسيع نطاق العواطف لتشمل العديد من المشاعر الأخرى، وقد وسع الدكتور بلوتشيك نتائجه من خلال عجلة العواطف؛ لتوضيح الطيف والدرجات والعلاقات بين هذه المشاعر.
لماذا العواطف السلبية ليست جميعها سلبية؟
 

في حين أن العواطف السلبية قد تكون سيئة، إلا أنها ليست سيئة للغاية بالنسبة لنا، فيما يلي سبعة أسباب لذلك:

- إنها طبيعية: بعدم الحديث عن حقيقة أن العواطف السلبية جزء طبيعي من الحياة ولا مفر منه، هذا يقودنا إلى الشعور بالأسوأ عندما نشعر بها، فهي تجربة "مزاجية" مختلفة من حيث كونها إنسانية، فقد حان الوقت لإعادة تقييم دور المزاجية السيئة في حياتنا اليوم، ويجب أن ندرك أنها جزء طبيعي مفيد للتكيف ومساعدتنا على التعامل مع العديد من المواقف والتحديات اليومية.

- تخدم غرضاً وتحمل نيّة إيجابية: على سبيل المثال، الخوف هو إشارة إلى أن هناك خطأ ما ويحمينا من الخطر، والحزن يعزز مشاعر الاتصال والتعاطف، كما أن العار والذنب يحثاننا على فعل الشيء الصحيح وتصحيح أخطاءنا، والغضب هو آلية حماية تلهمنا للعمل وتجعلنا نفعل شيئاً لتغيير الموقف.. حيث دفعتنا مشاعرنا السلبية إلى النمو؛ لنكون شركاء أفضل، وأصدقاء أفضل.. إنها تجعلنا أشخاصاً أفضل ونتحكم بحياتنا.

- إنها إشارة تحذير: يمكن للمشاعر السلبية "الأكثر اعتدالًا" مثل الإحباط أو الخوف أو الانزعاج أن تكون إشارات إنذار مبكر بأن شيئاً يحدث ضد مصلحتك، فاترك هذه المشاعر تمرّ، ربما ستشعر بالغضب أو الاستياء أو الخوف، فاترك هذه المشاعر تخرج عن سيطرتك قليلاً، فقد تشعر بالغضب الشديد والكراهية والقلق والاكتئاب، كما أن بعض المشاعر السلبية هي علامات أننا نفعل الشيء الخطأ، ما عليك إلا فهم هذه المشاعر لديك أو لدى الأشخاص المهمين في حياتك (الزوج- الزوجة – الأولاد - الأصدقاء).

- تلهمك للعمل: فهي محفز للتغير والحركة فما يحدث عندما تغضب؟ تتخذ إجراءً ما.. لقد اُستخدم الغضب  على مر العصور كمحفز إيجابي للتغيير، واستخدم العديد من القادة العظماء عبر التاريخ؛ غضبهم للدفاع عما يؤمنون به والمطالبة بالعدالة والتغيير.

- تساعدك على العيش بإخلاص ووفاء: لكي نعيش ككائنات بشرية صادقة، علينا أن نشعر ونعبر عن مجموعتنا الكاملة من العواطف، فبعد كل شيء كيف يمكنك أن تقدر متعة السعادة إذا لم تعاني من ألم الحزن؟

-ما يخفيه العقل، يكشفه الجسد: عندما نخفي أو نحاول إخفاء العواطف السلبية أو تجاهلها، فإنها لا تختفي بل تختفي في أعماقنا.. تأكلنا، أنها تسبب القرحة وآلام الظهر والمرض، أو ارتفاع ضغط الدم "غير المبرر" أو القلق "غير المتوقع" وغير قابل للتفسير على الإطلاق.

- العواطف السلبية تعزز المرونة: كلما واجهت مجموعة كاملة من العواطف، تصبح أكثر مرونة في مواجهة والتعامل معها، ففي المرة القادمة التي تشعر فيها بنفس الشعور، أنت تعرف ماذا تفعل وما الذي يناسبك، كما تدرك أن هذا الشعور لن يقتلك، ولا يجعل ذلك الإحساس أقل، لكنه يجعلك أكثر وعياً بكيفية الاستجابة له.
 

animate

كيف تحول العواطف السلبية إلى إيجابيات
لتتعرف على كيفية احتضان المشاعر السلبية وتحويلها إلى دافع إيجابي؛ إليك هذه الخطوات العملية التي يمكنك استخدامها: 

1- تعرف على المشاعر السلبية واحترمها: أشعر بها ولكن لا تدعها تصبح أنت! دعها تتكون وتستمر وتمرّ.. اجلس معها، لأن المشكلة تكمن في أنك غريزياً تحتاج إلى إبعادها عنك.. حقاً من يريد أن يشعر وكأنه أحمق ليجلس مع حزنه!.. بصراحة أنا... فقد دربت نفسي على الانتظار ريثما تنهي هذه العواطف دورتها الطبيعية لدي، فكما ذكرنا أعلاه هي جزء طبيعي من تكويننا، كما قد ترغب في التواصل مع شخص مقرب يمكنه مساعدتك على خلق مساحة آمنة لتجربة مشاعرك.

2- النظر بإيجابية للعاطفة السلبية: بمعنى تحديد النية الإيجابية وراء العاطفة، فهل تظهر كإشارة تحذير مبكر (أو في وقت متأخر)، هل هي محفز للتغيير الإيجابي، أم آلية للحماية أو البقاء؟

3- تأكد من مشاعرك: أحيانا تكون مشاعرنا السلبية مبررة، لكن في بعض الأحيان تكون في غير محلها.. فتأكد منها، إذا كنت تشعر بالقلق فهل هناك شيء يدعو للقلق أو أن القلق يوشك أن يصبح عادة سيئة لديك؟ إذا كنت تشعر بالغضب تجاه شخص ما، فهل لديك كل الحق بذلك؟ ربما يكون سوء تفاهم بينكما! إذا كنت تشعر بالحزن أو الهزيمة، فهل هناك قصة غير مبررة تحاول أن تقنع نفسك بها؟ 

4- قرر رد فعلك: بمجرد فهم مشاعرك السلبية؛ فكر في الإجراء الذي يمكنك اتخاذه، ربما تريد أن تكون آمناً؟ قد تواجه مشكلة مع حياتك وتؤثر على صحتك مثلاً، ربما كان إحباطك وحزنك بسبب تغيير أكيد في حياتك؛ أنت مضطر على المضي قدماً في اتجاهه.
 

متى تكون المشاعر السلبية سيئة؟
سيكون من الخطأ عدم الاعتراف بمختلف مستويات المشاعر السلبية التي يمكن أن تحدث، فالكثير من الشعور بالذنب يمكن أن يقود للشلل الفكري حول ما يجب أن تفعل لإصلاح خطأ ما، والكثير من الحزن والاكتئاب ومن الغضب، يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الغضب! والكثير من الخوف يمكن أن يؤدي إلى القلق... بطبيعة الحال، تجربة بعض المستويات من هذه المشاعر السلبية أمر طبيعي، قد تكون تجربة المستويات المستمرة والمفرطة من هذه المشاعر إشارة إلى أنه لا بد من معالجتها، فإذا كنت تشعر بمشاعر سلبية شبيهة أو أن مشاعرك تتداخل بشكل كبير في حياتك، لا بد أن تتواصل مع الاختصاصي للحصول على المساعدة والدعم.
 

كيفية التغلب على الإحباط.. خطوات بسيطة وفعّالة
عندما يجعلك الإحباط غاضباً أو يجعل عقلك ضبابياً ويبدأ وقتك بالتسلل من بين أصابعك، فهناك خطوات يمكنك اتخاذها لتحويل مثل هذه الحالة الذهنية لمصلحتك:
كن هنا الآن: عندما تشعر بالإحباط فإنك غالباً ما تفكر بالمستقبل، أو تفكر بالتعثر أو الفشل بسبب ماضيك، لكن هدئ من روعك من خلال تركيز عقلك والانتباه إلى ما هو موجود الآن، هنا في هذه اللحظة، يمكنك القيام بذلك من خلال:
1- ركز على تنفسك، اجلس وأغمض عينيك وركز فقط على الهواء الخارج من أنفك لمدة 1-2 دقيقة، خذ نفساً عميقاً وتنفس من بطنك وليس من صدرك.
2- ركز على ما يدور حولك في هذا الوقت، الشمس ساطعة من خلال نافذتك، والأطفال يلعبون في الخارج، استمتع بدفء الشمس على بشرتك، افعل ذلك لمدة 1-2 دقيقة لتركيز انتباهك إلى اللحظة الحالية.

قدّر ما لديك: بعد أن ركزت انتباهك إلى الشيء الأكثر فائدة الآن، فهو الأكثر إيجابية في حياتك الآن، والطريقة الأسرع والأسهل للقيام بذلك هي التركيز على تقدير ما لديك، فالأشياء المهمة التي يمكن أن تأخذها في بعض الأحيان كأمر مسلم به مثل:
1- منزل دافئ وسقف يأوي رأسك.
2- ماء صالح للشرب.
3- عدم المعاناة من الجوع.
4- أصدقائك وعائلتك.

ركز على ما يمكنك القيام به الآن: مع انتباهك للحظة الراهنة ومزاجك الآن، فإنك أكثر امتنان وإيجابية، يمكنك فعل ذلك بسؤال نفسك: ما هي الخطوة الصغيرة التي يمكنني اتخاذها الآن لتحسين هذا الوضع؟ فقد يكون لمعرفة ما يمكن أن تتعلمه من إحباطك، أو قد يكون هناك المزيد لتتعلمه مع الوقت، بحيث يمكنك استعادة طاقتك ثم العودة إلى المضي بحياتك.
 

- اكتب أسباب الإحباط لديك
ما الذي يثير شعورك بالإحباط؟ هل يحدث عندما لا تتفق مع شريكك؟ أو عندما لا تحقق تقدماً في حياتك المهنية أو هوايتك؟ أو عندما يتم مقاطعة عملك في كثير من الأحيان؟ مهما كان اسأل نفسك أولاً: ما الذي يمكنني فعله لمنع هذا السبب في المقام الأول؟ على سبيل المثال: ضع هاتفك في وضع السكون خلال يوم العمل، إذا كنت لا تستطيع أن تمنع ذلك.. اسأل نفسك: ما الذي يمكنني فعله لتقليل الإحباط الناتج عن هذا السبب؟ على سبيل المثال، إذا شعرت بالإحباط بسبب عدم تحقيق تقدم مهني، حاول اكتشاف نقاط ضعفك وحاول تحسين مهاراتك، وإياك أن تقارن نفسك مع الآخرين في نفس المهنة، قد تكتشف أن ذلك أحد الحلول الجيدة لمشكلتك بالتالي تتلافى الإحباط.

- أنت إنسان
فرض الكمال على نفسك أو الآخرين في كثير من الأحيان يؤدي إلى الإحباط.. لذا ضع معاييرك على الآخرين وعلى نفسك على المستوى الإنساني بدلاً من الكمال.

- تحدث عن مشاعرك السلبية
عندما تتحدث عن إحباطك لشخص تثق به؛ يمكن أن يساعدك على البدء في رؤية الأمر من زاوية إيجابية، فصديقك الذي يستمع إليك أو لديه تجربة خاصة يمكن أن يساعدك على ذلك، أو يمكن لكما البدء بخطة معا للتغلب على هذا الوضع المحبط.

- تحدث بشكل مباشر
الناس لا يستطيعون قراءة أفكارك ولا يمكنك أن تقرأ أفكارهم أيضاً، لأن التلميح أو التخمين مع هذه المشاعر السلبية؛ يجعل المشكلة أكبر أو يمكن أن تصبح عدوانياً وسلبياً، لذا تواصل ببساطة وهدوء ومباشرة قدر المستطاع، قد يكون من الصعب القيام بذلك في هذه المرحلة، لكن غالباً ما يكون هناك الكثير من الإحباط والتوتر وسوء الفهم في علاقاتك بسبب عدم الوضوح لديك منذ البداية.
 

في النهاية... ماذا لو استطعنا التخلي عن تسمية المشاعر السلبية؟ ماذا لو لم يكونوا سيئين؟ ماذا لو كانت كلها مجرد عواطف؟ سلبية.. إيجابية.. محايدة... فلدينا كل أنواع العواطف المختلفة، دعونا فقط نشعر بها.. نستمع بها! الاعتراف بها وقبولها.. حاول أن تفهم ما تحاول هذه العواطف إخبارك به، حتى تتمكن من تسخيرها لتعيش أفضل ما في حياتك، هذه معلومات مفيدة بالنسبة لي، لكن ما هي أسهل طريقة لوضعها موضع التنفيذ والتخلص الإحباط على الفور عندما ينبثق؟ شاركنا رأيك عبر التعليقات.