الأسس التي تقوم عليها الخطوبة وأسرار الخطوبة الناجحة

ما هي أسس نجاح الخطوبة؟ كيف أعرف أن خطبتي ناجحة؟ ما هي مواصفات الخطيب الجيد؟ وكيف تكون علاقتي بأهل خطيبي؟ نصائح للخطوبة الناجحة وحلول مشاكل الخطوبة
الأسس التي تقوم عليها الخطوبة وأسرار الخطوبة الناجحة

الأسس التي تقوم عليها الخطوبة وأسرار الخطوبة الناجحة

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

 تعدّ الخطوبة قاسماً مشتركاً في معظم ثقافات العالم وجنسياته، باختلاف طقوس هذه الخطوبة وحيثياتها، ما يجعل السؤال قائماً دوماً حول أسس نجاح الخطوبة، وما هي الأسس للخطوبة الناجحة؟ وكيف بالوسع معالجة المشاكل التي تحدث في الخطوبة؟
لعلنا في هذا المقال نقدّم لكِ تفاصيل وافية أيضاً حول أسس الخطوبة الناجحة، ومواصفات الخطيب الجيد، وكيفية معالجة المشاكل الطارئة خلال فترات الخطوبة.

أسس نجاح الخطوبة كثيرة، وتتباين وفقاً لكل تجربة وخصوصيتها، غير أن هنالك قواسم مشتركة في أسس الخطوبة الناجحة، لا بد من اتباعها؛ للوصول للنتيجة المرجوّة وهي فترة خطوبة سعيدة، ومقدمة لحياة زوجة هانئة [2] و [3].
في ما يلي بعض أسس الخطوبة الناجحة، التي يجدر بالخطيبين وضعها في الاعتبار:

  • الصدق بين الخطيبين؛ ذلك أن مفتاح نجاح الخطوبة هو الصدق، بكل ما ينطوي عليه المفهوم من مصارحة حول نقاط عدة، من بينها التوقعات المرجوّة من الآخر، والعيوب الموجودة لدى الشخص وعلى رأسها المشاكل الصحية التي لا بد من مصارحة الشريك بها، إلى جانب مصارحته بالوضع المادي والمعيشي وما إلى ذلك من جوانب عمادها الصراحة والصدق.
  • الثقة المبتادلة، وهي امتداد للصدق؛ ذلك أن هذه الخصلة من أسس نجاح الخطوبة؛ لما ترسيه من طمأنينة وأرضية صلبة في العلاقة بالوسع البناء عليها.
  • الاحترام المتبادل بين الخطيبين، ما من علاقة ارتباط تمشي في مسارها السليم من دون احترام. لذا، فإن احترام الشريك قولاً وفعلاً وسلوكاً يعد من أسس الخطبة الناجحة.
  • التفهّم، حتماً لن تروقك الأمور كلها في فترة الخطوبة، كما ستتبدّى لك بعض الطبائع التي لربما لن تسعدك، لكن يُنتظَر منك دوماً النظر بعين التفهّم لكل ما قد يعتري العلاقة من مصاعب ومفاجآت.
  • التعاون، من أساسيات الخطبة الناجحة التعاون بين الشريكين؛ لأجل تمهيد المرحلة القادمة. ويكون التعاون بين الطرفين من خلال النواحي المادية والاجتماعية وتلك المتلعقة بالتزامات الزواج لاحقاً؛ إذ لا بد من وضع أُطر لها منذ البدء.
  • التفاهم على الأمور كافة، وتحديداً ما يرتبط بالإنجاب؛ إذ يعدّ الحديث في هذه النقطة وبناء تفاهمات واضحة حولها من أسس الخطبة الناجحة. كذلك التفاهم حول الأمور المادية وحول علاقة كل طرف بعائلة الآخر، وحول أمور أخرى كثيرة مثل توزيع المسؤوليات والمهام، وما ينتظره كل طرف ويتوقعه من الآخر.
animate

كان موقع حلّوها قد أشار سابقاً لعشر نقاط لا بد من حسمها خلال فترة الخطوبة؛ لتحظى بتجربة خطبة ناجحة، ومفضية لحياة زوجية موفقة وهي (المقال بالتفصيل على الرابط):

  1. وحدود الغيرة.
  2. العزلة الاجتماعية.
  3. رفض الصمت.
  4. العصبية المفرطة.
  5. المصارحة بالأمراض.
  6. التدخين والإدمان.
  7. وتقسيم المسؤوليات.
  8. وحدود الاختلاف.
  9. المساحة الشخصية.
  10. وقت الإنجاب.

علامات نجاح الخطوبة مرتبطة بمدى تطبيق أسس الخطوبة الناجحة؛ ذلك أنك إن قمت بتطبيق مبادئ الصدق والاحترام والتفاهم والثقة والتعاون، فإنك حتماً بصدد علاقة خطوبة مميزة، مفضية لزواج ناجح وسعيد [1] و [4].
من بين الأمور الجدلية التي تثار في مرحلة الخطوبة المدة الزمنية التي يجب أن تكون الخطوبة عليها؛ إذ ثمة طرف يرى في الخطوبة الطويلة فرصة أفضل لمعرفة الشريك والتعرف إليه بشكل وافٍ، وكذلك الاستمتاع بمرحلة الخطوبة قبل الانخراط في مسؤوليات الزواج، فيما طرف آخر يرى في الخطوبة الطويلة مزيداً من احتماليات المشاكل والنزاعات الدائرة بين الطرفين، وبين عائلتيهما، بالإضافة لاحتمالية تسلّل الملل لنفس الشريكين بعد مضيّ مدة من الزمن. لذا، فإن مسألة مدة الخطوبة متروكة لتقدير الخطيبين وظروفهما.

كان المدرب والكاتب ماهر سلامة، قد أجاب إحدى القارئات اللاتي أرسلن استفسارهن لموقع "حلّوها" حول خطيبها الذي ما عاد مبالياً بتفاصيل علاقتهما، ولا هو حتى يكلّف ذاته عناء تذكّر عيد ميلادها، بعد مرور ثلاثة أعوام على الخطوبة، قائلاً لها إن الخطوبة الطويلة ستفضي لحالة من الملل، تماماً كما لو كانت زواجاً، لكن دون مسؤوليات وهو ما سيسهل الانسحاب. (السؤال بالتفصيل على الرابط)

ولعلّ من علامات الخطوبة الناجحة مقدار الابتعاد عن الصدامية؛ ذلك أن من أسس الخطبة الناجحة التفاهم والاتفاق على صيغة مشتركة في التعايش والتعامل اليومي، وإلا فإن الأمر يكون منذراً باحتمالية فشل العلاقة حين تكثر المشاكل وتصبح ديدن الوضع القائم بين الخطيبين.
مدى نجاح الخطوبة من عدمه يحدّده كل من الخطيبين، من خلال التزامهما بأسس الخطوبة الناجحة، بالإضافة لمدى استعداد كل منهما لتقديم مزيد من التنازلات؛ في سبيل رفد العلاقة ودفعها نحو الأمام.

كيف أختار الشريك المناسب؟ لربما يكون اختيار الخطيب الجيد هو الأهم في أسس الخطوبة الناجحة؛ ذلك أن التعويل الأكبر يقع على طباع الخطيب ومدى احترامه للعلاقة القائمة ومدى قدرته واستعداده على تقديم التنازلات؛ في سبيل خوض علاقة خطبة ناجحة ومن ثم زواج موفّق [2].

هناك مواصفات عدة لا بد من تحرّي وجودها في الخطيب الجيد، وهي ذات صلة كذلك بأسس الخطبة الناجحة؛ ومنها:

  1. الصدق والوضوح لدى الخطيب، ومدى برهنته على هاتين الخصلتين من خلال التفاصيل اليومية في الخطوبة وما قبلها. يتجلّى هذا بمدى صدقه ومصارحته ووضوحه في ما يتعلق بأي إشكالات صحية لديه، وكذلك في ظرفه المادي والمعيشي، وحول عائلته، وحول عمله وما إلى ذلك.
  2. الاحترام الذي يقدّمه الخطيب لخطيبته وعائلتها؛ ذلك أن الخطيب الذي لا يتحلّى بالاحترام الكافي خلال تعامله في فترة الخطوبة إنما هو نذير لما قد يكون عليه حين تمضي الأمور نحو الزواج. لذا، فإن هذه الخصلة وهي الاحترام واحدة من الخصال التي لا ينبغي التهاون بشأنها.
  3. تحمّل المسؤولية من بين صفات الخطيب الجيد، وهي مؤشر مهم على الخطبة الناجحة؛ ذلك أن الخطيب الذي لا يتحلّى بحسّ المسؤولية والذي لا يقيم وزناً لقدسية العلاقة الزوجية التي سيقبل عليها، سيكون مشروع خطر لا مشروع سعادة قادمة وتوفيق.
  4. الكرم، ولا يًقصد به مقدار البذخ، بل مقدار الغدق الذي يتحلّى به الخطيب في نواحٍ عدة من بينها العاطفة، ومقدار الهامش الذي يمنحه كذلك للخطيبة لاختيار ما تريده في بيتها القادم أو التفاصيل الأخرى المرتبطة بشهر العسل على سبيل المثال أو حتى التفاصيل اليومية البسيطة المرتبطة بمصاريف الجيب. لا يعني هذا رفع السقف حيال الخطيب بطريقة ترهقه وتدفع بالعلاقة نحو التأزّم، لكن ينبغي النظر مليّاً بمدى غدق الخطيب في العطاء عموماً، وعلى رأسه العطاء في العاطفة والحنان والاحتواء.

ماذا لو حدثت مشاكل بيني وبين أهل خطيبي؟
من الأمور التي ترسم فترة الخطوبة وما سيأتي بعدها من زواج وحياة: علاقة الخطيبة مع عائلة خطيبها، وعلاقة الخطيب مع عائلة خطيبته؛ ذلك أن ترسيم العلاقة يبدأ منذ مرحلة الخطوبة، ولعل من نافلة القول التذكير بأن الاحترام المتبادل للشريك وعائلته من أسس الخطوبة الناجحة التي لا بد من تحرّيها [2] و [5].
وستكون المشاكل التي قد تعترض فترة الخطوبة (بين الخطيبين بعضهما بعضاً، أو بين الخطيبة وعائلة خطيبها، أو الخطيب وعائلة خطيبته) مِراناً حقيقياً لما سيتحلّى به كل طرف في التعامل مع الآخر في مراحل لاحقة. لذا، لا بد من التمسّك بخصلة الاحترام التي أشرنا إليها كأحد أسس الخطبة الناجحة؛ ذلك أنه في حال افتقاد هذه الخصلة في التعاطي مع مشاكل فترة الخطوبة، فإن الأمور ستنذر بفشل هذه العلاقة وما سيتأتّى عنها من زواج.
بند المشاكل مع عائلة الخطيب أو عائلة الخطيبة يحيلنا كذلك لأحد أسس الخطبة الناجحة التي أشرنا إليها، وهي الصدق والصراحة، ويكون هذا من خلال مكاشفة الطرف الآخر (الشريك قبل عائلته) بالعيوب والأخطاء التي تستلزم حلاً. يكون هذا الطرح بودّية ومن دون صدامية، كأن يُقال للخطيب بأن تدخّل الأهل بشكل مستمر في العلاقة بين الطرفين قد يفضي لمشاكل كثيرة، وأنه يُنتظَر من العائلتين منح الخطيبين فرصة الاستقلالية وانتقاء التفاصيل وفق رؤيتهما لا وفق إملاءات الوالدين.

المكاشفة تكون كذلك حول ما يتوقعه كل طرف من الآخر؛ إذ كثيراً ما تتوقع عائلات ما (الخطيب وعائلته على السواء) نمط تعامل معين من الخطيبة، وفي العادة سيستمر هذا النمط خلال الحياة الزوجية. على سبيل المثال، قد يتوقع الخطيب وعائلته من الخطيبة نمط لباس معين. لا بد من مكاشفة الخطيبة بهذا وعدم الانتظار لوقت طويل قبل التعبير عن هذا التوقع، وحينها يكون لدى الآخر فرصة قبول هذا التوقع وتطبيقه، أو رفضه بشكل واضح لا يحتمل لُبساً.
من شأن هذه المكاشفات التي قد تبدو بسيطة عند طرحها، إنقاذ الخطوبة من احتمالية التدهور لاحقاً، أو تدهور الزواج في وقت لاحق. 
في الأحوال كلها، يُنتظَر من كلا الخطيبين التحلّي بكثير من الاحترام والرقيّ واللباقة في التعبير عن مدى الاستياء من تصرّف ما أو توجّه ما، وفي التعبير عن رفض توقّع ما أو إملاءات ما.

يحدث أن تطرأ المشاكل خلال مرحلة الخطوبة، وهذا لا يعني إخلالاً بأسس الخطبة الناجحة، لكن قد تحدث هذه المشاكل [2]و [5].

ثمة قواعد لا بد من التحلي بها عند التعامل مع مشاكل الخطوبة. في ما يلي أهمها:

  1. التفهم والاحتواء وعدم افتراض سوء النية أو أن الطرف الآخر وعائلته قد قصدوا جانباً سلبياً في ما عبّروا عنه قولاً أو فعلاً.
  2. التحلّي بمقدار عالٍ من الاحترام واللباقة في الردّ والتعاطي مع أي موقف مسبّب للاستياء أو الضيق. وعدم الخروج عن قواعد هذا الاحترام مهما كانت درجة الاستفزاز أو الضيق.
  3. ينبغي التمييز بين العيوب التي يمكن احتمالها، بدافع الحب أو بدافع التفهّم وسعة الصدر، وبين العيوب الجوهرية التي لا بد من إعادة النظر في العلاقة كلها بسببها. أن لا يعجبك ذوق الخطيب في اختيار ملابسه أمر قد لا يبرّر كثيراً إنهاء الخطبة، لكن أن يكون الخطيب كاذباً أو غير أميناً أو أنه يستخدم الشتائم في حديثه معكِ، فإن هذه ثغرات تعدّ جوهرية لديه، ولا بد من إعادة النظر بشكل جدّي في استمرار الخطوبة من الأساس.
  4. الاستعانة بخبراء في العلاقات الزوجية؛ ذلك أن لديهم القدرة الجيدة على رسم أُطر العلاقة المبعثرة وإعادة ترتيبها، في حال كانت هناك نية جدّية لدى كلا الطرفين في الاستمرار.
  5. عدم النبش في الماضي، إن كان لا يؤثر على المستقبل، بمعنى أنه ليس هنالك من مبرّر للنبش في ماضي الخطيب العاطفي، ما لم يكن هنالك ما يثير القلق من كونه على سبيل المثال قد غرّر بفتيات سابقاً. وليس هنالك من داعٍ للنبش في سجلّه الوظيفي، ما لم تثر الشكوك حول مدى صدق عمله من الأساس في وقت سابق أو حتى حالي، وهكذا. أي ألا تصبح مهمتكِ النبش حول الماضي، وهو ما يجدر بالخطيب كذلك التحلّي به مع الخطيبة. أي أن تُترك مسألة النبش في الماضي والتنقيب عليه ما لم يكن هنالك ما يستدعي هذا.
  6. أخذ القرار في مرحلة مبكرة أفضل بكثير من المماطلة، ويكون هذا في حالة العيوب المفصلية التي لا يمكن السكوت عنها، من قبيل الخيانة وقلة تحمّل المسؤولية أو الإدمان على الكحول أو اكتشاف عيب جنسي أو أشياء من هذا القبيل. ستكتشفين أن بتر العلاقة في مراحل مبكرة، أفضل بكثير من الاستمرار في وضع غير مقنع.

نحسب الآن أن أسس الخطبة الناجحة باتت واضحة بعد هذه التفاصيل، وهي امتداد لصفات الخطيب الجيد الذي بوسع المرأة استثمار عمرها ووقتها ومستقبلها معه، وهو في هذه الحالة الخطيب الذي يستحق منحه فرصاً في حال حدثت المشاكل خلال فترة الخطوبة أو تبدّى منه ما يسبّب الاستياء؛ ذلك أن عيوبه ليست جوهرية إلى حد يفضي لاتخذا قرار فسخ الخطوبة. ودوماً يجدر بالخطيبين تذكّر أن مرحلة الخطوبة هي استشراف لما سيأتي لاحقاً خلال الزواج. وعليه، لا بد من أخذ أي ثغرات أو إشكالات بعين الاعتبار؛ لئلا يصار لتفاقهما واستفحالها لاحقاً.

إن كان لديكِ أي استفسار آخر حول أسس نجاح الخطوبة، وحول صفات الخطيب الجيد، وكيفية التعاطي مع مشاكل الخطوبة سواءً كانت مع الخطيب أو عائلته، فلا تتردّدي بالتواصل مع موقع "حلّوها" من خلال النقر على هذا الرابط.

  1. مقال Maddy Sims "معدّل مدة الخطوبة"، المنشور على موقع theknot.com، تمت المراجعة في 23 فبراير 2020.
  2. دراسة Rhona Rapoport "المضيّ من الخطبة للزواج"، المنشور على موقع     journals.sagepub.com، تمت المراجعة في 23 فبراير 2020.
  3. مقال Adrienne Warber "خطوات نحو الخطوبة"، المنشور على موقع engagementrings.lovetoknow.com، تمت المراجعة في 23 فبراير 2020.
  4. مقال SASHA BROWN-WORSHAM "خمسة أسباب لتطويل الخطبة"، المنشور على موقع thestir.cafemom.com، تمت المراجعة في 23 فبراير 2020.
  5. مقال Kelsey Borresen "لا تمضي في الارتباط إن كان شريكك يتحلّى بهذه الصفات"، المنشور على موقع huffpost.com، تمت المراجعة في 23 فبراير 2020.