كيفية التعامل مع الشجار بين الأخوة المراهقين

الشجار بين الأخوة المراهقين أمر شائع في الكثير من الأسر، وهو يزعج الأهل وينذر بعلاقة سيئة بين الأخوة لاحقاً، وهذا ما يدفع الأهل للاهتمام بأسباب هذه الشجارات وأفضل الطرق للتعامل معها وحلها، في هذا المقال نتعرف على العوامل التي تدفع الأخوة المراهقين للشجار، والوسائل التربوية الأنجح في إدارة هذه النزاعات.
- التحكم بالانفعالات والحفاظ على الهدوء وتجنّب ردود الفعل الانفعالية، لأن التوتر يزيد من تصعيد الموقف.
- الاستماع المتوازن للطرفين ومنح كل ابن فرصة للتعبير عن وجهة نظره دون مقاطعة، مع التأكيد على احترام مشاعر الجميع.
- الحياد وعدم التحيّز وتجنّب الوقوف إلى جانب طرف ضد الآخر، لأن الانحياز يضعف ثقة الأبناء بعدالة الوالدين.
- تعليم مهارات التواصل، وتشجيع الأبناء على استخدام لغة هادئة، وتجنّب الاتهامات والشتائم، وتعليمهم التعبير عن مشاعرهم بطرق بناءة.
- تعزيز الحلول التفاوضية من خلال إشراك الأبناء في إيجاد حلول مشتركة، وتدريبهم على التفكير في نتائج أفعالهم وتحمل مسؤوليتها.
- وضع قواعد أسرية واضحة وتحديد قواعد للتعامل تحظر العنف اللفظي أو الجسدي، مع الالتزام بتطبيقها بعدل وثبات.
- عدم التدخل المفرط والسماح للأبناء بحل بعض الخلافات بأنفسهم لتعزيز استقلاليتهم ومهاراتهم في إدارة النزاع.
- تعزيز العلاقات الإيجابية، وتشجيع الأنشطة المشتركة، والتعاون، والتقدير المتبادل بين الإخوة للحد من التوترات.
- التدخل عند الضرورة لحل المشاكل أو النزاعات، فيتدخل الأهل فقط عند تصاعد الخلاف أو تحوّله إلى عنف أو تهديد لسلامة أحد الأطراف.
- تقديم القدوة الحسنة حيث يُعدّ سلوك الوالدين في إدارة الخلاف نموذج عملي يتعلّم منه الأبناء أسلوب التعامل مع النزاعات.

- الحفاظ على الحياد وعدم الانحياز: من المهم أن يتجنب الأهل الوقوف مع طرف ضد الآخر أثناء الخلاف، الانحياز حتى لو كان غير مقصود، يعزز الغيرة ويزيد الشعور بالظلم، ويؤدي غالباً إلى تكرار النزاعات، والحياد لا يعني تجاهل الخطأ، بل يعني التعامل مع كل موقف بموضوعية وعدل.
- الاستماع للطرفين دون مقاطعة: قبل إصدار أي حكم أو اتخاذ قرار، يجب إعطاء كل طرف فرصة للتعبير عن وجهة نظره ومشاعره، فالاستماع الفعّال يساعد على تهدئة المشاعر، ويشعر المراهقين بأن أصواتهم مسموعة ومحترمة.
- تعليم مهارات الحوار والتفاوض: يحتاج المراهقون إلى من يعلمهم كيف يعبرون عن غضبهم بطريقة محترمة، وكيف يناقشون بدلاً من أن يتشاجروا، يمكن للأهل أن يدربوا أبناءهم على التعبير عن مشاعرهم دون توجيه الإهانة للطرف الآخر، وأن يشجعوهم على البحث عن حلول وسط ترضي الطرفين.
- وضع قواعد واضحة للتعامل داخل الأسرة: وجود قواعد أسرية واضحة، مثل احترام الخصوصية، وعدم استخدام الشتائم أو العنف، يحد من الكثير من الخلافات، لذا يجب أن تكون هذه القواعد متفق عليها ومعروفة للجميع، ويُطبق فيها مبدأ العدل والمحاسبة.
- عدم حل كل شيء نيابة عنهم: من المهم أن يترك الأهل مساحة للأبناء لحل بعض الخلافات بأنفسهم، فذلك يعزز من مهاراتهم في تحمل المسؤولية واتخاذ القرار، التدخل يكون ضرورياً فقط في حال تطورت الأمور إلى عنف أو استمرت لفترة طويلة دون حل.
- تشجيع الروابط الإيجابية بينهم: يمكن للأهل تقوية العلاقة بين الأبناء من خلال أنشطة جماعية، وتشجيع التعاون بدل التنافس، مثل تكليفهم بمهمات مشتركة، أو تعزيز قيم الاحترام المتبادل والمشاركة داخل الأسرة.
- القدوة الحسنة في إدارة الخلاف: الأسرة هي البيئة الأولى التي يتعلم منها الأبناء كيف يختلفون ويتصالحون، إذا كان الأهل يحلون خلافاتهم بهدوء واحترام، فسيتعلم الأبناء منهم نفس الأسلوب، أما إذا كان الخلاف بين الوالدين دائماً صاخب أو فيه إهانات، فسينعكس ذلك على طريقة الأبناء في التعامل مع بعضهم.
- الصراع على الاهتمام والتمييز الأسري: يشعر بعض الإخوة بأن هناك تفضيل أو معاملة خاصة لأحد الأشقاء، وهذا يولّد لديهم شعور بالغيرة أو الإحباط، ويقود إلى التنافس والصراع، هذا الأمر يكون أكثر وضوحاً في سن المراهقة، حيث تتبلور مشاعر المقارنة الذاتية والحساسية تجاه العدالة داخل الأسرة.
- الاختلاف في الطباع والميول الشخصية: لكل مراهق شخصيته المستقلة، وقد يؤدي اختلاف الطباع، مثل الانطوائية مقابل الانفتاح أو الهدوء مقابل الاندفاع، إلى احتكاكات وسوء فهم متكرر بين الإخوة، خصوصاً في غياب مهارات التواصل وحل النزاعات.
- الرغبة في إثبات الذات والاستقلال: في هذه المرحلة يسعى كل مراهق لتأكيد هويته واستقلاليته عن الآخرين، بما فيهم إخوته، وقد يظهر هذا في شكل معارضة أو تحدٍّ للآراء أو السلوكيات، أو رفض للسلطة غير المباشرة التي قد يمارسها الأخ الأكبر مثلاً.
- الضغوط النفسية المرتبطة بالتغيرات العمرية: المراهقة مرحلة مليئة بالتغيرات البيولوجية والنفسية والاجتماعية، وغالباً ما تؤدي هذه التغيرات إلى تقلبات في المزاج أو الحساسية الزائدة، ما يجعل التفاعل اليومي أكثر توتر وعرضة للتصعيد.
- المنافسة على الموارد: تتضمن هذه الموارد الوقت، والأشياء المشتركة مثل الهاتف، أو حتى مساحة في المنزل، وغياب تنظيم واضح أو قواعد متفق عليها داخل الأسرة قد يؤدي إلى صراعات مستمرة.
- نمط تعامل الوالدين مع الخلافات: عندما لا يتدخل الوالدان بشكل تربوي فعال لحل النزاعات، أو عندما يلجأ أحدهما إلى العنف أو التحيّز، فإن الشجار بين الإخوة قد يتكرر ويتصاعد، كما أن غياب الحوار الأسري أو ضعف التربية العاطفية يساهم في زيادة حدة التوتر.
نعم من الطبيعي تماماً أن يتشاجر الإخوة في مرحلة المراهقة، بل تُعدّ هذه الخلافات جزء من النمو الاجتماعي والانفعالي الطبيعي خلال هذه المرحلة، ولفهم هذا السلوك بشكل علمي، يمكن النظر إلى المراهقة على أنها فترة انتقالية معقدة يمر فيها الفرد بتحولات بيولوجية ونفسية واجتماعية، تؤثر بشكل مباشر على طريقة تفاعله مع الآخرين، خاصة داخل محيط الأسرة.
في هذه المرحلة يسعى كل مراهق إلى بناء هويته المستقلة، وإثبات ذاته، واختبار حدود العلاقة مع الآخرين، بما فيهم إخوته، هذا الميل الطبيعي نحو الاستقلال غالباً ما يتعارض مع وجود إخوة يعيشون نفس المرحلة، ويشتركون في نفس المساحة، والموارد، والاهتمام الأسري، ما يخلق بيئة خصبة للتنافس والخلافات.
ومن منظور علم النفس التطوري، يعتبر بعض الباحثين أن التفاعلات الإيجابية والسلبية بين الإخوة تسهم في تطوير مهارات مهمة مثل حل النزاعات، وفهم وجهات النظر المختلفة، وإدارة المشاعر، فالشجار بين الإخوة، عندما يُدار بطريقة مناسبة من قِبل الوالدين، لا يكون مؤشر على خلل، بل فرصة تعليمية مهمة لتطوير الذكاء الاجتماعي والانفعالي.
كما أن مشاعر الغيرة أو الشعور بعدم العدالة، أو الرغبة في جذب الانتباه، كلها مشاعر طبيعية تظهر لدى المراهق في علاقته مع إخوته، خصوصاً في بيئة أسرية لا تضع قواعد واضحة للتواصل أو تُظهر تفضيلاً غير مباشر لأحد الأبناء.
- منحهم وقت للهدوء قبل التدخل: بعد الشجار يُفضَّل أن يُمنح كل طرف فرصة لتهدئة انفعالاته أولاً، لأن التدخل في لحظة الغضب قد يؤدي لتصعيد الموقف بدل تهدئته، والانتظار لبعض الوقت يسمح بالعودة إلى النقاش بطريقة عقلانية.
- لقاء فردي مع كل طرف: تحدث مع كل مراهق على انفراد، واستمع إلى وجهة نظره دون إصدار أحكام أو انتقادات، هذا يعزز شعوره بأن مشاعره محترمة، ويُظهر له أنك تهتم بفهم الموقف لا بلومه.
- التأكيد على القيم المشتركة: ذكّر الأبناء بأن علاقتهم كإخوة علاقة مستمرة وأساسية في حياتهم، وأن الخلاف لا يُلغي المحبة أو الاحترام المتبادل، يمكن استخدام عبارات مثل (الخلاف طبيعي، لكن الأهم هو كيف نصلح ونحافظ على العلاقة).
- فتح حوار مباشر بإشراف الوالدين: بعد تهدئة الطرفين، اجمعهما في جلسة هادئة، وشجّعهما على التعبير عن وجهة نظرهما بلغة هادئة، درّبهما على استخدام جمل تبدأ (بأنا أشعر بكذا) بدلاً من الاتهام، وساعدهما على الاستماع دون مقاطعة.
- تحديد مسؤوليات كل طرف: وجّه كل مراهق لتحمّل مسؤوليته عن دوره في الخلاف، دون توجيه اللوم فقط لطرف واحد، الهدف هو التعلُّم من الموقف، لا معاقبة أحد، وعلاج المشكلة التي أدت للخصام والوقاية منها لاحقاً.
- الاتفاق على طريقة للتعامل مستقبلاً: ساعدهم على وضع اتفاق واضح يحدّد كيف سيتعاملون مع الخلافات القادمة مثل طلب مهلة للهدوء، أو التحدث للوالدين قبل تصعيد الموقف، أو احترام الخصوصية.
- تعزيز التصالح بمواقف إيجابية: شجعهم على القيام بنشاط مشترك خفيف (مثل الخروج معاً، أو لعب لعبة جماعية، أو مشاركة مهمة منزلية)، فالأفعال الإيجابية تقرّب القلوب أكثر من الكلمات أحياناً.
- مدح التصرفات الناضجة: عندما ترى بوادر تصالح أو تسامح، حتى لو بسيطة، أثنِ على سلوكهم أمامهم وأمام العائلة، هذا يعزز السلوك الإيجابي ويدفعهم لتكراره.