لون البول الطبيعي وأسباب تغير لون البول ودلالاته

تعرف إلى لون البول الطبيعي وأسباب تغير لون البول ومعاني ألوان البول المختلفة
لون البول الطبيعي وأسباب تغير لون البول ودلالاته
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تغيّر لون البول من العلامات المهمة التي تدل على صحة الجهاز البولي وصحة الجسم عموماً، وأول ما يرتبط به تغيّر لون البول هو نسبة الرطوبة في الجسم والمشاكل والأمراض التي تصيب الكلى والطرق البولية، ويجب على الأفراد التعامل مع تغيّر لون البول كمؤشر مهم على الصحة العامة، لكن دون أن يكون لون البول طريقة للتشخيص الذاتي، بل سبب لطلب الاستشارة الطبية التخصصية وإجراء التحاليل والفحوص اللازمة.

اللون الطبيعي للبول هو اللون الأصفر الفاتح الصافي والذي يعبّر عنه في تحليل لون البول باسم (Clear Yellow)، ويضم اللون الطبيعي للبول طيفاً من الألوان التي تبدأ من البول الأبيض أو الشفاف ويدل على كثر السوائل في الجسم في وقت التبول، مروراً بدرجات الأصفر الفاتح، وعند درجة معينة من الأصفر تبدأ علامات لون البول غير الطبيعي عند طيف اللون الكهرماني الغامق، كما يتغيّر لون البول بسبب الأصبغة أو تسرب الدم في المجاري البولية بشكل أساسي.

لون البول الغامق والجفاف

أهم ما يمكن ملاحظته من لون البول هو مستوى الرطوبة في الجسم، وكلّ ما كان البول فاتح اللون دلّ ذلك على ترطيب أعلى ونسبة سوائل أعلى، فيما يدل البول الغامق على انخفاض رطوبة الجسم والجفاف حسب درجة اللون.

يمكنك من خلال الصورة التالية ملاحظة لون البول الطبيعي، والعلاقة بين لون البول والجفاف من الرطوبة المفرطة إلى الجفاف الخطير:صورة لون البول الطبيعي الأصفر ولون البول الغامق والجفاف

animate

يكتسب البول لونه الأصفر الطبيعي من مادة اليوروكروم ((Urochrome وتتغير درجة لون البول بتبدل كمية السوائل التي تشربها بالدرجة الأولى، حيث تعمل السوائل على تبديد الصباغ وخروج البول بلون فاتح، ويسبب الجفاف لون البول الغامق أو الكهرماني بسبب زيادة تركيز الصباغ، كما يتأثر لون البول بعوامل أخرى مثل وجود دم في البول أو تناول أطعمة أو مشروبات تحوي على مواد صابغة أو بعض الأدوية، وتسبب بعض الأمراض تغيّراً في لون البول خصوصاً أمراض الكبد والكلى.

صورة لون البول وألوان البول المختلفة من الأحمر والكهرماني والأصفر

  1. لون البول الأبيض أو الصافي:

    يدل لون البول الأبيض أو الشفاف (Clear Urine) على شرب كمية من الماء أكبر من الاحتياج اليومي للجسم، وعلى الرغم أن شرب الماء صحي وجيد لكن الإفراط في شرب الماء يؤثر على توازن الشوارد، وتكرار ظهور لون البول الأبيض أو الشفاف يعني أنك بحاجة لتقليل كمية الماء والسوائل التي تشربها قليلاً.
  2. لون البول الأصفر الطبيعي:

    وهو اللون الطبيعي للبول حيث يكون أصفر فاتح أو ليموني (Light Yellow) وغير عكر، ويدل هذا اللون على صحة الجسم وسلامة الجهاز البولي واستبعاد المشاكل البولية ومشاكل الكلى من التشخيص.
  3. لون البول الكهرماني:

    يظهر اللون الكهرماني أو ((Amber بسبب الجفاف وزيادة تركيز صباغ اليوروكروم الذي يعطي البول لونه الأصفر، وقد ينتج عن زيادة فيتامين ب في الدم تغيّر لون البول إلى اللون الكهرماني الغامق.
  4. لون البول البرتقالي:

    يدل لون البول البرتقالي (Orange Urine) على الجفاف ونقص السوائل الذي يسبب زيادة تركيز المادة الصابغة في البول، كما يرتبط لون البول البرتقالي -مثل لون الشاي- ببعض المشاكل الصحية على رأسها الصفراء أو اليرقان ويترافق ذلك مع لون براز فاتح أو أبيض.
    وهناك بعض الأدوية التي تسبب لون بول برتقالي غامق مثل المضادات الحيوية ومكملات فيتامين B، وقد ينتج اللون البرتقالي عن الأطعمة التي تحتوي على الصباغ مثل الجزر.
  5. لون البول الأحمر أو الوردي:

    قد يدل لون البول الأحمر أو الوردي ((Red or Pink Urine على وجود الدم في البول ما قد يشير إلى وجود التهاب في الطرق البولية أو رمل أو حصى في الكلى أو مشاكل بولية أخرى، كما يسبب تضخم البروستاتا عند الرجال خروج البول الأحمر، وعند النساء قد يختلط البول بالنزيف المهبلي خاصة في أوقات ما حول الحيض.
    من جهة أخرى قد يكون سبب لون البول الأحمر أو الوردي تناول أطعمة ذات لون صبغي مثل البنجر والتوت، كما ينتج عن بعض الأدوية بول أحمر وردي مثل دواء الريفامبين (Rifampin) المستعمل في علاج السل، ودواء الفينازوبيريدين (Phenazopyridine) الذي يستخدم في أمراض الجهاز البولي، كذلك بعض الملينات الحاوية على نبتة السنّا.
  6. البول البني الغامق:

    حيث يكون لون البول مثل الصدأ أو الكولا، وسبب البول البني الغامق (Dark Brown Urine) قد يكون تناول أنواع معينة من الطعام بكثرة مثل الصبار والفاصولياء الحمراء، كما تسبب بعض الأدوية لون بول بني غامق أهمها دواء كالكلوروكين (Chloroquine) والبريماكين (Primaquine) لعلاج الملاريا، وبعض المضادات الحيوية مثل دواء فلاجيل، ومضادات الإمساك التي تحتوي على السنّا أو الكسكارا، وقد ينتج اللون البني الغامق في البول عن اضطرابات الكبد والكليتين، أو التهابات الطرق البولية، أو الجفاف.
  7. لون البول الغائم أو العكر: 

    إلى جانب لون البول يتم تقييم صفاء البول، حيث تسبب حصى الكلى والرمل والتهابات المسالك البولية ظهور البول بلون عكر (Cloudy Urine) ورائحة كريهة، كما يعتبر لون البول العكر من علامات الجفاف.
  8. لون البول الأزرق أو الأخضر:

    من النادر أن يخرج البول بلون أزرق أو أخضر، وعادةً ما يرتبط لون البول الأزرق والأخضر بالأصباغ الصناعية في بعض أنواع الطعام أو الأدوية مثل الميثيلين الأزرق، كما قد تلاحظ لون البول الأزرق بعد إجراء التحاليل الطبية التي تستخدم فيها الأصباغ، وقد يرتبط ببعض الأدوية مثل الأميتربتيلين (Amitriptyline) وهو مضاد اكتئاب، الإندوميتاسين (Indomethacin) مضاد التهاب، ودواء البروبوفول (Propofol) المستعمل من قبل أطباء التخدير.
    قد يكون سبب البول الأزرق مرض فرط كالسيوم الدم العائلي، وهو مرض وراثي يُطلق عليه أحياناً اسم متلازمة الحفاض الأزرق لكون بول الطفل المولود بهذا المرض يكون أزرق اللون، وقد يظهر اللون الأخضر للبول في التهابات الطرق البولية التي تسبّبها جراثيم تدعى بالزوائف (Pseudomonas).
  9. لون البول البنفسجي:

    وهي حالة نادرة مرتبطة بمرض البرفيريا أو البرفرية (Porphyria) حيث يسبب تغيّر لون بول المرضى إلى الأرجواني أو البنفسجي، وهذا المرض ينتج عن اضطرابات كيميائية في الجسم تسبب تراكم المواد المنتجة للبرفيرين الذي يعتبر ضرورياً لعمل الهيموجلوبين في الدم.
  1. البول الأحمر: ظهور دم واضح في البول أمر شائع في التهابات الطرق البولية وفي حالة الحصيات البولية، وغالباً ما يترافق البول الأحمر أو الوردي مع ألم وحرقة أثناء وبعد التبول، في حين قد يحمل البول الدموي غير المترافق مع الألم دلالة على وجود مشكلة أكثر خطورة مثل الإصابة بسرطان المثانة.
  2. البول الغامق أو البرتقالي: قد يدل البول البرتقالي والغامق على اضطراب بوظيفة الكبد خصوصاً إذا كان البراز شاحباً وتلوّن الجلد والعينين باللون الأصفر، ما يدل على وجود نسبة مرتفعة من الصفراء في الدم، كما يعتبر البول الغامق دليلاً على جفاف خطير.
  3. البول العكر: استمرار ظهور البول العكر وملاحظة أشياء أو أجسام صغيرة في البول قد تدل على أمراض الكلى والمثانة والمسالك البولية، خصوصاً إذا ترافقت مع ألم عند التبول ورائحة بول كريهة.
  1. الجفاف والرطوبة: لون البول الغامق يعتبر مؤشراً على الجفاف باستثناء حالة البول الأحمر الذي يدل على وجود الدم في البول، حيث يسبب الجفاف زيادة تركيز المادة الصبغية في البول، كما تسبب الرطوبة العالية في الجسم خروج البول الأبيض أو الشفاف.
  2. الأطعمة الملوّنة: هناك تأثير قوي للأطعمة على لون ورائحة البول، وخصوصاً الأطعمة التي تستطيع تمييز قوة ألوانها وصباغها مثل الجزر والتوت والبنجر أو الشمندر والصبارة أو التين الشوكي، كذلك الأمر في الأطعمة التي تحتوي على ملوّنات صناعية.
  3. الأدوية: تأثير الأدوية قد يكون قوياً جداً على لون البول، على وجه الخصوص المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية وأدوية علاج الإمساك، اقرأ نشرة الدواء جيداً وستجد إشارة إلى تغير لون البول في الأعراض الجانبية.
  4. المشاكل الصحية: خصوصاً أمراض الكلى والمسالك البولية مثل الالتهابات والحصى والرمل والأورام الحميدة والخبيثة، كذلك يتغير لون البول عند الرجال بسبب تضخم البروستات، ويتغير عند السيدات في مرحلة ما حول الحيض ومع أمراض المهبل والمناطق التناسلية، كما يرتبط لون البول بمشاكل الكبد والمرارة التي تؤثر على تركيز المادة الصفراء في الجسم.
  5. الإجهاد في ممارسة الرياضة: يقع العداؤون والأشخاص الذي يجرون لمسافات طويلة تحت خطر تلون البول بالأحمر الدموي، تعرف هذه الحالة طبيّا باسم انحلال الريبيدات (Rhabdomyolysis)، تنجم عن تحطم الخلايا العضلية التي تؤدي لتحرّر بروتين الميوجلوبين ودخوله إلى مجرى الدم، والميوجلوبين هو البروتين الذي يخزن الأوكسجين في عضلاتك، يؤدي ارتفاع تركيز الميوجلوبين في الدم لأذية الكليتين ومن ثمّ تغير لون البول.
  6. العوامل الشخصية: حيث أن تغير لون البول والتبول الدموي أكثر شيوعاً لدى المسنين لأنهم أكثر عرضة لأمراض الكلى والطرق البولية ومشاكل البروستاتا عند الرجال، كما أن وجود تاريخ عائلي لأمراض الكلية والحصى يعني فرص أكبر بظهور البول الأحمر أو التبول الدموي.
  1. الفحص الكيميائي والمجهري للبول: يتم هنا أخذ عينة بول في عبوة معقمة، والأفضل أن يتم أخذ عينة البول في الصباح، حيث يتم غسل مخرج التبول والبدء بإخراج البول في المرحاض ثم قطع التبول في المنتصف وملئ عبوة التحليل.
    جزء من هذا الاختبار هو تحديد لون البول وفق مقاييس مخبرية، والتحليل الكيميائي والمجهري للكشف عن نسب الكريات الحمراء والبيضاء والبروتينات والمعادن والفيتامينات في البول، والكشف عن الطفيليات والجراثيم، إضافة لإجراء مزرعة البول في حالات العدوى لتحديد المادة الفعالة للعلاج.
  2. تحليل الدم: تقيس بعض اختبارات الدم مستوى الكرياتينين واليوريا والنتروجين، وهي فضلات ناجمة عن الاستقلاب يرتفع تركيزها في الدم عند وجود أذية في الكلية تمنعها من تصفية الدم بشكل ملائم.
  3. القصة المرضية: تعتبر القصة المرضية من الطرق المهمة لتشخيص أسباب تغيّر لون البول، وقد يسألك الطبيب المختص بعض الأسئلة أهمها:
    • ما هو لون بولك في العادة؟
    • متى لاحظت تغير لون البول لديك لأول مرة ومنذ متى وأنت تعاني من هذه المشكلة؟
    • هل يتغير لون البول مع مرور ساعات النهار؟
    • هل شاهدت دماً في البول؟
    • هل يترافق تغير لون البول مع حرقان وألم عند التبول؟
    • ما الأمور التي تزيد من سوء الحالة لديك؟
    • ما أنواع الأطعمة التي كنت تأكلها في الفترة الأخيرة وما الأدوية التي تأخذها؟
    • هل عانيت من مشاكل بولية أو كلوية في السابق؟
    • هل تعاني من أعراض أخرى كالألم، ارتفاع درجة الحرارة، أو العطش الزائد؟
    • هل لاحظت رائحة غير مألوفة للبول؟
    • هل هناك تغير في شهيتك نحو الطعام؟
    • هل تعاني من الحساسية؟
    • هل لاحظت أنك تتبول بشكل زائد أو أقل من المتعاد؟

ختاماً.. لا يعد التغير في لون البول أمراً خطيراً دوماً، فقد يرتبط بتناول مجموعة معينة من الأغذية والأدوية دون أن يحمل أية دلالات خطيرة، يعتمد العلاج في حال الحاجة إليه على علاج الحالات المرضية المسبّبة لتغير لون البول بالأساس، ويمكن تدبير بعض الحالات عن طريق زيادة كمية السوائل التي تشربها، مثلاً في الحالة التي يصبح فيها لون البول غامقاً والناجم عن التجفاف.

المراجع