كيف أعرف أن ابني يتعاطى المخدرات؟

كيف أكتشف إن كان ابني يتعاطى المخدرات؟ ما هي علامات وأعراض تعاطي المخدرات؟ كيف يمكن إنقاذ الأبناء من المخدرات قبل الإدمان؟ وما هي طرق الوقاية من المخدرات؟
كيف أعرف أن ابني يتعاطى المخدرات؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

نخشى على أبنائنا من التراجع الدراسي، من دخول علاقات عاطفية غير متزنة، من ممارسة الجنس بشكل غير صحي أو غير شرعي وفي مرحلة مبكرة، لكن لا بد أن أقصى مخاوفنا هي الإدمان على المخدرات!.
لكن هذا الخوف المشروع قد يجعلنا نظلم أبناءنا أحياناً عندما نقول: يبدو أنه يتعاطى مخدرات؟، دون أن نمتلك ما يكفي من العلامات التي تؤيد شكوكنا، ومع ذلك يبقى هذا الشك مشروعاً بل ومطلوباً شريطة أن نحسن التصرف ونتمكن من التعامل مع هذه الحالة بطريقة صحيحة تضمن حماية أبنائنا من دوامة الإدمان والحفاظ عليهم وعلى ثقتهم بنا وبأنفسهم.

 

في هذه المادة؛ نتعرف إلى علامات إدمان المخدرات التي يمكن أن تظهر على أبنائنا، وكيف يمكن التأكد من تورط الابن أو الابنة في تعاطي المخدرات، قبل أن نصل إلى مراحل الإنقاذ والعلاج، كما سنقدم لكم بعض النصائح للحفاظ على أبنائكم بعيداً عن المخدرات.
 

تتشابه العلامات المبكرة لتعاطي المخدرات مع الكثير من علامات نمو الشخصية الطبيعي
معظمنا يعلم الكثير عن العلامات والأعراض المتأخرة التي تظهر نتيجة تعاطي المخدرات، لكن هذه الأعراض ستظهر بعد تعاطي المخدرات أكثر من مرة، بينما نرغب جميعاً باكتشاف الأمر في مرحلة مبكرة.
تكمن صعوبة الكشف المبكر عن تعاطي المراهقين للمخدرات في اختلاط العلامات التي قد تظهر عليهم مع علامات المراهقة الطبيعية؛ لذلك وقبل أن نعرض أهم هذه العلامات لا بد من التأكيد على أنها قد لا تشير بالضرورة إلى تعاطي المخدرات، وقد تكون علامات عادية وطبيعية، لكنها على كل حال تتطلب من الأهل المزيد من الحذر في التعامل مع ابنهم خاصة في ذروة المراهقة.

أصدقاء جدد وأفكار جديدة
إذا كان ابنك أو ابنتك في مرحلة المراهقة فيجب أن تتوقع دائماً ظهور أفكار جديدة، وغريبة أحياناً، ومن الأفضل دائماً أن تكون قادراً على مناقشة هذه الأفكار وأن يكون تأثيرك على أبنائك أقوى من تأثير أقرانهم.
وفي أسوأ الأحوال إن لم تكن قد استطعت بناء علاقة مميزة مع أبنائك فلا بد أن تكون حذراً حيال التغيرات المفاجئة التي تطرأ على علاقاتهم وعلى طريقة تفكيرهم، فقد تكون هذه العلاقات خطوة نحو الهاوية.
تغير مفاجئ في ستايل الثياب، أنواع موسيقا جديدة وغريبة، أفكار متمردة ...إلخ كل ذلك قد يكون طبيعياً لكنه أيضاً قد يكون إشارة لوقوع أبنائك تحت تأثير أقرانهم، لذلك لا بد أن تتعرف عن قرب إلى الأصدقاء الجدد.

التدخين وملحقاته
تعتبر المخدرات التي يتم تعاطيها مع التبغ كالحشيش من أكثر أنواع المخدرات انتشاراً بين الشباب إضافة إلى حبوب الهلوسة أو الحبوب المخدرة، ذلك يعود إلى انخفاض سعرها مقارنة بغيرها من أنواع المخدرات وسهولة تعاطيها واعتقاد البعض أنها أقل تأثيراً على الصحة.
لذلك؛ لا بد أن تكون منتبهاً لوجود الملحقات الخاصة بالتدخين مع ابنك، كالولاعة وعلبة السجائر أو ورق اللف أو غيرها، وستكون الرائحة دليلاً مميزاً على التدخين وعلى المخدرات.
(اقرأ بحث عن أضرار التدخين والإقلاع عن التدخين)

أين يذهب المال؟
المخدرات تحتاج إلى المزيد من المال ليس فقط كثمن للمخدرات نفسها؛ ولكن لتغير العادات المالية تحت تأثير المخدر، فعندما تشعر أن هناك تغيراً كبيراً وسريعاً في انفاق ابنك، أو أن هناك أموالاً مفقودة من البيت فلا بد أن تضع احتمال تعاطي ابنك للمخدرات.

سرية متزايدة
بطبيعة الحال يرغب المراهقون بالحفاظ على أسرارهم، ومع كل خطوة جديدة في مرحلة المراهقة تزداد أسرارهم وتزداد رغبتهم بالحفاظ على عالمهم الداخلي بعيداً عن تدخلات الأهل.
إذا كنت قد تمكنت مسبقاً من اكتساب ثقة أبنائك فلن تواجه مشاكل كبيرة عموماً، لكن إن لم يكن الأمر كذلك فلا بد أن تلاحظ تعاظم محاولات الحفاظ على السرية وازدياد عدد مرات الكذب والخداع في سلوك الأبناء بشكل مريب، وهذا قد يكون دليلاً على ارتكاب خطأ ما، المخدرات أو غيرها.

تراجع دراسي
مشاكل الدراسة أيضاً تعتبر مؤشراً مهماً على وجود شيء ما مريب، لا يشترط أن يكون سبب التراجع الدراسي هو تعاطي المخدرات، لكن بكل تأكيد أن تعاطي المخدرات سيؤدي إلى التراجع الدراسي.
 

animate

كيف أعرف أن ابني يتعاطى المخدرات؟
العلامات التي ذكرناها في البداية تعتبر إشارات محتملة على تورط أبنائكم في سلوك خاطئ قد يكون تعاطي المواد المخدرة، أما الأعراض والعلامات التي سنذكرها في هذه الفقرة قد تدل بشكل أكبر على تعاطي ابنك للمخدرات خاصة إذا اجتمعت.

يذكر موقع Drug free أبرز العلامات الجسدية التي قد تكون مؤشراً على تعاطي المخدرات، فإذا كنت تشك أن ابنك قد تورط في تعاطي الخدرات راقب هذه العلامات:
- راقب العيون جيداً: عادة ما تؤثر المخدرات على شكل العين بشكل كبير، فقد تلاحظ احمراراً وذبولاً في العيون، توسعاً في البؤبؤ وردة فعل غير طبيعية على الأضواء، عدم قدرة على تركيز النظر بشكل طبيعي، وقد يؤدي تعاطي الكحول إلى احمرار في الخدود والأنف وسليان الأنف المزمن (تعرف أكثر على إدمان الكحول).

- التعابير الزجاجية: عادة ما تتحول ملامح الواقع تحت تأثير المخدرات إلى ملامح زجاجية ثابتة لا يمكن اصطياد تعابيرها كالعادة، تمتاز بالبرود والبلادة في ردات الفعل.

- كن منتبهاً عندما يعود ابنك إلى المنزل: أهم العلامات التي يمكن ملاحظتها ستظهر على ابنك عندما يعود إلى المنزل، هل هو متزن؟ هل يضحك بدون سبب؟ هل يتعثر في مشيته؟ هل يتحدث ببطء وثقل؟ هل يتقيأ كل مرة؟ يدخل إلى الحمام فوراً ويغسل ثيابه بنفسه؟ هل يحاول ألا يرى أحداً ويخفي عينيه تحت النظارة الشمسة أو يجتهد في إخفاء ذراعيه؟.

- استخدم أنفك: قد لا تعرف ما هي رائحة الحشيش، وهذا أمر جيد لأنك ستلاحظ رائحة غير مألوفة في غرفة ابنك أو في الحمام إذا كان يتعاطى في المنزل، لا تتعامل مع الروائح الغريبة كأمر عادي أبداً.

- الأدوية: إذا وجدت أي نوع من الأدوية في جيب ابنك أو في غرفته أو حتى في أي مكان من المنزل؛ فلا بد أن تسارع إلى الاستعلام عن نوع هذا الدواء وعمله من الصيدلي أو الطبيب أو الانترنت، حيث أن هناك أنواع كثيرة من المسكنات ومضادات الألم التي تعتبر بمثابة مواد مخدرة، ويمكنك مراجعة تصنيف المواد المخدرة من هنا.

ويمكن ملاحظة بعض التغيرات على صعيد السلوك والمزاج
عموماً لا يمكن اعتبار التغيرات السلوكية دليلاً قاطعاً على تعاطي المخدرات بما أن هناك عدد لا نهائي من الأمور التي تؤثر على السلوك.
لكن؛ إذا طلبت من ابنك ألَّا يخرج الليلة من المنزل فجابهك بعنف أو بتوسلٍ شديد وحاول أن يخرج رغماً عنك، فلا بد أن هناك خطباً ما، وإذا كان ابنك قد توقف عن عادات كان يراها ممتعة ولا تعلم ما هي العادات البديلة، أو كان ابنك يتهرب من الزيارات ويريد أن يبقى وحيداً، عندها لا بد أن تحاول اكتشاف بعض الأسرار.
عادة ما يؤدي تعاطي المخدرات بشكل منتظم إلى تغيرات حادة في طبيعة المتعاطي ومزاجه، فقد يصبح كسولاً وقليل الحركة، لا يرغب بالحديث ولا المشاركة بأي نشاطات، وغالباً ما يتحول إلى شخص عصبي وسريع الاستفزاز، فتجده عند حدوث مشادة أو شجار يخرج من البيت ويعود مسترخياً.
راقب عادات النوم والطعام؛ حيث تؤثر المخدرات بشكل كبير على عادات النوم والطعام، وعادة ما يعاني متعاطي المخدرات من اضطرابات في النوم وفقدان شهية، وربما العكس تماماً؛ ساعات طويلة من النوم وفرط شهية.
 

أن تكتشف تعاطي ابنك للمخدرات موقف لا تحسد عليه، لكن إن لم تتحلى بالحكمة في هذه اللحظة بالذات فقد تدمر حياتك ابنك إلى الأبد، فالتعامل معه بطريقة خاطئة قد يجعله أكثر تورطاً.

لا تتهم ابنك إن لم تكن متأكداً
بعض الآباء يستسهلون اتهام أبنائهم بتعاطي المخدرات أو التدخين أو ارتكاب الأخطاء دون وجه حق، ولهذا آثار سلبية عميقة على شخصية الأبناء قد تدفعهم إلى ما نخاف منه، لذلك يجب أن نتأكد بشكل قاطع من تورط أحد الأبناء بتعاطي المخدرات قبل أن نوجه له الاتهامات.

فتش وراقب بسرية
عادة ما ننصح الأهل بالحفاظ على خصوصية أبنائهم خاصة المراهقين، لكن عندما يتعلق الأمر بمستقبلهم وصحتهم الجسدية والنفسية فكل شيء مباح، لتتأكد أن ابنك لم يقع في فخ التعاطي راقبه بحذر، فتش غرفته وابحث عن دليل، لكن حاول ألا يعرف هو بذلك، وتذكر أن هدفك الاطمئنان عليه وليس أسر حريته.

اضبط أعصابك وتجنب القسوة
حتى إن كنت متأكداً أن أحد أبنائك يتعاطى المواد المخدرة لا بد أن تتحلى بالصبر والحكمة، لا تواجهه فوراً وخذ الوقت الكافي للتفكير بالحل، لا تكن مبالغاً بالقسوة واستشر مختصاً تربوياً.

لا تحول الأمر إلى فضيحة
أكبر الأخطاء التي يرتكبها الآباء عندما يكتشفون أن أحد أبنائهم يتعاطى المخدرات أنهم يحولون الأمر إلى فضيحة، يخبرون الجميع، الأخوة والجيران والأقارب، لكن الأفضل والأمثل أن يبقى الأمر سراً بين الأبوين وابنهم، هذه السرية ستكون جزءاً من العلاج وجسراً للثقة، ومن المفيد التواصل مع ذوي أصدقائه للتشارك في إيجاد حل مشترك.

اطلب المساعدة
لا بد من طلب المساعدة من المتخصصين؛ اقصد مركزاً لمكافحة الإدمان وتعرف أكثر على طريقة التعامل مع متعاطي المخدرات، اطلب استشارة طبية نفسية وتأكد أن ما تقوم به صحيح.
 
اعمل على التوعية
قدم لابنك المعرفة العلمية التي تثبت الأضرار الكارثية للمخدرات، اصحبه إلى مركز علاج الإدمان ليتعرف على المعالجين ويسمع منهم، وليرى معاناة المدمنين، قدم له كل ما يمكن تقديمه على سبيل التوعية.

آخر الطب الكي
إذا كان ابنك قد وصل فعلاً إلى الإدمان ولم يعد الحديث وحده كافياً لإقناعه فلا بد من إجباره على دخول مصحة لعلاج الإدمان، تعرف على قوانين بلادك التي تتعلق بعلاج الإدمان، ولا تجعل عواطفك تغلبك كي لا تخسر ابنك.
 

الوقاية دائماً خير من العلاج، وعلى الأبوين أن يقدموا لأبنائهم منذ الصغر المعرفة اللازمة لتجنب الوقوع في تعاطي المخدرات، ويجب أن يعلم الآباء أن قول "المخدرات أمر سيء" لا يكفي؛ فالجميع يعلم، لكن الأهم هو أن يكون الطفل متزناً وواعياً وواثقاً بأهله.
لذلك وبالدرجة الأولى لا بد أن يعمل الأهل على تمتين جسور التواصل بينهم وبين أبنائهم، على تقوية وتعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم كي لا يكونوا فريسة سهلة لأصدقاء السوء، ويعلموهم أنهم مسؤولون عن قراراتهم ولا يجب أن ينجروا وراء أحد، لأن أحداً لن يدفع الثمن غيرهم.
وبما أن المخدرات غالباً ما تكون طريقة للهروب من الواقع لا بد أن يكون النهج التربوي الذي يتبعه الأهل قائماً على مواجهة المشاكل وابتكار الحلول، ومن البديهي القول أن الآباء قدوة للأبناء، فتعلم كيف تكون قدوة حسنة.
كما يجب أن يستمر الآباء بمراقبة سلوك أبنائهم وتغيراتهم بشكل دوري لملاحظة أي تطور غريب قد يشير إلى تعاطي المخدرات ليتمكنوا من معالجة الأمر قبل أن يتفاقم.

أخيراً... حماية الأبناء من تعاطي المخدرات من أكبر التحديات التي يواجهها الآباء والأمهات، وطريقة تعاملهم مع أبنائهم عندما يلاحظون سلوكاً غريباً قد تكون طريقة إسعافية تساعد على إنقاذه، وقد تؤدي إلى إغراقه أكثر، إذا كنت تعتقد أن أحد أبنائك أو بناتك يتعاطى المواد المخدرة لا تتردد بطلب المعونة من خلال طرح مشكلتك، كما يمكنك التواصل مع خبراء حلوها بشكل خاص وسري من خلال خدمة ألو حلوها.