"أدمغة جوجل" شرائح دماغية قد تنهي التعليم التقليدي

شركة جوجل تطور شرائح قابلة للزرع في الدماغ، ما الذي نعرفه عن شرائح جوجل الذكية ومستقبل الذاكرة الإلكترونية للبشر؟ هل أصبح التعليم التقليدي من الماضي
"أدمغة جوجل" شرائح دماغية قد تنهي التعليم التقليدي

أدمغة جوجل: شرائح دماغية قد تحل محل التعليم التقليدي

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

عندما نتخيل مستقبل التعليم حول العالم، يخطر في بالنا طرق حديثة من التعليم التفاعلي التي يشارك التلاميذ فيها المعلم من أجل الحصول على المعلومات واستنتاجها، لكن الحقيقة قد تكون مختلفة عن ذلك بكثير بعد التطور في تقنيات زراعة أنظمة الذكاء الصناعي (Artificial Intelligence) وإمكانية تجريبها على البشر خلال السنوات القادمة، فما هي هذه الشرائح المدهشة؟ وما مقدار التغيير الذي يمكن أن تحدثه عالمياً في المجالات التعليمية والاقتصادية والاجتماعية؟ سنتحدث عن ذلك وأكثر في المقال التالي.

animate

مشروع جوجل الجديد لإدخال الانترنت إلى أدمغتنا

يبدو أن تلاميذ المدارس في المستقبل لن يحتاجوا إلى تعلم وحفظ أي معلومات جديدة، ذلك لأن شرائح (Google Brain) الجديدة يمكن أن تجيب على جميع أسئلتنا خلال لحظات، هذا هو الإعلان الغريب الذي أدلى به أحد خبراء الذكاء الصنعي.
يؤمن نيكولاس كايرينوس (Nikolas Kairinos) مؤسس ومدير شركة فاونتيك (Fountech) للذكاء الصنعي أن التعليم التقليدي سوف يختفي من المدارس نهائياً في المستقبل القريب لأن «جوجل سوف تكون داخل رأسك» كما ذكر في حديثه إلى موقع (Daily Star).
خلال حديثه عن مشروعه الجديد والطموح قال كايرينوس: «إن الحاجة إلى تعلم شيء ما وحفظه بطريقة ببغائية أمر متجه إلى الزوال لأننا سوف نصبح قادرين على الوصول إلى هذه المعلومات بشكل مباشر، سيكون الأمر مثل وجود مساعد شخصي شديد الذكاء ويفكر بشكل مماثل لتفكيرك تقريباً».
أضاف كايرينوس أن البشر سوف يمتلكون القدرة على الوصول إلى إجابة أي سؤال يخطر في بالهم دون الحاجة إلى إصدار أي صوت أو استخدام أي جهاز أو وسيلة إدخال أخرى، وأضاف موضحاً: «يمكنك أن تسأل شيئاً مثل: ’كيف يمكنك قول هذه الجملة باللغة الفرنسية؟’ ثم تسمع الجواب على سؤالك مباشرة من شريحة الذكاء الصنعي ثم تصبح قادراً على قول الجملة بالفرنسية».

تاريخ شرائح الذكاء الصنعي والخطوات التي أنجزت

يملك السيد كايرينوس خبرة طويلة تبلغ أكثر من 20 سنة من العمل في المشاريع المستقلة، أما شركته الجديدة فاونتيك فهي مختصة في تسخير الذكاء الصنعي من أجل إيجاد حلول للمشاكل التي تواجه الشركات والمنظمات ورواد الأعمال.
يذكر أيضاً أن تقنيات الذكاء الصنعي قد تمكّن المدرسين من تصميم نماذج دراسية مخصصة لكل تلميذ بشكل يراعي حاجات هذا التلميذ واهتماماته بغض النظر عن أسلوبه المفضل في التعليم أو قدرته على الحفظ والاستيعاب.
ذكر كايرينوس في منشور على موقع بلوج بوست (Blog Post) موضحاً: «نحن بالفعل نشاهد الذكاء الصنعي وتقنيات تعلم الآلات وهي تطبق بشكل مبدع وفعال في قاعات الدراسة، عبر تزويد التلميذ بلائحة من الأسئلة والتمارين، يمكن لهذه التقنية أن تفهم وتتعلم من خلال تكنلوجيا تعلّم الآلات كيفية تفكير التلميذ والتقنيات التدريسية التي تؤدي إلى أفضل النتائج».

مستقبل التعليم في ضوء الاكتشافات الجديدة

يبدو أن أحداً لا يستطيع تخيل كمية التغييرات التي يمكن أن يحدثها زرع الشرائح الدماغية المدعومة بالذكاء الصنعي على عملية التعليم، إذ أن استخداماتها لن تنحصر على تخصيص الدروس وتعديلها بالنسبة إلى كل تلميذ، إنما يذكر بعض الخبراء أن هذه الأجهزة يمكن أن تبرمج لقراءة تعابير الوجوه، ومعرفة إن كان التلميذ (بغض النظر عن عمره لو كان في التاسعة أو التسعين من عمره) يتفاعل بشكل إيجابي أو سلبي مع الوسائل التعليمية المختلفة.
كما أن فائدة الذكاء الصنعي وتعلم الآلات لن تشمل التلاميذ وحسب، إنما يمكن للمدرسين أيضاً أن يستفيدوا من هذه التقنيات، وقد ذكر كايرينوس إحدى الاستخدامات المقترحة قائلاً: «خذ مسألة تصحيح الأوراق الامتحانية على سبيل المثال، في وقتنا الحالي يمكن لأجهزة الكمبيوتر المساعدة على تصحيح أوراق امتحانية متعددة في الوقت ذاته، لكن المشكلة في محدودية هذه الطريقة التي لا تشمل سوى نماذج الأسئلة من نمط الاختيار من متعدد، أما اليوم فيتم استخدام خوارزميات رياضية جديدة من أجل تقييم الإجابات على الأسئلة التحريرية المفتوحة، والتي تضع الدرجات وفقاً للمعلومات الموجودة في الإجابة وفهم الطالب للمادة الدراسية، مما يوفر وقتاً إضافياً للمدرسين من أجل الاهتمام بتعليم تلاميذهم».

يصعب التكهن في يومنا هذا بالتأثيرات التي سوف يدخلها الذكاء الصنعي على عالمنا، إذ يفترض البعض أن تركز القدرة على شراء هذه الأدوات في أيدي الأغنياء سوف ينقل الفروقات الاقتصادية والاجتماعية إلى مستوى جديد تماماً ويقسم المجتمع إلى طبقة من الأغنياء خارقي الذكاء من جهة، وطبقة الفقراء محدودي الذكاء وغير القادرين على منافسة الطبقة الأولى والصعود في سلم الترتيب الاجتماعي.
بينما يرى الآخرون أن هذه التقنية سوف تسلك سلوك غيرها مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية لتصبح متوفرة في أيدي الجميع، مما يخلق مجتمعاً من الأفراد الذين يملكون معلومات متشابهة دون فرق جوهري في الوعي والمعارف بغض النظر عن الاجتهاد والبحث والمحاكمة العقلية.

وفي الختام.. يتوقع أن تصبح رقاقات جوجل الذكية أمراً واقعاً خلال الأعوام العشرين القادمة، فهل ستختفي المدارس والجامعات إلى غير رجعة؟ أم أنها ستتحول وتتأقلم مع التكنلوجيا بعيداً عن التلقين والأساليب القديمة؟ لا أحد يعلم تماماً، لكن الأمر الأكيد هو أن التكنلوجيا لن تتوقف عن تغيير عالمنا بشكل مذهل يوماً بعد يوم.