العنصرية، أسبابها وطرق علاجها

مقال عن العنصرية ومناهضتها، أسباب العنصرية وأنواعها، تأثير التمييز العنصري على حياة الأفراد وعلى المجتمع، وأهم طرق علاج ومناهضة العنصرية
العنصرية، أسبابها وطرق علاجها
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

عانت العديد من الشعوب ومازالت من خطر العنصرية أو التمييز العرقي، وسنناقش في هذا المقال تعريف العنصرية وأسبابها وأنواعها، وأضرارها على المجتمع والأفراد، وطرق علاجها.

العنصرية هي مَذهبٌ قائمٌ على التّفرقة بين البشر حسب أصولهم الجنسية ولونهم. ويرتب على هذه التفرقة حقوقاً ومزايا، كما يمكن تعريف العنصرية بأنها الاعتقاد بأن هناك فروقًا وعناصر موروثة بطبائع الناس وقدراتهم وعزوها لانتمائهم لجماعة أو لعرق ما، وبالتالي تبرير معاملة الأفراد المنتمين لهذه الجماعة بشكل مختلف اجتماعياً وقانونياً.

كما يستخدم المصطلح للإشارة إلى الممارسات التي يتم من خلالها معاملة مجموعة معينة من البشر بشكل مختلف ويتم تبرير هذا التمييز بالمعاملة باللجوء إلى التعميمات المبنية على الصور النمطية وباللجوء إلى تلفيقات علمية، وهي كل شعور بالتفوق أو سلوك أو ممارسة أو سياسة تقوم على الإقصاء و التهميش والتمييز بين البشر على أساس اللون أو الانتماء القومي أو العرقي.

animate

وترتكز العنصرية على أسس، يمكن استعراضها كالتالي:

  • لون البشرة.
  • القومية.
  • اللغة.
  • الثقافات.
  • العادات.
  • المعتقدات.
  • الطبقات الاجتماعية

لا بد من أسباب تقف وراء إثارة العنصرية، أو دعنا نسميها محفزات النفس العنصري، والتي تشعل هذا السلوك في النفس البشرية، إذ يمكن أن نستعرض منها:

  • التفاخر بالأنساب والطعن فيها.
  • الفروق المادية.
  • الجهل وعدم الوعي بمفهوم العنصرية.
  • مشاكل نفسية كالغرور والتكبر.
  • اختلاف اللغة
  • الطمع والجشع والاستغلال.
  • بعض العادات الموروثة.
  • العقيدة والفكر والثقافة.

كل هذه الأسباب، وغيرها، يمكن أن تثير خصال العنصرية في النفس البشرية، وتختلف آثارها باختلاف الظروف التي تنشأ فيها، ويمكن استعراض أمثلة شتى على نتائج هذه الأسباب، منها النازية التي قامت على النقطة الأولى وربما الخامسة أيضاً، والعبودية نتيجة للسبب السادس، كما يمكن جرّ العديد من الأمثلة المعاصرة على النقطة الثامنة. 

تتمثل العنصرية من خلال المضايقة، وتكون في تجريح شخص ما وإهماله وسد الطرق أمامه، وإشعاره بعدم الرغبة في وجوده، مما يسبب له الألم النفسي وإهانة كرامته، ويمكن تقسيم التمييز العنصري إلى نوعين:

  1. التمييز المباشر: يتمثل هذا النوع من التمييز في التعامل مع شخص بطريقة دونية وبتفضيل شخص آخر عليه بسبب عرقه أو لونه أو... إلخ.
  2. التمييز غير المباشر: وتكون العنصرية هنا عند فرض قوانين وشروط دون أسباب، وتكون هذه الشروط في صالح فئة معينة على حساب فئة أخرى.

تنعكس سلبيات العنصرية على الفرد والمجتمع على حدٍ سواء، فالفرد لبنة المجتمع، إذا صلح حاله صلح المجتمع بأسره، والعكس صحيح، وإليك عزيزي القارئ، مجموعة من الآثار السلبية للعنصرية على كل منهما:

  • سلبيات العنصرية على الفرد:
    1. تولد العنصرية الحقد والكراهية بين الشخص العنصري والشخص الذي تمارس عليه السلوكيات العنصرية.
    2. يتم رفض الشخص الذي يتعرض للعنصرية في كافة الاجتماعات واللقاءات.
    3. تجعل الفرد الذي يتعرض للعنصرية شخصاً وحيداً منبوذاً يعيش بعيداً عن الآخرين.
    4. تعمل العنصرية على تضييق فكر من يمارسها لاهتمامه بنفسه بعيداً عن الإحساس بالآخرين.
  • سلبيات العنصرية على المجتمع:
    1. تجعل العنصرية المجتمع مفككاً غير مترابط.
    2. تولد العنصرية النزاعات بين أفراد المجتمع.
    3. تخلق العنصرية جواً من الحقد والكراهية بين أبنائها.
    4. تخلق العنصرية أجواءً يسودها الخوف والكبت وعدم الاستقرار.
    5. قد تعمل العنصرية على إشعال شرارة الحرب في المجتمع، لتعصب كل طائفة لأفكارها.

ظاهرة العنصرية ليست عصية على العلاج، ولكن علاجها يتطلب جهداً كبيراً، إذ تتوزع المهام بين الأفراد والمجتمع ككل والسلطات أيضاً. وقد سبق وتخلصت أمم من هذه الآفة، وتمكنت من علاجها، ويمكن اقتراح سرب من الحلول لعلاج ومناهضة العنصرية، لعل أهمها:

  1. على الحكومات أن تحاول تضييق دائرة الخلافات بين القبائل، وبين الفصائل المختلفة في المجتمع.
  2. على الحكومات أن تتغلب على العنصرية من خلال تطبيق مبدأ العدل والمساواة بين أبناء المجتمع.
  3. للإعلام دور كبير جداً في التأثير على المجتمع، وعلينا أن نحرص أن يكون هذا الدور إيجابياً في نبذ العنصرية والتمييز.
  4. فرض عقوبات على من يثير الفتن والنزاعات بين أبناء المجتمع الواحد.
  5. تلعب تقوية الوازع الديني في نفوس الأفراد أحياناً دوراً جيداً في نبذ العنصرية.
  6. تعتبر الأسرة النواة الأولى في المجتمع، لذا يتوجب عليها زرع أفضل القيم في نفوس أبنائها، وتربيتهم على حب الآخرين، ونبذ التفاخر واحتقار الآخرين.
  7. يقع على عاتق المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية دور كبير في توعية الجيل الجديد وتثقيفهم وزرع الأفكار الصحيحة في عقولهم ونفوسهم.
  8. لمنظمات حقوق الإنسان دور كبير في هذا المجال أيضاً، وذلك من خلال عقد الدورات التثقيفية ونشر الكتيبات التوعوية حول أهمية المساواة ونبذ الفتنة والعنصرية والتمييز بجميع أشكاله.

كما ذكرنا آنفاً، فإن العنصرية التي نالت من كثير من المجتمعات، لم تتمكن من المجتمعات التي عملت على إيجاد حلول حقيقية تخلصها من عواقب هذه الظاهرة، ما مكّنها بعد ذلك من بناء أمجاد عتيدة، بعد أن آمنت بالمساواة في الحصول على الفرص، وأيقنت أن التفوّق ليس حكراً على فئة واحدة، فصهرت جميع الإمكانات المتوفرة في أبنائها لترسم أجمل صور التكافل والتكاتف في الطريق إلى الحضارة.

المراجع