عدم انتباه الطفل عند مناداته (متى يستجيب الطفل لاسمه؟)

متى يستجيب الطفل لاسمه؟ طفلي لا يرد على اسمه ولا ينظر إلي عندما أتكلم، فما علاج مشكلة عدم انتباه الطفل عند مناداته؟ هل عدم انتباه الطفل لاسمه دليل على التوحد؟
عدم انتباه الطفل عند مناداته (متى يستجيب الطفل لاسمه؟)
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

مثلكِ مثل كل أم، تنادين رضيعك منذ أول يوم من عمره باسمه، كل يوم، على أمل أن يتعرف على صوتك، ويتعرف على اسمه، فيستجيب لكِ بنظرة أو بابتسامة أو على الأقل بإيماءة بسيطة. كل أم تفعل ذلك. تعد الأيام من أجل أن تأتي هذه اللحظة التي يستجيب لها، يشعر بمثل شعورها، ويتواصل معها، ويفهم مشاعرها، ويدركها، فيضحك حين تداعبه، أو يتحدث معها بلغة العين، تلك اللغة السحرية، التي تعد من فرط جمالها مرآة للروح.

هنا ستجدين المعلومات التي تريدين معرفتها حول استجابة الطفل الرضيع للنداء، مثل متى يستجيب الطفل لاسمه؟ ما أسباب عدم انتباه الطفل عند مناداته؟ هل عدم انتباه الطفل لاسمه دليل على التوحد؟ وغيرها من التفاصيل، مع التأكيد على أن كل طفل هو حالة فريدة في حد ذاتها، فربما يحتاج طفلك إلى القليل من الوقت، لذلك، فليس من الجيد مقارنة طفلك بالآخرين. دعينا نتعرف على تفاصيل ذلك معاً.

متى يعرف الطفل اسمه؟
تعرف كل أم أن عليها أن تنادي باسم طفلها كثيراً، منذ الليلة الأولى لمولده، حتى يتعرف على اسمه ويتعرف على صوتها، الذي يكون بر الأمان بالنسبة له وأكثر ما يعرفه، بالإضافة إلى لمسات يدها التي يطمئن إليها. عملية نداء الطفل باسمه تساعده في الربط بينه وبين الآخرين، وإدراك وجود علاقات في المحيط الاجتماعي، فهذا صوت بابا كما يقول، وهذا صوت ماما كما تقول. وعندما يبكي وتأتي الأم قائلة: ماما هنا يا صغيري، فإن بكاء الطفل يهدأ.
وطوال الشهور الأولى يعتمد الطفل على الأم في جميع الاحتياجات، الطعام والراحة والنوم، واللعب أيضاً. وسيتلقى منكِ الحب حتى يصل إلى عمر بين: ستة إلى تسعة أشهر، هنا يمكن للطفل التعرف على اسمه والرد أيضاً، من خلال إشارة ما أو ضحكة أو إيماءة. 
إذا لاحظت الأم أن ابنها البالغ من العمر تسعة أشهر لا يستجيب لصوتها أو عند سماع اسمه، فلا بد أن تستشير الطبيب، لكن عليها ألا تفزع أيضاً، فكل طفل يمثل قاعدة خاصة وحالة فريدة من نوعها، وكل طفل يتطور بطريقة مختلفة.
الآن، تعرفين متى ينتبه الطفل الرضيع على اسمه. [1]

animate

لماذا طفلي لا يرد على اسمه؟
تفزع الأم إذا تجاوز طفلها سن التسعة أشهر، دون أن يستجيب لها عند النداء باسمه، وتبدأ بالتساؤل: ما أسباب عدم انتباه الطفل عند مناداته؟ وقد وصلتنا على موقع حلوها العديد من أسئلة ومخاوف الأمهات حول عدم انتباه الطفل لاسمه، مثل؛ طفلي لا يستجيب لمناداتي فهل قرار ذهابه للحضانة صائب؟ وابني الصغير لا يحرك له ساكن عندما ننادي عليه.. فهل هذا طبيعي؟.
قد يلوح شبح مرض التوحد في رؤوس الأمهات. لكن، في حقيقة الأمر، ليس من الضروري أن يكون الطفل مريضاً بالتوحد ليؤدي ذلك إلى عدم انتباه الطفل عند مناداته، فلابد من توافر أعراض مرض التوحد الأخرى. ومن الممكن أن يكون وراء عدم انتباه الطفل أسباب أخرى، مثل التأخر الإدراكي، أو وجود عوامل تشتيت، مثل الألعاب الممتعة التي تأخذ كامل انتباه طفلك، بألوانها الجميلة وأصواتها الصاخبة.

وقد وصلتنا شكوى من إحدى الأمهات تحت عنوان "طفلي لا يستجيب حين أناديه"، تقول فيها إن طفلها عمره سنة وثمانية أشهر، ولا يستجيب للنداء، رغم أنه ذكي ويحب اللعب، لكنه لا يتكلم. 
وتجيب خبيرة تربية الطفل في موقع حِلّوها أنه لا توجد مشكلة، حسب سرد الأم للقصة، فمن الممكن أن يكون سبب عدم انتباه الطفل لاسمه أو عدم استجابته للنداء هو الانشغال في اللعب، ربما ينبغي القلق إذا كان الطفل ممتنعاً عن الكلام تماماً.
لذلك، فإن أفضل طريقة للتأكد من انتباه الطفل، قبل الشروع في خطوة اللجوء إلى الأطباء، هو أن تجلسا معاً في بيئة منعزلة، دون وجود عوامل تشتيت، ويكون لديك ما يجعلك تكافئين طفلك به عند الاستجابة: مثل لعبة مفضلة أو طعام، وقد تكون المكافأة أبسط مثل مداعبة أو عناق. [2]

طفلي الرضيع لا ينظر الي عندما اتكلم!
العينان من أقوى الروابط التي تجمع بين الأم وطفلها، فمن خلال الاتصال البصري يستطيع الأطفال أن يتعرفوا على تعبيرات الوجوه عند الغضب أو الحزن أو الفرح، وبالتالي يستطيعون التعبير عن مشاعرهم. ويبدأ الطفل في ملاحظة الآخرين في عمر يتراوح من ٤ إلى ٦ أسابيع، خاصة إذا قامت الأم بحركات مبالغ بها مثل فتح العينين أو الفم بشكل كبير، ومن الممكن أن يبتسم الطفل عندما يرى ذلك. 
عندما يبلغ الطفل 6 أشهر، يبدأ بمراقبة أعين الآخرين، ليس فقط بغرض التواصل البصري بل للحصول على معلومات من أجل فهم البيئة، ومعرفة الأحوال، إذا كان ثمة ما يدعو للقلق أو الفرح.
وعندما يبلغ 9 أشهر إلى 12 شهراً، تظهر عينا الطفل الاهتمام المشترك بما قد يلفت انتباه الأم، ثمة فهم مشترك بينهما، وثمة علاقة أكثر قوة تنشأ عند هذه المرحلة العمرية وتكبر بعد ذلك.
في بعض الحالات لا تظهر على الأطفال علامات التواصل البصري، عند محادثة الأم لطفلها، وقد تسأل بفزع: طفلي الرضيع لا ينظر إلي عندما أتكلم؟ لماذا طفلي لا يتجاوب معي عندما أكلمه؟!
حسناً! من الممكن أن يكون سبب ذلك إعاقة بصرية ما، إذا كان الطفل يتتبع الألعاب المتحركة فذلك يعني أن بصره جيد، لذا من الممكن أن يكون السبب الآخر هو فقدان السمع التوصيلي، أي أن آذانهم تعمل بشكل جيد، ولكن هناك شيء ما يقطع أو يشوش الصوت.
لذلك، فمن الأفضل عرض الطفل على الطبيب، لمعرفة السبب المرضي - في حال وجوده- وراء ذلك. [3]

هل طفل التوحد يعرف اسمه؟
لا شك أن أكثر ما يفزع كل أم، في حال فقدان التواصل مع طفلها عندما تناديه باسمه، أن يكون مريضاً بالتوحد. وقد وصلنا تساؤل من إحدى الأمهات القلقات، تقول فيه: طفلي لا ينظر إلى عيني فهل هو مريض بالتوحد؟ لذلك، فعلينا أن نعرف هل عدم استجابة الطفل للنداء من علامات التوحد؟ ولإجابة هذا السؤال، علينا أن نقوم بتعريف التوحد أولاً؛ ما هو التوحد؟ 
إن التوحد حالة تؤثر على نمو الدماغ، وغالباً فإن الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد ينسحبون إلى داخل أنفسهم، وهو مرض ينتمي إلى مجموعة من الحالات تسمى اضطرابات طيف التوحد، ويصيب الفتيان في الغالب أكثر من الفتيات.
تظهر أعراض التوحد في عمر ٣ سنوات، وأحد الأعراض الرئيسية هو صعوبة التفاعل مع الآخرين، إذ من الممكن أن يفقد أطفال التوحد التواصل البصري والسمعي مع أمهاتهم، كما أنهم يميلون إلى عدم اللعب مع الآخرين. أما كبار السن المصابون بالتوحد فيعانون من صعوبة بالغة في إجراء المحادثات مع الآخرين، وبالتالي ينعزلون أكثر عن الناس. [4]
بذلك، فمن الممكن أن يكون وجود مشكلة في التواصل البصري أو السمعي لدى طفلك علامة على التوحد، لكن لا يعني ذلك بالضرورة، فقد يكون ثمة مشكلات في العين أو في الأذن كما أشرنا من قبل، ومن الأفضل التعامل مع هذه المشكلة على أنها علامة على ضرورة التواصل مع الطبيب، دون استنتاجات، فمن خلال الفحص يستطيع الطبيب تشخيص هذا الأمر، فمن الوارد أن تكون ثمة مشكلة سلوكية، لا علاقة لها بالتوحد. [3]
ومن الجدير بالذكر أن بعض الأمهات قد يلجأن إلى تعنيف أطفالهن، في حال عدم استجابة الطفل عندما تناديه باسمه، أو في حال تجاهل النظر إلى عينيها، ولا شك أن هذا سلوك خاطئ جداً، بل من الأفضل أن تحاول الأم معرفة أسباب ذلك، دون تعنيف.
وهناك دراسة نشرت على موقع BBC تؤكد أن الاعتماد فقط على نداء الطفل باسمه، ورده أو عدم رده، لا يجب أن يكون الدليل الوحيد على إصابة الطفل بمرض التوحد، ففشل الطفل في مثل هذا الاختبار الروتيني لا يعني بالضرورة أن يكون مريضاً، بل لا بد من القيام بالعديد من التقييمات والفحوصات الأخرى من قبل الأطباء، فالتدخل المبكر في فحص هذه الحالات يكون في مصلحة الطفل الذي يعاني من أي مرض.
لذلك، من المهم، في حال لم يتعرف طفلك في عمر الستة أشهر إلى اسمه، أو يتواصل معك، أن تفهمي أن ذلك ليس علامة كبيرة، بل من الأفضل أن يبدأ القلق عند وصول طفلك لعام على الأقل، مع تكرار عدم استجابة الطفل لاسمه، ومع تقييم طفلك من قبل طبيب. ولا شك أن هذه الدراسة الهامة، قد تطمئن كل أم في حال عدم تواصل طفلها معها، أن ذلك لا يعني بالضرورة وجود مرض التوحد، على الأقل، في مثل هذا السن المبكر. [5]

وختاماً، فإن الأطفال نعمة كبيرة، ولاشك أن كل أم تحب الاستمتاع بلحظاتها الصغيرة والكبيرة مع طفلها، سواء كان ذلك من خلال تواصلها مع صغيرها بالعينين أو باللمسات، ومن هذه الأشياء الصغيرة تنشأ تلك العلاقة الكبيرة بينهما. لكن عليك سيدتي الكريمة أن تطمئني في حال عدم تواصل طفلكِ معكِ، سواء بالعينين أو بالانتباه الكافي، فكل طفل يمثل حالة فريدة من النمو، ولا يعني ذلك بالضرورة وجود علامة مرضية كبيرة، بل عليكِ أن تحرصي على الاطمئنان على سلامة طفلك بعرضه على الأطباء، وعدم استباق الشر أو الاستنتاج بوجود علة ما.
إن شعورك يصل إلى طفلك، فيستطيع أن يقرأ علامات القلق في عينيك، وإذا كان ثمة مشكلة في التواصل البصري، فإن قلب طفلك يشعر بكِ، وينبض باسمكِ، مثلما يشعر قلبك بطفلك، وينقبض إذا بكي، ويفرح إذا فرح، فعاطفة الأمومة واحدة من المعجزات العصية على الفهم، وهي داعم طفلك الأكبر للنمو في بيئة صحية، آمنة وسعيدة.

المراجع