عوضني الله بابني المعاق وتعلمت أن حكمة الابتلاء الرضا

طلقني بسبب ابننا المعاق وعاقبه الله بالحرمان من الانجاب عندما تزوجت كنت اظن ان الدنيا اخيرا ضحكت لي واعطتني كل ما اريده خاصة انني سأتزوج من الرجل الذي جمعتني به علاقة عاطفية دامت لـ3 سنوات وكنا ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر. وظننت أن الحب الذي جمعنا كفيل وحده لأن يؤهلنا للعيش في سعادة وأمان واستقرار كما كنت أعتقد، ولكن كل هذا تبدد بعد الزواج بمدة قصيرة جدا. فبعد حوالي 6 أشهر من الزواج حملت في طفلي الاول، ومن وقتها تغيرت حياتنا فجآة، ففي البداية سعدنا جدا وكنا ننتظر الطفل الذي سيولد في هذه الدنيا ويكمل استقرار اسرتنا التي يجمعها الحب. ولكن بعد ولادة الطفل بشهر واحد تغيرت حياتنا فجأة إلى الأسوأ، ففي يوم وليلة كل حاجة اتغيرت، فلقد تعرض ابني إلى حمى أدت إلى إعاقته، حسبما قال لنا الأطباء وان اعاقته ليست مؤقته ولابد من التعايش مع الحالة. زوجي اتهمني بالتقصير وانني السبب وراء كل ذلك، ولم يتسطيع ان يتحمل ان يرى ابنه بهذا الشكل، ليس هذا فحسب بل انه يكرهه ويكرهني معه، اصبحت المشاكل بيننا مستمرة ليلا ونهارا، كلما تحدثنا نشب الشجار فأنا السبب لعدم اهتمامي بالطفل، لذلك أصيب بتلك الحمى التي أدت إلى إعاقته، مع العلم ان هذا لم يحدث مطلقا فقبلها بشهرين كنا مبسوطين والحياة تسير على مايرام. وفي يوم طلب مني زوجي، حمل ابني المعاق والرحيل عن البيت لأنه ما عاد يحتملنا معا، فهو لم يتصور أن يولد عنده طفلا معاق، ثم لا يتصور حسب رأيه أن يلقى أولاده مصيرا مثل مصير أخيهم الأكبر وفضل الانفصال. تركنا انا وابنه، وقال لي ان لم ولن يعترف به فيكتفي انه يحمل اسمه، وبالفعل قرر الزواج من اخرى، لا استطيع وقتها ان استوعب ان هذا الشخص الذي احببته كل هذا الحب هو من فعل بي ذلك؟ لا استطيع ان اتصور كل هذه الاتهامات، وان يصبح شديد القسوة على كذلك وعلى طفله. حمدت الله حمدت كثيرا على هذا الابتلاء الذي عرفني حقيقة الرجل الذي كنت سأبيع الدنيا من اجله. رماني وابني خوفا من الإعاقة، او نا يكون باقية اطفالة على هذا الشاكلة، ومنذ طلاقي وأنا أعيش في حالة نفسية صعبة، حيث صرت أكره زوجي كرها شديدا وكرهت معه أيضا نفسي وابني وكفلت والدتي وأختي بتربيته، حتي استعيد صحتي النفسية مرة اخرى. اسرتي وقفت بجانبي ودعمتني بشدة مرة باللين وبانني قوية واستطيع ان اتحمل المسئولية ومرة باللوم لانني ضعيفة ولا ارغب في حياتي وحياة هذا الطفل. عشت حالة نفسية سيئه جدا، بالاخص وانا اراه يتزوج من اخري! ولم ياتي يوما للسؤال عني او عن ابنه، عام كامل حتي بدأت استعيد قوتي مرة اخري. وبدأت اري ان طفلي في اشد الاحتياج لي، كرست كل طاقتي له وحياتي، كنت اعاني بشدة من التأقلم مع هذا الوضع، وكانت البداية عندما حرصت على أخذ دورات تدريبة لكيفية التعامل مع حالة ابني، وكنت حريصة ان ادمجه في المجتمع لا ان اجعله يخشى نظرات الناس. فرغت فيه كل طاقة الحب والحنان، ووجدته هو الاخر يبادلني، هو طفل ذكي بالفعل، متفوق برغم إعاقته، حرصت ان يمارس رياضةالتي يحبها وبالفعل قطع شوطا كبيرا كان الكل يشيد به إشادة كاملة. دخل العديد من البطولات على مستوي مدرسته والمحافظة والنادي وكان دائما يحصل على مراكز متقدمة جدا. هو الان في المرحلة الإعدادية، واشعر بانني اديت دوري كام على اكمل وجه، وكزجة لم اندم مطلقا على انفصالي من هذا الرجل، بالاخص عندما علمت انه لم تدم له زوجه فقد تزوج بعدي 3 زوجات ولم يعطيه الله الابن. هنا فقط عرفت حكمة الله في ابتلائي وهو الرضا، وانا الان تزوجت من رجل ارمل له ابن في مثل سن عمر ابني والاثنان يشعران بانهم اخوة ولا فرق بينهم.