زيادة الأنوثة... كيف أزيد طاقة الأنوثة وأتعلم أسرار الجاذبية؟

تعريف الأنوثة، ما هي كاريزما الأنوثة وما معنى الأنوثة في عيون الشباب؟ ما هي طاقة الأنوثة؟ وكيف تتعلمين مهارات الأنوثة وأسرار الجاذبية؟ وما علاقة هرمون الاستروجين بالأنوثة؟ إليكِ دليل الأنوثة الشامل
زيادة الأنوثة... كيف أزيد طاقة الأنوثة وأتعلم أسرار الجاذبية؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

هل لديكِ مشكلة في علاقاتكِ العاطفية؟، هل تجذبين الرجال غير المناسبين باستمرار؟، هل تعانين من شعور دائم بالإحباط، وتفقدين التوازن في حياتكِ بين ما ترغبين وما هو مفروض عليكِ من مهام وأدوار؟... حسناً، فإن كلمة السر في الإجابة على كل هذه الأسئلة هو "زيادة الأنوثة".
ويقتصر مفهوم الأنوثة لدى البعض على جمال المرأة ورقتها، ويصفون المرأة بالأنوثة الطاغية إذا كانت أكثر عنايةً بمظهرها، أو حرصًا على طريقتها، وعلى الرغم من أهمية الجمال ورقي السلوك لدى كل أنثى، إلا أن مفهوم الأنوثة يحمل معانٍ أعمق وأكثر تأثيرًا في حياة المرأة، ويؤثر بقوة على علاقاتها، وعلى السعادة الزوجية والجنسية. وفي هذا المقال نتعرف على مفهوم الأنوثة، وطرق زيادة الأنوثة وتعلم مهارات وأسرار الأنوثة.
 

تؤثر البيئة الاجتماعية بشكل كبير على تشكيل الهوية الجنسية، وعلى وضع المعايير والقوالب للأنوثة والذكورة، فأدوار الأنثى وطبيعتها وخصائصها تختلف من مجتمع إلى آخر، ومن ثقافة إلى أخرى، وكذلك تتفاوت نظرة المجتمعات إلى الرجولة، وقد ينشأ عن الضغوط المجتمعية صراع بين فطرة الإنسان وطبيعته في الإحساس بذاته والتعبير عنها، وبين ما ينبغي عليه فعله وفق تصورات الآخرين حتى لا يواجه بالرفض الاجتماعي أو السخرية.
وعندما نتحدث عن الأنوثة والذكورة فإننا لا نعني البحث البيولوجي أو ما تعنيه هذه المصطلحات في علم الأحياء، فالأنوثة والرجولة من المصطلحات الديناميكية المتعددة، فهناك البعد البيولوجي التشريحي، وهناك البعد الثقافي الاجتماعي، وهناك البعد النفسي.
وييستخدم الناس كلمات مثل "أنثوي" أو "ذكوري" على نطاق واسع في لغتهم اليومية لوصف سلوكيات وممارسات معينة، بصرف النظر عما إذا كانت تبنتها نساء أو رجال، فالوصف هنا لا يركز على التحديد الجنسي البيولوجي للأفراد، وإنما على التعريف الاجتماعي للأنوثة والذكورة.

ومن المهم عند الحديث عن مفهوم الأنوثة – وكذلك مفهوم الرجولة- أن ندرك أنه من الصعب وضع تعريف عام وثابت لهما، لأن هناك العديد من أشكال الأنوثة، والعديد من أشكال الذكورة، وما يتم تعريفه على أنه أنثوي أو ذكوري من الأشياء والأفعال والمهن والسلوكيات يختلف حسب المنطقة والدين والطبقة الاجتماعية والثقافة الوطنية، والعوامل الاجتماعية الأخرى. 
ومن الطبيعي أن يشارك أي شخص – امرأة أو رجل- في العديد من أشكال الأنوثة والذكورة، فيمكن للرجل أن يقوم بأمور وأدوار توصف وفقًا للصور النمطية ب"الأنثوية"، مثل الطهي ورعاية الصغار، وأن تقوم المرأة بأدوار وسلوكيات تعتبرها القوالب المجتمعية "ذكورية" مثل المهن الشاقة وألعاب القوة.
ورغم تضخيم بعض الثقافات للفروق بين الرجال والنساء، إلا أن العلم يثبت أن الفروق ليست بهذه الحدة، وأن النساء لا يعشن طوال الوقت على كوكب زمردة، بينما يعيش الرجال على كوكب أكشن، ورغم وجود بعض الفروق البيولوجية والنفسية، إلا أن الجوانب المشتركة والمتداخلة هي الأكثر بلا شك، ووفقًا لما أوردته مجلة العلوم نيو ساينتيست في عام 2015 [1] فإن المراجعات الحديثة أظهرت أن الاختلافات بين أدمغة الذكور والإناث أقل بكثير من استنتاجات الدراسات السابقة.
وتقول ليز إليوت، أستاذة علوم الأعصاب في كلية شيكاغو الطبية، ومؤلفة كتاب "العقل الوردي، والعقل الأزرق" [2]: "يقول الناس إن الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، ولكن الدماغ هو عضو من الجنسين". 

والخلاصة أن تعريف الأنوثة أو الذكورة بشكل مطلق أمر مستحيل، ورغم الرسائل التي تبثها الإعلانات ووسائل الإعلام والأخبار والمواد التعليمية، وأنماط التربية، وقوائم المفروضات والمحذورات، إلا أن الأنوثة تظل بصمة خاصة لكل أنثى من غير المقبول حصرها في مجموعة ضيقة من السلوكيات والمظاهر.
 

animate

لكل فتاة أو امرأة بصمة أنوثة خاصة، وكما تتفق أصابع أغلب الناس تشريحيًا، ولكنها تختلف في بصمتها، فإن الأنوثة كذلك، حيث تتفق الإناث تشريحيًا، ولكن تبقى لكل منهن بصمتها الأنثوية الخاصة التي تميزها... إذاً ليس هناك نموذج واحد للأنوثة على جميع نساء العالم أن يقلدنه ويتشكلن وفقًا له، بل إن التقليد من أكثر العوامل التي تبعد المرأة عن اكتشاف بصمة أنوثتها، ورفع طاقة الأنوثة.

ونظرًا للطبقات المتراكمة من التوجيهات والمفروضات، والقوالب التي تُضطر الفتاة أن تتشكل وفقها في كل مراحل حياتها، فإن اكتشاف بصمة الأنوثة بمثابة رحلة، تبدأ من تقدير الأنثى لذاتها والتصالح مع نفسها.

وعن تأثير التربية على مفهوم الأنوثة لدى الفتيات تقول الخبيرة النفسية والتربوية في وقع حلوها الدكتورة هداية ردًا على أم لفتاة مراهقة بعمر 16 عامًا جميلة ولكن لا تهتم بأنوثتها:

"سيدتي الكريمة لكل فرد منا ميول واهتمامات وطموح معينة يسعى دائما إلى تحقيقها، فنحن لا نعيب على الطفلة تلك الميول الخاصة بتعلم اللغات وتثقيف نفسها وحبها للدراسة إذ تعتبر هذه الأخيرة ميزة لأصحاب العقول الراقية، فليس من الضروري أن تكون من نفس ميولك فأنتِ تحبذين المسلسلات المدبلجة وما شابه وهي تسعى دائما إلى الرقي بمستوى تفكيرها فهذا محبب، ولكن ما نعيبه عليها هو عدم اعتنائها بنفسها وبأغراضها، فهي لم تعد صغيرة إذ يجب عليها الانتباه إلى أمورها الخاصة والقيام بالأعمال المنزلية فعدم تعويدها مند الطفولة على مساعدتك في الأعمال المنزلية هو ما جعلها تتخلى عن الأمور الأنثوية كالتنظيف والغسيل وما شابه، وهذا الخطأ منك في البداية فالعديد من الأمهات ترى أن الطفلة لا تزال صغيرة على الأعمال المنزلية فتتركها دون تنبيه إلى ذلك حتى تصل إلى مرحلة متقدمة لتجد منها رفضاً تاماً لأنها تعودت على وجود كل الأمور أمامها دون تعب، فحتى لو كانت الطفلة صغيرة على الأم أن تحاول إدماجها معها في الأعمال المنزلية، وطبعا يجب أن تراعي المرحلة العمرية وقدرتها على العمل المكلف فالمهم ليس هو التنظيف، ولكن تعويدها على مساعدة أمها في البيت حيث أن هذا الأخير له دور في تقرب الطفلة من أمها، وهذا الأمر الذي لم ألحظه من خلال سردك للموضوع حيث أني أرى فجوة كبيرة بينك وبين طفلتك لدى يجب تنبهيها بأنك انطلاقا من اليوم عليها الاعتناء بنفسها وأغراضها وغسل ملابسها لأنها لم تعد صغيرة، فإن لم تجد ما تلبس ستقوم بغسل ملابسها وكذا تنظيف غرفتها، لذا حاولي أن تكوني مرنة وصارمة في نفس الوقت مع العمل على مصاحبتها من أجل تعديل سلوكياتها".
 

ما هي طاقة الأنوثة؟
كل البشر لديهم مزيج من الطاقات الأنثوية والذكورية، فنحن بحاجة إلى الاثنين، ولكل منهما سمات وعلامات أساسية، وتؤثر طاقاتنا على شعورنا تجاه أنفسنا، وعلى علاقاتنا الاجتماعية، ويقول بعض الخبراء أنه إذا كانت طاقة الأنوثة عالية في المرأة، فإنها ستجذب رجلًا يتمتع بطاقة ذكورة عالية.
دعونا نتعرف بداية على أهم سمات طاقة الأنوثة بشكل عام، وهي: التقبل- اللين- التسامح- حُسن الرعاية- التعاطف- المرونة- قوة المشاعر- الاستشراف أو ما يُسميه البعض بـ"الحاسة السادسة"- الصبر.

ما هي طاقة الذكورة؟
تتميز طاقة الذكورة بسمات عامة أيضًا، أهمها: التركيز- التوجه نحو الهدف- التنظيم- القوة- المنطقية... ويمكن القول بأن طاقة الذكورة متوجهة نحو العالم المادي، بينما تتوجه طاقة الأنوثة نحو العالم الروحي والشعوري.
وبهذا يتضح أن كل إنسان هو بحاجة إلى كلا الطاقتين، ولكن الأعباء المتزايدة على المرأة ، وغياب التوازن والعدل في كثير من الأوضاع المفروضة عليها في العمل والمنزل والمجتمع بشكل عام، يجعلها مضطرة للمضي مع طاقة الذكورة بشكل أكبر، وقد تتحمل لوقت طويل من حياتها أعباءً عديدة مما يجعل طاقة أنوثتها تقل إلى درجة تسبب لها شعورًا قويًا بالتعاسة، وتخرب علاقاتها العاطفية، وتجذب إليها أشباه الرجال، وتفقد مع الوقت ميزات الأنوثة وسماتها.
 

هناك العديد من الأمور التي تُساهم في رفع طاقة الأنوثة، وزيادة جاذبية المرأة[3]:
1- الجمال والأنوثة:
كثيرًا ما ترتبط الأنوثة في وجداننا بالجمال، والجمال وإن كان قيمة مهمة، ومكوّن أساسي من مكونات الأنوثة، إلا أن الأنوثة أكبر وأعم من الجمال.
والجمال الأنثوي لا يقتصر على الشكل، وبلا شك فإن تحسين المظهر يُساعد على إعادة بناء الأنوثة، إلا أن العناية بالجمال لا تقتصر على الشكل الخارجي.
تتمتع الأنثى بقدرة فائقة على إدراك الجمال من حولها، وتحسين الحياة وتجميلها على كافة المستويات، لذا فإن اهتمام المرأة بقيمة الجمال في الشكل والروح، في القلب والعقل، وفي البيئة المحيطة من حولها، كل هذا يساعد على تدفق طاقة الأنوثة بداخلها.
ومن الأمور الخاطئة التي تباعد المرأة عن اكتشاف بصمة أنوثتها، والتصالح مع ذاتها، سعيها وراء تقليد الأخريات، والهوس بالتجميل الخارجي بدوافع المنافسة والتقليد، لأن هذا السلوك يقلل من ثقة المرأة بنفسها.
أيقظي أنوثتك بالعناية بجمال جسدك ومظهرك، بالتقبل وليس الرفض، وبارتداء ما يريحك ويجعلك أجمل في عين نفسك أولًا، قبل اتباع الصيحات والموضات.
تمتعي بالجمال في الطبيعة، واغمري نفسك في جمال الكون من حولك، وجمّلي بيتك ومحيطك بالبساطة والنظافة والتنسيق.

2- الثقة والشعور بالاستحقاق: لا يمكن أن تشعر المرأة بالثقة في نفسها ما لم تتصالح أولًا معها، التصالح مع الذات أولى خطوات الثقة بالنفس، والمشكلة التي تواجهها كثير من الإناث حول العالم هو شعورهن بقلة القيمة، وأن كونهن إناث هو نقطة ضعف مهما كان مستوى ذكائهن أو جدارتهن وطموحهن، مما يجعل التصالح مع الذات، والشعور بقيمة الأنوثة أمرًا ضروريًا لإعادة بناء الأنوثة.
احترمي مشاعرك بدلًا من أن تخفيها أو تعاديها، فالعناية العاطفية بالنفس أكثر أهمية من العناية الخارجية، وهي جزء أساسي من الحفاظ على الصحة النفسية.

3- التوازن وطاقة الأنوثة: من الأزمات المعاصرة التي تواجهها ملايين النساء الحيرة بين المهام الأسرية وما تنبني عليه من علاقة زوجية ورعاية للأهل والأبناء، وبين المهام العملية وتحديات المنافسة في سوق العمل، وتطوير الذات، وبين كل هذه المسؤوليات المتعددة والمختلفة تقع المرأة في التشتت، وتصبح حياتها سلسلة من الضغوط، والضغط من أكثر الأمور التي تعرقل طاقة الأنوثة.
ووفقا لدراسة حديثة[4] نشرت في مجلة السلوك البشري التكيفي وعلم وظائف الأعضاء فإن المستويات العالية من الضغوط النفسية اليومية ترتبط بانخفاض مستويات هرمون الاستراديول – أحد أنواع هرمون الأنوثة الأستروجين- لدى النساء، نظرًا للعلاقة بين التوتر النفسي وإفراز المبيض لهرمون الأستروجين، وأن الأيام التي ترتفع فيها معدلات الإجهاد كانت تتميز بانخفاض مستويات هرمون الأنوثة لدى النساء.

4- الحب وطاقة الأنوثة: الحب هو أعلى الطاقات في الوجود، وهو سر البقاء والسعادة، ولكما تصالحت الأنثى مع طاقة الحب كلما كانت أكثر سعادة وتقبلا لذاتها واستطاعت أن تبني حياتها وعلاقاتها على أساس قوي.
ولا ينبغي حصر طاقة الحب على العلاقات العاطفية بين الرجال والنساء، لأنها مجرد شكل من أشكال الحب، فالحب قيمة تتسع لكل العلاقات والروابط مع الناس والاشياء والحياة من حولنا، وقبل ذلك كله فإن محبة الخالق هي الركيزة الكبرى لاستقرار القلب وهدوء النفس، والشعور بالأنس المستمر، مما يجعل المرأة في كل علاقاتها متدفقة العاطفة والعطاء وليست متعلقة بشكل يدل على الشعور بالنقص العاطفي الحاد.

5- الاسترخاء وعيش اللحظة: في عصر السرعة والمنافسة تخفت طاقة الأنوثة التي تتسم بالهدوء والاسترخاء والتركيز على اللحظة الحاضرة، وحتى تصل المرأة إلى التمتع بحياة غير ضاغطة تعرف فيها كيف تسترخي وتدلل نفسها، فإن عليها أن توازن من جديد بين الطاقة الذكورية والطاقة الأنثوية، بأن تتعلم واحدة من مميزات السلوك الذكوري العام وهي وضع الحدود، وأهمية الرفض وقول لا إذا كان سيضر بسلامها النفسي، وألا تتتمادى في أداء دور الضحية لأن هذا يعيق تمتعها ببقية سمات الأنوثة.
ومن تأثيرات الهدوء والاسترخاء رقة الحركة والصوت والنظرات، واستخدام الألفاظ العذبة اللطيفة، وهي أمور وثيقة الصلة بالأنوثة، ولا تتنافى مع فاعلية المرأة وقوتها وإنجازها، وإنما تجعلها متوازنة ومتفاعلة مع أنوثتها.

6- العفوية والأنوثة: خلافًا للنصائح الشائعة بالترقيق المبالغ فيه للصوت، والتكسر في الكلام، والتنميق الزائد للملابس والماكياج، فإن الأنوثة أبعد ما تكون عن التكلف والتصنع، الأنثى الحقيقية هي التي تتعامل بعفوية وتلقائية وتستخرج الجمال والرقة من نفسها بشكل طبيعي وبدون اللجوء إلى التزييف والمبالغة.

7- التواضع والعطاء والأنوثة: الرقي الحقيقي للأنثى يعني أن تتواضع وتعامل الآخرين بتفهم وتواضع ومحبة، فالأنثى لها قدرة على الشعور بالآخر، والوصول إلى جوهر الأشياء وعدم الوقوف عند مظهرها السطحي.

وفي النهاية فإن رفع طاقة الأنوثة رحلة ممتعة تبدأ من تقدير الذات، شعارها الجمال والالتواضع والعطاء، وعلى كل امرأة أن تكتشف بصمة الأنوثة الخاصة بها، فهي بكل تأكيد لا توجد في الماكياج والماركات الفاخرة، ولا علاقة لها بالتصنع والابتذال.
 

[1] مقال "الأنوثة والذكورة" منشور في موقع genderedinnovations.stanford.edu، تمت مراجعته في 29/9/2019.
[2] كتاب Lise Eliot "العقل الوردي والعقل الأزرق" 2010، رابط الكتاب في أمازون.
[3] مقال Anna-Thea "كيف تعرفين إذا ما كانت طاقتك الذكورية أعلى أم طاقتك الأنثوية"، منشور في annathea.org، تمت مراجعته في 29/9/2019
[4] دراسة  James R. Roney Zachary L. Simmons, سنة(2015)  "الإجهاد النفسي المرتفع ينبيء بانخفاض تركيزات الأستراديول لدى الشابات"، منشورة في link.springer.com، تمت مراجعتها في 29/9/2019.