التهاب الأذن الوسطى الحاد عند الأطفال

أعراض التهاب الأذن الوسطى الحاد عند الأطفال، أسباب التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال ومضاعفاته الخطيرة، وطرق علاج الأذن الوسطى والوقاية من الالتهاب
التهاب الأذن الوسطى الحاد عند الأطفال
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

التهاب الأذن الوسطى الحاد (Acute Otitis Media) هو من الإصابات الالتهابية المؤلمة التي تصيب الأجزاء غير الظاهرة من الأذن، ويعتبر من أكثر الأمراض الالتهابية شيوعاً لدى الأطفال.
الأذن الوسطى هي الجزء الذي ينقل الأصوات من غشاء الطبل (الغشاء الرقيق الذي يوجد في نهاية مجرى السمع) وصولاً إلى الأذن الداخلية، وهو يملك عدداً من وسائل الحماية التي تعزله وتحميه من الجراثيم والفيروسات لكنها لا تكون متطورة بشكل جيد لدى الأطفال مما يجعلهم معرضين للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى بعد الإصابات التنفسية في الفم أو الحلق وخصوصاً الإنفلونزا.
عادة ما يكون التهاب الأذن الوسطى حالة سليمة وقابلة للشفاء بشكل كامل لكن استخدام الأدوية قد يكون ضرورياً، وفي المقال التالي سنذكر بعض المعلومات الأساسية عن أعراض المرض وطرق ملاحظته وكشفه، بالإضافة إلى العلاجات الممكنة له.
 

ما هي الأعراض الموجهة لهذا الالتهاب؟
يمكن أن يعاني الطفل من واحد أو أكثر من الأعراض التالية:

- الحمى.
- البكاء.
- الهياج.
- الأرق.
- الشد على الأذنين.
- الألم في الأذن.
- الصداع.
- الألم في العنق.
- خروج مفرزات سائلة من الأذن.
- فقدان الشهية.
- القياء.
- الإسهال.
- اضطراب التوازن.
- نقص السمع.

animate

ما هو العامل المسبب لهذا الالتهاب لدى الأطفال؟
بداية علينا التعرف على عضو مهم في هذا الالتهاب يعرف باسم نفير أوستاش أو أنبوب أوستاش (Eustachian Tube)، وهو قناة تصل بين الجزء الخلفي من البلعوم والأذن الوسطى، يتحرك الهواء داخل هذه القناة للمحافظة على ضغط طبيعي داخل الأذن الوسطى خصوصاً عند سماع الأصوات العالية لكي لا يتمزق غشاء الطبل.
يحدث التهاب الأذن الوسطى الحاد عندما ينسد هذا الأنبوب لسبب ما (غالباً بسبب احتقانه بالمفرزات عند الإصابة بالزكام) مما يحجز المفرزات المخاطية في الأذن الوسطى، يمكن أن تنتقل الجراثيم والفيروسات إلى المنطقة المملوءة بالسائل وتسبب التهاباً خصوصاً أن هذا الأنبوب يكون قصيراً وعريضاً وأفقياً تقريباً لدى الأطفال مما يجعل عودة المفرزات باتجاه الأذن أسهل منه لدى الكبار.

من الأسباب والعوامل التي تسبب احتقان وانسداد نفير أوستاش:
- التحسس الربيعي.
- نزلة البرد.
- الإنفلونزا.
- التهاب الجيوب.
- التهاب الناميات.
- التدخين السلبي.
- شرب الماء أو الحليب في وضعية الاستلقاء (خصوصاً لدى الأطفال).

هناك عدد من العوامل التي تجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى الحاد نذكر منها:
- العمر:
يعتبر الأطفال في الفئة العمرية من 6 أشهر إلى سنتين أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالتهابات الأذن بسبب شكل وحجم نفير أوستاش في هذه الفترة الحرجة، بالإضافة إلى كون جهاز المناعة لا يكون قد نضج تماماً في هذا العمر.
- دور رعاية الأطفال النهارية: يمكن لوجود الطفل مع عدد كبير من الأطفال الآخرين في مكان واحد أن يزيد من احتمال التقاط عدوى الزكام وانتشار الأمراض التنفسية فيما بينهم بشكل سريع.
- طريقة تغذية الرضيع: لوحظ أن تغذية الرضيع بالحليب الصناعي بواسطة زجاجة الحليب يجعله أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى مقارنة بالإرضاع الطبيعي، خصوصاً إذا وضعت الزجاجة في فم الطفل وهو مستلق على ظهره.
- العوامل الموسمية: تزداد معدلات حدوث التهاب الأذن الوسطى في الخريف والشتاء حين تنتشر موجات الزكام والإنفلونزا، كما أن الأطفال المصابين بالتحسس الربيعي الموسمي قد يحملون خطورة أعلى للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى الحاد خلال الربيع.
- تلوث الهواء: يزداد احتمال الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى الحاد عند استنشاق الهواء الملوث خصوصاً بدخان السجائر إذا كان أحد الوالدين مدخناً.
- التعرض لتبدلات في الضغط الجوي: يمكن أن يحدث ذلك نتيجة عدد من الأنشطة مثل السفر إلى أماكن بعيدة أو الانتقال بشكل سريع إلى مكان مرتفع أو منخفض، إذ يؤدي نقص الضغط المفاجئ داخل الأذن الوسطى إلى سحب السوائل إليها مما يؤهب لحدوث الالتهاب.

الاختلاطات التي قد يسببها الالتهاب
بشكل عام تتعافى معظم حالات التهاب الأذن الوسطى الحاد دون أن تترك تأثيرات طويلة الأمد، لكن حدوث الالتهاب وتراكم السوائل بشكل مستمر أو متكرر يمكن أن يؤهب إلى بعض المضاعفات الخطرة مثل:
- نقص السمع: من المتوقع أن يحدث نقص بسيط ومؤقت في السمع عند المصاب بالالتهاب لكن القدرة السمعية يجب أن تعود إلى الحدود الطبيعية بعد الشفاء، يمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن واحتجاز المفرزات الالتهابية في الأذن إلى تأذي غشاء الطبل أو العظام الدقيقة الموجودة في الأذن الوسطى والتي تتحكم بعملية نقل الصوت، مما يحدث نقصاً مستمراً في السمع.

- تأخر الكلام والتطور السلوكي: إذا تعرض الطفل في عمر مبكر إلى فقدان دائم أو طويل الأمد في القدرة السمعية، فهو لن يحصل على فرصة كافية لتعلم مهارات النطق، كما أن اكتساب المعلومات الاجتماعية والسلوكية يكون أكثر صعوبة بسبب عدم قدرة الوالدين على التواصل لفظياً مع الطفل المصاب.

- انتشار الالتهاب: يمكن للالتهابات غير المعالجة أو غير المستجيبة على العلاج أن تنتشر إلى الأنسجة المجاورة، مما يسبب حالة خطرة تدعى باسم التهاب الخشاء (Mastoiditis)، والخشاء هو بروز عظمي يقع خلف الأذن (يمكنك جسه خلف صيوان الأذن)، يعتبر هذا الالتهاب خطيراً لأنه قد يشكل خراجاً في مكانه وينشر العوامل الممرضة إلى داخل الجمجمة.

- تمزق غشاء الطبل: عادة ما تشفى تمزقات غشاء الطبل تلقائياً خلال 72 ساعة، في حالات قليلة قد يحتاج الطفل إلى عملية جراحية لترقيع غشاء الطبل.

الوسائل العلاجية المستخدمة في هذا الالتهاب
تشفى معظم حالات التهاب الأذن الوسطى الحاد بدون العلاج بالمضادات الحيوية، لذلك يفضل تجريب العلاج المنزلي والأدوية المسكنة للألم قبل اللجوء إلى المضادات الحيوية من أجل تجنب آثارها الجانبية على جسم الطفل، ومن الوسائل العلاجية المستخدمة نذكر ما يلي:

العلاج المنزلي:
قد يقترح الطبيب بعض الإجراءات العلاجية المنزلية من أجل تخفيف الألم ريثما يتعامل الجسم مع الالتهاب والعدوى مثل:
- وضع قطعة قماش مبللة ودافئة على الأذن المصابة.
- استخدام قطرات الأذن المسكنة للألم.
- استخدام الأدوية المسكنة للألم المتوفرة في الصيدليات مثل دواء باراسيتامول المعروف باسم بانادول، ودواء إيبوبروفن المعروف أيضاً باسم البروفين.

العلاج الدوائي:
أهم المجموعات الدوائية المستخدمة في التهاب الأذن الوسطى الحاد هي الأدوية المسكنة للألم ومضادات الاحتقان في المرحلة المبكرة، بالإضافة إلى المضادات الحيوية (Antibiotics) في حال فشل العلاج المنزلي وعدم تحسن المريض خلال عدة أيام.

العلاج الجراحي:
يمكن أن يطلب الطبيب إجراء عملية جراحية إذا لم يستجب الالتهاب على المعالجة الدوائية، أو إذا حدثت هذه الالتهابات بشكل متكرر لدى المريض بسبب مشكلة بنيوية أو تشريحية، تتضمن الخيارات الجراحية المستخدمة في التهاب الأذن الوسطى الحاد:
- استئصال اللوزتين والناميات: يمكن أن يكون التهاب الأذن الوسطى المتكرر نتيجة عن التهاب الناميات أو اللوزتين، لا تعتبر هذه العملية مفضلة لدى الأطفال في الأعمار الصغيرة لكنها قد تكون الخيار الوحيد للتخلص من الالتهابات المتكررة.
- وضع أنبوب في الأذن: يمكن أن يعالج الالتهاب المعند على العلاج عن طريق وضع أنبوب يؤمن تهوية الأذن وتصريف السوائل من الأذن الوسطى.

كيف يمكنك حماية طفلك من الإصابة بهذا الالتهاب؟
يمكن أن تساعدك الخطوات التالية على تقليل احتمال إصابتك وإصابة طفلك بهذا المرض:
- الوقاية من نزلات البرد وغيرها من الأمراض:
درب أطفالك على غسل يديهم بشكل متكرر وجيد، بالإضافة إلى استخدام صحون وملاعق وكؤوس خاصة بهم وعدم مشاركة أدوات الطعام والشراب مع غيرهم من الأطفال، درب أطفالك أيضاً على استخدام المناديل الورقية عند السعال والعطاس ورميها في سلة المهملات، تجنب وضع أطفالك في دور الرعاية النهارية في أيام انتشار جائحات الإنفلونزا إن أمكن ذلك، إذا لم يكن هذا ممكناً حاول وضع طفلك ضمن مجموعة صغيرة لأن احتمال التقاط العدوى يكون أقل كلما كان عدد المخالطين من الأطفال صغيراً، ولا تنس أن من واجبك إبقاء طفلك في المنزل وإبعاده عن الأطفال الآخرين في حال إصابته بالزكام حتى لا ينشر العدوى لباقي الأطفال.

- تجنب التدخين السلبي: من المهم ألا يقوم أحد بالتدخين في المنزل الذي يعيش فيه أطفال صغار، حتى أن بعض الأطفال يصابون بردة فعل تحسسية تجاه دخان السجائر حتى لو تم إطفاؤها قبل قدومهم لأن جزيئات الدخان تبقى في الجو وتحرض الحساسية.

- حليب الثدي هو الأفضل: حاولي تغذية طفلك بالحليب الطبيعي خلال الأشهر الـ 6 الأولى من عمره على الأقل، فالحليب الطبيعي يحوي أجساماً مناعية تحمي الطفل من الإصابة بالجراثيم والفيروسات التي تصيب الأذن بشكل شائع.

- حافظ على وضعية الطفل السليمة عند التغذية الصناعية: في حال استخدام الحليب الصناعي في تغذية الطفل يجب الانتباه إلى عدم وضع الزجاجة في فمه إذا كان مستلقياً، ولا تضع الزجاجة في السرير إلى جانب الطفل.

- استفسر عن التطعيمات الممكنة: من الأفضل أن تسأل الطبيب عن اللقاحات المناسبة لعمر طفلك والمفيدة في وقايته من الالتهابات المتكررة التي قد يعاني منها، خصوصاً تطعيم الإنفلونزا السنوي وتطعيم الجراثيم المكورة الرئوية التي تسبب التهاب اللوزتين والبلعوم والأذن الوسطى.

وفي الختام.. نجد أن التهاب الأذن الوسطى مرض شائع وبسيط في معظم الحالات إلا أنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطرة إذا لم يتم التعامل معه بشكل مناسب، تذكر أن اتباع القواعد الصحية وتجنب تعريض الطفل للعوامل الممرضة هو الخطوة الأساسية في الوقاية من هذا الالتهاب وما قد يتركه من عواقب.