البكاء في مكان العمل

أهمية البكاء في مكان العمل... يجب ألا تشعر بالحرج إذا بكيت في العمل وبسببه.. لاسيما إذا كنتِ سيدة! ما هي الأسباب التي تثبت أهمية البكاء بسبب العمل؟
البكاء في مكان العمل
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

من بين كل الأشياء التي تفعلها خلال يوم العمل بالإضافة إلى العمل؛ فإنك تخشى البكاء! حيث يُوصف هذا السلوك.. في مكان العمل؛ أنه علامة ضعف وانعدام المهنية، كما قد يُقال: إنك شخص غير ناضج والبكاء مؤشر على ضعف ضبطك للنفس، في هذا المقال سنتحدث عن الأسباب التي تشجعك على البكاء في مكان العمل!

أسباب تبرر أهمية البكاء في مكان العمل
على الرغم أن البكاء المتواصل في مكان العمل هو أمر غريب وغير محبب بالنسبة لنا جميعاً، إلا أن البكاء أحيانا بسبب ضغوطات العمل، أو بسبب تنمر الزملاء أو ربّ العمل؛ أمر ضروري ومهم للأسباب التالية:

  • البكاء لا يجعلك ضعيفاً: هناك تفكير قديم يفترض أن البكاء يجعلك تبدو أقل قوة، ما هو ضمني بطبيعة الحال، هو أنه عندما تكون امرأة.. فإن البكاء يجعلك أقل قوة، وربما تجعلها تجربة البكاء في العمل تشعر بأنها عندما تبكي فإنها تتخلى عن سلطتها أو مكانتها، ففي دراسة أجريت عام 2011 حول البكاء في مكان العمل، شملت أكثر من 700 عامل أمريكي على جميع المستويات المختلفة من حياتهم المهنية، حيث وجدت أن العاملين في كل خطوة على سلم الوظيفة لا يصرخون في العمل فحسب.. بل يبكون، كما حكمت معظم النساء على أنفسهن بشكل أكثر قسوة من حكم الزملاء الرجال على أنفسهم بسبب البكاء، ونسبة 41% من النساء في العمل قد بكين في مرحلة ما من حياتهن المهنية، حيث يمكننا أن نعتمد على هذه الإحصائية، لنؤكد أن البكاء أمر طبيعي في مكان العمل وخارجه.
  • الجميع بكى بسبب العمل: لقد بكى الكثير منا في مكان العمل، بحيث لا يمكن أن تكون الدموع مجرد علامة على أنك موظف كئيب، ولا يمكننا الاستمرار بالتظاهر بأن البكاء في مكان العمل؛ هو أمر غريب ويحدث فقط للأطفال الصغار!
  • لا يوجد صح وخطأ مع البكاء: يعتقد الكثير من الناس أن بعض البكاء في مكان العمل مسموح به، هذا يتوقف على سبب بكاءك، أي لن يقف أحد ضدك إذا انفجرت بكاءً بعد تلقيك خبراً سيئاً، لكن الجميع سيقف ضدك إذا بكيت بعد صراخ رئيسك في وجهك، بسبب كسر الطابعة مثلاً، الافتراض الخاطئ هنا هو أنه في بعض الأحيان يكون من حق زملاء العمل الحكم عليك بسبب البكاء، فلا يوجد ما هو "خاطئ" و "صائب" في البكاء بسبب العمل، هناك فقط المشاعر الإنسانية الحقيقية التي تظهر فجأة.
  • أنت لا تؤذي الآخرين ببكائك: البكاء ليس غضباً أو أي من السلوكيات المتنمرة أو البلطجة المخيفة التي يتم التسامح معها في العديد من المكاتب (ما تراه في عالم الشركات اليوم)، فعندما تبكي أنت لا تؤذي أي شخص آخر، ولا تجعل أي شخص يشعر بالخوف، كما أن دموعك لا تجعل أي شخص يشعر بالتوتر من أن وظيفته قد تكون في خطر، وليس من شأن أي شخص آخر أنك تبكي، لأن بكاءك لا يؤذيه، بالتالي استبعد فكرة أنك تدين لأي شخص بتفسير "لماذا تبكي".
  • بمحاولة تلافي البكاء تصرف طاقتك للعمل: نادراً ما تكون المسئول عندما تبكي، والبكاء هو وظيفة بيولوجية للغدد الدمعية والجهاز العصبي اللاإرادي، وأنت تعرف أهمية البكاء للصحة، عندما نشعر بالضيق فعلياً نبكي، فالأمر متروك لك ما إذا كنت ستبكي أمام زملائك، أو لوحدك في غرفة المكتب، في المحصلة.. لا تحمل الذنب بسبب الطريقة التي تجعل الآخرين يشعرون بها.
  • ليست الدموع أكثر الإزعاجات التي تقوم بها في العمل: مثل أخذ غفوة في المكتب، أو أن تتصفح الفيسبوك أو تشاهد لعبة كرة القدم بصوت عالٍ على جهاز الكمبيوتر، الآن.. فكر في زميل أصابته نوبة سعال أثناء عرض تقديمي، حيث لم يفعل شيئاً متعمداً لتعطيل يوم الموظفين الآخرين، لأنه مريض وليس الأمر بيده، وهكذا.. يخضع البكاء في العمل لنفس الفرضية. 
  • لا تعتذر على البكاء في مكان العمل: يعتذر كل من يبكي في لحظة غير متوقعة في الأماكن العامة وهذا السلوك يتضاعف بسبب البكاء في العمل، لكن ما هو مبرر الاعتذار لو انطلقت بالبكاء بسبب ضغط العمل عليك!؟ فالدموع هي جزء من التجربة الإنسانية، والتظاهر بأن التجربة الإنسانية تتوقف بطريقة ما عند باب العمل أمر غير منطقي، تقول أستاذة كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا جوان ويليامز (Joan Williams)، "إنك عندما تبكي في العمل بسبب نزاع متعلق بالعمل، ويجب ألا تعتذر.. بل يجب أن تقول شيئاً على غرار: سنتوقف عن الحديث الآن، فهذه المحادثة تزعجني، سأخبرك عندما أكون مستعداً لمناقشة الأمر بهدوء"، فلا تتأثر وتسيء إلى كامل يومك، لأن البكاء كان استجابة لموقف، والدموع علامة على أن هذا الموقف يكتنف مشكلة ما.
  • البكاء لا يعيق مهنيتك: ماذا يعيق البكاء في حياتك المهنية؟ تظن السيدات أن فكرة البكاء في المكتب أمام الزملاء الذكور سيمنعكِ من الحصول على ترقية، ويصنفكِ كشخصية لا تستطيع تحمل العمل الشاق، لكن الحقائق لا تؤيد هذه النظرية، فمع مئات الأشخاص الذين بكوا في العمل، وجدوا أن ذلك لم يُحدث فرقاً في نجاح حياتهم المهنية.
  • حق البكاء في مكان العمل هو قضية نسوية: إن فكرة أن تكون الدموع خاطئة في مكان العمل هي فكرة تستهدف النساء على وجه التحديد، هذا النوع من التفكير لا يؤذي النساء فقط، حيث يُحظر منع البكاء في مكان العمل حتى بالنسبة للرجال، لأنه يجعلهم يعتقدون أن التعبير الطبيعي عن المشاعر يجعلهم يبدون أنثويين وضعفاء، ولا بد أن يقع هذا النوع من التفكير على رأس المحرمات!
animate

الحقيقة المدهشة حول البكاء في مكان العمل 

في الوقت الذي ليس لدينا أي مشكلة في فهم سبب بدء صديق ما في البكاء فجأة، نشعر بالقلق عندما ينفجر أحد زملاء العمل بكاءً أثناء اجتماع، حيث بكت الكثير من النساء اللاتي عملتُ معهن، لكنهن شعرن بالأسف حيال ذلك فيما بعد، سواء أكانوا يمرون بيوم سيء أو يشعرون بالإجهاد أو الإحباط، ففي مكان العمل كما أشرنا أعلاه؛ النساء لديهن شعور أسوأ بعد البكاء في مكان العمل، لكن الرجال يشعرون بتحسن!
لحسن الحظ يدرك الكثير من الناس اليوم (بما في ذلك أرباب العمل) أن البكاء جزء من الإنسان، كما أن البكاء في العمل ليس إدانة لقدراتك المهنية، وهذا ما يدحض نظريات حول تحريم البكاء في مكان العمل:

  • تبكي النساء لأنهن أكثر حساسية وبالتالي أقل تحملاً للصعوبات من أقرانهم الرجال: نعم في الحقيقة المرأة تبكي أكثر من الرجل، حيث أن لديها ستة أضعاف كمية البرولاكتين (هرمون مرتبط بالبكاء) التي يمتلكها الرجل، لذلك فليس من المستغرب أن تشعر النساء أن الدموع تطفر في أعينهن في لحظات غير مناسبة، لكننا ننسى أن البكاء هو عملية تطورية، وليس لدينا سيطرة كاملة على وقت حدوثه إن وجد السبب، فهل حاولت أن تمنع نفسك عن البكاء بمجرد أن تبدأ؟ لا علاقة للبكاء بالصلابة العقلية.. إنه حالة إنسانية.
  • البكاء يجعلك تبدو ضعيفاً ويؤذي سمعتك المهنية: لا يؤذي البكاء مكانتك المهنية، فبدلاً من مضاعفة الإحراج أو الخجل؛ يمكنك التباهي بنضجك من خلال الاعتراف بمشاعرك، لا تحتاج إلى الإفراط في الاعتذار وفي شرح نفسك، لكن يمكنك أن تكون دبلوماسياً، وأن تشكر الزملاء على اهتمامهم وعروضهم للمساعدة، ومن المقبول القول إنك تحتاج فقط إلى مساحة خاصة لمدة ساعة أو ساعتين، وأحد الأسباب التي تجعل البكاء في مكان العمل غير مريح للغاية، هو أن الناس من حولك لا يعرفون كيفية الاستجابة أو تقديم المساعدة لك.

ماذا تفعل إذا بكيت في مكان العمل؟
هناك أشياء يمكنك القيام بها للتخفيف من حدة التوتر بسبب البكاء في مكان العمل، حيث ستساعدك هذه النصائح، بدلاً من ترك الدموع تتطور إلى سبب جديد في إحباطك:

  • وضح لزملائك.. أن بكاءك لم يكن مقصوداً: قد يُظهرك البكاء في العمل وكأنك غير عقلاني، لكن الأمر ليس كذلك، لمن هناك من يعتقد أن البكاء يهدف إلى التهرب من اللوم أو اكتساب التعاطف، وكي تتجاوز الإحراج الذي قد تشعر به بسبب البكاء يمكنك أن تقول: "لم أكن أنوي البكاء في الوقت الحالي"، أو "أرى أنني أمتلك عاطفة مضاعفة، لكن هذا لا يعني أنا لا أستمع إليك أو أتقبل ما تقوله"، فقط تأكد من الإشارة إلى السبب الواضح وأنك لا تعني البكاء لجرّ التعاطف.
  • دع الناس يعرفون ماذا يفعلون إذا حدث ذلك مرة أخرى: إذا كان رئيسك هو واحد من هؤلاء الأشخاص الذين لا يشعرون بالراحة من البكاء أمامهم، قد ترغب بإخباره بما يجب عليهم فعله إذا حدث ذلك مرة أخرى، فمعظم الأشخاص يرغبون في المساعدة عندما يبكي شخص ما، أو على الأقل يعلمون أنه يجب عليهم مساعدتك، لكنهم لا يعرفون كيف، حيث يمكن أن تكون نصائحهم سلبية، لكن إذا كانوا يعرفون ما يجب فعله، فإنهم أقل عرضة للرد بشكل سلبي، يمكن أن تقول: "أريدك أن تعرف أنه عندما أشعر بخيبة أمل.. قد أبكي، في تلك اللحظة أفضل متابعة الحديث فيما بعد"، إذا كنت تشعر بأن بكاءك سيكون متكرراً بسبب شيء ما يحدث في المنزل مثلاً؛ أخبر رئيسك بما يحدث، حتى يتمكن من توقع مشاعرك، كذلك دعمك بشكل أفضل. 
  • لا يمكن الاعتذار عن البكاء في مكان العمل: لكن ولأنه قد يسبب عدم الراحة للبعض من الزملاء يمكن أن يكون اعتذاراً استراتيجياً: "اعتذر على بكائي، ولأنني جعلتك تشعر بعدم الارتياح".
  • إذا فعل أحدهم ما يزعجك أو يسيء إليك، فتحدث مباشرة إليه: مثل أن يتحدث أحد زملائك في أحد الاجتماعات عن مشروعك، الذي عملت عليه بجد، فتحدث إلى هذا الزميل على انفراد حول ما تشعر بسبب ما فعله.

 في النهاية... الدموع في مكان العمل ليست جريمة أو ذنب لا يُغتفر، فلا تحاسب نفسك على حساسية طباعك، وحاول أن تتصالح مع فكرة حقك في البكاء أمام زملائك أو مديرك؛ لأن لديك سبباً دفعك للبكاء، شاركنا رأيك على ما قرأته خلال التعليقات.