صفار الأطفال (ما هو اليرقان؟)

بحث عن صفار الأطفال. ما هي أسباب الصفار عند الأطفال؟ ما هي نسبة الصفار الطبيعية عند المواليد والأطفال الكبار؟ ما أنواع اليرقان؟ هل الصفار معدي وخطير؟ ما أعراض الصفار عند حديثي الولادة؟
صفار الأطفال (ما هو اليرقان؟)

صفار الأطفال (ما هو اليرقان؟)

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تحدثنا في مقالات سابقة عن العديد من مشاكل الأطفال الصحية والنفسية، مثل التبول اللاإرادي عند الأطفال، ومشاكل النوم عند الرضع، ومشكلة الغازات الكريهة وغيرها. وسنتحدث اليوم عن مشكلة صفار الأطفال أو ما يسمى اليرقان.
فما هي أعراض الصفار؟ ما هي أنواعه وأسبابه؟ وهل مرض الصفار معدي وخطير؟ جميع الإجابات وأكثر سنجدها في هذا المقال.

 

يسمى صفار الأطفال باللغة الإنجليزية Newborn Jaundice، ويطلق عليه أسماء عديدة باللغة العربية منها: صفار الأطفال، الصفراء، الصفار، أبو صفار، اليرقان أو اليرقان الوليدي... وجميعها أسماء لحالة شائعة جداً تصيب حوالي ٥٠٪ من الأطفال الرضع وحديثي الولادة، حيث تتمثل أعراضه بشحوب واصفرار لون الجلد وبياض عيني الطفل، ويحدث عندما يكون لدى الرضع مستوى عال من البيليروبين، وهي الصبغة الصفراء التي تنتج أثناء تحلل خلايا الدم الحمراء الكبيرة، حيث يقوم الكبد بامتصاص هذه المادة الصفراء ليطرحها خارج الجسم عن طريق البراز، وأي خلل يحدث خلال هذه العملية فإنه يتسبب بظهور أعراض صفار الأطفال.

animate

إن نسبة الصفار الطبيعية عند المواليد أقل من ١٢ مليجراماً لكل ديسيلتر من الدم، ويدق ناقوس الخطر إذا وصلت نسبة صفار الأطفال إلى ١٦ مليجراماً لكل ديسيلتر من الدم! حيث يتوجب في هذه الحالة التوجه فوراً إلى المستشفى لتلقي الطفل العلاج الطبي المكثف.

أسباب الصفار عند الأطفال الرضع كثيرة وتظهر في الحالات التالية:

  • الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع الـ٣٧ من الحمل.
  • الأطفال الذين لا يحصلون على كفايتهم من حليب الثدي أو الحليب الصناعي.
  • الأطفال الذين يُعانون من صعوبات بالتغذية.
  • المواليد الذين تختلف فصيلة دمهم عن فصيلة دم والدتهم، حيث أنه من المحتمل أن تتكون لدى الطفل أجسام مضادة تدمر خلايا الدم الحمراء مما يرفع نسبة البيليروبين.
  • من أسباب اليرقان أيضاً الكدمات أو نزيف داخلي يتعرض له الرضيع، فمن الممكن أن يتعرض الطفل لمثل هذه الإصابات أثناء الولادة.
  • مشاكل في كبد المولود مثل عدم نضج واكتمال نمو الكبد بشكل كامل، مما يتسبب بقصور في امتصاص كميات البيليروبين، وبالتالي ارتفاع نسبته في الجسم، وهو أكثر أسباب اليرقان شيوعاً.
  • شذوذ في خلايا الدم الحمراء لدى المولود.
  • نقص إنزيمات معينة لدى الطفل من الممكن أن تعتبر سبب من أسباب الصفار لدى الأطفال.
  • إلتهابات فيروسية وبكتيرية.
  • العدوى.

تتمثل أعراض اليرقان الأكثر شيوعاً عند الأطفال الكبار باصفرار لون الجلد ومن ثم بياض العينين، أما عن الأعراض الأخرى المبكرة فهي:

  • حكة في الجلد.
  • أعراض تشبه الأنفلونزا مثل الحمى وآلام المفاصل وغيرها.
  • اصفرار لون البراز والبول.
  • قشعريرة وآلام بالبطن.
  • فقدان مفاجئ للشهية، والغثيان أو التقيؤ.
  • فقدان الوزن، والتعب، والخمول.
  • الشعور بمذاق مر في الفم.

يتم فحص أعراض الصفار عند المواليد الجدد قبل مغادرتهم للمستشفى الذي ولدوا فيه بالعاده ويتم تكرار هذا الفحص كل ٨ إلى ١٢ ساعة خلال فترة مكوثهم فيه، لكن بعض أعراض الصفار تظهر بعد ذلك للأسف، أي بين اليومين الثاني والرابع بعد الولادة وهي:

  • اصفرار بياض عيني المولود.
  • اصفرار لون جلد الطفل وخاصة بشرة البطن والذراعين والساقين أو أحدهما.
  • دخول الطفل بالنوم العميق الذي يصعب إيقاظه منه.
  • توقف نمو الطفل أو عدم اكتسابه للوزن.
  • فقدان الطفل للشهية، فهو لا يتمم رضاعته جيداً.
  • بكاء الطفل بصرخات عالية النبرة.
  • ارتفاع البيليروبين في دم الرضيع، ويظهر ذلك في الفحوصات الطبية.

صنف الأطباء أنواع اليرقان (أنواع صفار الأطفال) إلى ثلاثة أصناف مختلفة هي:

  1. اليرقان الفسيولوجي: اليرقان الفسيولوجي هو أكثر أنواع اليرقان شيوعاً لدى الأطفال حديثي الولادة الذين لم يتم اكتمال نمو كبدهم بالكامل، وبالتالي فإن قدرتهم على معالجة البيليروبين لا تزال ناقصة أو محدودة، لكن هذه الفترة بالعادة تكون قصيرة ويتم علاج الطفل خلال بضعة أيام لا تتجاوز مدتها الأسبوع.
  2. اليرقان المرضي: يحدث اليرقان المرضي لدى الرضع عندما يتفاقم اليرقان الفسيولوجي بسبب الجفاف أو الولادة المبكرة أو المعقدة، وهو نادر الحدوث ويتم تشخيصه عند وصول معدل البيليروبين في الدم لدى الطفل حديث الولادة إلى أكثر من ٢٠ مليجراماً لكلّ ديسيلتر من الدم.
    أما لدى الأطفال الكبار والبالغين، فهناك العديد من الأسباب التي تؤدي للإصابة باليرقان المرضي، أكثرها شيوعاً الإصابة ببعض الأمراض، والمتلازمات الوراثية، أمراض الكبد مثل التهاب الكبد، وتليف الكبد، وانسداد القناة الصفراوية.
  3. متلازمة جيلبرت: هي حالة وراثية غير مؤذية من اليرقان، إنما تشتد في أوقات المرض أو الإجهاد.

هل اليرقان معدي؟ هذا السؤال يراود الأمهات كثيراً حرصاً منهن على سلامة الأطفال الآخرين خاصة خلال الاتصال الجسدي مع المريض! أولاً علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن اليرقان المرضي بحد ذاته ليس معدياً، فهو بالواقع أحد أعراض المرض، وبناءً على ذلك فإن العدوى تعتمد على نوع الإصابة، بمعنى أن اليرقان إذا كان نتيجة الإصابة بمرض معدٍ مثل التهاب الكبد الفيروسي A فإن التهاب الكبد من الممكن أن ينتقل من شخص لآخر وليس الصفار بحد ذاته.
ونكرر مرةً أخرى أن مرض الصفار هو مجرد إشارة إلى مشكلة تتعلق بالكبد، أو الطحال والدم، والعدوى تعتمد على طبيعة المرض الذي يشير إليه الصفار.

إن الصفار بحد ذاتهِ ليس أمراً خطيراً إذا تمت السيطرة عليه ومعالجته خلال الأيام الأولى من عمر الوليد، بشرط أن تبقى مستويات البيليروبين ضمن الحدود، وبنسبة معينة يحددها الطبيب بناءً على عمر الطفل.
ولكن في بعض الحالات قليلة الحدوث فإن الصفار يُصبح خطيراً، حيث أن ارتفاع البيليروبين لمستويات عالية جداً يهدد صحة دماغ الوليد، فمن الممكن أن تؤدي تراكمات البيليروبين إلى الإصابة بالشلل الدماغي، أو العمى، أو الصمم وما إلى ذلك، وفي هذه الحالة يجب أن يتم التدخل الطبي سريعاً لوضع الطفل تحت خطة علاجية مكثفة قد تحتم في بعض الأحيان تغيير دم الوليد بالكامل، مع مراقبة مستويات البيليروبين في دمه عن طريق عمل فحوصات دورية كل ٣ إلى ٦ ساعات للتأكد من انخفاض نسبته في الدم وعدم ارتفاعها مجدداً.
أما بالنسبة للصفار عند الأطفال الكبار والبالغين فإن خطورته تعتمد على خطورة المرض المسبب، فالصفار في هذه الحالة ليس سوى إشارة إلى مرض ما.
وختاماً فإن اليرقان أو الصفار قد يكون أمراً عابراً يمر بهِ الطفل خلال أيامه الأولى في هذه الدنيا، إلا أن الانتباه إلى صحة الطفل وعدم التهاون بالأمر إلى جانب الالتزام بتعليمات الطبيب من شأنها أن تجعل علاجه سريعاً وسهلاً. 
وعلى العكس من ذلك فإن ممارسة بعض الأمور قد تزيد الأمر سوءً مثل تعريض الطفل لضوء النيون أو إطعامه الجلوكوز أو محلول السكر والماء، أو وضع طوق من الثوم على رقبته! فهذه السلوكيات لا يجب ممارستها على الإطلاق لأنها ليست سوى خرافات لا تسمن ولا تغني من جوع!