كيف تقوي علاقة الأبناء ببعضهم؟

كيف أجعل أبنائي يحبون بعضهم؟ كيف أزرع قيم التعاون بين الأطفال؟ ما هي الخطوات العملية لتقوية العلاقة بين الأبناء؟
كيف تقوي علاقة الأبناء ببعضهم؟

كيف تقوي علاقة الأبناء ببعضهم؟

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يتعارك الأخوة كثيراً وهو أمر طبيعي، فكيف تقوي علاقتهم ببعض، وتزرع روابط الحب والمودة بينهم من الصغر، ليكبروا سنداً لبعضهم، وتجنبهم مشاعر الحقد والغيرة بين الأشقاء؟
علاقة الإخوّة من أنقى العلاقات الإنسانية وأكثرها قرباً وحباً، فهي أرفع العلاقات التي يكون فيها الحب فطرياً ومجرداً من أي مصالح، رغم أنها لا تخلو من الصراعات على أصغر الأمور، خاصة إذا كان عمرهم متقارباً، فتجد الشجارات بينهم بلا نهاية. 
ورغم قوّة هذه العلاقة وفطريتها، إلا أن طرق تربوية معينة قد تساهم في تقويتها وتعزيزها منذ البداية، وأخرى قد تفسدها وتخلق نوعاً من الغيرة والحقد بينهم، لذلك في هذا المقال، سنرشدك للطرق الأمثل لتقوية علاقة الأبناء ببعضهم.
 

animate
  1. ابتعد عن المقارنة بين الأشقاء: ربما تهدف إلى دفع أحدهم للأمام بمقارنته بشقيقه، فتقول أن شقيقتك تدرس جيداً فلماذا لا تفعل مثلها"، أو شقيقك يطيع الأوامر دائماً بخلافك تماماً"، أو"أشقائك يحبونني أكثر منك لأنهم مطيعون"، وهكذا، إلا أن النتيجة تأتي بغير المتوقع، فيشعر الطفل بأن أخوته أفضل منه، وأن أهله يفضلونهم عنه لأنه ليس جيداً بما يكفي، فتنطلق شرارة الحقد تجاههم من ناحية، وتهتز ثقته بذاته من ناحية أخرى.
  2. واحرص على ألا يفعل أقاربكم وأصدقائكم ذلك، حتى لو على سبيل المزاح، فنفسية الأطفال حساسة للغاية، ولا تفرق بين الجد والمزاح طيلة الوقت، وإنما تتخذ رد فعل على الفور، وقد يلازمهم فترة طويلة، إن لم يضع الآباء حداً له.
  3. لا تفضل أحدهم على أخيه: ربما يطيعك أحدهم عن الآخرين، أو يتمتع الأصغر بخفة دم أكبر من إخوته، فتقع في فخ التفضيل دون معرفة عواقبه، حيث يشعل الغيرة والحقد بينهم منذ الصغر، وتنمو هذه المشاعر معهم بمرور الوقت. كما سيشعر أحد الأطراف بالاضطهاد والإقصاء، بينما سيشعر الآخر بالتمييز والتدليل الزائد، حتى لو لم تقصد ذلك، فهي مشاعر طفولية لا يلجئون للعقل والمنطق للوصول إليها. 
  4. قدر الفروق الفردية بين الأطفاليمتلك كل طفل موهبة خاصة به، ومميزات مختلفة عن غيره، فقد يفضل أحدهم القراءة والاستذكار، بينما يبرع أحدهم في الرسم والإبداع، في حين أن آخر يعطي وقتاً أكبر لممارسة رياضة معينة، لذلك لابد أن تكتشف كل ذلك لدى أبنائك، وتقدر إمكانية كل منهم، حتى لا تقع في فخ المقارنة بين الإمكانيات والفروق الفردية. وإنما شجّع كل منهم على ممارسة ما ينبغ به، وعرفهم جميعاً أن لكل منهم ميزة تختلف عن الآخر، حتى لا يشك أحدهم بقلة قدراته بمقارنة نفسه مع الآخر، والعكس فلا يشعر أحدهم بتفوقه على أشقائه، فينمو مغروراً ومتكبراً. 
  5. لا تطلق الأحكام على الأطفال: لا تحاول إطلاق الأحكام على أطفالك، أو تصنيفهم بصفات سيئة، فهم مازالوا في بداية تكوين شخصياتهم، وحكمك عليهم، سيخلق لهم شخصية ضعيفة، وأحلام غير حقيقية، فيحاولون تغيير هويتهم ومواهبهم، ليتجنبوا أحكامك وتصنيفك.
  6. شجع روح التعاون بين الأبناء : شجع روح التعاون في الأسرة، ووزع المسئوليات المشتركة عليهم، فيساعدون في المنزل، وشراء الاحتياجات، والإعداد لرحلة، وإنجاز بعض المهام معاً، بل وقد تطلب منهم حلولاً لمشكلات بسيطة تواجههم، لتنمو لديهم روح المسئولية، ويدركون ضرورة تعاونهم لإيجاد حل لها. 
  7. ضع الأبناء في فريق واحد: اخلق لهم ألعاباً ومواقف تتطلب عملهم معاً، فيمكنكم إجراء مسابقة لتجهيز شيء بسيط، مثل ترتيب مكان، أو عمل شطيرة، أو الاشتراك بلعبة، وضعهم في فريق واحد، بينما أنتما الأب والأم في فريق آخر، فستجدهم يساعدون بعضهم ليربح فريقهم. 
  8. إعطاء مساحة للأطفال: امنح كل طفل وقتاً خاصاً معك، فناقشه عن يومه، وعن آرائه، ونظرته لبعض المواقف التي حدثت، ولا تنس سؤاله عن أشقائه، كي تتعرف على مشاعرهم تجاه بعضهم البعض، فتلك المساحة ستشعرهم بالتميز، وتمنحهم الثقة بأنفسهم، والارتياح لعلاقاتك معهم.
  9. شجع النقاش بين الأطفال : اطرح أمراً عليهم، واخلق مساحة لهم للنقاش حولها، ودع كل منهم يدلي بوجهة نظره، وحثهم على ضرورة الاستماع لبعضهم، واحترام وجهة نظرهم، حتى لو مخالفة لهم، ولا تنس أنت وشريكك أن تكونا أطرافاً للنقاش، ليأخذونكم قدوة في طريقتكما. تلك الخطوة ستنمي روح الحوار لديهم، وتقبل الخلافات، وسينعكس ذلك على ردود أفعاهم في وقت الصراعات، فسيقل التعامل الجسدي، وسيتعلمون الحوار والنقاش لحل أمورهما. 
  10. ضع نظاماً عادلاً: ضع نظاماً عادلاً لكل شيء، وخاصة تلك الأمور التي تكون مصدراً للخلافات بينهم، فحدد مسئوليات معينة لكل منهم، فيوم الأحد يشتري أحدهم الأشياء، بينما يرتب الآخر الأغراض وهكذا. وكذلك قسّم الأشياء بينهم، فلكل منهم أغراضه وأدواته، ولكل منهم نصيبه المماثل لشقيقه في الحلوى والألعاب، واجعل كل منهم يتأكد أن الآخر حصل على نصيبه أيضاً.
  11. الهدايا: الهدايا تقرب الكبار، فما بالك بالأطفال، لذلك ساعدهم في اختيار الهدايا لبعضهم في المناسبات، وستنجح هذه الطريقة في جعل طفلك يتقبل المولود الجديد، بأن تصنع شيئاً أو تبتاع شيئاً وتخبره بأن شقيقه من أحضرها له، والعكس. 
  12. عدم التدخل في نزاعاتهم : النزاعات بين الأشقاء أمر طبيعي، ويحدث في جميع الأسر، ورغم كونه مرهقاً للآباء الذين قد يسلكون تصرفات غير مدروسة لإنهائه بأي شكل، إلا أن  التعامل معه لابد أن يكون تربوياً للخروج بأقل الخسائر. والقاعدة الأولى هنا هي عدم التدخل بينهم إلا إذا كان هناك خطر جسدي يتهددهم، وإنما دعهم يحلون أمورهم وحدهم، ليتعلموا كيفية إدارة أزماتهم، والتوصل لحلول ترضيهم.
  13. حلول وسط: شجعهم على إتباع مبدأ "الجميع يربح"، عبر التوصل لحلول منطقية ووسطية، ترضي كل الأطراف دون أن يخسر أحد، فإن تنازعا على لعبة ما، دعهم يتوصلون إلى كيفية الاستمتاع بها سوياً.
  14. الانتباه الإيجابي :الانتباه الإيجابي أحد الأدوات التربوية الفعالة، فكثيراً ما ينتبه الوالدان لأطفالهم في أوقات الأخطاء، بينما لا يفعلون ذلك عند القيام بالأشياء الجيدة باعتبارها أموراً طبيعية، كأن ينتبهوا لهم وقت نزاعهم ولا يعيرونهم أي انتباه عندما يلعبون معا بشكل هادئ ويظهرون محبتهم. وإدراك الآباء لتأثير الانتباه له انعكاس فوري على أطفالهم، بتجاهل السلوك السلبي، والانتباه للجيد مما يجعلهم أكثر تركيزاً عليه، كأن يثنوا عليهم، أو يمنحونهم مكافأة رمزية عندما يلعبون ويتعاونون في هدوء.