أحسن الظن بالله وستنجح بالتأكيد

نشأت في أسرة متوسطة، بذل والدي كل غالي ورخيص من أجل تعليمي أنا وشقيقي الأصغر، حتى تخرجت من كلية التجارة. ورغبت كآلاف الشباب غيري، خوض تجربة العمل الحر، كان لدي طموح كبير جدا لتحقيق ذاتي وتحقيق الفخر لوالدي أيضا، بدأت شركتي الخاصة في مجال المحاسبة مع مجموعة من الأصدقاء، و وتعرفت على فتاة أعجبت بها وتزوجت منها. وبدأت حياتي اللي طالما تمنيتها، عمل مستقر، وزوجة هادئة، حتى تحولت إلى آلة تطالب بالمال طوال الوقت، غير مراعية لأي ظروف، وهنا أسأل لماذا تتحول الزوجات لهذا الكائن بعد الزواج، فيظنون أنهم تزوجوا مصباح سحري يلبي طلباتهم، أرجوكم إذا كان هذا هدفكم في الزواج فلا تتزوجوا لأنكم ستظلموا أنفسكم وتظلموا أزواجكم. ولأن المصائب لا تأتي فرادى كما يقول والدي دائما، تدهور الحال في العمل، وتخلى عنى شريكي بعد أن أخذ أموال من بعض العملاء وهرب، ولم يبقي غيري، وبالفعل قدم العملاء الأوراق إلى المحكمة، واضطريت إلى بيع كل ما أملك من منزل وسيارة وحتى أثاث المنزل لتسديد الديون، ولكن المشكلة هى أن الجميع أصيح ينظر لى أنى أصبحت "نصاب"، الجميع ابتعد عني، ورفض مساعدتي، حتى زوجتي طلبت الطلاق وتخلت عني وعن ابنتنا. رفض الجميع تعيني في أي وظيفة ورفض الجميع مجرد أن يتوسطوا لي، فأنا أصبحت نصاب، وأقسم بالله أن أيام مرت دون أن يدخل جوفي لقمة واحدة، ولكنني كنت مؤمن بجملة دائماً ما نجحت معي وهي "حسن اظن بالله"، فكنت أعلم أن فرجه قريب. وصدقوني لم أمر بأزمة قط، وأحسن ظني فيها بالله، إلا وينفرج باباً من الخير أمامي. وبدأ ذلك الخير بجارتي العجوز التي تولت رعاية ابنتين وتولت أيضا طمأنتي بأن عوض الله قريب. وانفتح باب الخير على أخره، بمقابلتي لشخص وضعه الله في طريقي ليقول لي أنه بحاجة إلى محاسب أمين، وصدق قصتي التي لم يصدقها أقرب الناس إلي. وجدت نفسي في شركة صغيرة ولكنها جيدة، وقد ائتمنني الرجل على ماله وشركته، بل ويعاملني كولده تماماً. طليقتي تعرضت للانفصال من زوجها الجديد، وكانت تحاول العودة لكني لن استطيع العودة إلى تلك الحياة مرة أخرى، وأنا لست شامتا بها، على العكس، ولكن هي نهاية زوجة لم تتحمل ظروف زوجها؟ ورسالتى لكل شخص يشعر باليأس أو أن حياته مليئة بالصعاب بسبب خطأ ما، يجب أن تعلم أن أبواب الله لا يزال مفتوحا، وكل ما عليك أن تفعله هو حسن الظن بالله.