مفهوم الأمن الوظيفي وطرق تحقيق الأمان الوظيفي

تعرف إلى سلبيات وإيجابيات الأمن الوظيفي وكيف يمكن للإدارة وللموظفين تحقيق الأمان الوظيفي
مفهوم الأمن الوظيفي وطرق تحقيق الأمان الوظيفي

مفهوم الأمن الوظيفي وطرق تحقيق الأمان الوظيفي

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يُقاس الأمان الوظيفي غالباً باستخدام المخاطر المتصوَرة لفقدان الوظيفة في المستقبل القريب، وهو شرط ضروري للرضا الوظيف، كما افترضت الكثير من البحوث بأن تأثير الأمن الوظيفي على الرضا الوظيفي لا يدل فقط على احتمال أن يفقد العامل وظيفته، ولكن مدى احتمال أن يجد وظيفة أخرى، لذا نخصص هذا المقال للتحدث عن الأمان الوظيف لكل من العمل والعامل من حيث الأهمية والأسس الواجب تحقيقها للتمتع بالأمن الوظيفي.

تعريف مفهوم الأمن الوظيفي هو افتراض أو ثقة الموظف بأنه لن يفقد وظيفته الحالية في المستقبل القريب، والأمان الوظيفي قد يكون شيئاً غير ملموس لا يمكننا النظر إليه ولكننا نشعر به، وقد يكون موثّقاً بالعقود والقوانين الناظمة للعمل، كما يختلف باختلاف المهن والصناعات، ويؤثر على أداء الموظفين في شركة ما. [1،2]
عدم الأمان الوظيفي أو الأمن الوظيفي المنخفض هو بمثابة تهديد فيما يتعلق بأداء وجدارة العامل، غالباً ما ينتقل إلى موظفين آخرين، بالتالي يؤدي لانخفاض الإنتاجية، وعادة ما يكون الأمن الوظيفي في القطاع العام مرتفعاً عنه في القطاع الخاص، كما يكون منخفضاً جداً في قطاعات الخدمات، حيث لا يمكن التنبؤ بالأوضاع الاقتصادية المتغيرة باستمرار والتي تنعكس على قرارات المؤسسات والشركات بتقليص العمالة.
يمكن أن تؤثر العديد من العوامل على الأمن الوظيفي، انطلاقاً من المجال الذي تعمل فيه إلى الوضع المالي للشركة التي تعمل بها، وتمنع قوانين العمل بالعموم طردك أو تسريحك دون سبب بشكل تعسفي، لكن العمال المتعاقدين في وظيفة بدوام كامل أو عدد محدد من ساعات الدوام الجزئي؛ يتمتعون بحماية أكثر من أولئك العاملين بعقود صفرية والذين يمكن تسريحهم عادةً دون إشعار.
كما يجب على الشركات والمعامل وضع قواعدها وإجراءاتها التأديبية حتى يعرف الموظفون ما يمكن توقعه، هذا يعني أنه لا يمكن طردك من فراغ دون اتباع تحذيرات وإجراءات مناسبة بحقك.

animate

أصبح الأمان الوظيفي في السنوات الأخيرة أكثر هشاشة لعدة أسباب منها انتشار فايروس كورونا في وباء أقعد الكثيرين للعمل من منازلهم أو للاستغناء عنهم بشكل نهائي، كذلك انتشار العمالة الرخيصة وهي من مسببات فقدان الأمن الوظيفي لدى الكثيرين، فضلاً عن بدء رحلة توظيف عمالة الروبوتات في الكثير من قطاعات الصناعة عالمياً.
الآن.. عندما نذهب إلى العمل، نريد أن نعرف أن وظائفنا آمنة وأن الإدارة تقدّرنا، وإذا كنت مديراً لفريق من الموظفين أو مالكاً لنشاط تجاري ما، فمن المهم أن يشعر الأشخاص الذين يعملون لديك بالأمان، كي يقوموا بعملهم بشكل أفضل بدلاً من القلق والتوتر بشأن مستقبلهم المهني بحيث ينعكس الأمن الوظيفي إيجابياً على العمل بأنه: [3]

  • رفع كفاءة أداء الموظفين: يمكن للموظفين الآمنين القيام بعملهم الأفضل عندما يتعلق الأمر بالاستقرار المالي، فمن المرجح أن يحقق الموظفون الذين يستقرون في منصب طويل الأجل أهدافهم المهنية، وهذا سيؤثر بشكل إيجابي على حياتهم الشخصية وأوضاعهم المالية، وفي المقابل تحصل منهم على أفضل عمل عندما يشعرون بالأمان، ومن الأفضل استخدام الأمن الوظيفي كمحفز وذلك عندما يدرك الموظفون أن هناك علاقة مباشرة بين أدائهم ومستقبلهم مع الشركة.
  • الاستفادة من الخبرات المتراكمة: إن وجود الموظف في موقعه وعمله لفترة طويلة من الزمن يعني اكتسابها خبرات متزايدة في عجلة العمل، وعادةً ما يساهم الأمان الوظيفي في إعطاء الموظفين الفرصة اللازمة لتطوير هذه الخبرات، ثم الاستفادة منها، فيما لا يشعر الموظفون بعقود موسمية بضرورة تطوير خبرات استثنائية تصب في صالح العمل أو المؤسسة، ويعملون على تطوير المهارات الشخصية التي تعزز منافستهم في سوق عمل غير آمن.
  • استقرار الموظفين وانعكاسه على الأرباح: سيؤدي الأمن الوظيفي لموظفيك إلى تحسين أرباحك النهائية مع وجود الكثير من المنافسة في السوق، بالدرجة الأولى يرجع ذلك لاستقرار الموظفين، حيث لا يمكن لشركتك أن تنفق الكثير من المال على التوظيف، كما قد يستغرق الأمر أكثر من 28 أسبوع حتى يتم تدريب موظف جديد وفقاً للمعايير والأداء في شركتك.
  • الاستفادة من المشاركة الإبداعية: يعتبر الأمان الوظيفي من أهم العناصر التي يجب أن تتوفر للموظفين ليقوموا بعملية المشاركة الإبداعية في العمل، حيث يشعر الموظف أنه جزء من المؤسسة ويكون مستعداً لتقديم الأفكار المبدعة أو حتى الالتزام بتنفيذ الخطط بطريقة مميزة.
  • تحسين سمعة الشركة: فعندما يبحث أشخاص من أفضل المواهب في مجال عملك عن وظيفة جديدة، فمن المرجح أن يتصفحوا قوائم أفضل أصحاب العمل قبل أن يقرروا أين سيقدمون سيرتهم الذاتية، كما يركز العملاء أكثر من أي وقت مضى على العمل مع الشركات ذات السمعة الجيدة في السوق، ويريدون أن يعرفوا أنك تعامل موظفيك بكرامة واحترام.

مع ذلك، هناك بعض العيوب التي يجب مراعاتها عند تأسيس الأمن الوظيفي، فعندما يصبح الموظف آمناً للغاية فإنه: [4]

  • قد يفقد الموظف شغفه لتحسين نفسه: مما قد يؤدي إلى نتائج عكسية على مستويات إنتاجيته وكفاءته، يمكن أن يؤدي هذا إلى أشياء مثل الأداء الضعيف، وعدم الالتزام بالمواعيد النهائية، والنتائج الإجمالية السيئة، وذلك يحدث غالباً في القطاع الحكومي حيث يشعر الموظفون بدرجة مرتفعة من الأمان الوظيفي.
  • قد يعتمد الموظف على تحمل أعباء العمل فحسب: عندما يطمئن الموظف لمستقبله والتزام الشركة المؤسسة بالإبقاء عليه وتعويضه وتحمّل أعباء تقاعده، قد لا يهتم بأكثر من إنجاز العمل الموكل إليه دون أي تطوير.
  • يمكن أن يتسبب الأمن الوظيفي في الشعور بالملل: وعندما يطول الأمر يمكن أن يتسبب في شعور الموظف بعدم الجدوى والاكتئاب أيضاً!
  • التعسف باستعمال الحقوق: واحدة من سلبيات الأمان الوظيفي التي تواجه القطاع العام بشكل أساسي هي إساءة الموظفين لاستعمال القوانين والأنظمة التي وضعت لتعزيز أمانهم الوظيفي، حيث يقوم بعض الموظفون بالاطلاع على هذه الأنظمة واستغلال بعض الثغرات فيها والتي تحميهم من التسريح حتى إن لم يكونوا بالكفاءة المطلوبة.
  • تقييد لوائح العقوبات: في سياق متصل؛ قد تقيّد قوانين وأنظمة الأمن الوظيفية لوائح العقوبات في الشركات والمؤسسات، ما يجعل الأنظمة الرقابية أقل قدرة على اتخاذ إجراءات حاسمة في بعض الحالات.

أظهر استطلاع للرأي في المملكة المتحدة أن الأمان الوظيفي هو أهم عامل لنسبة 51% من الموظفين عند التفكير في البقاء مع صاحب العمل، قبل مرونة العمل والأجر حتى، حيث بيّنت هذه الدراسة الاستقصائية حول القيادة الأخلاقية في وقت الأزمات وشملت 1004 موظفين، أن الأمن الوظيفي أحد الاعتبارات المهمة عند بقاء الشخص في وظيفة ما. [5]

وفيما يلي بعض أهم العوامل التي تؤثر على الأمن الوظيفي للموظف في المؤسسة: [4]

  • الظروف الاقتصادية: بشكل عام في السوق والمنافسة.
  • ظروف العمل: فإذا كان العمل مزدهراً، يمكن الاحتفاظ بمزيد من الموظفين.
  • العوامل الفردية للموظف: من الأداء والتعليم والمنصب الوظيفي والخبرة (ما مدى أهمية / قيمة مهارات وخبرات الموظف بالنسبة للشركة).
  • التشريع الذي ينظم إنهاء العمل: تسمح بعض الأماكن بإنهاء الخدمة دون تبعات سلبية ومؤلمة على الموظف أكثر من غيرها.

وفيما يلي بعض الممارسات المهمة على صاحب العمل اتخاذها كإجراءات لتعزيز عناصر الأمن الوظيفي؛ في ترسيخ الأمن الوظيفي وتحسين الرضا في مكان العمل: [4]

  • إعطاء الأولوية للموظفين الدائمين في المنزل في الوقت الحاضر: قد يكون من المغري التمسك بالعاملين المستقلين والعاملين عن بُعد، خاصة بفضل التقدم التكنولوجي، مع ذلك من المهم الاحتفاظ بالمواهب ذات الجودة في مؤسستك وتقييمها، ومن الأفضل التعامل مع عملية التوظيف كبرنامج للاحتفاظ بالموظفين بدلاً من تعيين موظف بتاريخ إنهاء محدد مسبقاً أو بعقدٍ مؤقت.
  • بذل جهد مضاعف للتفاعل مع الموظفين: وتوصيل آرائك وتوقعاتك وخططك المستقبلية كربّ للعمل بأكبر قدر ممكن من الوضوح، ولا تخف من مناقشة الأمور مع موظفيك، بما في ذلك الموضوعات غير المتعلقة بالعمل وبعض شؤونهم الخاصة التي قد تنعكس تأثيراتها على العمل.
  • إدارة التوقعات: في العلاقة المهنية بين الموظفين وصاحب العمل، من المهم أن تفهم أن (العقد النفسي) يمكن أن يكون أكثر أهمية بكثير من عقد العمل المكتوب، فالعقد النفسي هو عقد غير مكتوب بين صاحب العمل والموظف الذي يدير مجموعة من التوقعات للقيام بما هو مُتوقع منه وما الزم نفسه به بشكلٍ ودّي وما سيحصل عليه بالمقابل.
    باختصار يجب على أرباب العمل تدوين أكبر عدد ممكن من هذه التوقعات غير المكتوبة ومطالبة موظفيه بفعل الشيء نفسه (والسماح لهم بتذكيره عندما يحين موعد الوفاء) لذا فإن الحفاظ على الشفافية أيضاً هو عنصرٌ مهم جداً لتأسيس أمن وظيفي ملموس.
  • توفير البنية التحتية والأدوات اللازمة: لا يمكنك دفع الموظف للشعور بأنه آمن إذا لم تمنحه الأدوات اللازمة لأداء وظيفته بشكل جيد. لذا فإن فهم احتياجاته، وتوفير البنية التحتية والأدوات التي يحتاج إليها
    على سبيل المثال، إذا كانت هناك مشكلات في الميزانية عند شراء هذه الأدوات؛ ناقش الموقف مع الموظف (الموظفين) المعني واكتشفوا الحل معاً.

سرّ أن تكون ناجحاً وآمناً في الوظيفة هو أن تكون الشخص الذي يتجاوز توقعات ربّ العمل وفريقه، إليك كيفية القيام بذلك: [5،6]

  • زيادة الإنتاجية: إحدى الطرق التي يمكنك من خلالها إثبات قيمتك هي زيادة إنتاجيتك، من خلال تتبع التقدم الذي تحرزه بإنشاء قائمة مستمرة بالأهداف القابلة للتحقيق.
  • كسب الثقة: ويمكن اللجوء إليك إذا احتاجك أحد المدراء لإتمام مهمة في الوقت المناسب، فاستجب بجدول زمني واقعي للوقت الذي ستنتهي فيه من هذه المهمة، وتأكد من أن العمل الذي تقدمه استثنائي بشكل دائم، كذلك ابحث عن طرق يمكنك من خلالها تجاوز التوقعات.
  • التقليل من مصادر الإلهاء: يمكن للمكالمات الهاتفية الشخصية أو الوقت الذي تقضيه في تصفح مواقع التواصل؛ أن يصرف انتباهك عن الأولويات الأكثر أهمية أثناء العمل، وعندما ينصب التركيز بشكل كامل على المهام المتعلقة بالعمل، ستظل الإنتاجية عالية، مما يساعد في تأمين منصب الموظف المتفاني في عمله وغير المسوّف.
  • الحضور الكامل خلال الاجتماعات: من خلال الحضور والانتباه الكامل، لأن ذلك سيسهل عليك طرح الأسئلة وتقديم الأفكار والتقاط أجزاء مهمة من المعلومات.
  • تكوين صداقات: وتعلّم كيفية بناء اتصالات ذات مغزى مع زملائك في الفريق والعملاء والمشرفين، وبناء سمعتك كلاعب فريق أو شخص يضع اهتمامات وأهداف الفريق فوق أهدافه واهتماماته.
  • التطوع لعمل المزيد: واترك تأثيرك الخاص.. تطوع في المشاريع أو اختر الأدوار التي تُحدث فرقاً جوهرياً في العمل، هذا يعني أنك بحاجة إلى الابتعاد عن المهام التي يمكن أن يقوم بها أي شخص آخر والبحث عن المشكلات التي لم يتم حلها والتي يمكن أن تغير اقتصاديات شركتك بشكل كبير، فيجب أن يكون تأثير عملك قابلاً للقياس من حيث الاختلاف الذي يُحدثه في الإيرادات أو تكاليف الشركة، فيما يعتبره رب العمل والمشرف على عملك إبداعاً.
  • الاستمرار في التعلم: بتطوير مهارة ومعرفة عميقة حول موضوع يهم شركتك، فعندما تصبح خبيراً في مهارة مهمة لا يمتلكها أي شخص آخر في الشركة، تتضاعف قيمتك وموهبتك بالنسبة للشركة، وعندما تكون الأوقات صعبة، سيكون من الصعب استبعادك، فاحصل على تدريب لتوسيع قدراتك وعندما تأتي هذه المهمة، أنت الشخص الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه للقيام بعمل جيد.
  • الاستثمار في العلاقات: ستزداد قيمتك وقيمة عملك لدى رب العمل، لأنك جلبت عميلاً مهماً للشركة من خلال إنشاء وتطوير علاقة عمل مهنية معه.
  • ابتكار الحلول: بأن تكون شخصاً يتعامل مع كل تحدّ وتكون لا غنى عنه كصاحب الحلول للمشكلات العويصة، لذا حاول إيجاد طرق جديدة لحل المشكلات التي يواجهها فريقك أو مديرك أو عملك، وبينما يتذمر الآخرون بشأن ما لا يعمل؛ تركز أنتَ على إنشاء الحلول وإصلاح الأشياء وزيادة القيمة للشركة.
  • إرشاد ودعم زملاء العمل: كن مصدر إلهام، وعندما تكتسب الخبرة في العمل، تصبح الشخص الذي يلجأ إليه الزملاء للحصول على المشورة والتدريب والحلول، فضع معايير عالية لعملك قبل أن تقوم بتسليمه، وقدم أكثر مما التزمت به، ووفقاً للجداول الزمنية التي وعدت بها.

في النهاية.. الأمان الوظيفي مهم لكل من الموظفين والشركات، وتنبع أهميته في أنه يساعد على جذب المواهب والاحتفاظ بها، كذلك الحفاظ على قوة عاملة منتِجة، من خلال تشجيع الولاء بين الموظفين والعمل على معنوياتهم ومشاعرهم الإيجابية

المراجع