أسباب تأخر جلوس الطفل وعلاج تأخر الجلوس عند الأطفال

مقال أسباب تأخر جلوس الأطفال وعلاج تأخر الجلوس عند الأطفال: طفلي لا يستطيع الجلوس، متى يجلس الطفل بمفرده؟ ما سبب تأخر جلوس الطفل؟ هل تأخر الجلوس عند الرضيع يدعو للقلق؟
أسباب تأخر جلوس الطفل وعلاج تأخر الجلوس عند الأطفال
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

كل التفاصيل الصغيرة لعملية نمو الطفل تعتبر شديدة الأهمية، ومن المهم أن نضرب مثلاً على ذلك من خلال فكرة بسيطة مثل جلوس الطفل؛ عملية الجلوس هذه تعطي الطفل منظوراً جديداً للحياة، إذ يشعر بالاستقلالية والقوة لأنه يفعل شيئاً وحده، وذلك عندما تكون عضلات ظهره ورقبته قوية بما يكفي ليسند نفسه في وضع مستقيم، ويجد مكاناً للساقين كي لا ينزلق. وخلال عملية النمو هذه تراقب كل أم مثل هذه التفاصيل: الجلوس، الزحف، الوقوف، المشي، وتعرف أن هذه التجارب الصغيرة تشكل شخصية طفلها.  لذلك، تعالي نكتشف معاً أسرار جلوس الطفل الرضيع؛ متى يجلس الطفل؟ ما أسباب تأخر جلوس الطفل؟ هل تأخر الجلوس عند الرضيع يدعو للقلق؟ وما علاج تأخر الجلوس عند الأطفال؟

طفلي لا يستطيع الجلوس! هل تأخر الجلوس عند الرضيع يدعو للقلق؟ يتسلل القلق إلى قلوب الأمهات إذا ما تأخر الطفل في عملية الجلوس، ويبدأن بمراسلتنا على موقع حلوها بقلق: طفلي عمره تسعة شهور ولا يجلس، ولدي عمره عشر شهور ولا يجلس، ما سر عدم جلوس الطفل في عمر السنة؟ ما سبب عدم جلوس الطفل في الشهر السابع؟…. إلخ.
إذاً، متى يبدأ الطفل بالجلوس؟ [1] 
عادةً يتعلم الأطفال الجلوس بين سن 4 إلى 7 أشهر، ومن المفترض عند وصول الأطفال إلى عمر ٨ أشهر أن يكونوا قادرين تماماً على الجلوس دون دعم لفترة من الوقت. لكن، قبل ذلك، عندما يبدأ الطفل في محاولات الجلوس لا بد من تقديم الدعم لظهره من خلال يديك، أو باستخدام وسادة، فهناك احتمال أن يفقد التوازن ويسقط، وقد يصطدم رأسه في شيء ما، لذلك، كوني حذرة، وانتبهي على طفلك أثناء ذلك.
لكن في بعض الحالات، فإن بعض الأطفال لا يستطيعون الجلوس دون مساعدة حتى سن ٩ أشهر، وربما يكون سبب ذلك هو قضاء الطفل لوقت طويل في الاستلقاء على السرير، لذلك، على كل أم أن تحرص على تدريب طفلها على الجلوس ابتداءً من الشهر الرابع من عمره، وذلك لأن الطفل يمتلك القوة العضلية الكافية، من حيث عضلات الظهر والرقبة، لكنه يحتاج لتدريب الأم وتشجيعها ودعمها، حتى يتمكن من القيام بذلك وحده. 
تستطيع كل أم أن تكتشف قدرة طفلها على الجلوس عند سن أربعة أشهر، وذلك من خلال علامة واضحة مثل أن يكون الطفل قادراً على تثبيت رأسه بواسطة الدعم، وذلك يشير إلى أن عضلات الرقبة صارت قوية بما يكفي، فبمجرد أن يتعلم الطفل تثبيت رأسه، من المهم تشجيعه على الجلوس، خاصة لأن عملية الجلوس تعتمد على التحكم في الرأس وإبقائه في المنتصف، بالإضافة إلى استخدام الأطفال لأيديهم وأقدامهم لحفظ التوازن.
قد يتمايل طفلك، في البداية، لكن مخه سيستقبل معلومات حسية جديدة، وبعد وقت، سيبدأ المخ بتفهم عملية التوازن بشكل أفضل، لذلك سيبدأ باستخدام يديه بصورة أفضل، وفي هذه العملية من الوارد أن يتكرر سقوط الطفل، لكن من المهم أن يسقط الطفل في بيئة آمنة، مليئة بالوسائد والأغطية.  

animate

أسباب عدم الجلوس عند الأطفال
لا تتوقف تأخرات النمو عند الأطفال على مشكلات السمع أو الرؤية أو الكلام، فالمهارات الحركية أيضاً تدخل في إطار تأخرات النمو، ومن هذه المهارات الحركية الزحف أو المشي، وقبل ذلك الجلوس، وهو موضوع مقالنا. ومن أهم الأسباب المرضية لتأخر الجلوس عند الأطفال:

  • إصابة الطفل بمرض الترنح: والترنح عبارة عن إشارة عصبية تؤدي إلى انعدام التنسيق الإرادي لحركة العضلات، مما يؤدي إلى خلل في المشي أو في الجلوس.
  • إصابة الطفل بالشلل الدماغي: الشلل الدماغي هو عبارة عن مجموعة من الاضطرابات، تؤثر على الحركة، أو قوة العضلات أو وضعيتها. وغالباً ما يحدث قبل الولادة، فيؤدي إلى تلف في الدماغ غير الناضج في مرحلة نموه، مما يؤدي إلى خلل في القدرة الحركية مثل المشي أو الجلوس.
  • إصابة الطفل باعتلال العضلات الخلقي: اعتلال العضلات الخلقي هو أحد الأمراض العضلية الخلقية النادرة، ويحدث بسبب خلل جيني، ويؤدي إلى ضعف العضلات.
  • مشاكل البصر عند الطفل: من الطبيعي أن تؤدي مشاكل البصر إلى تأخر المهارات الحركية، سواء كان المشي أو الجلوس، وذلك لأن الرؤية تصبح سيئة بالنسبة للطفل، مما يجعل الواقع مشوشاً، وبالتالي فمحاولات حفظ التوازن تتم بشكل خاطئ.
  • إصابة الطفل بالسنسنة المشقوقة: السنسنة المشقوقة أو مرض تشقق العمود الفقري، هو عبارة عن عيب خلقي، حيث لا يتكون العمود الفقري والحبل النخاعي بالشكل الصحيح، وهذه حالة وراثية تسبب شللاً جزئياً أو كلياً في الجزء السفلي من الجسم فتؤدي لتأخير المهارات الحركية.
  • ومن الأسباب الأخرى الشائعة لتأخر جلوس الطفل:
    • الولادة المبكرة قبل ٢٧ أسبوعاً.
    • ن يكون وزن الطفل أقل من ٧٥٠ غرام عند الولادة.
    • المعاناة من أمراض الرئة المزمنة.

بالإضافة إلى الأسباب المرضية، هل تتخيلين، أن من الممكن أن يرجع سبب تأخر جلوس الأطفال إلى أنهم لم يحاولوا أن يفعلوا ذلك! أي أن المشكلة قد لا تكون لدى الطفل، في بعض الأحيان تكون المشكلة لدى الأمهات اللواتي لم يمنحن أطفالهن الفرصة لتجربة عملية الجلوس مراراً وتكراراً حتى يعتادوا عليها ويصبحوا قادرين بالفعل على الجلوس. فكثيراً ما يكون الأطفال الرضع في حاملات الأطفال، عربات الأطفال، المراجيح، لكنهم قليلاً ما يكونون في الأسفل يحاولون الجلوس!
لذلك، فإن اتقان مهارة مثل الجلوس، لا تتحقق إلا بوجود فرصة لممارسة هذه المهارة. لا تستطيع أن تصبح أفضل لاعب كرة دون ممارسة اللعبة، أليس كذلك؟ وهكذا، فإن مهارة الجلوس لدى الطفل تحتاج إلى ممارسة وتدريب وصبر من قبل الأم. [3]

علاج تأخر جلوس الطفل وعدم توازن الطفل في الجلوس
من المهم أن يقوم طبيبك بتشخيص حالة تأخر الجلوس عند الطفل، ففي حالة وجود سبب مرضي وراء المشكلة، فقد ينصح الطبيب بالأدوية والفيتامينات اللازمة، أو بالمزيد من الأنشطة البدنية وأساليب التدريب، أو العلاج الطبيعي. وقد يساعد العلاج الطبيعي الطفل بإذن الله في التخلص من اضطراب اختلال التكامل الحسي أو المشاكل الحركية الدقيقة. [2]

كيفية تدريب الطفل الرضيع على الجلوس

نرغب في أن نطمئنك سيدتي الكريمة، بإمكانك علاج تأخر الجلوس عند طفلك بنفسكِ، إذا لم يكن هناك أسباب مرضية مزمنة، فعند ظهور التحكم الجيد لدى طفلك في الرأس، وكذلك التحكم في منتصف الجسد، يمكنك استخدام هذه الوضعيات والتمارين لتدريب الطفل على الجلوس: [4]

  1. أن يجلس الطفل في حضنك (3-6 أشهر) مع تغيير موضع يدك وتحريكها من أعلى (عند الصدر) إلى أسفل عند الوركين.
  2. أن يجلس الطفل على الأرض بين ساقيك (4-5 أشهر) مع الانحناء بأمان إلى اليمين أو اليسار، ويمكنك أيضاً استخدام الذراعين للدفع إلى الوسط إذا كان طفلك يميل من عند هذه النقطة.
  3. الجلوس على كرسي (4-5 أشهر) مفيد للطفل؛ فهو يساعده على التحكم في الجذع العلوي، ويساعد وضع الألعاب في أماكنها على تقوية الكتفين وأعلى الظهر مما يساعده على الجلوس بعد ذلك.
  4. أن يجلس الطفل في زاوية صندوق أو سلة غسيل (4-5 أشهر)، سيوفر بذلك الدعم لطفلك على جانبي الجسم، ويمكنك إمالة الصندوق إلى الجانبين بلطف، مما يساعد طفلك على التفاعل مع فكرة التوازن، وبالتالي يساعد في حل مشكلة عدم توازن الطفل في الجلوس.
  5. أن يجلس طفلك على الأرض وحده بين الوسائد (4-5 أشهر) مع القليل من الألعاب البعيدة، بحيث يحاول الطفل التقدم للأمام والعودة إلى الوراء، في محاولة للإمساك بهم والحفاظ على التوازن.
  6. الجلوس الدائري (6-8 أشهر) حيث تكون ساقا الطفل متباعدتين بشكل واسع وأمامه حلقة يمسك بها، وتوفر هذه القاعدة الواسعة دعماً للطفل، لكنه قد ينقلب إلى اليمين أو اليسار، لكن باستخدام الحلقة سيكون قادراً على الحفاظ على التوازن بصورة أفضل مما سبق.
  7. هناك جلسات أكثر تقدماً سيكتشفها طفلك فيما بعد، مثل أن يجلس بساق واحدة مستقيمة مع ثنية ساق واحدة، وبذلك يحافظ على التوازن. أو أن تكون كلا الساقين مثنيتين على جانب واحد مما يحافظ على التوازن. أو أن يجلس الجلوس الطويل، بأن تكون كلا الساقين متقاربتين ومستقيمتين، أو يجلس بحيث تكون القدمان مسطحتين على الأرض مع ثني الورك والركبتين، وهذه الجلسات ستأخذه من بعد ذلك إلى محاولة الزحف.

ليست عملية الجلوس سوى عملية تدريب في المقام الأول، فإذا تأخر طفلك في الجلوس، فربما يعكس ذلك بأنه لم يتلق التدريبات المناسبة، ويمكنكِ أن تقومي بذلك في أي وقت، فالوقت لا يكون متأخراً أبداً على تصحيح الأمور.
عمليات تدريب الطفل تعتمد في المقام الأول على أن يجلس في وضعية مناسبة تحافظ على التوازن، وأن يكون الجسد مهيئاً وقوياً على مستوى عضلات الظهر والرقبة، وإذا تأخر الطفل في عملية الجلوس فقد يكشف ذلك أن جسده ليس قوياً، وهو ما يحتاج منك إلى فحص لفيتامينات د، أو أن عمليات التدريب قليلة، أو غير كافية، أو لا تتم بشكل صحيح.
إذا كان الأمر كذلك فهذا يعني أن عليكِ التركيز أكثر في عمليات التدريب، حتى يستطيع طفلك أن يقوم بالجلوس ومن بعد ذلك يتابع رحلة النمو وتطور المهارات الحركية عبر الزحف أو الوقوف أو المشي، وغيرها من الأشياء المتوقع القيام بها. 
لكن من المهم أيضاً عدم الاستخفاف بأي مشكلة، فقد يكون وراءها أسباب أخرى، ومن أجل علاج تأخر الطفل في الجلوس، في حالة عدم الاستجابة لهذه التمارين، فمن الضروري متابعة الطبيب المختص بذلك، خاصة أن التطور المتأخر في القيام بأنشطة معينة بالمقارنة بالأطفال الآخرين قد يكون علامة على حالة مرضية.
حيث يقدر أن طفلاً واحداً من كل ٤٠ طفل، قد يعاني من تأخر حركي مبكر. عند اكتشاف أي علامات تشير إلى ذلك ينبغي التعامل معها باهتمام من أجل حصول الطفل على الرعاية الطبية المناسبة. [5]

وصلتنا أسئلة من بعض الأمهات حول عدم توازن الطفل في الجلوس، أو حول أسباب عدم جلوس الطفل الرضيع، فتساءلت إحداهن بقلق: متى يبدأ الطفل بالجلوس؟ طفلي عمره 8 شهور ولا يجلس! 
وتعلق أخصائية الأطفال ومستشارة الرضاعة الطبيعية على موقع حِلّوها، الدكتورة سندس العجرم بأن لا بد من التأكد أن مقاسات الوزن والطول ومحيط الرأس طبيعية، وإجراء فحص فيتامين د والكالسيوم. كذلك لا بد من التأكد إذا كان في التاريخ العائلي تأخر في المشي. بالإضافة إلى الاستمرار في محاولات تدريب وتمرين الطفل على الجلوس والزحف. وفي حال عدم تطور الطفل يفضل الرجوع إلى طبيب مختص لتشخيص هذه الحالة والاطمئنان عليها.
أما الدكتورة هداية، خبيرة تربية الطفل، فتؤكد بأن الطفل يبدأ في الجلوس في حدود الشهر السادس إلى الثامن، وقد يرجع سبب تأخر الجلوس إلى الرعاية المقدمة للطفل، فلا بد أن نقوم بسند الطفل على الوسادة من أجل تدريب العمود الفقري على وضعية الجلوس، ويتم ذلك بالتدريج إلى أن يصبح قادراً على الجلوس وحده. وتؤكد على أن مثل هذا التأخر لا يزال يندرج ضمن الحدود الطبيعية، خاصة أن الأطفال يتطورون بشكل مختلف عن بعضهم البعض، وكل طفل يمثل حالة فريدة في التطور، لكن من المهم استمرار الأم في عملية تدريب الطفل على الجلوس، لأن ذلك سيساعد على تعلم العديد من المهارات، ومع استمرار عملية التدريب لا بد في النهاية من ملاحظة نتائج إيجابية بإذن الله.

وختاماً، لابد أن نؤكد من جديد، إلى أن كل طفل يمثل حالة فريدة في التطور والنمو، لكن علينا الاطمئنان إلى أن هذا التطور يتم في مسار صحيح، وذلك بعد أن تتوفر عملية التدريب والتمارين المناسبة، والتي تجعل الطفل يتغلب على أي صعاب قد يقابلها أثناء عملية النمو، ومن أجل استكشاف التجارب الصغيرة التي يمر بها، والتعلم منها، فالتفاصيل الصغيرة التي يتعرض إليها طفلك هي التي تشكل منظوره إلى العالم، وتلك الضحكات الصغيرة التي تنفلت من طفلك، أثناء عملية التعلم، تكون بمثابة شكر لك وامتنان.
إذا كانت لديك أي استفسارات أو أسئلة حول مشكلة تأخر الجلوس عند الأطفال أو أي مشاكل أخرى في عالم تربية الطفل، يمكنك طرح سؤالك أو مشكلتك هنا.

المراجع