أسباب وعلاج النحافة عند الأطفال

مخطط النمو الطبيعي للأطفال ووزن الطفل الطبيعي، لماذا لا يكتسب ابنك الوزن بسرعة كافية؟ هل يعتبر نقص الوزن لدى الطفل خطيراً؟ وما هوعلاج نحافة الأطفال؟
أسباب وعلاج النحافة عند الأطفال

أسباب وعلاج النحافة عند الأطفال

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تمتاز مرحلة الطفولة منذ سن الرضاعة حتى اكتمال النمو بحدوث عدد كبير من التغيرات الجسدية والنفسية التي يتحول الطفل من خلالها إلى إنسان بالغ، خلال هذه المرحلة يزداد وزن الطفل بشكل متسارع أكثر من أي مرحلة أخرى من مراحل الحياة، بالرغم من ذلك نرى أن بعض الأطفال لا يكتسبون الوزن بشكل طبيعي، إما بسبب العوامل العائلية والوراثية، أو بسبب سوء التغذية الناتج عن نقص الوارد الغذائي أو عدم قدرة الجسم على استغلال المواد الغذائية.
يعتبر التشخيص المبكر لبطء اكتساب الوزن لدى الأطفال أمراً هاماً لأنه قد يكون دليلاً على سوء التغذية أو على حالة مرضية تحتاج إلى العلاج، كما أن سوء التغذية قد يؤدي إلى الكثير من العواقب مثل ضعف جهاز المناعة، تأخر النمو وقصر القامة بالإضافة إلى التأخر العقلي وصعوبات التعلم خصوصاً لدى استمرار سوء التغذية لمدة طويلة.
في المقال التالي سنتعرف على الأسباب والعوامل المؤدية إلى النحافة لدى الأطفال، بالإضافة إلى الإجراءات الممكنة لتصحيح هذه المشكلة.

كيف يتم تعريف نقص اكتساب الوزن خلال الطفولة؟
يمكن تعريف نقص اكتساب الوزن (Poor Weight Gain) على أنه زيادة الوزن بمعدل أقل من المتوقع لدى الأطفال من الجنس والفئة العمرية ذاتها، يتم تحديد المجال الطبيعي للوزن مع العمر من خلال الدراسات الإحصائية للآلاف من الأطفال، يوجد لدى أطباء الأطفال مخططات بيانية للوزن مع العمر من أجل الأطفال من الجنسين.تصدر هذه المخططات عن مركز التحكم بالأوبئة الأميركي (CDC) ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، وهي قابلة للتطبيق على الأطفال من مختلف الجنسيات والأعراق، يتم استخدام مخططات منظمة الصحة العالمية بالنسبة إلى الأطفال تحت عمر السنتين، وهي متوفرة للأطفال من الذكور والإناث وفق المخططين التاليين:

مخطط منظمة الصحة العالمية للمجال الطبيعي للعمر والوزن لدى الذكور خلال الأشهر الـ 24 الأولى من العمر

مخطط نمو الطفل الذكر حتى 24 شهراً

 

مخطط منظمة الصحة العالمية للمجال الطبيعي للعمر والوزن لدى الإناث خلال الأشهر الـ 24 الأولى من العمر

مخطط نمو الإناث حتى 24 شهراً

 

أما لدى الأطفال فوق سن العامين، يتم اعتماد مخططات مركز التحكم بالأوبئة (CDC)، وهي متوفرة للذكور والإناث أيضاً وفق المخططين التاليين:

مخطط الوزن الطبيعي للأطفال الذكور من عمر عامين حتى العشرين

مخطط نمو الذكور من سنتين حتى العشرين

 

مخطط الوزن الطبيعي للأطفال الإناث من عمر عامين حتى العشرين

مخطط نمو الإناث من سنتين حتى العشرين

كما أن بعض الحالات المرضية المميزة التي تؤدي إلى تبدل في معدل النمو تحتاج إلى مخططات معدلة خاصة بها، نذكر من هذه الأمثلة متلازمة داون والاضطرابات الهرمونية لدى الأطفال.
عادة ما يتبع النمو وزيادة الوزن نمطاً محدداً وقابلاً للتوقع منذ الطفولة المبكرة حتى المراهقة، بعض الأطفال يفشلون في اكتساب الوزن منذ الطفولة بينما يزداد وزن بعضهم الآخر بشكل طبيعي لفترة معينة ثم يتوقف أو يتباطأ، عادة ما تصل زيادة الوزن إلى أدنى معدلاتها عندما يصل الطفل إلى نهاية مرحلة النمو الطولي.

animate

لماذا لا يكتسب طفلك الوزن بشكل طبيعي؟
لا يمكننا اعتبار نقص اكتساب الوزن مرضاً بحد ذاته، لكنه بالأحرى علامة قد تعود إلى الكثير من العوامل والأمراض، من الأسباب الشائعة لنقص اكتساب الوزن لدى الأطفال نذكر:

  • عدم استهلاك كمية كافية من السعرات الحرارية عبر الغذاء، أو استهلاك كمية كافية دون الموازنة بين المصادر الغذائية المختلفة (الكربوهيدرات والشحوم والبروتينات).
  • عدم قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية.
  • الحاجة إلى تناول كمية أعلى من الطبيعية من السعرات الحرارية.

يمكن أن يحدث نقص اكتساب الوزن كنتيجة لبعض الأمراض الجسدية، المشاكل التطورية والسلوكية، نقص الوارد الغذائي، مشكلة اجتماعية أو عائلية، أو اجتماع لهذه المشاكل.
تختلف الأسباب المرجحة لنقص الوزن باختلاف المرحلة العمرية التي بدأ خلالها هذا التراجع، فالعوامل المؤدية إلى نقص وزن الطفل عند الولادة ليست مشابهة لأسباب توقف اكتساب الوزن خلال المراهقة مثلاً، لذلك يتم تصنيف أسباب نقص الوزن تبعاً للمرحلة العمرية إلى الفئات التالية:

  1. مرحلة ما قبل الولادة: تدعى هذه الحالة طبياً باسم إعاقة النمو داخل الرحم (Intrauterine Growth Restriction)، وهي قد تنتج عن إصابة الأم بالأمراض المشوهة خلال الحمل مثل الحصبة الألمانية أو الجدري، تناول الأدوية المحددة لنمو الجنين مثل أدوية الصرع، بالإضافة إلى بعض الأسباب الشائعة لتحدد نمو الجنين مثل التدخين وشرب الكحول والقهوة خلال الحمل، كما أن وزن الولادة قد يكون منخفضاً حتى لو كان النمو داخل الرحم طبيعياً في حال حدوث الولادة قبل اكتمال أسابيع الحمل الأربعين.
  2. الأشهر الستة الأولى من الحياة: من الأسباب الشائعة لعدم اكتساب الوزن الكافي في هذه الفترة نذكر ضعف قدرة الرضيع على المص، استخدام حليب صناعي غير مناسب للعمر، مشاكل الإرضاع مثل عدم إفراز كمية كافية من حليب الثدي، عدم إرضاع الطفل عدداً كافياً من المرات، تشوهات الجهاز الهضمي التي قد تمنع الطفل من البلع أو امتصاص المواد الغذائية بشكل صحيح، الحساسية تجاه بروتين الحليب، القياء المستمر، بالإضافة إلى الأمراض الخلقية التي تجعل الطفل بحاجة إلى كمية إضافية من العناصر الغذائية مثل تشوهات القلب الولادية.
  3. من عمر 7 أشهر إلى 12 شهراً: يمكن أن يحدث تراجع في اكتساب الوزن نتيجة مشاكل التغذية مثل رفض الطفل لأنواع معينة من الطعام، مشاكل في فم الطفل تؤدي إلى صعوبة في المضغ والبلع، تأخير البدء في إعطاء الأطعمة الصلبة مثل الخضار المسلوقة، رفض الطفل تجريب الأطعمة الجديدة وعدم تكرار المحاولة من قبل الوالدين، عدم تقديم غذاء كاف ومتنوع وغني بالعناصر الغذائية، كما يمكن أن تحدث المشكلة بالرغم من التغذية السليمة في حال إصابة الطفل بالطفيليات في الجهاز الهضمي مثل الديدان، أو بسبب الحساسية تجاه أنواع معينة من الغذاء.
  4. بعد العام الأول من العمر: نشك هنا بالمشاكل السلوكية (مثل الأطفال المتململين أو مفرطي النشاط الذين يرفضون الجلوس إلى المائدة)، الأمراض الجسدية المتنوعة، التوتر والضغط النفسي في المنزل (مثل الخلافات بين الوالدين أو موت أحد أفراد العائلة) أو الأسباب الاجتماعية مثل الفقر، بالإضافة إلى عدم اعتناء الوالدين بتأمين غذاء صحي ومتوازن للطفل.

ماذا عليك أن تفعل في حال الشك بهذه المشكلة؟
إذا لاحظت أن وزن طفلك لا يزداد بشكل طبيعي مقارنة بأقرانه من الفئة العمرية ذاتها: ننصحك بزيارة طبيب الأطفال من أجل تحديد سبب المشكلة والوسائل الممكنة لعلاجها، تذكر أن تخبر الطبيب فيما إذا كان طفلك يعاني من أي مما يلي:

  1. الإقياء أو الإسهال أو رجوع الطعام غير المهضوم إلى الفم.
  2. إذا كان طفلك يتجنب جميع الأطعمة التي تملك قواماً معيناً (مثل الأطعمة الصلبة أو المقرمشة) فقد يدل ذلك على مشكلة في المضغ أو البلع.
  3. إذا كان طفلك يتجنب مجموعة من الأطعمة مثل منتجات الألبان أو القمح فقد يدل هذا على عدم تحمل الحليب أو حساسية القمح.
  4. إذا كان يشرب كمية كبيرة من السوائل الفقيرة بالسعرات الحرارية لأنها تسبب الشبع المبكر وعدم تناول كمية كافية من الطعام.
  5. إذا كان الطفل يتبع حمية غذائية معينة مثل الحمية النباتية أو النظام الغذائي الخالي من الجلوتين.

نصائح وعلاجات للتخلص من النحافة عند الطفل
يهدف العلاج إلى تزويد الطفل بالحاجة الغذائية الكافية حتى يتمكن من اللحاق بأقرانه والوصول إلى الحدود الطبيعية من الوزن بالنسبة إلى العمر، يمكن أن يتم ذلك عن طريق تعديل النظام الغذائي كماً ونوعاً بالإضافة إلى التعامل مع الاضطرابات النفسية والاجتماعية التي قد تكون سبباً في المشكلة.

تعتمد الخطة العلاجية على العامل المسبب لنقص اكتساب الوزن ومدى سوء المشكلة الصحية، لذلك قد تسلك الخطة العلاجية أحد هاذين الاتجاهين:

  • يمكن معالجة الغالبية العظمى من الأطفال المصابين بالحالات البسيطة والمتوسطة من سوء التغذية داخل المنزل بمساعدة طبيب الأطفال وأحيانا أخصائي التغذية أو العلاج النفسي.
  • الحالات الشديدة من سوء التغذية تعالج في المشفى، حيث تتم مراقبة وزن الطفل ونظامه الغذائي.

من الوسائل العلاجية التي قد يقترحها طبيب الأطفال في تعويض وزن الطفل الرضيع:

  1. استخدام أنواع خاصة من الحليب الصناعي المدعم بكمية إضافية من العناصر المغذية.
  2. تقليل كمية الماء المضاف إلى بودرة حليب الأطفال من أجل زيادة تركيزه.
  3. تجنب أنواع الحليب النباتي مثل حليب الصويا أو جوز الهند لأنها غير مناسبة للرضع.
  4. الحرص على تقديم عدد كاف من مرات الإرضاع للطفل كل يوم، فالأطفال في الأشهر الـ 4 الأولى من العمر يحتاجون إلى الرضاعة 8 إلى 12 مرة في اليوم، أما الأطفال الأكبر سناً فيحتاجون إلى الرضاعة 4 إلى 6 مرات كل يوم.

أما الأطفال الأكبر سناً فهم يحتاجون إلى إجراءات علاجية مختلفة نوعاً ما مثل:

  1. استخدام المركبات الغذائية البديلة لمنتجات الألبان في حال معاناة الطفل من عدم تحمل الحليب ومنتجاته.
  2. اتباع حمية غذائية خالية من الجلوتين إذا كان الطفل مصاباً بحساسية القمح التي تدعى أيضاً باسم عدم تحمل الجلوتين أو الداء الزلاقي (Celiac Disease).
  3. تعويض المعادن والفيتامينات الناقصة إما عن طريق تناول أغذية غنية بها وفق نظام غذائي يحدده الطبيب أو استخدام مكملات غذائية.
  4. التركيز على الأطعمة الغنية بالطاقة والبروتينات التي تساعد على النمو.
  5. الحرص على توزيع الطعام بشكل متوازن خلال اليوم وعدم جمع الحصة الغذائية اليومية في وجبة واحدة كبيرة أو وجبتين فقط كما يفعل بعض الآباء الذين لا يهتمون بوجبة الفطور كل صباح مثلاً.

وفي الختام.. تبقى استشارة طبيب الأطفال هي الأساس في تشخيص المشكلة وتحديد أسبابها والخطة العلاجية المثلى تجاهها أما واجب الوالدين فهو الالتزام بتعليمات الطبيب والحرص على تأمين غذاء كافٍ ومتنوع ومتوازن للطفل خلال مراحل النمو المختلفة.