تنظيم نوم الطفل وأهمية النوم المبكر للأطفال

دراسة تؤكد أن نوم الأطفال باكراً أفضل لصحة الأم الذهنية.. فما هي فوائد النوم المبكر للطفل؟ وكيف تساعد الطفل على تعلّم مهارة النوم؟ وما هي الطرق التي يمكنك من خلالها تحسين عادات النوم لدى الصغار؟
تنظيم نوم الطفل وأهمية النوم المبكر للأطفال

تنظيم نوم الطفل وأهمية النوم المبكر للأطفال

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

من أصعب مهام الأمومة نوم الطفل عندما يعاني الصغير مشكلات مع النوم.. تعاني الأم خاصة وتزداد الضغوط عليها، لا ضير أن الكثيرين خلال مرحلة ما من عمر أبنائهم؛ لم يتذوقوا طعم النوم وعانوا من القلق والإجهاد، فدعنا نتعرف من خلال هذا المقال على أهمية النوم المبكر للطفل.. وكيف تساعد الصغار على تعلم مهارة النوم وتحسين عادات النعاس والذهاب باكراً إلى السرير؟

نوم الطفل باكراً يجعله أكثر صحة والأم أكثر سعادة
في دراسة أسترالية تتبع الباحثون خلالها آلاف العائلات منذ عام 2004، حيث شاركت عائلات في سلسلة من المقابلات التي سمحت للباحثين بالتحقق في حالة صحتهم الجسدية والعقلية، ولدى تحليل بيانات النوم ونمط الحياة التي جمعوها، وجد الباحثون أن الأطفال الذين يذهبون إلى النوم المبكر بحلول الساعة 8:30 مساء؛ كان لديهم "نوعية حياة أفضل مرتبطة بالصحة، كما حسنت الصحة الذهنية لأمهاتهم أيضاً"، وقال جون كواتش (Jon Quach) الباحث الرئيسي في الدراسة عن نتائجها: "إن حمل الأطفال إلى الفراش مبكراً ليس أمراً رائعاً لهم فحسب، فهذا جيد بالنسبة للأم والأب أيضاً".. إنجاب الأطفال إنجاز وعمل بطولي عقلي وجسدي، فعندما تُضاف العبء الذهني للمهام اليومية ومسؤوليات الزواج والمنزل، لا عجب أن الآباء والأمهات يعانون من بعض الإجهاد والتعب الزائد في حياتهم.
 

animate

الذهاب باكراً إلى السرير للحصول على نوم أفضل
بالإضافة إلى سعادة الأمهات والحفاظ على صحتهم الذهنية وحمايتهن من الإجهاد، فإن هناك بعض الفوائد الحقيقية للأطفال أيضاً، مثلاً أظهر استطلاع للرأي في الولايات المتحدة الأمريكية: "أن الأطفال الذين يذهبون إلى الفراش في وقت أبكر ينامون لفترة أطول"، حيث يحتاج الأطفال إلى الكثير من النوم.. ما عليك سوى إلقاء نظرة على العدد الموصى به من ساعات النوم، التي يجب على الأطفال الحصول عليها كل ليلة، وهي توصيات الأكاديمية الأميركية لطبّ النوم (American Academy of Sleep Medicine’s) عام 2016، حول مقدار حاجة الأطفال للنوم في أعمار مختلفة من أجل الصحة المثلى:
- يجب أن يحصل الأطفال الرضع من عمر 4 إلى 12 شهراً؛ على 12 إلى 16 ساعة من النوم (بما في ذلك القيلولة).
- يجب أن يحصل طفل يتراوح عمره من سنة إلى سنتين؛ على 11 إلى 14 ساعة (بما في ذلك القيلولة).
- يجب أن يحصل طفل يتراوح عمره من 3 إلى 5 سنوات؛ على 10 إلى 13 ساعة (بما في ذلك القيلولة).  
- يجب على الأطفال من سن 6 إلى 12 سنة؛ النوم من 9 إلى 12 ساعة في الليلة.
- يجب أن يحصل المراهقون؛ على 8 إلى 10 ساعات من النوم ليلاً.


كما يتعين على الآباء في هذه الأيام؛ اتخاذ تدابير إضافية للحد من وقت تعرض الطفل لشاشات التلفزيون والكمبيوتر أو الهاتف الجوال قبل النوم، فوفقا لمؤسسة النوم الوطنية الأمريكية؛ يتأثر الإفراج عن الميلاتونين (Melatonin) الذي يسبب النعاس ويساعد على النوم، بالتالي يتأخر إفرازه بسبب الضوء الأزرق المنبعث من هذه الشاشات، حيث يميل الضوء إلى إبقائك مستيقظاً لمدة أطول بتأثير من الساعة البيولوجية لجسمك، بالتالي من المهم الحفاظ على حظر الأجهزة الرقمية من غرفة نوم الأطفال مثل: الهواتف المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية أو التلفزيون.
حيث توصي مؤسسة النوم الوطنية أيضاً، بإتباع روتين دائم لوقت النوم في المنزل، هذا يشمل حمام دافئ وكتاب جيد، ومهما اخترت أن تدمجه في روتين وقت النوم، فاعلم أن الروتين العادي يمكن أن يضعك أنت وطفلك على طريق النجاح والصحة الدائمة، يمكن أن تبدأ هذا في وقت مبكر من مرحلة الرضاعة، لذلك كلما كان بإمكانك إنشاء روتين لنوم طفلك أبكر كلما كان ذلك أفضل!
 

نصائح لمساعدة الأطفال على النوم بشكل أفضل
ناقش خبراء في تربية الطفل مشاكل وصعوبات النوم لدى الأطفال وقدموا اقتراحاتهم العلمية حول أفضل الطرق لتنظيم نوم الطفل، نستعرض تالياً أهم ما ناقشوه من نتائج توصلوا إليها:
صعوبة النوم أمر واقع وقد يكون لها أسباب كثيرة: قد تنجم مشكلات نوم طفلك عن القلق، أو صعوبات الانفصال والطلاق، أو العادات الغذائية، أو الخوف، أو التحديات الحسية التي يختبرها الطفل طوال اليوم، أو التبول اللاإرادي، أو فرط النشاط.. الخ، فالقائمة تطول بعض الشيء... لأنه بغض النظر عن سبب صعوبة النوم، هناك إجابات وهناك أشخاص قادرين على المساعدة، حيث يمكن للخبراء الحصول على تفاصيل محددة ودقيقة جداً من خلال نصائحهم، ولا يسعهم إلا العثور على حلول يتحدثون من خلالها عن طفلك والسبب وراء معاناته مع النوم، على سبيل المثال حول موضوع الخوف الليلي تشرح الخبيرة في تربية الطفل ناتاشا دانيلز (Natasha Daniels): أنه "لا يوجد منهج علاجي شامل، ويمكن تصنيف هذا الخوف إلى أربع أصناف مميزة، حيث يجب التعامل مع كل منها بشكل مختلف"، حيث أن مشكلات نوم الأطفال ليست عامة، كذلك ليست الحلول المقدمة عامة بالنتيجة.. أي أن لكل طفل خصوصية في موضوع علاج مشكلة صعوبات النوم.


لا يحاول أطفالك اللعب معك أو الخداع: قد تعتقد أن الطفل يحاول التلاعب بك، وممارسة ذكائه عليك وأنت تعلم جيداً كم هم أذكياء، فيتحججون بالعطش فقط ليمروا أما التلفاز ويضايقونك أو كي يلفتوا انتباهك إلى أنهم يريدون أن تنام إلى جانبهم... الخ؛ لكن الحقيقة هي أنه من النادر أن يفوت الأطفال نوماً مستقلاً عن قصد.. وعندما ينادون عليك في الليل، أو يخرجون من السرير للمرة الثالثة، فهم لا يختارون عادة رفض النوم، بل إنهم لا يعرفون كيف! تشرح خبيرة تربية الأطفال جينيفر والدبيرغر (Jennifer Waldburger) "عندما تفترض أن عدم النوم هو سلوك، وأنه أمر يمكن السيطرة عليه بحوافز أو عقوبات.. هذا ليس هو الحال، لأن النوم مهارة، وصدق أو لا تصدق، إنها مهارة يحتاج الأطفال إلى تعلّمها"، فكر في الأمر: كل طفل يريد إتقان مهارة ما.. يعني استقلالية أكبر؟.. حيث يرغب معظم الأطفال في تنظيف أسنانهم بأنفسهم، أو صب حليبهم بأنفسهم، أو ركوب الدراجة بدون عجلات المساعدة، كما أنهم يحبون أن يناموا بأنفسهم، فإذا لم يستطيعوا ذلك؛ توضح والدبيرغر: "فذلك لأنهم لم يتقنوا مهارة النوم بعد، ويحتاجون إلى المساعدة!".


عليك أن تعتني بنفسك أولاً: فكيف سيستجيب طفلك لمحاولة تهدئته ليلاً ودفعه إلى النوم، إذا كنت أنت متعباً وفاقداً للصبر؟؟ بالإضافة إلى ذلك غالباً ما يتم تخصيص وقت الليل كوقت للأبوين وللرعاية الذاتية، وعندما يخرج أطفالك من السرير في الساعة 10:00؛ ويقطعون الوقت الذي حجزته لنفسك أو مع الشريك، تكون ردود أفعالك عادةً أقل من مثالية، هذا لا يساعد أحداً... خلاصة القول: الاعتناء بنفسك خلال النهار والليل سيساعدك على رعاية أطفالك بشكل أفضل، وتقول متخصصة الرعاية الذاتية سوزي لولا (Suzi Lula): "اعتني ينفسك ستقوم بعمل رائع وهذه ليست أنانية، بل هي عمل شجاع".
التأمل اليقظ مهارة تساعد الطفل في كل شيء: هو فن الإدراك أو الإدراك عن عمد لشيء ما في الوقت الحاضر، حيث يساعد على مكافحة القلق والكلام الذاتي السلبي، كذلك الغضب وحتى يساعد على النوم، من خلال استخدام القصص والألعاب، لتعليم ذهن الطفل وتعزيز وظائف دماغه، وإعادة توجيه أفكاره المتسارعة، كذلك تعزيز عادات النوم الإيجابية.


شاشة التلفاز والكمبيوتر اللوحي والهاتف الذكي هي العادة التي تدمر كل شيء: ليس كل شيء حرفيا، في الواقع وفقا للكاتبة الأمريكية أنيا كامينتس (Anya Kamenetz): "فإن العلم لم يحسم بعد التأثير السلبي لوقت الشاشة في معظم نواحي حياة أطفالنا، إلا عندما يتعلق الأمر بالنوم"، وكما ذكرنا أعلاه ونكرر حيث ينبعث من الأجهزة الإلكترونية "الضوء الأزرق"، الذي عندما يلمع في عينيك، بالتالي يؤخر إنتاج الجسم من الميلاتونين، (هو الهرمون الذي يساعد على تنظيم النوم)، فإذا كنت أنت أو أطفالك تعرضون أنفسكم للضوء الأزرق قبل وقت النوم، فسوف يؤدي ذلك إلى تأخير الشعور بالنعاس، علاوة على ذلك.. الشاشات محفزة: من خلال ألعاب الفيديو والأفلام المثيرة؛ يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تجعلنا سعداء، أو غاضبين، أو أي نوع آخر من المشاعر غير المرتبطة أساساً بالهدف من هذه الوسائل، كل هذه الأشياء تؤدي إلى قلة النوم وتقليل النوم يجعل أطفالنا أكثر تعباً وإزعاجاً، وعندما يكونون أكثر تعباً وإزعاجاً.. فإنهم على الأرجح يبحثون عن التجربة المعزولة على الشاشة. 
 

1- كن ثابتاً: إن روتين وقت النوم الصحي والمنتظم والذي يمكن الاعتماد عليه هو مفتاح؛ حتى في عطلات نهاية الأسبوع، فالثبات والتناغم والاتساق هو صديق الوالدين المنهكين، من خلال التمسك بجدول زمني يساعد النائمين في الحفاظ على الساعة الداخلية للجسم والتمسك بها.
2- الظلام: تأكد من أن غرفة نوم طفلك مظلمة ومعتدلة الحرارة وهادئة، فدرجات الحرارة المنخفضة قليلاً والظلام والهدوء في الليل تجلب الاسترخاء والنعاس.
3- النوم وحيداً: ربما تكون قد علّمت طفلك بالفعل على النوم وحده، إذا لم تكن قد علمته بعد فافعل ذلك، استخدم استراتيجيات مثل: تطوير روتين وقت النوم المريح، مما يجعل غرفة نوم طفلك مكاناً ممتعاً هو يحبها، كذلك استخدم الحيل الأخرى لجعل نوم طفلك مستقلاً عن النوم معك، بهذه الطريقة عندما يستيقظ في منتصف الليل؛ لن يحتاجك لإعادته إلى النوم.
4- انتهز فترة النهار: روتين الأطفال خلال اليوم مهم أيضاً في تنظيم نومهم خلال الليل، فتأكد من حصول طفلك على الكثير من التمارين الرياضية أو النشاط البدني بشكل منتظم، فيها فوائد تؤثر على النوم والعديد من الجوانب الأخرى للصحة، وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها مؤسسة النوم الوطنية في عام 2013 في الولايات المتحدة الأمريكية، أنه من المرجح بشكل كبير أن يحظى بنوم ليلة هانئة؛ هؤلاء الذين يمارسون التمارين الرياضية المعتدلة والخفيفة، مقارنة بالأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة بنسبة (56-67 مقابل 39 %).
5- لا للكافيين: تجنب إعطاء طفلك الكافيين والسكر في فترة بعد الظهر والمساء.
6- لا للأجهزة الإلكترونية: لا تسمح باستخدام الأجهزة الإلكترونية قبل ساعتين من موعد النوم، كما ذكرنا بسبب تأثير الضوء الأزرق الذي تطلقه الشاشات الذكية وشاشات (iPad) وما له من خصائص تنشيطية، بنفس الطريقة، على سبيل المثال الضوء الأزرق المنبعث من بعض المصابيح الكهربائية الموفرة للطاقة، وإذا عانيت في منع طفلك من استخدام الجهاز اللوحي أو مشاهدة التلفاز؛ فكر في استخدام إعدادات الضوء على أجهزتك أو تطبيقاتك التي تقلل من الضوء الأزرق قبل عدة ساعات من وقت نوم طفلك.
7- انتبه لوضعية نوم الطفل: ضع في اعتبارك شكل نوم طفلك، واختر السرير تبعاً لذلك، إذا كان طفلك ينام بشكل جانبي على سبيل المثال، فإنك تحتاج إلى فرشة تدعم بشكل أفضل العمود الفقري في وضع الجنين الذي يتخذه الطفل أثناء نومه.
8- التأمل: قلنا ذلك ونعيد ستفاجئ من مدى تأثير التأمل على صحة الطفل وعاداته كلها، فاستكشف كيفية تعليم طفلك أساسيات ممارسة التأمل اليقظ؛ اجعله ممتعاً.. حيث تساعد ممارسة التفكير المهدئ التي تركز على التنفس والوعي بما يدور في الوقت الحاضر على: التقليل من الأرق وتعزيز النوم المريح في الليل، يمكن أن يكون التأمل بسيطا مثل: العد إلى 100 أو مراقبة النفَس.
9- استشر اختصاصي: في بعض الأحيان يُصاب الطفل بالأرق بسبب بعض الظروف؛ إذا كان طفلك يعاني من اضطرابات النوم أو اضطرابات ما بعد الصدمة أو مشاكل التنفس أثناء النوم، فيجب أن ترى اختصاصي.
10- أنت تعرف ما هو الأفضل لطفلك: تذكر ذلك.. ما الذي نجح في تخفيف وتهدئة طفلك سابقاً؟ سواء كانت قصة معينة في وقت النوم أو لمسة لطيفة وحنونة أو أغنية وترنيمة جميلة.. ضمّن كل ما ينجح لتستطيع ضبط وقت النوم لأطفالك..

في النهاية.. مع هذه الخطوات البسيطة.. يمكن أن تضمن نوم طفلك ليالٍ هانئة، فنوم الطفل ليس هو المشكلة الكبيرة في حياتك كأب أو أم؛ إلا إذا سببت مصاعب النوم مشكلات أخرى.. عندها عليك أن تستشير اختصاصياً، شاركنا من خلال التعليقات رأيك حول هذا المقال، وما هي الطرق التي تساعد طفلك من خلالها على نوم صحي، يشمن أيضاً صحة الأم الذهنية.