كيف تجهز نفسك للخضوع إلى عملية جراحية؟

قبل العملية الجراحية، كيفية الاستعداد لإجراء عملية جراحية والاحتياطات التي يجب اتخاذها قبل العمل الجراحي، ونصائح الاستعداد للعملية
كيف تجهز نفسك للخضوع إلى عملية جراحية؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

لا تحتاج جميع العمليات الجراحية إلى نفس المستوى من التحضير أو فترة النقاهة ذاتها بعد العملية بالطبع، لكن هناك عدداً من القواسم المشتركة بينها جميعاً، كما هناك الكثير من التحضيرات التي لا تخطر ببال الجميع ويتمنى المريض لو أنه قد قام بها قبل الذهاب إلى المشفى.

في هذا المقال سنتعرف إلى الإجراءات الواجب اتِّخاذها في الأيام القليلة السابقة ليوم العملية الجراحية، وأهم الأسئلة التي ينبغي توجيهها إلى الطبيب، إضافة إلى فكرة عما يجري داخل غرفة العمليات.
 

animate

خلال المئة عام الماضية قفزت العلوم الطبية بمختلف فروعها من علوم دراسة الأمراض وتقنيات التشخيص، وانتهاءً بالتطور التقني الهائل الذي لحق بعالم الجراحة من أدوات دقيقة وحساسة وطرق تخدير آمنة وغير مؤلمة، لذلك يعتبر إجراء عملية جراحية اليوم أكثر أماناً وكفاءة مما كان عليه في أي فترة من تاريخ الحضارة البشرية، لكن الدخول إلى غرفة العمليات والتعرض إلى الأدوات الجراحية والتخدير العام لا يزال مثار قلق وتوتر بالنسبة للجميع وهذا أمر مفهوم بالطبع، فلنستعرض بعضاً من النصائح التي قد تكون مفيدة في حال الإقبال على عمل جراحي في المستقبل القريب، خاصة إذا تضمَّن هذا العمل إقامة في المشفى لبضعة أيام.

العادات الصحية قبل العملية
أولاً: حاول أن تكون في أفضل حالة صحية ممكنة

هذا الأمر مهم بالنسبة إلى العمليات الجراحية غير المستعجلة التي يملك المريض وقتاً كافياً قبلها لإجراء تغييرات في نمط حياته، فمن المعروف أن الأشخاص ذوي اللياقة البدنية الجيدة هم أكثر قدرة على تحمل الشدة الجسدية خلال العمل الجراحي، كما أن اللياقة الجسدية تساعد المريض على الحركة بعد العملية بفترة قصيرة، فهذا يقود إلى فترة نقاهة قصيرة وشفاء سريع على عكس الأفراد غير المعتادين على الحركة، والذين يعانون فيما إذا اضطروا إلى إجراء العلاج الفيزيائي أو الرياضة الخفيفة بعد العملية.
لذلك حاول اتِّخاذ خطوات بسيطة لتحسين عاداتك الصحية ونشاطك الجسدي نحو الأفضل في الفترة السابقة للعملية، واستشر الطبيب المشرف على حالتك بخصوص الحمية الغذائية المثلى وأنواع التمارين الرياضية المناسبة في الفترة الباقية حتى يوم العملية الجراحية.

الدخين قبل العمل الجراحي
ثانياً: تجنَّب التدخين واستهلاك الكحول

تترك الكحول الكثير من التأثيرات السلبية على مختلف مراحل العملية الجراحية، فهي  قد  تُنقص حساسية المريض على المخدر مما يوجب استخدام كميات إضافية من المادة المخدرة أو استيقاظ المريض قبل أن تنتهي العملية، كما تؤدي  الكحول إلى مشاكل صحية أخرى مثل زيادة القابليةللنزيف، لذلك عليك أن تكون صريحاً مع الطبيب بخصوص ما تتناوله من الكحول، وتتجنب استهلاكها قدر الإمكان في فترة ما قبل العملية.
أما التدخين فهو يزيد من خطورة حدوث كثير من المضاعفات الجراحية مثل إنتان منطقة العملية بالجراثيم، ولذلك يفضل إيقاف التدخين نهائياً لمدة أسبوعين قبل إجراء العملية الجراحية.

معرفة تفاصيل الجراحة
ثالثاً: اسأل عن تفاصيل العملية

لا تخجل من الاستفسار، وحاول أن تفهم (ولو بشكل مبسط) نوع العملية الجراحية والهدف منها، وحاول أن تحصل على فكرة مفصَّلة حول المدة المتوقعة للعملية والحالة الصحية المتوقعة لك بعد الانتهاء منها، إضافةً إلى المدة التي ستقضيها في المشفى بعد العملية؛ لأن بعض العمليات البسيطة مثل عمليات تصحيح البصر أو جراحات الأسنان لا تحتاج أية إقامة في المشفى، أما عمليات القلب فقد تتضمن بقاء المريض في سريره لأكثر من شهر.

التخدير في العملية
رابعاً: استفسر عن نوع التخدير

يعتمد اختيار طريقة التخدير على نوع العمل الجراحي بشكل أساسي، كما يتعلق أيضاً بالحالة الصحية العامة للمريض، وينقسم التخدير إلى 3 أنواع هي: التخدير الموضعي (Local Anesthesia) فيه يتم تخدير المنطقة المراد إجراء العملية ضمنها فحسب، التخدير الناحي (Regional Anesthesia)الذي يشمل مساحة أوسع من الموضعي ويخدر كامل منطقة العملية الجراحية وما يحيط بها، أما النوع الثالث وهو التخدير العام (General Anesthesia) فيتميز بكون المريض غير صاحٍ خلاله، وهنا لا يشعر المريض بمرور الزمن ما بين لحظة بدء التخدير والاستيقاظ منه حتى لو استمرت العملية لساعات.
يمكن أن تطبَّق المادة المخدرة عن طريق الاستنشاق أو الحقن الموضعي، كما توجد أشكال خاصة لبعض العمليات مثل القطرات العينية أو الهلام المخدر، لا تتردد في إخبار الطبيب إذا كنت تخاف من إجراء العملية تحت التخدير الموضعي مثلاً، فقد يكون من الممكن إجراؤها بنفس الكفاءة تحت التخدير العام، وبذلك ترتاح من خوض التجربة التي قد تكون مقلقة ومخيفة.

استفسر عن الأدوية
خامساً: لا تهمل موضوع الأدوية

من المهم أن تخبر الطبيب قبل موعد العملية بوقتٍ كافٍ عن جميع الأدوية التي تتعاطاها إن كانت أدوية تحتاج وصفة طبية أو حتى مسكنات شائعة أو أدوية أعشاب؛ لأن هذه الأدوية قد تؤثر على عملية التخدير أو قد تمنع الطبيب من إجراء العملية حتى، فالأسبيرين (Aspirin) الذي يعتبر دواءً شائعاً إلى حد كبير، ويتناوله الكثير من الكبار في السن من أجل تأثيراته الوقائية من التخثر الدموي والجلطات والسكتة الدماغية، يؤخر التئام الجروح ويزيد خطر النزيف في العملية الجراحية، لذلك يجب إيقافه قبل موعد العملية بـ 7 أيام على أقل تقدير.
كما قد يكون من المستحسن أن تعلم مقدَّماً الأدوية التي يجب عليك استخدامها بعد العملية، فقد تكون هذه الأدوية مكلفة أو يصعب تأمينها في الوقت المناسب إذا كانت مستوردة مثلاً.

النقاهة بعد الجراحة
سادساً: جهِّز منزلك من أجل عودة مريحة

قبل أن تخرج من منزلك إلى المشفى تخيل أنك قد عدت بعد انتهاء العملية وفترة الإقامة في المشفى، وتخيل حالتك الصحية لدى العودة لكي ترتب المنزل على هذا الأساس، فإذا كان المشي صعباً بعد العملية استبق الأمور وحاول تجهيز غرفة واحدة من منزلك بكافة مستلزمات الراحة اليومية، كأن تنقل بعض الوسائد إلى غرفة الجلوس وتحضر إليها براداً صغيراً ليكون دائماً بجانبك، كما يمكنك تجهيز الحمام ليناسبك إذا احتجت البقاء في كرسي متحرك لفترة ما، لذلك احصل على معلومات مفصَّلة حول حالتك الجسدية المتوقعة بعد العملية، ولا تهمل القيام بالتفاصيل التي قد تبدو صغيرة؛ لأن أي مجهود بسيط لتعديل المنزل قد يصبح أمراً مربكاً لدى إهماله.

تاريخك المرضي
سابعاً: لا تخشَ من الاستيقاظ أثناء العملية

يمكن أن يستيقظ المريض أحياناً خلال العمليات التي تجرى تحت التخدير العام، لكنه لا يكون صاحياً بشكل كامل في الواقع، ومعظم هؤلاء المرضى لا يشعرون بأي ألم حتى.

ثامناً: اشرح سوابقك المرضية
من المهم أن يكون الطبيب الجراح على دراية كافية بالجسد الذي يعمل عليه، وهذا يعني وجود تاريخ مرضي مفصَّل للمريض خلال جميع مراحل حياته، يشمل هذا التاريخ الأمراض السابقة، الأدوية المستخدمة في علاجها والعمليات الجراحية الماضية، لكن هذا النوع من التنظيم محدود أو غائب في كثير من البلدان العربية، لذلك يقع جزء من المسؤولية على المريض في شرح سوابقه المرضية بأوضح شكل ممكن، فلربما أثَّرت هذه السوابق على مسار العمل الجراحي.

تحضير حاجياتك للمستشفى
تاسعاً: جهِّز ملابسك ومستلزمات البقاء في المشفى

بناءً على المدة المتوقع أن تقضيها في المشفى قبل العملية وبعدها اجمع كل ما تحتاجه في حقيبة واجعلها جاهزة لأخذها حين يأتي أوان العملية، لا تحصر تفكيرك بالمستلزمات الأساسية فقط، فالليالي الطويلة قد تكون مملة لوحدك إذا لم تحضر معك هاتفك الخلوي وشاحنه، أو كتاباً لتمضية الوقت.
احرص على اختيار الملابس الفضفاضة والمريحة، خاصة إذا كان تحريك اليدين والقدمين صعباً في فترة ما بعد العملية لأنه قد يجعل ارتداء الملابس أمراً مربكاً، اختر السراويل القطنية المريحة والقمصان التي تحتوي أزراراً فهي لا تحتاج للرفع والإنزال عبر العنق كل مرة.

وفي الختام.. تبقى النصيحة الأهم هي أن تصغي إلى تعليمات الطبيب، وتحاول تأديتها بحذافيرها من أجل تجنب المضاعفات وتجاوز فترة النقاهة بنجاح، أعطِ جسمك الوقت الكافي للتعافي ولا تستعجل للعودة إلى العمل أو إلى أداء الواجبات العائلية قبل أن تسمح حالتك الصحية بذلك.