أساسيات التربية الصحّية للأطفال

ما هي قواعد التربية الصحية للأولاد؟ هل تشجع طفلك على الاعتناء بنظافته الشخصية؟ وكيف تساعد طفلك على اتباع نظام غذائي صحي؟ وكيف تشجع طفلك على ممارسة الرياضة؟
أساسيات التربية الصحّية للأطفال

أساسيات التربية الصحّية للأطفال

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

هل تسعى إلى تربية طفلك وفقاً لأفضل العادات الصحية؟ هل تشعر بأن طفلك لا يستجيب إلى نصائحك المتكررة حول الاعتناء بصحّته؟ لا داع للقلق أعزاءنا القراء، فنحن سوف نقوم بمساعدتكم على تخطي هذه المشاكل كلها! تابعوا معنا هذا المقال الغني بالنصائح والمعلومات المفيدة والفعالة في نطاق التربية الصحية للأطفال.  

ما هي أهم قواعد النظافة الشخصية التي يجب تعليمها للأطفال؟
هل تظنّ بأن طفلك لا يزال صغيراً على تعلّم عادات النظافة الشخصية؟ لا يوجد عمر محدد لتعليم أطفالنا قواعد النظافة الشخصية، إلا أنه من الضروري أن نبدأ منذ سن مبكر، لأن الطفل الذي يتعلّم روتين صحي منذ صغره سيستمر بالقيام به طوال حياته. لا تتعلق النظافة الشخصية بغسل اليدين وحسب، بل هي أعمق وأهم من ذلك بكثير! لذا تعرّفوا معنا على هذه القواعد الهامة التي يجب أن تعلموها لأطفالكم بأقرب وقت[1].

- نظافة الشعر
تختلف قواعد غسل الشعر عند الأطفال من عمر إلى آخر، فالأمر ليس بهذه البساطة أبداً، وبنفس الوقت ليس معقداً بشكل غير مقبول. إن كنت تمتلك طفلاً صغيراً في السن على سبيل المثال، ننصحك بألا تعرّض فروة رأسه إلى الماء والشامبو كثيراً، فالحمام اليومي ضار بالنسبة لهم ولا يجعلهم أكثر نظافة. يكفي أن تقوموا بغسل شعر أطفالكم لمرتين أسبوعياً كي لا تعرّضوا فروة رأسهم إلى الجفاف والقشرة.
أما إن كنت تمتلك طفلاً قد دخل لتوّه في سن المراهقة فالأمر مختلف تماماً! حيث تغيّر الآثار الهرمونية للبلوغ العديد من الأمور كطبيعة شعرهم وبشرتهم. يحتاج الأطفال بعد سن البلوغ إلى غسل شعرهم مرة واحدة كل يومين على الأقل، حيث يصبح شعرهم أكثر دهنية بعد دخولهم في سن المراهقة.

- نظافة وصحة البشرة
كما هو الحال مع غسل الشعر، يختلف روتين العناية بالبشرة ونظافتها من سن إلى آخر حيث نرى بأن الأطفال الصغار (أي قبل مرحلة دخول المدرسة) يحتاجون إلى آبائهم وأمهاتهم للاعتناء بنظافة بشرتهم فهناك بعض الشوائب الجلدية الشائعة عند الأطفال كالطفح الجلدي والنتوءات والجروح التي يجب عليك التأكد من سلامة جسد طفلك منها بشكل يومي.
أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً وفي بداية مرحلة المراهقة تحديداً، تجتاح التغيرات الهرمونية أجسادهم لتترك آثاراً مختلفة كحب الشباب مثلاً؛ في هذه المرحلة ننصحك عزيزي القارئ بمرافقة طفلك إلى الصيدلية وشراء معقم طبي لحب الشباب، ومن ثم علّم طفلك أن يغسل وجهه مرتين أو ثلاث يومياً وأن يقوم بتعقيم حب الشباب. إن كنتم تمتلكون طفلة دخلت لتوها بمرحلة المراهقة، احرصوا على تعليمها أن مستحضرات التجميل تؤذي البشرة وأنه يجب عليها ألا تستخدم مستحضرات شخص آخر، كما أنه يجب عليها غسل وجهها من مستحضرات التجميل قبل خلودها للنوم.

- النظافة الفموية
علّموا أطفالكم أن نظافة الأسنان واللثة تساعد أطفالكم على الوقوف بوجه العديد من المشكلات الصحية التي قد تواجههم مثل رائحة الفم الكريهة والنخور وتسوس الأسنان في وقت لاحق من حياتهم. ننصحكم أعزاءنا القراء بتعليم أطفالكم تنظيف أسنانهم بالخيط مرتين يومياً وتنظيف أسنانهم بالفرشاة بعد كل وجبة لمدة دقيقتين على الأقل[2].

- نظافة تحت الإبط
هل دخل طفلك في سن التاسعة من عمره؟ إذاً فقد حان الوقت للاعتناء بنظافة تحت الإبط! لا يدرك العديد من الأطفال أن رائحة التعرّق الكريهة تبدأ بالظهور على أجسادهم في السن التاسعة أو العاشرة من العمر، لذا من واجبكم كأهل أن تقوموا بتوعيتهم وبتزويدهم بمزيل العرق أو بمضاد التعرق وتعليمهم كيفية استخدامه بشكل يومي.

- نظافة اليدين 
يعتبر غسل اليدين جزء لا يتجزأ من النظافة الشخصية، فمن الضروري أن يتعلم طفلك غسل يديه قبل وبعد وجبات الطعام، إضافة إلى غلسهما بعد اللعب بالأوساخ أو مع الحيوانات الأليفة، وبعد التواصل مع شخص مريض. أخبر طفلك بأهمية غسل اليدين بالصابون، وأنه يتوجب عليه غسلهما بالصابون لمدة دقيقة على الأقل[3].
 

animate

كيف تشجّع طفلك على اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن؟
هل تعتقد أنك الوحيد الذي تعاني في إقناع طفلك بتناول الأطعمة الصحية؟ يمتلك أغلبية الآباء والأمهات حول العالم المشكلة ذاتها. تشير الإحصائيات إلى أن 50% من الأهالي يرون بأن أطفالهم الصغار لا يرغبون بتناول الأطعمة الصحية[4]!، قد تشعر في بعض الأحيان أن التعامل مع الأطفال الذين يتناولون وجبات منتقاة أمراً صعباً، إلا أنه هنالك مجموعة من الطرق التي تساعدك على إقناع طفلك بتناول الأغذية الصحية[5].

- كن أكثر إبداعاً في عرض الطعام
يرفض العديد من الأطفال تناول بعض الأطعمة الصحية بسبب مظهرها الذي لا يبدو جذاباً، وهنا يكمن الحل؛ وهو أن نحث الأطفال على تناول هذه الأطعمة عن طريق عرضها بشكل أكثر جاذبية. إن أردتم تقديم الخضروات الورقية لأطفالكم، يمكنكم أن تقوموا بإضافة السبانخ إلى عصائرهم المفضلة ذات الألوان الزاهية. كما يمكنكم أعزاءنا القراء أن تضيفوا الخضروات المفرومة كالفلفل والجزر والبصل والفطر بسهولة إلى صلصات المعكرونة والبيتزا التي يحبها الأطفال.

- كن قدوة لطفلك
قد لا يلاحظ العديد من الآباء هذا الأمر إلا أن الأطفال يتأثرون بسهولة في اختيارات الأهل الغذائية! يقوم أطفالك بمشاهدتك وأنت تأكل ويقومون بعدها بتقليدك، فإن كنت تظهر لهم بأنك تكره صنفاً معيناً من الطعام سيقوم أطفالك بالتخلّي عنه أيضاً. إضافة إلى ذلك، تبيّن أن الأطفال أكثر عرضة لقبول الأطعمة الجديدة عندما يقوم الأشخاص من حولهم بتجربتها أمامهم أيضاً![6].

- غير طريقة المكافأة
يقوم العديد من الأهالي بترغيب أطفالهم بتناول بعض الأطباق الصحية عن طريق الوعود بمكافآت من الحلويات والأطعمة السريعة، إلا أن هذه الطريقة ليست الأمثل عندما يتعلق الأمر بالأطفال الذين يصعب إرضاءهم. إن استخدامك للمثلجات والصودا ورقائق البطاطس كمكافأة يدفع الأطفال إلى استهلاك كميات كبيرة من السعرات الحرارية وتناول هذه الأطعمة بإفراط حتى إن لم يكونوا جائعين، فقط لأن الأمر يتعلّق بالمكافآت! ننصحك عزيزي القارئ باستبدال هذه الأساليب الضارة بالمديح اللفظي، أخبر طفلك بأن فخور به أو اسمح له باختيار لعبة يحبها ليلعب بها بعد تناول الطعام.

- اجعل أطفالك يشاركونك في تحضير الطعام
إن كنت تريد أن تعزز اهتمام أطفالك بتناول الطعام الصحي والمغذّي يمكنك أن تجعلهم يشاركون في الطهي والتسوق وتحضير الطعام، فهي إحدى أفضل الطرق التي تجعلهم أكثر تقبّلاً للأصناف المختلفة من الطعام. اذهب مع طفلك إلى المتجر واسمح له باختيار بعض المواد الغذائية التي يرغب بتجربتها، ومن ثم دع أطفالك يساعدونك في إعداد وجبات الطعام عن طريق إعطائهم بعض المهام المناسبة لسنّهم مثل غسل أو تقشير الخضروات أو ترتيب الأطباق على المائدة.
إن كنت تجد بأن طفلك لا يقوم بتناول ما يكفي من الطعام أو أنه لا يقبل تناول الأطعمة الصحية، قم بهذه الخطوة الفعّالة فقد تبيّن أن الأطفال الذين يشاركون في إعداد وجبات الطعام مع ذويهم أكثر عرضة لاستهلاك الخضروات بشكل خاص مقارنة بغيرهم من الأطفال[7].
 

كيف تقوم بتعزيز رغبة طفلك بممارسة الرياضة الضرورية لصحته؟
هل تعلم عزيزي القارئ أن الرياضة تحمل العديد من الفوائد الرائعة لطفلك الصغير؟ تساعد ممارسة الرياضة بشكل منتظم أطفالك على تعزيز صحتهم النفسية الإيجابية، كما أنها تبني جسد قوي وعظام وعضلات متينة، كما تقلل الرياضة من خطر الإصابة بالسمنة ومن عوامل الخطر على المدى الطويل كالأمراض المزمنة، إضافة إلى دورها في تحسين نوعية النوم عندهم. هنالك أيضاً دور مهم للرياضة عند الأطفال في سنين دراستهم وهي تحسين تحصيلهم الدراسي عن طريق تعزيز الذاكرة والتركيز والسلوك العام!

والآن بعد أن تعرّفنا على هذه الفوائد المذهلة، تعرّفوا معنا على أفضل النصائح التي تساعدكم على تعزيز حب أطفالكم للرياضة في سن مبكر[8].
- اجعل النشاط البدني والتمارين الرياضية جزءاً من الوقت الذي يقضيه طفلك مع العائلة.
- قم بالاستفادة من وجود الحدائق العامة والملاعب الموجودة في محيط سكنك، واجعل طفلك ينخرط بالأنشطة البدنية الاجتماعية.
- تحدّى طفلك وأخبره بأنه سيحصل على مكافأة إن قام بأخذ إجازة طويلة من الأجهزة الالكترونية والبدء بممارسة الرياضة.
- حاول التقرب من أولياء الأمور الموجودين في محيطك واتفق معهم على بعض الأنشطة البدنية الجماعية لتعزيز صحة أطفالكم.
- طالب المدرسة الخاصة بطفلك أن تقوم ببعض الأنشطة البدنية للأطفال كونها الوسيلة الأفضل لإشراك طفلك بالأنشطة الرياضية[9].
- حاول تقسيم الأنشطة البدنية لطفلك الصغير إلى عدة مراحل فهو بحاجة إلى فترات راحة قصيرة كي لا يتعب، أما بالنسبة إلى طفلك الأكبر سناً (أي في بداية المراهقة) ننصحك بأن تجعله يشارك لفترات طويلة بالأنشطة البدنية.
- ننصح أهالي الأطفال الذين يبلغون من العمر (3-5) سنوات بترك أطفالهم يمارسون الأنشطة البدنية بشكل متكرر على نحو يومي، ومن المهم أيضاً أن تكون الأنشطة منوعة ومختلفة[10].
- إن كان طفلك قد دخل في مرحلة المراهقة ننصحك بأن تجعله يشارك بالأنشطة البدنية الأكثر صعوبة مثل التمارين الهوائية كالسباحة والمشي السريع وقيادة الدراجة، وتمارين بناء العضلات كحمل الأثقال وتمرين الضغط، وتمارين تقوية العظام كالركض واليوغا.

في النهاية، قمنا في مقالنا هذا بالتحدث عن أهم عناصر التربية الصحية للأطفال، فقد تكلّمنا عن كيفية الاهتمام بالنظافة الشخصية للطفل وعن بعض النصائح التي تخص الغذاء الصحي للأطفال، كما ذكرنا أهم فوائد وقواعد ممارسة الأطفال للرياضة.
 

  1. مقال للطبيبة Karen Gill، "عادات النظافة الشخصية للأطفال"، المنشور في healthline.com، تمت المراجعة في 19/7/2019.
  2. دراسة J. Owens وM.Addy ومجموعة من الباحثين (2005)، "دراسة استخدام منزلي لمدة 18 أسبوعاً تقارن بين نظافة الفم وفوائد صحة اللثة في معاجين التريكلوسان ومعجون الأسنان بالفلورايد"، المنشورة في onlinelibrary.wiley.com، تمت المراجعة في 19/7/2019.
  3. بيان طبّي، "غسل اليدين: ما عليك فعله وتجنّبه"، المنشور في mayoclinic.org، تمت المراجعة في 19/7/2019.
  4. دراسة Walton K و Kuczynski L ومجموعة من الباحثين (2017)، "هل حان الوقت لإعادة التفكير في الذين يصعب إرضائهم غذائياً؟ نهج علاقاتي لفهم الأشخاص الذين يصعب إرضائهم غذائياً"، المنشورة في ncbi.nlm.nih.gov، تمت المراجعة في 19/7/2019.
  5. مقال لأخصائية التغذية Jillian Kubala، "تسع عشرة نصيحة مفيدة للأطفال الذين يصعب إرضائهم غذائياً"، المنشور في healthline.com، تمت المراجعة في 19/7/2019.
  6. دراسة Jason Lam في (2015)، "الأكل المنتقى عند الأطفال"، المنشورة في ncbi.nlm.nih.gov، تمت المراجعة في 19/7/2019.
  7. دراسة Van Der Horst K وFerrage A ومجموعة من الباحثين (2014)، "مشاركة الأطفال في تحضير الوجبات وآثارها على تناولهم للطعام"، المنشورة في ncbi.nlm.nih.gov، تمت المراجعة في 19/7/2019.
  8. مقال لأخصائي التدريب الرياضي Daniel Bubnis، "لياقة الشباب: تمارين لمساعدة الأطفال في تحسين وضعهم في المدرسة"، المنشور في healthline.com، تمت المراجعة في 19/7/2019.
  9. دراسة (2013) Kohl HW III وCook HD، "تثقيف جسد التلاميذ: أخذ النشاط البدني والتربية المدنية إلى المدرسة"، المنشورة في ncbi.nlm.nih.gov، تمت المراجعة في 19/7/2019.
  10. كتيّب صادر عن مكتب مكافحة الأمراض وتعزيز الصحة، "إرشادات الأنشطة البدنية"، المنشور في health.gov، تمت المراجعة في 19/7/2019.