أسباب آلام الركبة وعلاج أوجاع الركبتين

وجع وآلام الركبة، أسباب ألم الركبة، العوامل المؤهبة للإصابة بآلام الركبة، أعراض وتشخيص ألم الركبة ونصائح للوقاية وتجنب إصابة الركبة
أسباب آلام الركبة وعلاج أوجاع الركبتين

أسباب آلام الركبة وعلاج أوجاع الركبتين

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

نحن نستعمل مفاصلنا بشكل مستمر ومتكرر، كيف لا وأي نشاط نقوم به يعتمد على تحريك جسمنا بعضلاته ومفاصله، هذا الاستعمال المتكرر لمفاصلنا في مختلف الأنشطة جعل إصابتها بالألم وبعض الاضطرابات أمراً شائعاً ومنتشراً، ومفصل الركبة بموقعه ومهامه المتعددة والأساسية لحركتنا يعد أحد أهم المفاصل التي قد نعاني من ألم واضطراب فيها لأسباب مختلفة سنحاول أن نعرضها معاً في هذا المقال.

بنية مفصل الركبة التشريحية 
يعرَّف المفصل كمصطلح بأنه منطقة اتصال بين عظمين من عظام الهيكل العظمي، حيث يشكل منطقة اتصال بين نهاية عظم وبداية عظم آخر، يشكل هذا المفصل عبر وصله بين العظام المفتاح الأساسي لقيامنا بالحركات التي نعرفها من وقوف ومشي وحركة يدين وأصابع وغيرها من الحركات المتنوعة التي نقوم بها.

وتقع على مفصل الركبة مهمة حمل وزن الجسم كله أثناء الوقوف والمشي والركض والقيام بالحركات المختلفة، أكسبت هذه المهام مفصل الركبة أهميته وجعلت إصابته شيئاً مؤثراً ومهماً لا يمكن التغاضي عنه، كيف لا وحركتنا ككل تتأثر حين الشعور بالألم والانزعاج في الركبة، وقبل الحديث عن المشاكل والاضطرابات التي تسبب ألماً في مفصل الركبة سنعرض باختصار بنية المفصل ومكوناته.

يقع مفصل الركبة كما نعلم في منتصف الطرف السفلي، يصل بين عظم الفخذ في الأعلى وعظام الساق في الأسفل، يتكون من مجموعة من المكونات التشريحية التي تشكل مجتمعةً مفصل الركبة، فيدخل في بنيته ليس العظام فحسب بل غضاريف وأربطة أيضاً، في حين أن مهمته التي تتلخص بثني الساق وتحريكها تتم من خلال دعم  عضلات الفخذ والساق التي تحرك العظام حول منطقة المفصل، وتكون مكونات المفصل كالتالي

صورة تشريح مفصل الركبة

  1. العظام: العظام التي تشكل مفصل الركبة هي أولاً النهاية السفلية لعظم الفخذ (Femur) من الأعلى ومن ثم في الأسفل توجد النهاية العلوية لعظم الظنبوب (Tibia)، تدعى منطقة اتصال الفخذ مع الظنبوب بالسطح المفصلي، ومن المهم أن نذكر أن حركة المفصل لا تتم من خلال احتكاك العظمين مع بعضهما بشكل مباشر بل يوجد بينهما نسيج غضروفي قليل السماكة لكنه مهم لسهولة الحركة سنذكره بعد قليل، وفي النهاية يوجد عظم صغير في الوجه الأمامي للركبة يدعى عظم الرضفة (Kneecap) أو (Patella) وهو ما يعرف عامياً بصابونة الركبة.
  2. الغضاريف والأربطة: تحافظ الأربطة (Ligaments) على ثبات المفصل واستقراره مما يعزز قيامه بوظيفته، ومن اسمها ندرك وظيفتها فهي تقوم بربط العظام المكونة لمفصل الركبة مع بعضها وتثبتها لتشكل المفصل، وأهم الأربطة في مفصل الركبة :
    • الرباطان الصليبيان (Cruciate Ligament): يقع هذان الرباطان داخل مفصل الركبة؛ واحد يتوضع في الأمام يسمى الرباط المتصالب الأمامي والآخر يقع خلفه ويسمى بالرباط المتصالب الخلفي، تكون مهمة هذه الأربطة وصل الفخذ مع عظم الظنبوب في المفصل ومنع الحركة الخاطئة لهما في مفصل الركبة، فلا تتحرك أية عظمة بشكل شاذ ومفرط للأمام أو للخلف، وبالتالي يتحقق الاستقرار والثبات لمفصل الركبة.
    • الرباطان الجانبيان: يتوضعان على جانبي الركبة يميناً ويساراً ويصلان بين الفخذ والظنبوب في الجانبين، تكون وظيفتهما تثبيت مفصل الركبة ومنع الحركة فيه نحو اليمين واليسار.
    • أما بالنسبة للغضاريف؛ فالغضروف الأساسي يدعى بالغضروف الهلالي (Meniscus) يقع هذا الغضروف في المسافة بين عظم الفخذ وعظم الظنبوب كما ذكرنا قبل قليل، حيث قلنا إن العظام لا تحتك مع بعضها بشكل مباشر في المفصل بل يوجد غضروف يعمل على تسهيل حركة وانزلاق العظام في مفصل الركبة على بعضها، كما يمتص أيضاً الصدمات التي يتعرض لها المفصل نتيجة الحركات المختلفة.
    • هذا الغضروف يدعى بالغضروف الهلالي ويكون بشكل حرف C بالإنكليزية ويكون بشكل قطعتين واحدة في كل جانب من مفصل الركبة بين عظمي الفخذ والظنبوب.
  3. وأخيراً هناك المحفظة المصلية (bursae) التي تشكِّل غلافاً يحيط بمكونات وعناصر مفصل الركبة، حيث تحوي ضمنها سائلاً بكمية قليلة، مهمتها حماية المفصل وتسهيل الحركة فيه.
animate

أسباب حدوث آلام الركبة
يتحمل مفصل الركبة عبء حركتنا ووزننا منذ تعلمنا المشي وطول فترة حياتنا، هذه الحركات على تنوعها من مشي ورياضة وقفز وغيرها تجعل مفصل الركبة أكثر عرضةً للإصابات المختلفة سواء الناجمة عن الرض الخارجي أو عن كثرة الاستعمال أو حتى بعض الأمراض والاضطرابات التي تصيب المفصل، حيث تسبب ألماً فيه وتحدد حركته؛ بالتالي تؤثر على نشاطاتنا كلها، سنعرض ونصنف فيما يلي الإصابات الرضية والأمراض المختلفة التي تصيب مفصل الركبة وتسبب ألماً فيه:

  1. الإصابات الرضية في الركبة: كما قلنا قبل قليل مفصل الركبة يمارس عمله بشكل يومي ومتكرر ويتدخل تقريباً في أي حركة ونشاط نقوم به، هذا الاستخدام المتكرر والمتنوع يرفع نسبة تعرض الركبة للرضوض والإصابات، فعلى سبيل المثال أثناء لعب كرة القدم أو كرة السلة والجري والصدمات التي قد تحدث خلالهما، أو السقوط خلال الجري أو في حوادث السير، كل هذه الأمور قد تصيب مفصل الركبة وتؤدي لأذية رضّيّة فيه وألم واضطراب في عمله، وتكون أهم الإصابات الرّضّيّة:
    • الكسور (Fractures): جميع العظام المكونة لمفصل الركبة من عظم الفخذ لعظم الظنبوب وحتى ((رضفة؟؟)) الركبة تكون عرضةً للكسر، هذا الكسر يحدث نتيجة تعرض الركبة للصدم والرض من قوة خارجية كحوادث السير أو السقوط على الأرض من مكان مرتفع، يسبب الكسر تغيُّراً في شكل العظام المكونة لمفصل الركبة وهذا يسبب خللاً في توافق وعمل مفصل الركبة ويسبب ألماً بها.
    • إصابة وتمزق الرباطين الصليبيين: كنا قد ذكرنا أن الرباطين الصليبيين يقعان ضمن مفصل الركبة ويعملان على وصل عظم الفخذ مع عظم الساق (الظنبوب)، هذا يحقق ثبات واستقرار مفصل الركبة وحركة الطرف السفلي، لكن هذان الرباطان عرضة للإصابة خصوصاً في أوساط الرياضيين كلاعبي كرة القدم. تحدث الإصابة نتيجة التغير المفاجئ والعنيف لحركة مفصل الركبة كالثني العنيف للركبة أو البسط المفاجئ أثناء الحركة والقفز، حيث تسبب تمزقاً جزئياً أو كلياً للأربطة الصليبية وتكون الإصابة الأكثر شيوعاً هي إصابة وتمزق الرباط الصليبي الأمامي (Anterior Cruciate Ligament)، حيث تسبب هذه الإصابة ألماً ومحدوديةً في حركة الركبة.
    • تمزق الغضروف الهلالي (Torn Meniscus): قلنا بأن الغضروف الهلالي عبارة عن نسيج غضروفي يتوضع في مفصل الركبة وتحديداً في المسافة المحصورة بين عظم الفخذ في الأعلى وعظم الساق (الظنبوب)في الأسفل، تتلخص مهمة الغضروف الهلالي بتسهيل عملية ثني الركبة دون حدوث احتكاك بين العظمين السابقين والعمل على امتصاص الصدمات التي تحدث نتيجة حركة الركبة، فإذاً هو يلعب دوراً مهماً في آلية وميكانيكية عمل الركبة. يتعرض هذا الغضروف للتمزق والإصابة نتيجة لحركات خاطئة ومفاجئة نقوم بها كمحاولة ثني الركبة وتدويرها لأحد الاتجاهات أثناء حمل وزن ما، هذا الأمر يشكِّل ضغطاً على الغضروف ويحصره بين سطحين عظميين وينتهي بإصابته بالتمزق، هذا التمزق يسبب ألماً في الركبة ويحدُّ من حركتها كما يؤثر على مشينا.
  2. الاضطرابات والحالات المرضية في الركبتين: إن آلام الركبة ومشكلاتها لا تكون فقط نتيجة رضٍّ خارجي أو إصابة فقط، فإضافةً للرضوض والإصابات الحركية يوجد هناك مجموعة من الاضطرابات والأمراض التي تصيب الركبة بنحو خاص وتسبب ألماً فيها ومشاكل في الحركة، أهم هذه الاضطرابات: 
    • النقرس (Gout): يستهلك الجسم البروتين من المواد الطعامية التي نأكلها، وبعد هضمها والاستفادة منها ينتج عنها مخلفات الاستقلاب والاستهلاك، وحمض البول واحد من أهم المخلفات التي تنتج عن هضم البروتين حيث يتم طرحه بشكل أساسي عن طريق البول. الذي يحدث في النقرس أن هذه الآلية تضطرب نتيجة مشكلة في الكليتين مثلاً أو مشاكل أخرى، فيتوقف إطراح حمض البول والتخلص منه ويبدأ في التراكم في أجزاء وأنسجة الجسم المختلفة، والركبة أحد الأماكن والمفاصل التي يتراكم فيها حمض البول على شكل بلورات حيث يسبب التهاباً وألماً فيها بل وحتى يخربها إذا تم إهماله.
    • التهاب المفاصل الرثياني (Rheumatoid Arthritis): التهاب المفاصل الرثياني مرض مناعي ذاتي (Autoimmune)، والمقصود بهذا أن الخلايا المناعية للجسم يصيبها خلل ما، هذا الخلل يجعلها تهاجم خلايا الجسم وأنسجته وتقضي عليها بشكل معاكس للحالة الطبيعية حيث تعتبرها أجساماً غريبة نتيجة هذا الخلل. ما يحدث هنا في التهاب المفاصل الرثياني أن هذه الخلايا المناعية المضطربة تهاجم مفاصل الجسم مسببةً ألماً فيها وتعمل على تخريبها، مما قد يسبب محدودية في حركة المفصل المصاب بل وحتى يفقد وظيفته بشكل كامل، يصيب التهاب المفاصل الرثياني عدة مفاصل في الجسم ومن ضمنها مفصل الركبة حيث يسبب ألماً فيه ومشاكل في حركته.
    • التهاب المفصل التنكسي (Osteoarthritis): يقصد بالتنكسي تراجع وتخرب مكونات المفصل (تنكسها)، يصيب هذا الالتهاب التنكسي والتراجعي المسنين بشكل أساسي حيث تتراجع مع العمر والاستعمال الطويل بنية العناصر والمكونات الموجودة في مفصل الركبة، فينحلُّ الغضروف الهلالي ويتراجع ويخسر وظيفته في الفصل بين عظم الفخذ والظنبوب وبالتالي يبدأ العظمان بالاحتكاك بشكل مباشر عند تحريك الركبة، هذا الاحتكاك يسبب ألماً في الركبة وتخرباً فيها مع مرور الوقت،  تتخرب أيضاً بقية العناصر مثل المحفظة المحيطة بالمفصل وتضعف الأربطة التي تثبته.
    • التهاب المفصل الإنتاني (Septic Arthritis):  يصاب مفصل الركبة بالإنتان في حالات كثيرة بإحدى الجراثيم الممرضة، حيث من الممكن أن تصل الجراثيم إليه عبر الدم أو عبر الجلد وتتكاثر فيه مسببةً حدوث الإنتان والالتهاب، حيث تصبح الركبة مؤلمة ومحمرة ومتوذمة.

تُعدُّ الإصابات والمشاكل على مستوى الركبة أمراً وارد الحدوث في أي عمر وعند أي شخص، لكن هل هناك أشخاص معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بمشاكل الركبة؟ بالطبع هناك مجموعة من العوامل التي ترفع نسبة الإصابة بمشاكل الركبة وآلامها وأهمها:

  • الوزن الزائد: يعتبر وجود البدانة والوزن الزائد من العوامل التي ترفع خطر الإصابة بمشاكل الركبة وإصاباتها، فالوزن الزائد يشكل عبئاً أكبر وضغطاً زائداً على الركبتين في كل النشاطات والحركات وهذا الأمر يعرض الركبة للإصابات أكثر.
  • ضعف وقلة مرونة العضلات: هنا في حالة الأشخاص التي لا تمارس أي تمارين أو جهد ولا تدرب عضلاتها على الحركة، في هذه الحالة تضعف العضلات والبنية العضلية التي تدعم المفاصل وتحركها ومن ضمنها مفصل الركبة؛ مما يرفع نسبة الإصابات فيه.
  • بعض الرياضات: ممارسة الرياضات المرهقة والتي تكون مليئة بالحركة والقفز والضغط على الركبتين ككرة السلة كرة القدم ترفع خطورة الإصابة على مستوى مفصل الركبة سواء كانت هذه الإصابة ناجمة عن رض نتيجة الرياضة أو ناجمة عن تنكس المفصل على المستوى البعيد مع التقدم بالعمر نتيجة هذا الاستعمال المفرط للركبة.

أعراض الإصابة على مستوى الركبة 
إن شدة الأعراض التي ترافق إصابات الركبة تتنوع حسب الموقع ودرجة الإصابة، فعلى سبيل المثال قد يتمزق الرباط الجانبي الأيمن للركبة فيسبب ألماً في أيمن الركبة والعكس في الأيسر، وقد يتمزق الرباط الصليبي الأمامي مسبباً ألماً وعدم ثبات في مفصل الركبة وغير ذلك من الأعراض المتنوعة التي ترافق الألم الذي يكون العارض الأساسي لإصابات الركبة، أهم الأعراض التي ترافق الألم في إصابات الركبة هي ما يلي: 

  1. التورم والتصلب: تصبح الركبة متورمة ومؤلمة وتتصلب، أي يصبح تحريكها أمراً صعباً ومؤلماً نتيجة الإصابة والرض.
  2. الاحمرار: خصوصاً في حالات التهابات مفصل الركبة حيث يشاهد احمرار في الجلد المحيط بالركبة وتكون حرارة المنطقة أعلى من بقية الجسم.
  3. عدم ثبات الركبة: أي عند الاستناد على الركبة ومحاولة المشي والتحرك  لا تثبت الركبة في مكانها كما هو الحال الطبيعي، بل تتحرك بشكل لا إرادي ومؤلم نحو أحد الاتجاهات، السبب الرئيسي في عدم ثبات الركبة يكون في حالات إصابة الأربطة التي تثبت الركبة كالأربطة الصليبية.
  4. عدم القدرة على بسط الركبة بشكل كامل: تصبح إعادة الركبة إلى وضع الاستقامة بعد ثنيها أمرأ صعباً ومؤلماً، خصوصاً في حالات تمزق الغضاريف والأربطة في الركبة.
  5. عند وجود واحد وأكثر من هذه الأعراض مرافقاً للألم في الركبة لابد من التفكير والأخذ بعين الاعتبار وبشكل جدي مراجعة الطبيب للتحقق من الإصابة.

كيف يتم تشخيص إصابات الركبة؟
يعتمد تشخيص الإصابات على مستوى الركبة كما هو  حال  العديد من الأمراض والاضطرابات التي تصيبنا؛ على التعاون والتكامل بين فحص الطبيب ومجموعة من الاختبارات والفحوصات بأجهزة طبية للوصول لتشخيص السبب المؤدي لحدوث ألم ومشكلة في الركبة، وسنتكلم عن أهم الإجراءات المتبعة في تشخيص إصابات الركبة وفق ما يلي:

  • القصة المرضية والفحص السريري: يتضمن هذا الأمر الذهاب للطبيب طبعاً وشرح الأمر بالتفصيل له والإجابة عن أسئلته المتعلقة بالحالة، كالسؤال عن مدة وموقع الألم وصعوبة الحركة والمشي وسوى ذلك من الاستفسارات، بعدها يقوم الطبيب بفحص الركبة بشكل مباشر وإجراء بعض الاختبارات السريرية كمحاولة تحريك الركبة وبسطها بوضعيات مختلفة للتوجه للسبب.
  • الصورة الشعاعية X-RAY: من أكثر الأمور التي تطلب من قبل الطبيب، حيث يتم إجراء صورة شعاعية للركبة، هذه الصورة توضح البنية العظمية لعظام الركبة وتظهر فيما إذا كان هناك خلل ما كالكسور مثلاً في أحد عظام المفصل.
  • الرنين المغناطيسي MRI: يعطي صورة واضحة ودقيقة لمكونات مفصل الركبة من الداخل، حيث تظهر الأربطة الداخلية للركبة والغضاريف كالغضروف الهلالي، وبالتالي تعطي فكرة واضحة وتشخِّص وجود أي اضطراب أو تمزق على مستوى هذه المكونات المتوضعة ضمن الركبة.
  • تنظير المفصل (Arthroscopy): إجراء تشخيصي وعلاجي أيضاً لمشاكل الركبة، حيث يتم استعمال منظار مرن صغير الحجم مزود بكاميرا تقوم بالعرض على الشاشة، يتم إدخال هذا المنظار في مفصل الركبة وفحصه ومعاينته بشكل مباشر وإصلاح الخلل فيه.

تتنوع الطرق والأساليب المتبعة في تدبير وعلاج مشاكل الركبة وآلامها، هذا التنوع تفرضه طبيعة كل حالة مسببة للمشكلة والألم في الركبة فهناك حالات لا تستلزم سوى راحة بسيطة في السرير وحالات أخرى قد لا تُحلُّ المشكلة فيها إلا بالجراحة، أهم الإجراءات المتبعة في علاج آلام الركبة هي:

  1. الراحة: العديد من الرضوض والإصابات على مستوى الركبة يكون حلها  بسيطاً، متمثلاً بالراحة وتمديد الركبة لعدة أيام مع وضع بعض الثلج ورباط طبي داعم للركبة يُلف حولها إلى حين التحسن.
  2. مسكنات الألم: من الأمور الشائع استخدامها في جميع الآلام وليس آلام الركبة فقط، هذه المسكنات تريح من الألم وتحسِّن من الأعراض الناجمة عنه، على سبيل المثال الإيبوبروفين (Ibuprofen).
  3. العلاج الفيزيائي: يتطلب القيام به طبيب مختص بالعلاج الفيزيائي، حيث يقوم بمجموعة مدروسة من الحركات والتدريبات التي تحسِّن من حركة مفصل الركبة وقوته وتجعله يتخلص من الألم ويستعيد وظيفته بعد الإصابة.
  4. حقن المواد داخل المفصل: هنا يتم استخدام مواد مختلفة تقوم بمهام مختلفة تُحقن عبر الإبرة داخل المفصل، نذكر من هذه المواد: 
    • الكورتيزون (Cortisone Injection): هو من الستيروئيدات التي هي عبارة عن مواد تستخدم لتخفيف التورم والألم، يتم حقنها في المفصل فتخفف من الألم والتورم فيه وتحسن من عمله، تعرف أكثر على العلاج بالكورتيزون.
    • الهيالورونان (Hyaluronan Injection): مادة تخفف من ألم مفصل الركبة وتحاول ترميم الغضاريف فيه أو حتى تستخدم فقط لتخفيف الأعراض وإراحة المريض ريثما يتم إجراء الجراحة.
  5. جراحة الركبة (Knee Surgery): يتم اجراء شق جراحي وفتح مفصل الركبة بشكل كامل وتصحيح الخلل فيه بشكل مباشر، كخياطة رباط متمزق أو تصحيح كسر وحتى في بعض الحالات إجراء استبدال كامل لمفصل الركبة بمفصل صناعي في الحالات المتقدمة غير القابلة للإصلاح.
  6. تنظير المفصل (Arthroscopy): كنا قد ذكرناه سابقاً في الإجراءات التشخيصية وقلنا أنه يُستخدم لتشخيص المشكلة وعلاجها في وقت واحد، حيث يمكن ذلك عبر إصلاح التمزقات وإعادة وصل الأربطة المتمزقة وذلك دون الحاجة لشق الركبة بشكل كامل عبر العمل الجراحي.

نصائح لتفادي آلام وإصابات الركبة
على الرغم من أن إصابات الركبة يمكن أن تحدث في أي وقتٍ وأي عمرٍ إلا أن هناك مجموعة من الأمور والنصائح التي من الممكن اتِّباعها لتخفيف نسب الإصابة بمشاكل وآلام الركبة، هذه التصرفات والعادات تحمي الركبة وتقوِّيها وتحافظ عليها، نذكر أهم هذه النصائح:

  • المحافظة على وزن مناسب: المحافظة على الوزن من الزيادة من الأمور الهامة لأن ذلك يخفف الضغط والحمل على الركبتين، وذلك يخفف من إصابات الركبة  أثناء استعمالها ويخفف نسبة أذيتها.
  • اجراء الإحماء قبل الرياضة: يُنصح بالقيام ببعض الحركات والتمارين البسيطة والخفيفة قبل البدء بالرياضات المجهدة ككرة القدم والسلة، هذه التمارين تقوم بتمطيط الركبة والعضلات وتهيئة الجسم للجهد والحركة الشديدين وهذا الأمر يحمي الركبة من التعرض لجهد وشد قوي ومفاجئ فيعرضها للإصابة.
  • تمرَّن بشكل صحيح: نقصد هنا ممارسة الحركات الرياضية والنشاطات والقيام بها بشكل صحيح في وضعية جسم متناسقة، هذا الأمر يوزع ثقل الجسم ويخفف العبء والضغط عن الركبة ويقلل نسبة إصابتها.
  • ارتدي واقيات الركبة: في حال كنت ممن يمارسون ركوب الدراجات أو التزلج بشكلٍ مستمرٍ فارتداء واقيات الركبة يُعدُّ أمراً مهماً يحمي الركبة من الإصابة عند السقوط والصدمات.

وفي الختام.. يجب التنويه إلى ضرورة عدم إهمالنا لإصابات الركبة، فالعديد من الأشخاص قد يعانون من آلام ومشاكل في مفصل الركبة ويعتقدون بأن هذا الألم مؤقت وبسيط وليس بحاجة لمتابعة طبيب كما يزول من تلقاء نفسه، لكن هذا الأمر خاطئ والأفضل مراجعة الطبيب عند حدوث المشكلة للتحقق منها وحلِّها منذ بدايتها.