تأثير التلفزيون على الأطفال حديثي الولادة

كيف يتأثر دماغ الرضع بمشاهدة التلفزيون؟ ما هو تأثير التكنولوجيا على الرضع والأطفال الصغار؟ كيف يؤثر النظر إلى شاشة التلفزيون أو الكمبيوتر اللوحي على رؤية الرضيع؟
تأثير التلفزيون على الأطفال حديثي الولادة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

قد يصدم الأهل عندما يخبرهم الأطباء والمتخصصون أن عليهم ألا يعرضوا صغارهم المولودين حديثاً للتلفزيون أو الشاشات الإلكترونية، فمن السيئ لهم مشاهدة التلفاز أو استخدام تطبيقات الهاتف الجوال أو التعرض لها قبل بلوغهم 18 شهراً، كما أن نسبة 92.2٪ من الأطفال في عمر عام واحد قد استخدموا بالفعل جهازاً جوالاً، وقد يبدأ بعضهم في سن صغيرة تصل إلى 4 أشهر! 
الطفل خلال أول عام من عمره يتعلم أن يكون محبوباً من خلال الشعور بالأمان، بالإضافة إلى منحه القوة البدنية والمناعة لمحاربة الأمراض، كذلك القوة العاطفية للشعور بالثقة، والقدرة على تعلم الأشياء الجديدة، فكيف تتخيل أن يكون تأثير مشاهدة التلفزيون على هذا العقل الصغير؟ وهذا هو موضوع مقالنا.

أول عام من عمر الطفل هو الأهم لحياته كاملة
للتجارب الأولى تأثير مهم جداً على مستقبل هذا الرضيع، هذا هو السبب في أنك مهم جداً لنمو طفلك وتطوره، حيث يتأثر نمو دماغه بالرعاية والخبرات التي تقدمها، كما يساعد الاهتمام على تحفيز خلايا الدماغ الجديدة للتواصل بطرق تساعد الرضع على:

  • الشعور بالأمان والثقة.
  • فهم الأفكار والمعلومات الجديدة.
  • نمو الشخصية الصحية والمتوازنة.

ما الذي يجب عليك مراقبته عند الرضيع؟
يتمتع طفلك الرضيع بشخصية مختلفة عن غيره من الأطفال، فمن الممتع التعرف على احتياجات طفلك وقدراته، لذا اكتشف كيف يرتبط طفلك بالأشخاص الآخرين والمواقف المختلفة من حوله:

  • فبعض الرضع يحبون المزيد من النشاط، وبعضهم يفضلون الهدوء. 
  • بعض الأطفال يعلو صوتهم عندما يضحكون أو يبكون، وبعضهم أكثر هدوءً بطبيعته.
  • جميع الأطفال يخبرونك عندما يريدون شيئاً أو عندما يأخذون كفايتهم من الطعام، فهناك بعض الطرق التي قد يخبرك بها طفلك أن وقت الغفوة مثلا.. قد حان:
    1. يتجنب الاتصال المباشر معك بالعين.
    2. يصبح نعسان أو نزق، وقد يبكي كثيراً. 
    3. يقوم بالسعال أو البصاق.
    4. يفرك عيونه.

اعتني بنفسك من أجل طفلك
ينمو الأطفال بشكل أسرع في عامهم الأول أكثر من أي وقت في حياتهم، هذا سيستغرق الكثير من وقتك وطاقتك، لذا يجب أن تكوني سعيدة وتتمتعين بصحة جيدة لإعطاء طفلك أفضل بداية لحياته، فعندما تشعر بالرضا عن نفسك، سوف تساعد طفلك على الشعور بالسعادة والأمان أيضاً، هذا هو السبب في أنك تحتاج إلى إيجاد الوقت أنت والزوج للعناية الذاتية، بطبيعة الحال أخبر الأهل والأصدقاء المقربين عندما تحتاج إلى دعم أو مساعدة، وبعد أن تستريح سيكون لديك المزيد من الطاقة، وسوف تكونين قادرة للحصول على الكثير من المتعة مع طفلك الرضيع.

من يهتم بطفلك في أوقات انشغالك؟ 
إن تطوير علاقة وثيقة فيما يخص رعاية الرضيع؛ مع والديك وأفراد عائلتك وأصدقائك.. أمر مهم، مما يساعد الرضع على تكوين علاقات إيجابية مع الآخرين:

  • من خلال السماح للآخرين بالجلوس والتحدث مع طفلك عندما تكون موجوداً، يتعلم طفلك كيف يتعامل معهم.
  • عندما لا تكون مع طفلك، من الأفضل أن يكون نفس الأشخاص الموثوق بهم مع الطفل، حيث يتعلم طفلك أن يستمتع بشراكتهم.
  • إذا قررت ترك طفلك مع قريب أو صديق، تأكد من أن مقدم الرعاية والبيئة المحيطة يوفران جواً صحياً وآمناً ومريحاً للرضيع.
animate

تأثير التلفزيون على دماغ الرضيع
هل تضعين طفلك الرضيع أمام شاشة التلفاز؛ أثناء انشغالك في المنزل؟! قد تقول أن طفلك "يحب ذلك"! حيث يحدق الرضع بالألوان الزاهية وتلفتهم الحركة على الشاشة، لكن أدمغتهم غير قادرة على فهم المعنى من كل تلك الصور الغريبة.. حيث يستغرق نمو دماغ الطفل حوالي 18 شهراً؛ إلى درجة أن ما يظهر على الشاشة هو رموز في العالم الحقيقي بالنسبة لدماغ الصغير.
ما يحتاج إليه الأطفال الصغار أكثر من غيرهم؛ هو التفاعل مع الأشخاص من حولهم، وهذا لا يعني أنه لا ينبغي أن يظهروا عبر الفيديو للتواصل مع جديهم البعيدين مثلاً أو أحد الوالدين المسافر، لكن عندما يتعلق الأمر بالتعلم اليومي فإنهم يحتاجون إلى لمس الأشياء وهزها ورميها، والأهم من ذلك كله؛ رؤية الوجوه وسماع أصوات أولئك الذين يحبونهم، وبطبيعة الحال؛ يمكن للتطبيقات الإلكترونية تعليم الأطفال الصغار للنقر والتمرير السريع على الشاشة، لكن الدراسات تخبرنا أن هذه المهارات لا تترجم إلى تعلّم واقعي.

إرشادات استخدام وسائل الإعلام للأطفال الصغار

  • لأطفال من عمر 18 إلى 24 شهراً: إذا كنت تريد إدخال الوسائط الرقمية؛ فاختر برمجة عالية الجودة، واستخدم أنت هذه الوسائط مع طفلك، كذلك تجنب استخدام الوسائط الفردية، (لا تجعل الطفل يمسك جهاز الموبايل أو التابليت بنفسه).
  • للأطفال الأقل من سنتين: يجب أن يكون استخدام الوسائط الرقمية محدوداً جداً وفقط عندما يكون الشخص البالغ جالساً إلى جانب الطفل ويشرح له ما يتم عرضه، (على سبيل المثال، دردشة الفيديو مع أفراد العائلة البعيدين والجدين)، كما أثبتت دراسة أن عد الكلمات التي يتعلمها الطفل أقل؛ عندما لا يشارك الوالدين معه في مشاهدة محتوى الفيديو ويتحدثون ويشرحون ما يشاهده الصغير.
  • للأطفال من عمر سنتين إلى 5 سنوات: الحد من استخدام الشاشة لا يزيد عن ساعة واحدة في اليوم، كذلك العثور على أنشطة جسدية وعقلية أخرى لأطفالك، كما عليك أن تختار وسائل الإعلام التفاعلية والتعليمية والإيجابية، والأهم من كل ذلك؛ المشاركة في اللعب مع أطفالك.
  • إذا كنت تخطط لقراءة الكتب الإلكترونية لأطفالك: اختر الكتب الإلكترونية التي لا تحتوي على الكثير من الأصوات الممتعة (الأجراس والصفارات)، كذلك قراءة الكتب الإلكترونية مع أطفالك (التفاعل بين الوالدين والطفل الصغير حول الكتب، هو واحد من أهم العوامل لنجاح الطفل في تعلم القراءة والكتابة).

يؤدي الإفراط في استخدام الوسائط الرقمية إلى تعريض طفلك للخطر
 تتسبب الشاشات بأنواعها بأضرار للطفل إذا لم تقم بحد الوقت المخصص للاستخدام، وهناك بعض المخاطر الناتجة عن الاستخدام الفوضوي للشاشات (سواء التلفاز أو الكمبيوتر والهاتف الذكي) ومنها:

  1. نوم غير كاف: ينام الأطفال الصغار الذين لديهم المزيد من وسائل الإعلام أو الذين لديهم جهاز تلفزيون أو كمبيوتر أو جهاز محمول في غرف نومهم؛ أقل وينامون في وقت متأخر من الليل مما يؤثر على نموهم، كما أثبتت الكثير من الدراسات.
  2. تأخر التعلم واكتساب المهارات الاجتماعية: يمكن للأطفال الذين يشاهدون الكثير من ساعات التلفاز في مرحلة الطفولة وسنوات ما قبل المدرسة، أن يكون لديهم تأخر بالانتباه والتفكير واللغة والمهارات الاجتماعية. 
  3. البدانة: ويرتبط استخدام وسائل الإعلام خلال سنوات ما قبل المدرسة؛ بزيادة الوزن وخطر السمنة في مرحلة الطفولة، كما أن الأطفال الذين يبالغون في استخدام وسائل الإعلام، هم أقل استعدادا للنشاط واللعب البدني السليم.
  4. مشاكل في السلوك: يمكن أن يساهم المحتوى العنيف على التلفزيون وأجهزة المحمول اللوحية بحدوث مشكلات سلوكية عند الطفل، إما يصبحون خائفين ومرتبكين بسبب ما يرونه، أو أنهم يحاولون محاكاة الشخصيات التي تظهر على الشاشة.

أين يكمن الأذى في مشاهدة الرضيع للتلفزيون 
من المؤكد أن الأطفال الرضع لا يحصلون على أي شيء من مشاهدة التلفزيون، لكن إذا بدا أنهم يحبون ذلك، فأين الضرر؟ نعم.. مشاهدة التلفزيون أفضل من الجوع أليس كذلك؟! لكن الأمر أسوأ من عدم مشاهدة التلفزيون، لأن مشاهدة الشاشة قبل سن 18 شهراً لها تأثيرات سلبية دائمة على تطور اللغة ومهارات القراءة والذاكرة على المدى القصير، كما أنه يساهم في مشاكل النوم ويعيق تعزيز الاهتمام بالآخرين، بالنتيجة.. مشاهدة التلفاز بالنسبة للرضع هي كوجبات الطعام الجاهزة لذيذة لكنها مضرّة:

  • مجرد وجود التلفزيون في الخلفية عندما تعد طعام الغداء مثلاً، وحتى لو كان العذر: "لا أحد يشاهده"؛ كفيل بتأخير تطوير اللغة، حيث عادة ما يتحدث أفراد الأسرة عندما يكون الرضيع في الجوار، لكن مع التلفزيون تصبح الكلمات أقل عدداً.
  • تتأثر عيون الرضع بمشاهدة التلفزيون بشكل مؤذي، فخلال أول شهرين بعد ولادته، لا يميز الصغير الأشكال والمكان لكنه يستطيع رؤية وجهك وتميزه ويلفته الضوء من النافذة مثلاً، كما أنه أكثر قدرة على رؤية الألوان الزاهية المتباينة عن الألوان الباهتة (لهذا يلتفت إلى ما يُعرض على الشاشة)، 
  • الرضع الذين تضعهم أمام شاشة التلفاز؛ أكثر عرضة لمشاكل في الانتباه عندما يكبرون يصبحون في عمر السابعة؛ (العمر الذي خلاله يتم.. تشخيص متوسط عمر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه)، ويقول الطبيب والأستاذ في جامعة واشنطن ديمتري كريستاكيس (Dimitri Christakis): "كلما شاهد الرضيع أو الطفل الصغير التلفاز أكثر؛ زادت احتمالية تعرضه لمشاكل الانتباه في الوقت الذي يبلغ فيه سبع سنوات من العمر، حيث أن استخدام الشاشة (من أي نوع) قد يكون مرتبطاً بخطر تطوير مشاكل الانتباه والتعلم، كذلك نتائج تعليمية سلبية على المدى الطويل"، فاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو الآن المرض النفسي الأكثر انتشاراً بين الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً، وقد زادت تشخيصاته عند الأطفال مع بدء انتشار الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والشاشات الرقمية الأخرى.
  • بعد عمر السنتين تتغير الأشياء، وخلال مرحلة ما قبل المدرسة.. يتعلم بعض الأطفال بعض المهارات من (التلفزيون التعليمي)، حيث يمكن للعروض المصممة بحرفية تعليم الطفل (الأحرف الأبجدية والرياضيات والعلوم وحل المشكلات والسلوك الاجتماعي الإيجابي)، كما يحصل الأطفال على المزيد من البرامج التفاعلية في برامج الأطفال؛ عندما يجيبون على أسئلة الشخصيات الرئيسية فيها مثل: (مسلسل دورا أو ماشا والدب)، بالنتيجة.. التلفزيون التربوي يصنع الفرق الأكبر للأطفال الذين تكون بيوتهم أقل إمكانية للتحفيز الفكري، أو كان الوالدين وبقية الأخوة مشغولين بأجهزتهم المحمولة طوال الوقت!

كيف تحمي طفلك من تأثيرات التلفزيون والتكنولوجيا؟

  1. انتظر حتى يبلغ طفلك سنتين أو ثلاث قبل أن يحين وقت استخدام الشاشة، من المهم اتخاذ قرار واعي حول قواعد الشاشة بالنسبة لهم.
  2. إدارة إدمان التكنولوجيا واستخدام الموبايل والجهاز اللوحي ومشاهدة التلفزيون بالنسبة لك أيضاً، فعندما تقوم بالتأكد من إشعارات هاتفك الذكي، فإنك لا تتفاعل.. وطفلك يتعلم ذلك من خلالك!
  3. عندما تلعب مع طفلك الرضيع أو خلال فترة تعلمه الزحف والمشي، انزل على أربع وانظر في عيونه وتمتع ببعض الوقت في اللعب معه.

في النهاية .. يتعلم الأطفال أكثر عند مشاهدة التلفزيون أو استخدام التطبيقات مع أحد الوالدين أو الأخوة، حيث تعلّم جميع البرامج الأطفال عن شيء ما، لكن التزم بالبرامج المصممة لتعليم الأطفال الأشياء التي يجب عليهم معرفتها مثل: اللغة والرياضيات، وبغض النظر عن المحتوى قم بتغطية وقت الترفيه الإلكتروني لطفلك في ساعة واحدة يومياً بعد سن 18 شهراً حتى سن الخامسة، وتذكر أن التلفزيون لا يزال تلفزيوناً سواء كنت تشاهده فعلياً على شاشة عادية أو على هاتف ذكي أو كمبيوتر محمول.