كيفية التعامل مع الطلاق وإدارة مرحلة ما بعد الانفصال

كيف تعيش حياتك بعد الطلاق؟ وما هي أفضل طرق التعامل مع الأطفال بعد الانفصال؟ وكيف يختلف تأثير الطلاق بين الرجال والنساء؟
كيفية التعامل مع الطلاق وإدارة مرحلة ما بعد الانفصال

كيفية التعامل مع الطلاق وإدارة مرحلة ما بعد الانفصال

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعتبر الطلاق من أصعب التحديات التي قد تواجه الإنسان في حياته؛ لا يستطيع الجميع التعامل مع الطلاق، وقد ينهار الكثيرون بسبب هذه المشكلة، لكن إليك الحقيقة.. الطلاق يحدث مع أي شخص لذلك من الضروري جداً التعامل معه بسلاسة وبساطة، فهو لا يعني نهاية حياتك أو تدهور علاقاتك مع الناس. يجب على الجميع أن يعرفوا أن الطلاق من الأمور التي قد تحدث لأي إنسان وفي أي وقت؛ إليك هذا المقال الذي سيتناول في فقراته كل ما تحتاج إلى معرفته لتجاوز الطلاق بأقل الخسائر الممكنة.

كيف تتعامل مع الطلاق في حياتك اليومية
قد يكون تجاوز الطلاق أو الانفصال صعب للغاية، بغض النظر عن أسباب هذا الطلاق أو الانفصال، ومن الممكن أن يقوم بقلب عالمك رأساً على عقب، ويجعل حياتك في المنزل أو العمل سيئة للغاية. يوجد بعض الأمور التي يمكنك فعلها لإعادة التوازن إلى حياتك تدريجياً. فما هي هذه الطرق؟
- افهم مشاعرك
من الضروري أن تدرك أنه من الطبيعي أن تملك مشاعراً مختلفة عن تلك التي تشعر بها في كل يوم، فمن الطبيعي أن تحزن أو تشعر بالقهر ، وربما تغضب وتبكي وترتاح بوقت واحد. هذا أمر طبيعي، هذا لا يعني أنك فقدت أعصابك. كما أنّه من الطبيعي جداً أن تشعر بالقلق والتوتر تجاه المستقبل الغامض. لكن كلما شعرت بهذه المشاعر ذكر نفسك بأن هذه المشاعر ستقلّ وتخف مع مرور الوقت.
- امنح نفسك وقتاً للراحة والتفكير
في ذروة مشاكل الطلاق التي قد تواجهها، سيصبح من الصعب عليك أن تقوم بممارسة أنشطة حياتك اليومية بشكل طبيعي، لذلك امنح نفسك وقتاً للراحة والتفكير، فمن الصعب أن تكون مثمراً في عملك وودوداً مع أصدقائك في هذه الفترة من حياتك. الحل يكون بأخذ وقت شخصي خاص بك للتفكير بما يشغلك ولمعرفة طبيعة الحياة التي ستتكيف معها في وقت لاحق.
- اطلب المساعدة من أصدقائك
لا يوجد أي سبب لكي تمر بكل هذه المشاعر لوحدك، من الطبيعي، بل من الضروري أن تقوم بطلب المساعدة من أصدقائك، حيث يمكنك أن تخبرهم عن مشاعرك المكتومة؛ كما يمكنك أيضاً أن تنضم لمجموعة دعم في مجتمعك، حيث يوجد العديد من مجموعات الدعم للعديد من المشاكل مثل إدمان الكحول أو المخدرات أو القمار، وحتّى الطلاق.
- لا تهمل نفسك عاطفياً أو جسدياً
مارس بعض التمارين الرياضية لتفريغ مشاعرك،تناول وجباتك بانتظام، قم بممارسة بعض تمارين الاسترخاء كاليوغا والتأمل، وحاول الحفاظ على روتين حياتك اليومي قدر الإمكان، لتجنّب فقدان السيطرة على مجريات حياتك اليومية.
- تجنب التصادم مع شريكك
ما الذي قد ينتج إذا استمريت بالتشاجر والتصادم مع شريكك السابق؟ لاشيء. حاول تجنب أي نوع من الكلام الجارح مع شريكك فهو لن ينتج إلا المزيد من المشاكل والألم لكلّ منكما.
- استكشف اهتماماتك من جديد
بسبب ظروف الحياة الزوجية، قد يضطر البعض إلى التخلي عن بعض الاهتمامات من أجل الحفاظ على العائلة والمنزل. بعد الطلاق حاول استكشاف اهتماماتك من جديد لتشغل بها نفسك، كمحاولة لنسيان الظروف الصعبة التي تمر بها.
- التفكير الإيجابي
ربما قول ذلك أسهل من تطبيقه، لكن هذا لا يعني أن الأمر مستحيل على الإطلاق. التخطيط الدقيق للمستقبل، وقضاء الوقت مع الأصدقاء، والقيام بالأنشطة التي تحبها، سيساعدونك بالتأكيد على إدخال الإيجابية إلى حياتك، وتجاوز مرحلة الطلاق.

موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) المختص بالمشاكل والقضايا النفسية، كان يملك تقنيات إضافية يمكن استعمالها من أجل تجاوز المرحلة الصعبة التي تمر بها أثناء انفصالك، سنتعرف فيما يلي على هذه التقنيات.
- اكتب أفكارك على الورق
عندما تفكر بالأمور السيئة التي تمر أو ستمر بها لاحقاً، ستجهد نفسك كثيراً وستشطح بك الأفكار إلى أماكن مظلمة للغاية. لذلك قد يساعدك كتابة أفكارك على ورق ومناقشة ما كتبته مع نفسك. بهذه الطريقة ستلاحظ أن كل الأمور يمكن حلها والتوصل إلى نتيجة منطقية مستخلصة منها. وذلك كله يعود إلى أنك جردت أفكارك من القدرة على الذهاب إلى أماكن بعيدة للغاية، ثم قمت بتجميعها على ورقة قادر على قراءتها وتحليلها ومناقشتها بسلاسة.
- أجبر نفسك على الخروج من حالة الحزن
في هذه الفترة من حياتك يجب عليك أن تعرف أن كل ما يهم الآن هو مرور الوقت، لأنه مع مرور الوقت ستختفي كل مشاعر الحزن والأسى؛ ولمساعدة نفسك على القيام بهذا الأمر، يجب عليك أن تخطط للخروج من المنزل إلى الحديقة المجاورة أو إلى مطعم قريب، حاول التخطيط لرحلة مع أصدقائك، لا يهم المكان بل كل ما يهم هو أن تقوم ببعض الأنشطة الخارجية ريثما تهدأ أعصابك.
 

animate

كيف أخبر أطفالي عن طلاقي 
قد يكون إخبار أطفالك عن الطلاق هو أصعب أمر ستمر به في طلاقك؛ فمهما كان الولدان يعانيان من المشاكل، وحتى لو كانا دائمي التشاجر، فإن الأطفال سيرغبون دائماً بأن يبقى والداهم معاً. لذلك ما هي الطريقة المناسبة لإخبار أطفالك بهذا الأمر. هذا ما سنعرفه معاً وفقاً لما ينصحنا به موقع "بارنتس" (Parents) المختص بقضايا الوالدين والأسرة.

1- اجعلا الطلاق قراراً مشتركاً أمام الأطفال
يجب على الوالدين الجلوس مع أطفالهم كأسرة واحدة وتقديم هذا الخبر السيء إلى الأطفال على أنه قرار مشترك. حتى ولو كانت الرغبة بالطلاق من طرف واحد، يجب تقديمها إلى الأطفال على أنها قراراً مشتركاً، ويجب أن يفهم الأطفال أنه لايزال والداهم  يحبان ويحترمان بعضهما البعض وأنهما سيستمران بتقديم كل ما يحتاجه أطفالهم بدون أي تردد.
2- إعطاء كل طفل حقه بالنقاش مع الوالدين
على الرغم من ضرورة إخبار الأطفال بشكل جماعي في جلسة عائلية أخيرة، إلا أن كل طفل يحتاج إلى تفريغ ما يجول بخاطره، لذلك من المهم أيضاً في المرحلة التالية أن يتم مناقشة هذا القرار مع كل طفل لوحده. فبالنهاية الطفل الصغير لن يستوعب مفهوم الطلاق مثل أخيه أو أخته الأكبر منه.
3- خطط مع الشريك لكل ما ستقولانه للأطفال
هذا النوع من المحادثات لا يمكن ارتجاله، بل يجب عليك أنت وشريكك أن تقوما بالتخطيط الدقيق لكل ما ستخبران أطفالكما به. وبهذه الطريقة سيتذكركما الأطفال على أنكما متفاهمان ومتفقان ومنسجمان في كل شيء، مما يمنع تشكل ذكريات سيئة حول الموضوع عند الأطفال.
4- توقع العديد من ردود الأفعال
من الطبيعي أن يكون للأطفال العديد من ردود الفعل المختلفة، فبعض الأطفال سيغضب، والبعض الآخر سيبكي، والبعض لن يكترث بالأمر، أما معظم الأطفال فسيفكرون بشكل رئيسي حول كيفية تأثير الطلاق على حياتهم الشخصية بشكل مباشر. لذلك يجب عليك أن تتوقع كل أنواع ردود الفعل من أطفالك، وألا تتفاجأ مما قد يبدر عن الأطفال.
5- اسمح لأطفالك أن يسألوك كل ما يريدونه
قد يحتاج الأطفال إلى بعض الوقت ليعالجوا مشاعرهم ويستوعبوا حجم القرار الذي اتخذه والداهم، يجب عليك أن تتوقع الكثير من الأسئلة والمحادثات حول هذا الموضوع ولفترة طويلة من الوقت، أثناء وبعد الطلاق. من الضروري أن تفهم أهمية هذا الأمر لأطفالك، وألا تشعرهم بأنك متأفف من الأسئلة المستمرة لهم، لأن هذا قد يسبب لهم مشاكل نفسية كثيرة في المستقبل.

ما هو الاختلاف في تأثير الطلاق بين الرجال والنساء 
يعاني كل من الرجال والنساء من مشاكل مختلفة، إلا أن تأثير بعض هذه المشاكل على أحد الوالدين يكون أكثر من تأثيره على الآخر، والأمر متبادل.
• الرجال
الرجال أكثر عرضة للانتكاسات، كما أن خطر الانتحار عند الرجال غير المتزوجين، أكبر بكثير من الرجال المتزوجين. كما أن الرجال بعد الطلاق معرضون للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
كما أن فترة الحزن والظروف الصعبة تستمر عند الرجال أكثر من النساء، دون أن ننسى أن الرجال يمرون بمرحلة الإنكار لفترة أطول من النساء. لتفريغ المشاعر لا يقوم الرجال بالكلام والحديث، بل يقومون بالتصرف بجنون مثل إرهاق أنفسهم بالعمل الكثير، أو القيام بلقاءات جنسية عابرة بلا هدف، بالإضافة إلى تجنب المنزل أو الشقة الجديدة لعدم تمكنهم من استيعاب غياب الشريكة.
• المرأة
تعاني المرأة من المزيد من الاضطراب المالي بعد الطلاق، حيث يسوء وضعها المالي للغاية، وبما أن النساء يحتفظن في معظم الأوقات بالأطفال، فإنهن يضطررن إلى الإنفاق على المنزل والأطفال أكثر من الرجال على الرغم من أن الرجل سيدفع نفقة للأطفال والزوجة. كما أن النساء يعانين بعد طلاقهم من خطر الإصابة بالأمراض أيضاً، كنزلات البرد المتكررة، وأمراض القلب، وربما السرطان.

في النهاية، الطلاق أمر عادي، وقد لأي شخص. من الضروري عدم إعطاء الأمر أكثر من حجمه، والتعامل معه بكل هدوء وثقة ونضج. بهذه الطريقة ستتخطى الطلاق بشكل أسرع وأكثر هدوءاً.