أكتب قصتي لأُلهم بعض الأمهات وأقويهنّ

اليوم لا اريد ان اشارككم مشكلة ولا ابحث عن حل انما اتمنى من الله أن الهم بعض الامهات و اقويهن بعد قراءة تجربتي .. تزوجت من رجل مغترب في السعودية بدون حفل زفاف لظروف مرت بنا في ذلك الوقت لم يعد الى الوطن حتى لاصطحابي و لم البس فستان الفرح الابيض الذي حلمت به الكثيرات و سافرت اليه بدون تجهيزات احمل حقيبة ثيابي و حسب و لكنني لم ادع ذلك يؤثر على زواجي فأنا من قمت بالاختيار و علي أن اكون ناضجه لتحمل تبعات قراراتي .. لم نكن اغنياء بل كان وضعنا ابسط من وضع اهلي بكثير و لكن زوجي كان طيب و محب و ذلك عوضني و بعد مدة حملت بابنتي الاولى وكان حملا صعبا بكل المقاييس عانيت فيه من وحم صعب جدا و حمل ضعيف و تسمم حمل و ارتفاع ضغط و زلال و انتفاخات في جسدي لتراكم السوائل و لم اسمح لذلك أن يقتل فرحتي بحملي ايضا رغم تعبي و وحدتي كنت سعيدة و نشيطة و انتظر مولودتي بترقب شديد لم يكن معي احد يساعدني او يهتم بي و كان دوام زوجي طويل لا اجازات حتى انه كان يعمل في الاعياد و العطل و احيانا يعود في منتصف الليل ورغم كل تعبه لم ينقل ضغط العمل الى البيت يوما و كان يتفهم تعبي و يحنو علي و عند الولادة ازدادت الامور صعوبة حيث اني و رغم انني قاسيت طول الليل الم الطلق الا أن الامر لم يتم و بدأ القلق على حياة الجنين مما دفع الاطباء الى تقرير ولادة قيصرية و الحمد لله جاءت فرحتي الى الدنيا بتمام الصحة و العافيه و كنت ارى السعادة تطل من عيون زوجي و هو يراقبنا معا جاء اهله في زيارة من بلدنا ليرو حفيدتهم و مكثو ايام قليلة كنت اخرج معهم فيها للتبضع لاجل الهدايا حاملة صغيرتي بين ذراعي و جرح العملية لا زال طريا لم يمضي عليه اسبوع حيث اعتبرو بقاءي في البيت قلة ذوق و لا ينبغي أن ابقى وحدي هههههه مع اني سبحان الله قضيت كل حملي وحدي ولكن كل انسان له طبعه و تفكيره و لم ارغب أن اثير المشاكل و هم ضيوفي و احتملت تعبي و احتسبته عند الله و حفظ الله لي طفلتي من الامراض رغم انها تتجول في المولات و هي لم تتم الاسبوع بين الزحام و مختلف انواع البشر و لم تنتهي الصعوبات هنا بل بدأت فما أن غادر اهل زوجي حتى اتانا قرار من ادارة زوجي بالانتقال فورا و قبل أن تتم حبيبتي اسبوعين من عمرها سافرنا ١٢ ساعه سفرا صعبا لا يعلم به الا الله و لا يزال الخياط في جرح القيصرية لم يزله الاطباء كانت ايام لا يعلم بها الا الله و انا جاهلة بالاطفال و التربية خائفة و انا احمل طفلة كالقطة لا ادري كيف اتعامل معها و زوجي مشغول بالعمل الجديد و ظروف الانتقال و توفير السكن الملائم و البحث عن شقة جديدة لم تكن اياما سهلة ابدا كنت ابكي اكثر من الرضيعه اشعر بالضياع و ابحث عن الامان بين اصابعها الصغيرة و كل ما يدور في عقلي سلبي للغاية كدت أن اقع في اكتئاب ما بعد الولادة اضع اللوم على كل شيء و على لا شيء فالحقيقة أن لا احد سبب لي الاذى او جلب الالم و لكنها الظروف تلاحقت و جلست مع نفسي و حدثت روحي و قلت يا الله لا منجى لي منك الا اليك و لن ينقذني احد الا ربي و ايماني و نفسي و عدت اقوي نفسي و ابث فيها الامل و ابحث عن كل ما قد يمنحني الايجابية .. ركزت على حب طفلتي و قررت أن اهتم بنفسي و بدأت خطة استعادة نفسي بدأت بجسدي نظمت طعامي و التزمت بالرياضة و التمارين تعاونت مع زوجي بالتدريج لتحسين السكن الجديد و الحصول على الاستقرار فيه و بدأت النتائج تظهر و السعادة تعود ايماني بالله عاد علي بالكثير فكان الله يوفقني بامور الطفلة و يسهلها علي فلا يحصل معي ما يجري على بقية الامهات فوفقني الله في نومها و قلة مرضها و سهولة فطامها و تسنينها و حتى تطعيماتها فما كنت اعاني من شيء معها كله بتوفيق الله يأتي هينا و سهلا حتى طباعها كانت لينه لم تعذبني في شيء حتى أن زوجي يسخر مني في عيد الام مازحا و هو يقول اني لا يحق لي الاحتفال لان ابنتنا اهتمت بنفسها لوحدها و هي حقا كذلك في كثير من الامور يتفاجأ الناس لو اخبرتهم عما تفعله لوحدها بدون تدخلي و ذلك كله بتوفيق الله ليس لي فيه يد الا الدعاء و و السعي لما يرضي الله .. لم اكتب قصتي لاسرد معاناتي او لاتفاخر بصفات ابنتي و زوجي انا فقط اردت ان اقول للامهات أن الايمان و الصبر ضرورة و الثقة بالله تفعل الاعاجيب لا بد لكل انسان أن يمر بايام صعبه و لكن ثقتنا بالله دائما أن الآتي اجمل .. ثقي عزيزتي أن الامومة ليست كلها اعباء و مسؤوليات و أن متعتنا بصغارنا لا يوازيها الم و لا تعب و كل هم تعيشينه اليوم سيعوضكي الله به فرحا غدا .. انا ليس عندي خدم يخدمونني و لا حولي اقارب يعينونني و لا عندي مال ليكون كل شيء أفعله بضغطة زر و لكن عندي تفاؤل و ايجابية و عوضني الله بزوج متفهم و طفلة مريحه و انصح كل امرأة و ام تظن أن حياتها كلها معاناة أن تجلس مع نفسها قليلا لتكتشف ماذا اعطاها الله مقابل ما اخذ منها فتفهم مقدار السعادة الذي منحته وهي غافلة عنه