لماذا تشعر بالوحدة رغم كثرة الأصدقاء! إليك الأسباب

حولي الكثير من الأصدقاء لكنني أشعر بالوحدة! تعرف إلى أسباب الشعور بالوحدة رغم وجود أصدقاء وأشخاص مقربين في حياتك
لماذا تشعر بالوحدة رغم كثرة الأصدقاء! إليك الأسباب
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الشعور بالوحدة بين الأهل والأصدقاء أمر شائع لدى الكثير من الأشخاص، وهذا يسبب لهم ضغوط إضافية على المستوى النفسي والعاطفي والاجتماعي، كون هذا الشخص يشعر بالوحدة دون أن يكسر وجود الأصدقاء حوله هذه الوحدة، في هذا المقال نتعرف على أسباب الشعور بالوحدة رغم وجود الأصدقاء، وأهم النصائح للتخلص من هذا الشعور بالوحدة.

إن الشعور بالوحدة رغم وجود الأصدقاء في حياتك غالباً ما يدل على نوعية الصداقات التي تبنيها والتي لا تلبي لك الاحتياجات الاجتماعية، وعلى العكس مما يتوقع البعض فإن وجود الكثير من الأصدقاء والمعارف في يومك قد يشغلك عن نفسك ويزيد من شعور الفراغ العاطفي والوحدة والاغتراب عن الذات! فيما قد يساعد وجود أصدقاء أقل وعلاقات أقل ازدحاماً على استعادة اتصالك بنفسك بشكل أفضل وتقليل شعور الوحدة.

animate
  • ضعف جودة العلاقات الاجتماعية: حتى لا يشعر الإنسان بالعزلة لا تكفي الكمية الكبيرة من العلاقات لتوفير الإشباع العاطفي، إذ إن العلاقات السطحية أو الخالية من التفاهم العميق لا تلبي الاحتياجات النفسية للانتماء والدعم، فيبقى لدى الشخص شعور بالوحدة رغم وجود الأصدقاء حوله.
  • اختلاف القيم والاهتمامات: عندما يفتقر الفرد إلى التوافق القيمي أو الاهتمام المشترك مع من حوله من أصدقاء، تقل فرص بناء علاقات ذات مغزى، وهذا يعزز الشعور بالعزلة النفسية، رغم أن الشخص ليس وحيد فعلياً.
  • غياب التواصل العاطفي الحقيقي: الكثير من الأفراد لا يتمكنون من التعبير عن مشاعرهم بصدق أو لا يجدون من يستمع إليهم بتعاطف، وهذا الأمر يجعلهم يشعرون بالوحدة حتى في حضور الآخرين.
  • تجارب سابقة من الرفض أو الإهمال: قد تسهم الصدمات النفسية السابقة، مثل الإقصاء أو الانفصال العاطفي، في خلق مشاعر دائمة بعدم الأمان الاجتماعي والشعور بالعزلة، وبالتالي يؤدي ذلك إلى الشعور بالوحدة حتى في ظل وجود علاقات وصداقات حالية.
  • توقعات غير واقعية من العلاقات: عندما يضع الفرد توقعات عالية من الآخرين أو ينتظر منهم تلبية احتياجات نفسية عميقة دون وعي بحدود العلاقات، يشعر بالإحباط والوحدة عند عدم تحقق تلك التوقعات، دون أن يتركه الآخرين أو يبقى وحيد فعلياً.
  • القلق الاجتماعي أو الانطواء: بعض الأفراد يعانون من صعوبات في التفاعل الاجتماعي أو الخوف من الرفض، وهذا قد يمنعهم من الانخراط بفعالية في العلاقات والصداقات القائمة أو من تعميقها.
  • الشعور بعدم الانتماء: قد يشعر الفرد بأنه لا يتماشى مع المجموعة المحيطة به ثقافياً أو نفسياً أو حتى عاطفياً، وينتج عن ذلك شعوره بأنه غريب أو غير مفهوم، حتى لو كان مقبول ظاهرياً من الآخرين، أو لديه الكثير من الصداقات.
  • ​​​​​​​الشعور بعدم الفهم أو الانتماء: يعاني الشخص الذي يشعر بالوحدة بوجود الأصدقاء من شعور داخلي بأنه غريب أو غير منسجم مع المجموعة، حتى وإن شارك في الأنشطة الاجتماعية بشكل منتظم.
  • التفاعل السطحي والمجاملة الاجتماعية: يميل من يعاني من مشاعر العزلة بوجود الأصدقاء إلى أداء دور اجتماعي تقليدي دون انخراط حقيقي أو تعبير صادق عن مشاعره، حيث تبدو مشاركته شكلية وتخلو من التفاعل العاطفي العميق.
  • عدم مشاركة المشاعر الشخصية: يمكن ملاحظة أن هذا الشخص يتجنّب الحديث عن تجاربه أو مشاعره الخاصة، ويفضل الاحتفاظ بها لنفسه، ما يشير إلى ضعف الأمان العاطفي في علاقاته.
  • الشعور بالإرهاق بعد التفاعل الاجتماعي: بدلاً من الشعور بالدعم أو الانتعاش بعد اللقاءات الاجتماعية، يشعر الفرد بالتعب العاطفي أو النفسي، ويدل ذلك على أن هذه العلاقات لا تُشبع حاجاته الداخلية.
  • البحث المستمر عن إثبات الذات أو القبول: يسعى الشخص الذي يعاني من الوحدة بوجود الأصدقاء والعلاقات بشكل مفرط إلى نيل رضا الآخرين أو تجنّب رفضهم، يكشف ذلك عن قلق داخلي مرتبط بعدم الأمان الاجتماعي.
  • الانسحاب العاطفي رغم الحضور الجسدي: يظهر الشخص من هذا النمط على أنه حاضر في المواقف الاجتماعية، لكنه يفتقد إلى التفاعل الذهني والعاطفي، ويبدو شارداً أو غير متصل بمن حوله.
  • الإفراط في استخدام وسائل التواصل دون شعور بالرضا: يقضي الفرد وقتاً طويلاً في التفاعل عبر المنصات الرقمية مع الأصدقاء، لكنه لا يشعر بالإشباع أو الدعم، وهذا ما يعكس فراغ عاطفي لا تملؤه العلاقات الافتراضية.

يمثل الشعور بالوحدة رغم التواجد في محيط اجتماعي مليء بالأصدقاء ظاهرة نفسية معقدة تعكس مجموعة من المؤشرات العميقة المتعلقة بالصحة النفسية والعاطفية للفرد، أولى هذه الدلالات تتمثل في عدم التوافق بين العلاقات الاجتماعية الواقعية والتوقعات النفسية المرتبطة بها، إذ يشعر الفرد بالفراغ العاطفي عندما لا يجد في محيطه من يوفر له الدعم، والفهم، أو التقدير الذي يتطلع إليه، وهذا الانفصال بين الشكل الخارجي للعلاقات ومضمونها الداخلي قد يشير إلى وجود احتياجات انفعالية غير مشبعة، مثل الحاجة إلى القرب العاطفي أو الأمان النفسي.

ومن ناحية أخرى قد يعكس هذا الشعور وجود خلل في نمط التعلق، وهو ما توصلت إليه العديد من الدراسات في علم النفس الإكلينيكي، حيث يُظهر الأفراد الذين يعانون من أنماط التعلق القلق أو التجنبي صعوبة في بناء علاقات مستقرة ومشبعة عاطفياً، رغم وجود تفاعل اجتماعي ظاهري، كما أن ضعف الصورة الذاتية أو تدني احترام الذات قد يدفع الفرد إلى الاعتقاد بأنه غير جدير بالعلاقات العميقة، وهذا كثيراً ما يعيق لديه الانخراط الحقيقي في تجارب تواصل أصيلة.

كما قد يكون هذا النوع من الوحدة مرتبطاً بـالقلق الاجتماعي أو الخوف من الرفض، حيث يتجنب الفرد التعبير الصريح عن مشاعره أو لا يشعر بالحرية الكافية لمشاركة أفكاره العميقة، فيظل محتفظاً بمسافة عاطفية تفصله عن الآخرين حتى ضمن علاقات تبدو على السطح وثيقة.

وفي بعض الأحيان يشير هذا الشعور إلى وجود ميل لتشويه إدراك العلاقات نتيجة لتجارب نفسية سابقة سلبية، مثل الإهمال، والإقصاء، أو فقدان الثقة، ويؤدي إلى قراءة التفاعلات الاجتماعية من منظور سلبي أو مشوَّه، بغض النظر عن النوايا الفعلية للآخرين.

ويمكن أن يكون الشعور بالوحدة رغم وجود الأصدقاء أحد الأعراض المبكرة لاضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب، حيث يرافق هذا الاضطراب شعور دائم بالعزلة واللا جدوى، حتى في المواقف الاجتماعية التي يُفترض أن تكون دافئة وداعمة.

وبناءً على ما سبق فإن الشعور بالوحدة في سياق وجود علاقات اجتماعية ظاهرية لا ينبغي اعتباره حالة عابرة أو سطحية، بل هو مؤشر نفسي ذو دلالات عميقة تتطلب فحص دقيق للأنماط العاطفية والتجارب الذاتية للفرد، فضلاً عن طبيعة تواصله مع محيطه الاجتماعي.

  1. ​​​​​​​قيّم جودة علاقاتك لا عددها، وابحث عن عمق التواصل وليس كثرة الأصدقاء.
  2. شارك مشاعرك بصدق، التعبير عن الذات يساعد في بناء روابط عاطفية حقيقية.
  3. اختر علاقات قائمة على القيم المشتركة فالانسجام القيمي يعزز الشعور بالانتماء.
  4. كن حاضر ذهنياً في تفاعلاتك، وتواصل بانتباه واهتمام لتقوية الارتباط العاطفي.
  5. اطلب الدعم عند الحاجة، ولا تتردد في الإفصاح عن احتياجاتك النفسية لمن تثق بهم.
  6. تقبّل ذاتك أولاً، احترام الذات يعزز الشعور بالكفاية حتى في غياب التفاعل الكامل.
  7. مارس أنشطة تُشعرك بالمعنى، الانخراط في أعمال هادفة يقلل الشعور بالفراغ.
  8. قلل من العلاقات السطحية أو السامة، فوجودها قد يزيد من الشعور بالعزلة.
  9. اعمل على تطوير مهارات التواصل العاطفي، كالتعاطف، والإصغاء، والتعبير عن المشاعر.
  10. استعن باختصاصي نفسي عند الحاجة، المساعدة المهنية قد تكشف جذور الشعور بالوحدة وتساعد في تجاوزه.
  • ​​​​​​​أن تكون محاطاً بالناس وتشعر بالوحدة، هو أحد أكثر أشكال الألم هدوء وصمتاً.
  • لا شيء أكثر إرباكاً من الشعور بالعزلة في قلب الزحام.
  • الوحدة بين الناس تُشعرك بأنك غير مرئي، رغم أنك حاضر تماماً.
  • أن تتحدث ولا يُفهم صوتك، أصعب من أن تبقى صامتاً.
  • حين تفتقد القرب في وجود الآخرين، يصبح الحضور عبئاً.
  • الوحدة في محيط مزدحم تكشف فراغ داخلي لا يراه أحد.
  • أن تكون في علاقة دون تواصل حقيقي، أشد قسوة من البقاء وحيداً.
  • الأصعب من الوحدة هو ألا يجد قلبك من يقرأه، رغم كثرة المستمعين.
  • لا يُقاس الارتباط بعدد الأشخاص، بل بصدق العلاقة وعمق التفاهم.
  • الوحدة المؤلمة ليست في الغياب، بل في الحضور الخالي من المعنى.

المراجع