التعافي من صدمة الخيانة وكيفية تجاوز ألم الخيانة

كيف أنسى ألم الخيانة؟ صدمة الخيانة وألم الخيانة الزوجية، طرق التعافي من الخيانة وتخطي ألم الخيانة، استعادة الثقة بعد الخيانة وتخطيط الحياة ما بعد الخيانة
التعافي من صدمة الخيانة وكيفية تجاوز ألم الخيانة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الخيانة حدث مؤلم يكسر القلب، ويفتح أبوابًا للحزن والصراع النفسي، ولكن ما هو أشد منها هو الاستسلام لتأثيرها، وتركها تسيطر على الحاضر والمستقبل.
في هذا المقال نستعرض تأثير الخيانة الزوجية، وسبب الألم الناتج عن الخيانة، وطرق التعافي بعد الخيانة وتخطي ألم الخيانة.

يقول المعالج النفسي وخبير العلاقات د. باري باس إن صدمة الخيانة هي الأكثر إيلامًا من بين كل الخبرات المزعجة والسلبية في العلاقات الإنسانية، ولا يفوق الخيانة ألمًا سوى الحزن لأجل وفاة الأبناء.
ويوضح أن صدمة الخيانة لها تأثيرات تشبه ما يحدث لضحايا الزلازل أو غيرها من الكوارث الطبيعية، وغالبًا ما يعاني الأشخاص الذين يكتشفون الخيانة الزوجية من رأعراض اضطراب الكرب أو إجهاد ما بعد الصدمة. [1]
ومثل ضحايا الصدمات النفسية، فإنه من المعتاد أن يقوم من تعرض للخيانة بإعادة أحداث الحياة، وتفاصيل العلاقة مع الشريك الخائن في الأسابيع أو الأشهر أو حتى السنوات الماضية والتي كانت تقع فيها الخيانة، ويبدأ في التشكك في كل موقف أو كلمة، ويربطها بحدث الخيانة، فكل تأخير في العمل أو الذهاب إلى سفر خاص يصبح محلًا للشك، وكل مرة أمسك فيها الشريك الخائن بالهاتف تصبح محلًا للشك، وحتى المواقف الجيدة مثل الهدايا أو عبارات الغزل أو العلاقة الحميمة تتطرق إليها أصابع الشك، فتصبح الحياة بأكملها متهمة بالزيف والخداع وتأثير الخيانة على جميع تفاصيلها، مما يزيد من ألم الخيانة وإرهاقها.
الخيانة بكل أشكالها وصورها مؤلمة، ولكن بعضها أشد وجعًا من الآخر، ولعل أسوأ أنواع الخيانة وأكثرها إيلامًا هي الخيانة المتعمدة، والخيانة المتكررة، والخيانة التي لا تقتصر على الأمور الجنسية فقط، وإنما تأخذ شكلا رومانسيا، مثل رسائل الحب، والقيام بأنشطة مشتركة، والاهتمام العاطفي.

animate

عشرة أسباب تجعل ألم الخيانة شديداً على الضحية.... هناك العديد من العوامل النفسية والاجتماعية التي تجعل الخيانة مؤلمة إلى هذا الحد، وأهمها: [2]

  1. الشعور بالظلم وانتهاك الحق، فالإحساس بالغدر وخاصة من أقرب الناس يزيد الشعور بمرارة الظلم، وكما قال طرفة بن العبد: وظلم ذوى القربى أشد مضاضة... على النفس من وقع الحسام المهند
    فالزواج ميثاق غليظ، يُفترض أن يحمي طرفاه كل منهما الآخر، وأن يكون كلا الزوجين سندًا لشريكه، لذا فإن خيانة أحدهما وكأنها تثقب القلب وتمزق الروح.
  2. فقدان الثقة، يعاني من تعرض للخيانة الزوجية من أزمة ثقة قد تلازمه طويلًا، حيث يسيطر عليه الشك بشكل عام، ويتوقع الخيانة من الناس عمومًا، ويصعب عليه أن يمنح ثقته لأحد، وخاصة على المستوى العاطفي.
  3. الرغبة في الانتقام، بسبب الغضب الشديد من الشعور بالغدر والخديعة والظلم، ويزيد الشعور بألم الخيانة مع الاطلاع على التفاصيل، مثل صور الخيانة، والهدايا، والرسائل، كما يزيد الخيال من مشاعر الألم، فنتيجة لصدمة الخيانة ينشط الخيال في تصور العلاقة الجنسية، والمشاعر العاطفية، والخروج والنزهات والمحادثات مما يجعل الوجع يتزايد.
    ويزيد الأمر سوءًا إذا كان الشريك المخدوع محرومًا من هذا التواصل والاهتمام، فيتصاعد الغضب الشديد لحصول غيره بدون وجه حق، على ما حُرم منه رغم أحقيته، وكأن لصًا سرق منه أعظم ما يملك.
    والشعور بالانتقام قد يدفع إلى ارتكاب أفعال يندم عليها الإنسان فيما بعد، كما يمنعه من مواصلة حياته والتركيز على أهدافه، والقيام بمسؤولياته.
  4. انخفاض تقدير الذات، واهتزاز الثقة بالنفس، فعندما يتعرض شخص للخيانة من شريك حياته يهجم عليه الشعور بأنه ليس جيدًا بما يكفي، لذا من الشائع أن تفكر المرأة التي تكتشف خيانة زوجها بأنها ليست جميلة بما يكفي، أو أنها ليست جذابة جنسيًا، وكذلك الرجل يشعر بأنه فشل في إشباع زوجته.
    من المعتاد أن يقع من تعرض للخيانة في ضغط المقارنة، ويبدأ في التساؤل بشكل جنوني حول ما لدى الشخص الآخر من مميزات يفتقدها هو دفع شريكه لتفضيل غيره.
    وكلما طالت فترة اعتقاد الشخص بوجود خطأ أو نقص فيه جعل شريكه يخونه، كلما زاد شعوره بأنه لا يستحق المحبة، وربما يشعر برفض ذاته، ويحقر هو منها، وبحسب علماء النفس فإنه لا يوجد شيء أكثر إيلامًا يمكنك تصديقه عن نفسك من أنك شخص غير محبوب.
  5. الشعور بالذنب، وهذه النقطة تابعة لما قبلها، فعندما ينخفض تقدير الذات، وتهتز الثقة بالنفس، ويشعر الشخص بأنه ليس جديرًا بالحب، وأنه ليس كافيًا، يدخل في دوامة الإحساس بالذنب، ويبدأ يلوم نفسه ويعتبرها السبب الرئيسي في الخيانة، مما يزيد من ضعف الثقة، ويهدم الشعور بالاستحقاق.
  6. الحزن الشديد، فحدث الخيانة يكسر القلب، كما يهدد الحب بقوة، ويشكك في وجوده وحقيقته، لأن صدمة الخيانة قد تدفع نحو ضرورة التخلي عن الحب، وإنهاء العلاقة، وهو شعور قاسٍ، ويُعرض الشخص لاضطراب التكيف، حيث يجد نفسه فجأة في فراغ عاطفي كبير.
    ويؤدي الحزن الشديد، ومصارعة الألم العاطفي للخيانة، إلى آلام جسدية أيضًا، مثل آلام الظهر، وتغير الشهية، وآلام الصدر، والإمساك أو الإسهال، وجفاف الفم والأرق والصداع، والعديد من الأعراض الأخرى التي تزيد من الشعور بالمرض.
  7. الخيانة تشوِّه الماضي، حيث يبدأ الشخص في التشكيك في كل اللحظات الجميلة والسعيدة، أو في حقيقة ومصداقية كلمات الحب، فالخيانة لا تهدد مستقبل العلاقة فحسب، وإنما تسلب الشخص ماضيه أيضًا، وتخلط الحقيقة بالخيال فتجعل الإنسان غير متأكد من صحة أي شيء.
  8. الخوف من المستقبل ومن استمرار الألم، الخوف شعور طبيعي وخاصة عندما يتعرض الإنسان للأذى من شخص يحبه ويثق به، ومع اكتشاف الخيانة، والشعور بالصدمة، يسيطر شعور جارف بالخوف من استمرار هذا الألم، ويرافقه خوف آخر على العلاقة، وكأن كل ما بناه الإنسان وبذل الجهد لأجله قد هُدم فجأة، الخوف بعد اكتشاف الخيانة يأتي من طرق عديدة، فهناك الخوف على الحب، وهناك الخوف من التعرض مجددًا للخيانة، وهناك الخوف من الاستمرار في العلاقة والخوف من إنهائها، وهناك الخوف على الصورة الاجتماعية، وعلى الاشخاص الذين يؤذيهم اكتشاف هذا الأمر مثل الأطفال.
  9. الحيرة بين الانفصال أو الاستمرار، وبين المسامحة والانتقام، وبين لوم النفس أو لوم الزوج، وبين الحزن والغضب بعد الخيانة.. الخيانة تفتح الباب للعديد من الأسئلة الحائرة التي يصعب الإجابة عنها، أو التحكم فيها.
    تقول الأخصائية النفسية في موقع حلوها ميساء النحلاوي ردًا على زوجة تعاني من ألم خيانة زوجها: أعلم أن الخيانة صعبة، وأقدر شعورك وألمك، ولكن مع ذلك أنصحك أن تعطيه فرصة ليثبت توبته من أجل تربية أولادك وصون عائلتك. كونه قد تاب نقطة إيجابية، صدقيه وساعديه على متابعة حياتكما معا من دون مشاكل فقد يكون قد تاب فعلا. تقربي منه وحاولي فتح صفحة جديدة وستنجحين.
  10. الشعور بالحرج بسب التعرض الخيانة، فألم الخيانة لا يقتصر على البعد النفسي أو الزوجي، بل يمتد إلى الحياة الاجتماعية، حيث يشعر الشخص بالتهديد من أن يعرف الأهل والأصدقاء والزملاء أنه تعرض للخيانة، وكأن هذا يحط من شأنه أمام الناس.

التعافي من الخيانة... كيف تتخطى ألم الخيانة الزوجية وتعيد بناء نفسك من جديد؟

  1. تقبل مشاعرك ما بعد الخيانة
    • هذا المزيج من الحزن والغضب والحيرة والخوف، وهذا الشعور القوي بكسر القلب والشك في الماضي والمستقبل هو أمر طبيعي، لا تكبت مشاعرك، ولا تحاول إنكارها، ولا تشعر بالخجل منها.
    • لا تكبتي مشاعر الحزن والغضب ولا تنكريها، فإنكار المشاعر يعقدها، وما تحتاجينه هو تحرير مشاعرك للتخلص منها بسلام.
    • ومن الطرق المفيدة لتحرير المشاعر التعبير عنها بالكتابة أو الرسم أو الدراما العلاجية، وكذلك العلاج الجماعي Group therapy
  2. الجانب الروحي مهم جدا لتجاوز ألم الخيانة، الصلاة والدعاء والتأمل والاسترخاء والتواجد في وسط الطبيعة كلها أمور تساعدك على الهدوء واستعادة استقرارك.
  3. لا تلم نفسك.. الخائن هو الذي يستحق الندم، وعليه أن يُغير نفسه مهما كانت مبررات الخيانة فهي واهية، الخائن يخون ربه أولا، ثم يخون نفسه وعهده، حتى وإن شعرت برغبة في إجراء تغييرات في مظهرك أو طبيعة حياتك أو طريقة تعاملك، فعليك أن تفعل ذلك لنفسك وليس خوفصا من تكرار صدمة الخيانة.
  4. استبعاد فكرة الانتقام، والتركيز على النفس والأهداف والاهتمامات، أسوأ ما قد يفعله الشخص بعد تعرضه للخيانة أن يقع في فخ الانتقام، ويركز تفكيره ومشاعره على الثأر لكرامته، لأن هذا سيجعله يفقد الأمور الجيدة في حياته، وسيعرضه للندم الشديد وخسارة احترام النفس. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولا تخن من خانك".
    وحتى إذا كان الانتقام بشكل آخر غير الخيانة، كالفضيحة مثلا فإنه يعقبها الندم، وضرر العائلات والأطفال، بل وتضرر السمعة الشخصية أيضًا.
  5. لست بحاجة إلى اتخاذ قرار عاجل، لا تقفز فوق المراحل، ولا تتعجل في اتخاذ قرار، الخيانة لا تعني بالضرورة الطلاق أو الانفصال، لا توجد نصيحة عامة صالحة لكل البشر، لكل زيجة ظروفها، ولكل زوجين طبيعتهما، وقد تتعافى العلاقة الزوجية بعد تعرضها لصدمة الخيانة... في مرحلة الصدمة والغضب، عليك أن تتحرر من هذه المشاعر أولا، ثم تعيد بناء نفسك، قبل أن تتخذ قرارا حياتيًا هامًا.
    تقول المدربة في موقع حلوها جينيا الصباغ ردًا على زوج تعرض لخيانة إلكترونية وزوجته نادمة: الأمر ليس سهلا، وقرار الانفصال أو الاستمرار يحتاج منك التفكير سيدي، ولكن لو أخذت نسبة ٥٠٪؜ التي ذكرت انها ربما ندمت ولن تكرر ذلك وكل إنسان يخطىء سيدي ويستحق أن يمنح فرصة أخرى من أجلكما ومن أجل أولادكما، فكما ذكرت من الممكن أن تعود وأنت تطلب ما يجعلك ترتاح وتطمئن من ناحيتها، وأنت في النهاية سيد الموقف إن وجدت شيئًا من ذلك قد ظهر، ولكن منحها فرصة أخرى هو أمر يستحق التفكير كان الله معك. 
  6. ركز على نفسك، واستغل خيالك بشكل صحيح:
    • لا تدع الانفعالات التي تجتاح قلبك بعد الخيانة تدفعك للوقوع فريسة لتخيلها، وتعقبها، والحديث عنها ليل نهار.. استغل هذه المشاعر القوية لبناء نفسك من جديد، ركز على ذاتك.. ركز على مهاراتك، وأهدافك، صدم الخيانة قد تجعل منك شخصًا جديدًا أكثر نضجًا واستقلالية وتركيزًا على ما ينفعه.
    • لا تهدر طاقة الخيال في تعقب ما ليس لك به علم، وفي تخيل شكل علاقة خيانة بغيضة، فهذا الخيال سيحبسك في التعاسة وسيبقى الصدمة حيّة، أطلق خيالك في بناء نفسك من جديد وإعادة رسم طريقك.
    • إذا تعرضتِ للخيانة ركزي على نفسك، ابحثي عنها، واستردي إحساسك بالحياة، ابحثي عن نفسك بعيدا عن دائرة الزوج والخيانة والألم، لا تجعليه يسيطر على تفكيرك، ابحثي عن صداقات جديدة، وهوايات جديدة، وأدخلي إلى حياتك مكونات للسعادة والحيوية، مثل ممارسة الرياضة والأنشطة الاجتماعية.
    • امنعي نفسك تماما من تخيل علاقة الخيانة، استعملي خيالك بشكل إيجابي، وجهيه نحو توقع الأمور الجيدة لنفسك ولأسرتك.
    • تخلصي من الأدلة، سواء كانت صورًا أو رسائل أو أشياء مادية، تخلصي منها جميعًا، ولا تعيدي قراءة أو إحضار أيٍ منها، لا تعذبي نفسك باستمرار، فهذا يجعلكِ طوال الوقت مربوطة بالذكرى المريرة ومتوقعةً للأسوأ.
  7. التوقف عن الشك والتفتيش ومواجهة وسواس الخيانة، الشك المستمر والتفتيش يعيد جحيم الصدمة الأولى إلى العقل باستمرار، مع العلم بأن التفتيش لا يمنع الخيانة، وإنما يجعل من يقوم به مهووسًا وشكاكًا باستمرار، مما يضعف العلاقة الزوجية أكثر.

وفي النهاية فإن صدمة الخيانة يُمكن تجاوزها، ووجع الخيانة قابل للشفاء، وعلى الإنسان أن يجعل استقراره وثقته بنفسه في أعلى قائمة أولوياته، وألا يحمل نفسه أخطاء الغير، وأن يُدرك أن الخيانة في حقيقتها نقص في الخائن.

المراجع