أعراض وأسباب الإمساك عند الرضع وعلاج إمساك الرضيع

أعراض إمساك الرضيع، أسباب الإمساك عند الرضّع وطرق علاج الإمساك عند الطفل الرضيع، علاج إمساك الرضيع في المنزل وعلامات اللجوء لاستشارة الطبيب
أعراض وأسباب الإمساك عند الرضع وعلاج إمساك الرضيع

أعراض وأسباب الإمساك عند الرضع وعلاج إمساك الرضيع

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

ينبغي على كل أمّ أنجبت طفلها حديثاً أن تراقب حالة وقوام البراز الذي يطرحه بعد ولادته، لاسيّما إن تأخر الطفل الرضيع في طرح فضلاته مع تغير قوامه ولونه ورائحته، إذ أن ذلك سيشير حكماً إلى تبدلات مهمّة في حركيّة أمعائه أو ربما لحالات إنتانيّة أو إصابات مرضيّة أخرى ينبغي البحث عن أسبابها وعلاجها. 
وفي مقالنا اليوم سنستعرض أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث الإمساك عند طفلك الرضيع مع كيفية تدبيرها وعلاجها. 

تعريف الإمساك عند الرضيع طبياً ومؤشراته الدالة عليه
لا نعتبر تأخر طرح الفضلات الغذائية خارج الجسم عند الأطفال الرضع مؤشراً لحدوث الإمساك لديه بشكل دائم، بل ينبغي أن ننتبه بشكل أكبر إلى ما يواجه الطفل من صعوبات وكيف يعرّض نفسه لإجهاد وشدّ كبيرين كي يتمكّن من طرح البراز خارج جسمه، إضافة إلى تغيّر قوام البراز وطبيعته نحو القساوة، وهذا ما يجعل عملية التبرّز مؤلمة للطفل وتحرضه على البكاء والصراخ أثناء الخروج. 

وبذلك نستطيع القول أن مؤشرات الإمساك التي يبديها الرضيع وتُقلق الأم بشكل كبير هي: 

  1. علامات عدم الارتياح والانزعاج التي يبديها الطفل الرضيع أثناء طرحه للبراز خارج جسمه، والبكاء والصراخ أيضاً. 
  2. تغيّر قوام البراز نحو القساوة بشكل يزعج الطفل بشدّة أثناء خروجه.
  3. خروج الدمّ أحياناً مع براز الطفل، نظراً لأن الكتلة البرازيّة القاسية تخرّش المستقيم وتؤدي لنزوف بسيطة تلاحظها الأم في براز طفلها أو في حفاضته. 
  4. إذا لم يطرح الطفل فضلاته الغذائيّة مرة واحدة على الأقل كل 5 أيام، وإذا فاقت المدة 5 إلى 10 أيام فهي حالة مهمّة ينبغي استشارة الطبيب المختص عنها. 
animate

لا يشكو الرضيع غالباً من إمساك فعليّ إذا تأخر أحياناً في طرح البراز خارج جسمه ليوم واحد أو يومين مثلاً، فمن الممكن جداً أن يبدي رضيعك هذه الظاهرة لاسيّما إن كان معتمداً بشكل أساسيّ على الإرضاع الطبيعيّ من الثدي، خصوصاً أن حليب الأم الطبيعيّ يعتبر غنياً بالمواد المغذية والمفيدة التي تمتصها الأمعاء أحياناً بشكل كامل، فلا يبقى بذلك ما هو غير مهضوم كي يطرح على شكل براز نحو الخارج. 
وعلى الرغم من ذلك التأخير فإن الرضيع سيطرح برازه لاحقاً ليبدو طريّ القوام ليّناً، وذلك بفضل الكميات المعتدلة والمناسبة من الدسم والبروتين التي تدخل في تركيب حليب الأم الطبيعيّ، والتي ستضمن بالطبع حركيّة سليمة لأمعاء الطفل إلى جانب الحفاظ على الصفات الطبيعية لقوام البراز من ليونة وطراوة تقي الطفل من إجهاد وشدّ كبيرين ريثما يطرح الغائط خارج جسمه. 

يختلف تعداد مرات التغوّط الطبيعيّة بين رضيع وآخر، لاسيّما أن هذا التعداد يخضع لكمية المياه التي يشربها الطفل وكفايته منها، إلى جانب فعاليته الحركيّة خصوصاً إذا ما تمكّن من الزحف على أرضية المنزل، ويضاف لذلك نوع الرضاعة التي يعتمدها الطفل في تغذيته اليوميّة.
فقد أشرنا في فقرة سابقة إلى أن الطفل المعتمدعلى الإرضاع الطبيعيّ قد تمتصّ أمعاؤه كامل الحليب الذي رضعه من أمّه، وبذلك لن يتبقى ما يتغوّطه خارج جسمه وسيتأخر إطراحه للفضلات الغذائية يومين ربما أو حتى خمسة أيام بشكل طبيعيّ.
ومع ذلك يشير موقع (Up To Date) الطبيّ إلى أنّ رضيع الحليب الطبيعيّ يطرح برازاً ليّن القوام وسهل الخروج ثلاث إلى أربع مرّات في اليوم الواحد، ونادراً ما يواجه الطفل الذي يتغذّى من ثدي أمّه مشكلة الإمساك عموماً، أمّا بالنسبة للرضَّع الذين يتغذّون بشكل أساسيّ على الحليب الاصطناعي أو أولئك الأطفال الذين أدخِل الطعام الصلب لنظامهم الغذائيّ (خضراوات مثلاً) فالطبيعي لديهم أن يتغوطوا مرة على الأقل في اليوم الواحد. 

أسباب حدوث الإمساك عند الرّضيع واختلافها
تتعدّد الأسباب المسؤولة عن حدوث الإمساك عند الأطفال الرّضع، وسنستعرض بدورنا أهمّ وأكثر المسببات التي تعرقل عملية التغوّط الطبيعيّة شيوعاً عند الرضيع وفق التالي: 

  • تغيير نوعيّة غذاء الرضيع قد يسبب الإمساك
    يتعرّض الطفل للإمساك بعد تبديل نوعية الإرضاع المعتمد لديه وتحويله إلى الحليب الاصطناعي، لاسيّما إن كان يعاني من حساسيّة تجاه بروتين معيّن يدخل في تركيب الحليب المصنّع، كما أنّ إضافة الأطعمة الصلبة لنظامه الغذائيّ (الموز مثلاً) أو الأطعمة الصناعية التي تتركب بشكل أساسيّ من الأرزّ (Rice Cereal) قد تتسبب بإحداث الإمساك أيضاً وذلك لقلة محتواها من الألياف التي تعتبر ضروريّة لتسهيل حركة الأمعاء عند الطفل. 
  • قلّة السوائل كسبب من أسباب الإمساك عند الرضيع
    إن عدم إعطاء الرضيع حاجته الكافية من السوائل بشكل يوميّ سيجعل البراز قاسياً وصعب الإطراح بالنسبة له. 
  • طبيعة غذاء الأمّ وتسبيبه للإمساك عند الرضيع
    على الأمّ المرضعة لطفلها أن تنتبه لنوعيّة الطعام الذي تعتمده في نظامها الغذائيّ، خصوصاً أن ما تتناوله يومياً سيمر لطفلها عبر الحليب الذي يرضعه منها، ومن الأغذية التي تتناولها الأم و تتسبب بحدوث الإمساك لدى الرضيع نذكر اللبن والجبنة، لاسيّما أن جهاز الرضيع الهضميّ (إن كان عمره لم يتجاوز ستة أشهر ) يعتبر غير مؤهلٍ بعد لهضم وامتصاص العناصر الغذائيّة لهذه الأطعمة. 
  • الألم الذي يسببه الإمساك للرضيع
    بعد أن تعرّض الرضيع لصعوبات وآلام عند طرحه لبراز قاسٍ سيحاول تفادي هذه الآلام عبر حبس البراز ورفض طرحه خارج جسمه، مما يجعل المسألة أكثر صعوبة ويفاقم حالة الإمساك التي يعاني منها. 
  • أسباب طبيّة مرضيّة وراء مشكلة الإمساك عند الرضيع
    تعتبر الأسباب المرضيّة مسؤولة عن أقل من 5% من حالات الإمساك عند الرّضع، ويعتبر أكثرها شيوعاً داء هرشيبرونغ(Hirschsprung's Disease)، ترجع أسبابه لغياب الأجزاء العصبية التابعة للجهاز العصبي الذاتيّ في القولون؛ التعصيب الودي للقولون مما يثبط حركيتهوبالتالي دفع المواد غير المهضومة وطرحها نحو الخارج، يظهر هذا المرض بشكل أساسيّ من خلال تأخر إطراح العقيّ (مادة خضراء اللون تمثّل ما ابتلعه الطفل من السائل الأمنيوسي أثناء الحياة داخل رحم الأمّ) لأكثر من 48 ساعة بعد الولادة. 

الأعراض والعلامات التي يبديها الرضيع خلال الإمساك

  1. تقوّس ظهر الرضيع وانحناؤه خلال التغوّط.
  2. انتفاخ بطن الطفل وإيلامه عند الضغط عليه نظراً لامتلاء أمعائه بالغازات والفضلات غير المطروحة.
  3. بكاء الطفل وصراخه نتيجة الألم الذي يعانيه أثناء التغوّط، لاسيّما أن الكتل البرازيّة المطروحة بعد عناء ستبدو قاسية القوام وداكنة اللون.
  4. رفض الرضاعة وانخفاض وزن الرضيع.
  5. خروج الدم مع البراز القاسي المطروح نتيجة تخريشه لجدار المستقيم.

متى ينبغي عليك استشارة الطبيب المختص؟ 
يجدر بالآباء الإسراع باستشارة أقرب مركز صحيّ أو عيادة طبيّة مختصة بأمراض الأطفال إذا ما اشتكى الرضيع من واحد أو أكثر مما يلي: 

  1. تبدلات في تعداد المرات الطبيعي للتغوط عند طفلك الرضيع.
  2. وجود الدم في براز الرضيع أو حفاضاته.
  3. طرح الرضيع لبراز قاسي القوام داكن اللون.
  4. تألم الرضيع وبكائه وانزعاجه أثناء عملية التغوّط.
  5. رفض الرضيع لتناول الطعام وانخفاض وزنه.
  6. تكرار حدوث الإمساك عند الطفل.

تدبير الإمساك عند الرضيع منزلياً
ننصح الأمهات عادة باتخاذ بعض التدابير المنزليّة التي يمكنها أن تسهّل حركة أمعاء رضيعها وتحيل قوام برازه لمزيد من الطراوة والليونة، لاسيّما إن كانت أسباب حدوث الإمساك غير مرضيّة. 
إليك في التعدادات التالية مجموعة النصائح التي يوصي بها الأطباء عموماً في تدبير حالات الإمساك عند الرضيع: 

  1. راقبي نوعيّة الطعام الذي تتناولينه إن كنت من المرضعات واستفسري أكثر عن أنماط الأطعمة التي قد تستهلكيها وتسبب لدى الطفل صعوبات في هضمها إذا مرّت إليه مع حليبك. 
  2. لا تهملي إعطاء كميات كافية من السوائل لطفلك الذي يبلغ من العمر ستة شهور أو أكثر بشكل يوميّ. ، أما بالنسبة للرضيع الذي يقل عمره عن ذلك فيكفي حليب الأم أو الحليب الاصطناعي كمصدر أساسيّ ومهمّ للإماهة لديه (أي لحصول الرضيع على الماء).
  3. تحدثي مع طبيب الأطفال عن إمكانيّة تحسس طفلك من بعض المكونات التي تدخل في تركيب الحليب الإصطناعيّ وناقشي معه إمكانيّة استبداله بنوع آخر يتحمّله طفلك بشكل جيّد. 
  4. إذا لم يبدأ طفلك بالزحف بعد؛ فحاولي أن تضعيه مستلقياً على ظهره وحركي طرفيه السفليين بشكل يشابه سياقة الدراجة الهوائيّة (Cycling Movements). 
  5. أضيفي مزيداً من الألياف الغذائيّة لنظام طفلك الغذائيّ لاسيّما إن بدأتي بإدخال الأطعمة الصلبة لغذائه، كأن تطعميه مزيداً من البازلاء والتفاح المقشّر المهروس والخوخ والإجاص المجفّف بعد نقعه بالماء (كذلك قمر الدين أو المشمش المجفف)، فهي مواد غنية جداً بالألياف التيتسهل حركة أمعائه. 
  6. استبدلي الأطعمة الصناعية المركبة من الأرزّ (Rice Cereal) الذي تدخله الأم لرضيعها عادة بعمر 4 شهور، بتلك الحاوية على الحبوب الكاملة، كالشوفان المطبوخ أو الشعير، مما يزيد كتلة البراز المطروح ويجعله أكثر طراوة.تجدر الإشارة إلى أن الأطعمة الصناعية المركبة من القمح (سيريلاك القمح) لا ينبغي إدخالها قبل عمر 6 شهور أو حتى أكثر من عمر الطفل، مع التأكيد على أهمية استشارة الطبيب الفوريّة إذا حدثت أعراض انتفاخ بطن أو إسهال لدى طفلك بعد تناول سيريلاك القمح. 
  7. استفيدي من هرس الأطعمة التي تقدمينها لطفلك في تخفيف الإمساك وعلاجه كأن تقدمي له طبقاً من الخضروات المهروسة. 
  8. قومي بإجراء حركات لطيفة وناعمة (Massages) على معدة طفلك وبطنه عدة مرات في اليوم الواحد؛ كي تحفّزي حركة أمعائه وتخففي من حدة الإمساك الذي يشكو منه. 
  9. ينصح البعض بتقديم العصائر الطبيعيّة الطازجة لطفلك بكميات خفيفة كي تحفّزي حركية الأمعاء لديه، ابدئي بـ 60 إلى 120 ميليليتراً؛ (أو ما يعادل فنجان صغير فقط في اليوم الواحد)من عصير التفاح الطبيعيّ أو الإجاص واستشيري طبيب الأطفال حول إمكانية زيادة الكمية في حال عدم استفادة الطفل. 

تدبير الإمساك عند الرضيع طبياً
يُمنع تماماً استخدام الملينات عند الأطفال والرضع قبل استشارة الطبيب المختصّ، لاسيّما أنه الشخص المؤهل وحده كي يحدد سلبيات وإيجابيات هذا الاستخدام ويستشعر وصول الطفل للحالة الحرجة التي تتطلب استخدام المليّنات. 
وبشكل أساسيّ يستفسر الطبيب خلال القصة المرضيّة عن المدة التي مرّت على وجود الإمساك عند الرضيع مع وجود أي أعراض أخرى مرافقة (حرارة، تناوب الإسهال مع الإمساك، إقياء، آلام بطنيّة، هيجان الطفل وغيرها)، كما سيقوم بفحص الطفل سريرياً، وقد يحتاج الطبيب أحياناً إلى إجراء فحوصات مخبريّة أو استقصاءات شعاعيّة كي يتحرّى بشكل أدق عن إمكانيّة وجود أسباب انسداديه في الأمعاء وتعتبر مسؤولة عن حدوث الإمساك. 

العلاج الدوائي بوصفة طبية للإمساك عند الرضيع
من العلاجات التي يصفها الأطباء عموماً في حالات الإمساك المعنّد على العلاج المنزليّ نذكر: 

  • أدوية مخصصة لتنظيف الأمعاء (Clean-Out): كالبولي إيثيلينغلايكول أو التحاميل الشرجية الصغيرة المركبة من هيدروكسيدالمغنيزيوم، والتي تحفّز الأمعاء على طرد محتوياتها من البراز. 
  • المليّنات: تُستعمل المواد الملينة لأشهر قليلة عند الأطفال الذين يعانون من إمساك مزمن ومتكرّر، ومع اتِّباع التعليمات الطبية التي يوصي بها الأخصائيّ والالتزام بفترة العلاج دون زيادة اعتباطيّة نحافظ على وظيفة سليمة لأمعاء الطفل كما نضمن استمرارية حركتها المستقلة بعيداً عن الاعتماد التامّ على الملينات. 

في ختام المقال ... تشكّل الأسباب المرضيّة المقلقة والمسؤولة عن حدوث الإمساك عند الأطفال والرضع ما يقل عن 5% من مجموع حالات الإمساك لديهم، لذلك لا داعي للقلق والخوف الزائدين عند بداية حدوث تبدلات في عادات التغوط لدى طفلك، فهي غالباً ما تنجم عن تبدلات في نظامه الغذائيّ أو قلة الحركة أو انخفاض كميات السوائل التي يستهلكها في اليوم الواحد.

المراجع