كيف تضبط الساعة البيولوجية مع جدولك اليومي؟

ما هي الساعة البيولوجية؟ كيف تتحكم ساعتك البيولوجية بنشاطك وصحتك؟ كيف تؤثر المنبهات على توازن ساعتك البيولوجية؟ طرق ونصائح فعالة لإعادة ضبط الساعة البيولوجية للتوافق مع جدول الأعمال اليومي
كيف تضبط الساعة البيولوجية مع جدولك اليومي؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

هل جربت أن تذهب للنوم فتشعر بالأرق الشديد الذي يجعلك تتقلب في فراشك تارة وتتصفح هاتفك تارة أخرى طيلة الليل حتى أوشك الليل أن ينقضي دون أن تهنأ بنوم عميق؟ أو استيقظت في مرّة "عنوة" وعندما وصلت للعمل شعرت بالإرهاق ورغبة شديدة في النوم رغم أنها الثامنة صباحاً؟، إذا كان الأمر متكرراً معك، فأنت تحتاج لتحقيق التوازن بين ساعة جسمك البيولوجية ونشاطاتك اليومية.

ساعتك البيولوجية هي نظام داخلي بجسدك مسؤول عن دورة نشاطك اليومي بدقة شديدة، فهي أشبه ببرنامج يحدد وقت معين للنوم وآخر للاستيقاظ، كما تقوم أيضاً بتنسيق مستويات الطاقة بالجسم على مدار اليوم خلال الأنشطة المختلفة.
ولعلك لاحظت بالفعل أنك تشعر بطاقة مرتفعة ونشاط كبير في أوقات معينة من يومك بخلاف أوقات أخرى، فقد اكتشف الباحثون أن ساعتك البيولوجية مسؤولة عما هو أبعد من نومك واستيقاظك، فهي مسؤولة عن التنبيهات العقلية، الضغط، الجوع، المزاج، وحتى تأثر بوظائف القلب والمناعة، لذا يجب أن يحدث توافق بين نشاطات الجسم اليومية والساعة البيولوجية.

animate

كيف تحقق التوازن بين ساعة جسمك البيولوجية ونشاطاتك اليومية؟
ستتمكن من تحقيق التوازن بين الساعة البيولوجية للجسم والنشاطات اليومية يتم من خلال التحكم في بعض الأنشطة والعادات اليومية، وإليك أبرزها:

1-النــوم
تختلف دورة النوم الطبيعية للجسم باختلاف المرحلة العمرية التي تمر بها، ومعرفة ذلك تُمكِنك من تعديل جدول مهامك ونشاطاتك اليومية بما يتناسب مع احتياجك للنوم، فنجد مثلاً أن الأطفال يميلون للاستيقاظ مبكراً بينما يميل المراهقون للنوم في الأوقات المبكرة من اليوم، ومع الدخول في مرحلة البلوغ تعود الدورة اليومية للنوم إلى ساعات الصباح الباكر، وعادة ما يفضل البالغون قضاء فترات طويلة من الراحة قبل الشروع في نشاطاتهم اليومية، بينما يفضل كبار السن النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً أيضاً.
أما عن مستويات الطاقة بالجسم نجدها تتراجع في فترة ما بعد الظهيرة، وهي الوقت الأمثل لـ" القيلولة" حتى وإن كنت لا ترغب في النوم بعد الظهيرة، فيمكنك أخذ قسط من الراحة والتوقف عن أي نشاط تقوم به في ذلك الوقت، وسيساعدك ذلك على مواصلة يومك بشكل جيد.

2-الطعام
أكدت الأبحاث أن تناول وجبات الطعام في وقتها الطبيعي والمحدد يساهم في الحفاظ على الصحة، حيث أن تناول الطعام بشكل منظم وفي أوقاته الطبيعية يساعدك على التحكم في وزنك، ووفق دراسة حديثة فإن حصر تناول الطعام على أوقات ذروة النشاط قد يؤدي لمستويات أقل من الوزن والكوليسترول والسكر بالدم.
ومن المثير للدهشة ما أكدته دراسة أخرى أن التوقيت المعتاد لتناولك الطعام يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في إعادة ضبط ساعتك البيولوجية، ووفقاً لهذه الدراسة أيضاً فإن كنت بصدد إجراء تعديل أو تغير في جدولك اليومي بسبب سفر أو تغير في مواعيد العمل، فإن تعديل نظامك اليومي في تناول الطعام يساعد في إعادة ضبط ساعتك البيولوجية لتناسب جدولك الجديد بشكل أفضل.

3- ممارسة الرياضة
يكون أداء الكثيرين عادة في أفضل مستوى خلال ساعات النهار خاصة في الوقت ما بين 3 إلى 6 بعد الظهر، فيمكنك الحصول على أعلى وأفضل معدلات أدائك في أوقات منتصف وبعد الظهيرة.
وتميل قوتك الجسدية أيضاً للارتفاع في الوقت ما بين 2 إلى 6 مساءً، لذلك يمكنك القيام بتمارين وتدريبات القوة في وقت متأخر من النهار.
أما عن المساء فهو أنسب الأوقات لممارسة اليوجا والنشاطات التي تتطلب الاسترخاء والهدوء، وذلك لأن الجسم يكون أكثر قابلية للاسترخاء وأقل عرضة للضرر.

4-التفكير
توصلت الدراسات إلى أن قدراتك المعرفية والإدراكية تصل لذروتها في الساعات المتأخرة من الصباح، لذا ربما تود أن تشرع في استخدام تلك الأنشطة العقلية قبل موعد الغداء.
وتتراجع معدلات الانتباه واليقظة بعد تناول الوجبات خاصة الدسمة أو الثقيلة، وأثناء فترة الظهيرة إلى الرابعة مساءً، وهذا ما يجعلك تكافح لتكون منتبهاً في اجتماعات العمل بعد تناول الغداء.
 وإذا كنت بصدد العمل على مهمة تحتاج ابتكاراً وتفكيراً إبداعياً ربما عليك الانتظار حتى تشعر بشيء من الإرهاق، فقد أوضحت دراسة أن الأشخاص في حالة الإرهاق والتعب تميل عقولهم لخلق حلول مبتكرة وإبداعية للمشكلات، لأن العقل أثناء الإرهاق يحاول الطواف والتجول، ويميل أكثر للتخيل، ولذلك فهو أقرب ما يكون للإبداع.

ماذا لو كان من الصعب تغيير جدولك اليومي؟
 من الطبيعي أن تختلف ساعتك البيولوجية عن الآخرين نظراً لاختلاف نشاطاتك وأولوياتك، وهذه ليست مشكلة معوقة لتحقيق التوافق المطلوب، فما يناسب غيرك قد لا يناسبك والعكس، وربما يكون جدولك اليومي صارماً أو غير قابل للتعديل، فإليك بعض الأفكار لجعل جدولك أكثر إنتاجية:
1- خصص جدولاً صارماً للنوم والاستيقاظ
قُم بضبط مُنبهك ثم اخلد للنوم في نفس التوقيت كل يوم، وحينما يدق التنبيه استيقظ فوراً دون أن تؤجل الأمر مراراً وتكراراً.
2- التغيير يتطلب بعض الوقت فلا تمل
تغيير نظام يومك أو جدولك اليومي قد يكون شاقاً في البداية ويتطلب منك بعض الوقت والمجهود، لكن ابق متمسكاً بما وضعته ما دمت تدرك جيداً انعكاسات هذا الالتزام على حياتك وصحتك.
3- انتبه لفترات نشاطك
حاول استغلال فترات ذروة شعورك بالطاقة والحماس بممارسة أصعب الأنشطة وأكثرها نفعاً، فليس لكل منا نفس التوقيت ولا المهام، لذلك عليك ضبط جدولك بما يتوافق مع معدلات النشاط والطاقة المرتفعة لديك على مدار اليوم.

يلجأ الكثير من الطلاب أو الموظفين أو أي شخص لديه عمل يتطلب التركيز والانتباه لفترات طويلة لتناول المنبهات بكثرة على مدار اليوم، وهنا ينبغي أن ينتبه هؤلاء الأشخاص إلى خطورة الإفراط في تناول المنبهات، فهي بشكل عام تؤدي إلى:
1- أمراض الجهاز الهضمى كقرح المعدة وارتجاع المريء.
2- زيادة الكوليسترول في الدم.
3- تزيد من احتمالية تشوه الأجنة.
4- الإفراط في تناول الكافيين يسبب الاكتئاب والعصبية والتوتر.
5- تؤدي لمخاطر الإصابة بأمراض القلب.
6- تسبب فقر الدم"الأنيميا".
7- قد تؤدي للإصابة بالهلوسة.
8- تقضي على كرات الدم الحمراء بسبب تداخل الكافين مع الحديد.
9- ارتفاع نسبة السكر في الدم.

ماذا لو كانت هناك طريقة لزيادة معدل أدائك وإنتاجك اليومي كما لو كنت تملك أكثر من 24 ساعة في اليوم، كيف يمكنك مضاعفة انتاجك اليومي بدون الإفراط في العمل أو عدد ساعات إضافية، بالفعل سيمكنك تحقيق ذلك من خلال التحكم في ساعتك البيولوجية.