هل أظلم أولادي إذا طلبت الطلاق من زوجي القاسي واللامبالي؟

هل أظلم أولادي إذا طلبت الطلاق من زوجي القاسي واللامبالي؟ تزوجت منذ 11 سنة من رجل رأيت فيه التقى والعفاف، بعد الزواج سكنت مع أهله، واكتشفت أنه ضعيف الشخصية جدًا معهم، أبوه يتحكم في كل تصرفاته وماله وحتى فيّ، وهو يخاف منه بشدة، وأخواته البنات كذلك، يخاف منهن ويسمع لهن كثيرًا، ويحرّضنه ضدي، كان يتعصّب عليّ بطريقة مبالغ فيها، ويهجرني ولا يكلمني، بعد أن بدأت العمل، انفصلنا في السكن، لكن معنويًا لم ينفصل، فهو ما زال متعلقًا بأهله، ويأخذني إليهم غصبًا، حتى صاروا يعاملونني كخادمة وقللوا من قدري كثيرًا، وهو لا يحرك ساكنًا، وأنا لا أبدي أي رد فعل، بل أكتم كل شيء في قلبي، حتى مرضت

إضافة إلى ذلك، استحوذ على راتبي ولا يتركني أتصرف فيه أبدًا، وكان يعطي جزءًا منه لأبيه وأخواته بحجة أنني مبذّرة ولا أفكر في المستقبل، بينما هو يعطي أهله على حسابي، حتى وصلت لمرحلة طلبت فيها غلق بطاقتي، ومن وقتها جنّ جنونه وصارت مشكلة كبيرة، ذهبت إلى بيت أهلي وبقيت شهرين، خلال تلك الفترة، حاول الضغط عليّ لأرجع دون شروط، وكان يبعث لي تهديدات بالطلاق والزواج، وكان يأتي ليأخذ الأولاد يومًا أو يومين ويعيدهم، علمًا بأن لدي بنتًا عمرها 10 سنوات وولدًا عمره 5 سنوات

المهم، عندما كان يزورنا، لم يكن يتحدث عن مستقبل الأسرة أو الأولاد، كل حديثه هو ووالده كان عن الراتب فقط، وأولادي كانوا يبكون عليه يوميًا، فضعفت، وقال لي بعدها إنه وافق على شروطي، وأن علينا أن نعود من أجل الأولاد، وكانت شروطي أن أساعده بمبلغ محدد شهريًا، والباقي أتصرف فيه كما أشاء، فأنا أصرف على نفسي، بل وأساعد حتى في مصاريف أولادي والبيت

لكن أول أسبوع بعد عودتي، حدث خلاف بسبب من يسحب الراتب، فأصرّ أن يكون هو، ورفضت ذلك، وقلت له انسَ هذا الموضوع، تخيلوا أنه قبل رجوعي أرسل لي مصروف شهرين كاملين دفعة واحدة، وكان مبلغًا بسيطًا عاديًا من أجل أولاده، لكن أول مشكلة قال لي رجّعي المبلغ، ثم عاد إلى الغضب والصمت والهجران من أجل المال

حتى لو التزمت الصمت، لا يرحمني، وإذا اشترى شيئًا أو أخذ أحد الأبناء للطبيب، يُشعرني بالمنة وكأنني أنا السبب في تعبه، حتى أمرض، والله لقد حرمني من الخروج، فلا أخرج من البيت أبدًا إلا للعمل، حيث يوصلني ويعيدني بنفسه، ولا يكلم أهلي أبدًا، مضى عام كامل لم يتواصل معهم، ولا أزور أقاربي أبدًا، فقط لأني اشترطت أن أساعده في الراتب بمبلغ محدد

أما أخواته، فلم يعودوا يكلّمونني لأنهم ظلموني كثيرًا، وهو لم يكن يومًا سندًا أو مصدر أمان لي، إذا انظلمت، لا ينصرني، وإذا مرضت، لا يحنو عليّ حتى بكلمة طيبة، وأنا كنت العكس تمامًا، حنونة عليه جدًا، لكن الآن لم يعد في قلبي ذرة حب له، أعيش معه من أجل أولادي فقط

أحيانًا أكون متصالحة مع نفسي وأحمد الله، وأحيانًا أخرى أدخل في اكتئاب، لا أحب رؤيته أو الحديث معه، وأعتزل كل شيء، أبقى أتذكر مواقفه معي ومع والدي، وأفكر في الانفصال فقط، تعبت نفسيًا، هو أتعبني وما زال، وحتى عندما يراني متعبة، لا يتفهّم، بل يعايرني، ويقول لي أنتِ كلك هم واكتئاب، مع أنني أرى أنه هو السبب، فقد كنت شابة محبة للحياة والفرح، ووجدته باردًا، لا يحكي معي، لا يضحك في البيت، فقط الهاتف ثم النوم

وعندما أحاول الحديث معه، لا أجد تجاوبًا، مللت، وكرهت البيت، سؤالي، هل إذا تطلقت سأكون أنانية، هل سأظلم أولادي، أنا خائفة من غياب الأب، رغم أنه لا يخرج معهم ولا يظهر حنانه، وكل همه أصدقاؤه وأهله على حسابنا