ما كان لراقص أن يرقص على رجل واحدة

ما كان لراقص أن يرقص على رجل واحدةأنا شاب ككل الشباب في سني لي طموح وأحلام نمت وكبرت معي بل وكبرت في داخلي ، أعيش حياتي طولا وعرضا استمتع بكل لحظة فيها كلي طاقة وحيوية ونشاط ومرح ، لي علاقات طيبة مع الجميع لا أتردد في فعل أي شيء أريده ولا يصعب علي الوصول إلى مبتغاي ، تجاوزت المراحل الدراسية بتفوق والحمد لله . دخلت الجامعة وقد اخترت التخصص الذي كنت شغوفا به والى جانب الدراسة كنت أنشط في المجتمع وأعمل في نفس الوقت ولا أترفع عن أي عمل طالما هو مصدر رزق حلال " اليد العليا خير من اليد السفلى ". لم تكن تستهويني العلاقات ولم أكن افقه شيئا في ذلك العالم . ربما لأني لم أكن مستعدا لخوض التجربة أو لأني أردت شيئا مميزا ولم ألتق بعد بالشخص المنشود ،مرت الأيام تجر بعضها بعضا وليلها كنهارها أيام تمر وعمر يمضي ... شاءت الصدف أن أتعرف بفتاة تبادلنا الحديث أياما و أشهر.. و فكرت جديا بالزواج بها – فتاة جميلة خلوقة طموحة وذكية – نموذج عن الزوجة الصالحة التي كنت أريدها " .. عرضت عليها الامر و أبدت موافقتها و تطورت العلاقة لتصبح جدية.. فاتحت الأهل و أرسلتهم خاطبين وكلي أمل وثقة أنها ستصبح لي قريبا ، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان .. واجهت رفضا قاطعا وعنيف من أهلها .. و أعدت الكرة مرارا في ظل اصرارنا على المضي قدما وكانت حججهم في كل مرة مختلفة و غير منطقية البتة.. اما عن رفيقة الدرب والوجع فهي ضحية ابيها فقد قطع امامها الطريق من كل النواحي . لم يكتفي برفضي فقط بل رفض كل من يتقدم لخطبتها ‼. حملت على عاتقي اني لن اتخلى عنها ابدا وكانت هي معي في كل خطوة وقررنا ان نواجه الوضع معا الى ان يغيروا رأيهم ولم أدع بابا الا وطرقته لمحاولة اقناعهم، وسألت عن طبيعة الوضع شرعا وقانونا وتم الاجماع انه من حقنا الزواج دون موافقتهم ، لكني لم أرد لزوجتي أن تخرج من بيت أبيها دون رضاه لم أكن لأرضى لها أي الم ولا ان اسمح أن تقال عنها أي كلمة ... "وكبرت براسي " أني اليوم أو غدا سأقنعهم .. بسبب هذا الوضع تعرضت للكثير من المعوقات في حياتي ..في العمل .. في العائلة و الاصدقاء ..صرت عديم التركيز الا في موضوع واحد ..و تعقدت اموري وتحولت حياتي جحيما والعقد تزيد يوما بعد يوما ..وحلها يا حلال . لم أيأس أبدا وكنت أحاول في كل مرة واخطط لمستقبل أفضل وأنفذ فلست حالما يتمنى لكني رجل يفعل ما يقول وطالما إنني وفتاتي ندعم بعضا بعض فلن يقف شيء في طريقنا ولن يحبط عزيمتنا احد ..... وكانت رائعة بحق وقفت معي بكل ما أوتيت من قوة ... لكن ذلك لم بدم طويلا يبدو أنها بدأت تفقد الأمل وصبرها ينفذ . هل أستطيع أن ألومها إن كانت اقل قوة مني ، هل اُشكك في مشاعرها نحوي ، هل انطفأ ذلك الوهج في قلبها اتجاهي هل فقدت ثقتها في قدرتي على الاستمرار في المحاولة ، هل فقدت رغبتها في أي شيء ، أتراها نسيت كل تضحياتي وكل ما فعلته لأجلنا ، نعم كنت اعتبرنا شخصا واحدا أتراها تعتقد أنها المتضررة الوحيدة من الوضع ، للأسف أصبحت كئيبة ويائسة سلبية وهذا يزيد الطين بله وهذا يجرني إلى الخلف ولا يساعدني في شيء والوضع لا يتحمل مزيدا من الأعباء وما كان لراقص أن يرقص على رجل واحدة . أن كانت فقدت الأمل أو الثقة فما جدوى كل ما افعله .لا يستقيم الحب الا اذا كان على ساقين فإذا فقد إحداهما أصبح أعرجا أتراني أخطأت في وقت كان يجب أن أقول "لا" فقلت "نعم " ، أم أني أخطأت حين ظللت أحاول إنعاش جثة هامدة ، أتراها صدفة عجيبة أم أنها أقدار مقضية قدرت علينا وابتلاء نصبر عليه ونثاب عليه . هل هي سحابة صيف عابرة وستشرق شمسنا قريبا . قد يكون صدق المتنبي فينا حين قال : نصيبك من حبيب نصيبك من خيال . وهل هناك أوجع من أن تصحو من منامك بعد أن ترى فيه حلمت فاتنا لتجد نفسك في قبضة واقع حزين ... أتراها النهاية ؟ وحدها الايام ستحمل لنا الجواب ويبقى الامل فينا حيا طالما في الجسد روح وفي القلب نبض