في اليوم العالمي للصحة النفسية.. كيف تحمي المراهقين والشباب من الأمراض النفسية؟

في اليوم العالمي للصحة النفسية.. كيف تحمي المراهقين والشباب من الأمراض النفسية؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يحتفل العالم في يوم 10 أكتوبر من كل عام، باليوم العالمي للصحة النفسية، للتوعية بأهمية الحفاظ على الصحة النفسية والعقلية للإنسان، وأهمية توجيه الاستثمارات الكبرى للتوعية والوقاية والخدمات الخاصة بالصحة النفسية وأمراضها، فهي لا تقل أهمية عن الأمراض الخطيرة الأخرى.

وشهد عام 1992، أول احتفال بذلك اليوم، بمبادرة من الاتحاد العالمي للصحة النفسية، ومنذ ذلك الوقت، وتحتفل الدول في 10 أكتوبر بالصحة النفسية، وتأخذه بعض الدول الأخرى كيوم ضمن أسبوع للتوعية بسلامة الصحة النفسية.

وفي اليوم العالمي للصحة النفسية عام 2018، يرتفع شعار "الشباب والصحة العقلية في عالم متغير"، حيث تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من نصف الأمراض العقلية تبدأ في سن الرابعة عشرة تقريبا، بينما يبدأ نحو ثلاثة أرباع تلك الأمراض في منتصف العشرينات.

animate

فتولي منظمة الصحة العالمية اهتماماً كبيراً هذا لعام، ناحية المراهقين والشباب، بسبب التغيرات التي تطرأ على حياة الإنسان في هذه المرحلة العمرية،  مثل تغيير المدرسة، أو الانتقال إلى الجامعة، أو الالتحاق بعمل ما، أو الدخول والخروج من الأزمات العاطفية، أو استكشاف العالم والاحتكاك به بشكل عام، مما يعرضهم إلى أزمات نفسية ربما لا يعرفون ماهيتهم في هذا الوقت، ولكنهم يعيشون أعراضها.

"حسن الفهم" هكذا عبّرت المنظمة في رؤيتها لعلاج تلك الأزمات، فترى أن التنبؤ بأعراض الاضطرابات في وقت مبكر، يساعد على علاجها بشكل كبير، وكذلك مساعدة هؤلاء المراهقين والشباب في تعلم المهارات الحياتية التي تساعدهم على التعامل مع ما يواجهونه يومياً، لذلك يقع على كاهل الآباء والأمهات هذه المهمة بشكل أساسي، وإليكم طرق للتعامل مع المراهق أو الشاب لتنشئتهم بصحة نفسية جيدة:

  1. تحقيق بيئة أسرية مترابطة
    • الأسرة هي بداية كل شيء، وهي نواة المجتمع، لذلك هي المتحكم الرئيسي لسلوك الأفراد بعد ذلك، فالتنشئة النفسية السليمة تتطلب مناخاً أسرياً متوازناً، فابتعد عن الخلافات قدر المستطاع، وإياكم وافتعالها أمام الأطفال والمراهقين.
    • وفي الوقت ذاته شاركهم في قضايا الأسرة، واطلب منهم أن يجدوا حلولاً معكم، فبذلك أن تمرسه على الحياة الخارجية، حتى لا يشعر بالصدمة، وتعرفه أن لكل مشكلة حل.
  2. علاقات اجتماعية متوازنة
    • الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يتأثر بالمحيطين ويؤثر بهم، ويشعر معهم بقيمته، ويتبادل بينهم خبراته وتجاربه، ويفتح لهم قلبه للبوح بما يكنّه، فاحرص على أن يمتلك المرهق دائرة علاقات سوّية، وإذا لاحظت انطوائه أو ميله للعزلة والوحدة، تعامل مع الأمر بجدية، فاعرف الأسباب، وكذلك ابحث في طرق العلاج، سواء بالحديث معه، أو باستشارة الأطباء المختصين.
    • فالدرجة الأولى التي يخطوها المراهق خارج أسرته، هي تكوين العلاقات، وبناء دائرة من السند والونس، ليساعدونه على التكيف الضغوطات والتغيّرات في حياته، ومواجهة الأزمات المختلفة.
    • وفي هذا الإطار، احرص على عدم اعتياد المراهق على الأجهزة الإلكترونيّة والتكنولوجيّة ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل مبالغ فيه، ففي تلك الفترة يكون بحاجة إلى التفاعل الحيّ بشكل أكبر، وللأسف بات الأمر أكثر صعوبة بسبب إتاحة التكنولوجيا الحديثة، طرق التواصل الأسهل والأكثر متعة، فتجعل من اللقاءات والتجمعات بديلاً اختيارياً للتواصل.
  3. التوعية بكل مرحلة جديدة
    • سبب من الأسباب التي ساقتها منظمة الصحة العالمية، في كون المراهقون والشباب الأكثر عرضة للأمراض النفسية المختلفة، هو تعرضهم للكثير من التغيرّات في هذه المراحل العمرية، فبالتأكيد التوعية بكل مرحلة قبل بدايتها سيكون حلاً فعالاً لوقايتهم.
    • فمثلًا عند الانتقال من مدرسة لأخرى، افتح مع الطفل نقاشاً حول كون الحياة عبارة عن مراحل، وفي كل مرحلة يتعلم الإنسان مهارات مختلفة، ويتعرف على أناس جدد، وبالطبع يحافظ على علاقاته القديمة، ولكن مكوث الإنسان في مكان لفترة طويلة دون التعرف على غيره وعمل علاقات أخرى يجعلنا نقف ولا ننمو أو ننضج، وهكذا.
    • لا يتوقف التوعية بالمراحل الجديدة عند حد المرحلة العمرية المبكرة فقط، ولكن رافق أولادك في مراحلهم المختلفة، وانقل لهم تجاربكم، وإن لم تمتلك فاستشير من حولك، واقرأ المزيد عن المراحل التي يستعد لها نجلك، مثل الدخول للجامعةـ أو الالتحاق بعمل، أو حتى الدخول في علاقة عاطفية، وحتى الزواج، كل ذلك سيشعره بالسند، وسيجنبه الصدمات.
  4. التشجيع المستمر
    • يعتقد الآباء والأمهات أن التشجيع يقف عند السن الصغيرة فقط، ولكن الإنسان بطبيعته يحتاج للتشجيع في كل مراحله العمرية، كي يستطيع الاستمرار في طريقة، ومقاومة ما يقابله من معوقات، وحل ما يتعرض له من أزمات، بدلاً من الاستسلام والدخول في دوامات الانعزال والاكتئاب وغيرها.
    • لذلك احرص على معرفة الخطوات التي يتخذها المراهق أو الشاب في طريقة، ولا تقلل منها حتى لو كانت ضد أحلامك له، فكل منّا لديه حلم مختلف عن غيره، وكل خطوة يتخذها هي نتيجة مجهود ومثابرة منه، فذلك وحده شيء عظيم، حتى وإن كان طريقه ليس الأفضل لحلمه، فسيكتشف ذلك وحده، وسيكون أخذ دروساً ومهارات تٌحسب له أيضاً.
  5. التوقف عن الضغط بالمقارنة
    • أحد الأسباب الرئيسية للأمراض النفسية لدى الإنسان بشكل عام، هو وضعه في خانة المقارنة مع غيره، سواء من قِبل ذاته أو من قِبل الآخرين، وفي كلتا الحالتين، تصرفات الأهل معه منذ البداية هي العامل الرئيسي لذلك.
    • فستجد ذاتك تقارن بينه وبين شقيقه، أو أقاربه،أو أقرانه، لتفوق أحدهم عليه، ظناً منك أنك تحفزه، ولكنك بذلك تقضي على ثقته بنفسه، وتصالحه مع نفسه، وإيمانه بقدراته، لذلك كف عن مقارنته بغيره، بل على العكس اجعله يدرك كم هو مختلفاً، ومميزاً،  وساعده على اكتشاف مواهبه، وإمكانياته.
  6. ممارسة الرياضة
    • النشاط البدني والحركة الجسدية من أكثر الأمور التي تؤثر على الحالة النفسية للمراهقين والشباب، فأثبتت الدراسات على أن الرياضة وبذل المجهود بشكل دوري تواجه المراحل المبكرة من الاكتئاب، كما أنها تخف من حدة التوتر والقلق، وتساعده على الشعور بقيمته بعيداً عن مساعدة غيره.
    • ابحث معه عن الرياضة المناسبة له، وتعامل معها على أنها أولوية مثل الدراسة، فلا تعاملها كشيء ثانوي، وشجعه لتطوير مهاراته بها.
  7. ممارسة الهوايات: يعارض بعض الآباء والأمهات ممارسة الطفل لهواياته غير الدراسية بدعوى أنها تعطله، أو أنها بلا قيمة في النهاية، ولكن على العكس تماماً قد تكون تلك الهواية هي طوق النجاة للشباب من الأزمات النفسية، وخير معين لمواجهة الضغوطات والصعوبات، فيكفي أنها المساحة التي سيلجأ لها حينما يشعر بالسوء.
  8. إدراك أن الحياة صعود وهبوط : في السنوات الأولى للإنسان، تكون كل السبل مفتوحة أمامه، بسبب مساعدة والديه، فلا يكون مدركاً لمعنى أن يريد شيئاً ولا يستطيع الحصول عليه، أو أن تسير الحياة على عكس رغبته أحياناً، فلابد أن يعي شيئاً فشيئاً، أن الحياة مليئة بالمصاعب، كما هي مليئة باللحظات السعيدة، وتأتي مكمن القوة في مواجهة تلك الصعاب أو على الأقل تعلم كيفية التعامل معها.
  9. اجعله منفتحاً: بدافع خوفك عليه، قد تحاول عزله عن كل خطر، أو تجربة كل شيء جديد، إلى أن انفتاحه على العالم وتقبله له، لن يكون إلا بالتجربة، وكلما كانت في سن صغيرة، كلما كان الأمر سهلاً في تقبله، كما سيتعلم العشرات من الدروس، ويكتسب مئات المهارات الحياتية التي ستساعده على خوض التجارب لجديدة بنفسية  متوازنة.