الاحتلام والإفرازات الليلية عند الذكور والإناث

معنى  الاحتلام في الاصطلاح واللغة
الاحتلام لغةً مشتقٌّ من رؤية الأحلام، فيما يستخدم مصطلح الاحتلام لوصف إفراز السائل المنوي عفوياً أثناء النوم عند الذكور أو الإفرازات المهبلية الناتجة عن هزَّة الجماع أثناء النوم عند الفتيات، فيقال في العربية "احتلم الولد" أي أدرك بلوغه مبلغ الرجال.
والاحتلام في اللغة الإنجليزية يسمى الأحلام المبللة Wet Dreams ويطلق عليه علمياً Nocturnal Emissions الإفرازات الليلية.
كما يعتبر الاحتلام من المصطلحات التي يستخدمها الشرع لوصف حالة القذف العفوي أثناء النوم لكلا الجنسين والتي لا يؤاخذ عليها الإنسان بالإجماع، لكنها توجب عليه الغسل وفق شروط معينة نأتي على ذكرها في محلها.

الاحتلام والعادة السرية
 لا يمكن النظر إلى الاحتلام كشبيه أو مرادف للعادة السرية مطلقاً من أي وجه من الأوجه، فالعادة السرية سلوك إرادي يتم عن طريق الملامسة والمداعبة بهدف الوصول إلى النشوة الجنسية والقذف، فيما يفتقر الاحتلام لأي من هذه العوامل، ما يجعله أمراً مغايراً تماماً للاستمناء أو العادة السرية من الناحية الاصطلاحية والعلمية والشرعية.

كيف يحدث الاحتلام؟
لا يشترط لحدوث الاحتلام رؤية حلمٍ جنسي أو تذكر رؤيته، كما لا يشترط بحدوث الاحتلام حدوث انتصاب عند الرجال كمقدمة للاحتلام، ولا يرتبط الاحتلام بالضرورة بأفكار معينة أو ممارسات معينة قبل النوم.
غالباً ما يعتبر الاحتلام إشارة على البلوغ عند المراهقين حيث يختبر بعض المراهقين القذف لأول مرة من خلال الاحتلام ما يجعلهم يشعرون بالصدمة والاستغراب إن لم تكن لديهم فكرة مسبقة عن طبيعتهم الجنسية.

لماذا يحدث الاحتلام؟
لنقل أنَّ الاحتلام هو الطريقة التي يخبرك بها جسمك أنَّك أصبحت مؤهلاً للإنجاب وقادراً على التخصيب، وغالباً ما يكون الاحتلام نتيجة طبيعية لتراكم السائل المنوي في الجسم.
وهذا ما يفسر أنَّ الاحتلام غالباً ما يحدث أكثر لدى الصغار والمراهقين مقارنة بالمتزوجين أو الذين يمارسون العادة السرية أو لديهم علاقات جنسية منتظمة.
حيث يمكن للإنسان ألا يختبر الاحتلام طيلة حياته، ويمكن أن يحتلم بعض المراهقين مرتين أو ثلاثة خلال الأسبوع، كما يمكن أن يكون عدد مرات الاحتلام على مدى الحياة معدوداً على الأصابع.

كيف أجرب الاحتلام؟!
الاحتلام غير إرادي بالمطلق، ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يحصل الإنسان على الاحتلام بشكل إرادي أو معد مسبقاً، وإن كان هناك بعض الأقاويل حول تأثير النوم على البطن وتحفيزه للاحتلام، أو أنَّ الامتناع عن القذف الإرادي (ممارسة الجنس والعادة السرية) يسبب الاحتلام، لكن لا يوجد ما هو قطعي بهذا الشأن.

علاقة الأحلام بالاحتلام
كما ذكرنا سابقاً لا يشترط بحدوث الاحتلام أن يرى النائم أحلاماً جنسية صريحة، وربما لا يستطيع أن يتذكر طبيعة الحلم الذي رآه، كما أنَّ لدى الدماغ آلية تشفير قد تجعل من الحلم ذو دلالات جنسية دون أن يكون هناك إشارات جنسية صريحة.
وتشير الدراسات إلى أنَّ 8% من أحلام الرجال والنساء قد تكون ذات محتويات جنسية، لذلك ففرصة حدوث الاحتلام نتيجة حلم جنسي ليست ضئيلة وإن لم يكن ذلك شرطاً لازماً.

هل يحدث الاحتلام لدى الكبار أيضاً؟
الاحتلام أكثر شيوعاً في سن البلوغ أو المراهقة، لكن هذا لا يعني أنَّ الاحتلام عند الكبار غير ممكن أو غير طبيعي، فمن الممكن أن يجرب الكبار الاحتلام في مراحل عمرية مختلفة.
ما يجعل الاحتلام أكثر شيوعاً بين المراهقين هو التغيرات الهرمونية التي تطرأ على أجسامهم، كما أنّهم ربما يتعرضون للاحتلام قبل اكتشافهم للعادة السرية، أمَّا الحال عند الكبار مع اكتشاف العادة السرية وممارسة الجنس واتساق هرمونات الجسم سيكونون أقل عرضة لتجربة الاحتلام الليلي.

هل يحدث الاحتلام لدى الذكور المراهقين فقط؟! هل يحدث الاحتلام عند البنات أيضاً؟!
هذا السؤال كثيراً ما يراود الشباب الصغار عند تجربتهم للاحتلام، فهل الاحتلام شأن ذكوري أمَّ أن الإناث أيضاً يختبرن الاحتلام؟
الاحتلام تجربة واردة لكلا الجنسين وإن كان شائعاً أكثر لدى الرجال نتيجة وضوح الآثار التي يخلفها القذف على ملابسهم الداخلية أو فراشهم.
حيث من الممكن أن تختبر الفتيات هزة الجماع أثناء النوم والتي يطلق عليها عادة Nocturnal Orgasms أو النشوة الليلية، وعادة ما يترك الاحتلام عند الفتيات رطوبة في المهبل ناتجة عن الإفرازات التي ترافق النشوة الليلية.
وقد تؤدي هزة الجماع أثناء النوم استيقاظ الفتاة لكن ذلك ليس بالضرورة، فقد تمر هزة الجماع الليلية دون أي إشارة على وجودها، وربما لا تجد الفتاة عند استيقاظها علامات واضحة على تجربة الاحتلام، وهذا ما جعل من دراسة الاحتلام عند الفتيات أمراً صعباً.
الجدير بالذكر أنَّ الاحتلام لدى الفتيات لا يشكل أي معنى تشخيصي، بمعنى آخر سواءً اختبرت الأنثى المراهقة أو البالغة الاحتلام أولم تختبره فهذا لا يعني شيئاً على الإطلاق، وكذلك هو الأمر بالنسبة للذكور كما سنرى.

في الحقيقة لا يمكن القول أنَّ هناك فوائد ملموسة للاحتلام وكذلك الأمر بالنسبة للآثار الجانبية للاحتلام، فالاحتلام هو الوسيلة التي يقوم بها الجسد بتفريغ فائض السائل المنوي وقد يكون الوسيلة التي يتبعها الدماغ للسيطرة أيضاً على الرغبة الجنسية، بناءً على ذلك لا يمكن التعامل مع الاحتلام كدليلٍ على الصحة الجنسية أو كإشارة على وجود مشاكل جنسية.

ما يجب أن يعرفه المراهقون والكبار أنَّ الاحتلام:

1. الاحتلام لا يؤدي بأي شكل من الأشكال لنفاذ مخزون السائل المنوي عند الرجال!، فالسائل المنوي يتم انتاجه بشكل دوري في الجسم الطبيعي وفكرة وجود خزان يحتوي على المني مجرد خرافة.
2. لا يؤدي الاحتلام لحدوث أي تغيرات على حجم القضيب أو فعاليته الجنسية، وأي مشكلة يلاحظها الرجل على قضيبه يجب مراجعة الطبيب فوراً مستبعداً الاحتلام كسبب لهذه المشكلة.
3. عدم اختبار تجربة الاحتلام في الحياة لا يحمل أي دلالة.
4. الاحتلام لا يسبب العقم!.
5. على الرغم من الرابط الواضح بين الانتظام في ممارسة الجنس أو ممارسة العادة السرية وتوقف الاحتلام، إلّا أنَّ الاحتلام ممكن أن يحدث حتَّى لدى المتزوجين أو من يمارسون العادة السرية.
6. الاحتلام لا يسبب نقصاً في المناعة ولا نقصاً في الفيتامينات والمعادن، ولا يمكن اعتباره عرضاً مرضياً.
7. لا يوجد روابط واضحة بين أسلوب التغذية والاحتلام.

هل هناك طريقة لمنع حدوث الاحتلام؟
السؤال الأهم هو؛ هل أنت مضطر حقاً لمنع حدوث الاحتلام؟!، لا يوجد هناك أي سبب يجعل من الاحتلام أمراً يجب محاربته، فهو من الأمور التي تحدث بشكل طبيعي وتختفي بشكل طبيعي دون أن يكون هناك ما يجرمها دينياً أو اجتماعياً ودون أية أخطار صحية تذكر.
كل ما عليك فعله هو تقبل جسمك الجديد إذا كنت مراهقاً، لكن ماذا عن الاحتلام عند المتزوجين؟

الاحتلام عند المتزوجين ليس أمراً شائعاً، لكنه بالتأكيد سيكون أمراً مقلقاً
على وجه العموم قد يكون الفتور الجنسي في العلاقة بين الزوجين وعدم الانتظام في ممارسة العلاقة الجنسية سبباً من أسباب الاحتلام عند المتزوجين.
وكما هو الحال عند المراهقين والعازبين لا يرجح أن يكون الاحتلام لدى المتزوجين ناتج عن مشكلة عضوية تدل على وجود مرض، بل غالباً ما يكون ناتجاً عن الامتناع عن القذف، وقد تلعب الضغوط المتزايدة دوراً في الاحتلام لدى المتزوجين، والأمر ذاته ينطبق على النساء المتزوجات اللواتي يختبرن الاحتلام.
لكن من الأفضل بالنسبة للمتزوجين الذين يشعرون أنَّهم يعانون من الاحتلام بمعدلات مرتفعة أن يقوموا باستشارة الطبيب لاستبعاد أي شبهة مرضيَّة.

هل الاحتلام محرَّم شرعاً؟!
بطبيعة الحال لا يوجد في المحرمات ما هو خارج عن إرادة الإنسان بالكيَّلة، فالاحتلام بناءً على ذلك لا يعد معصية ولا يؤاخذ الإنسان عليه بما أنَّه يحصل خارجاً عن إرادته خروجاً كاملاً، بل ينظر البعض للاحتلام أنَّه نعمة تساعد الإنسان على التخفيف من غرائزه الجنسية.
وقد ذكرنا أنَّ الاحتلام والعادة السرية أمرين مختلفين عن بعضهما تمام الاختلاف، فالاحتلام يقع أثناء النوم خارجاً عن إرادة الإنسان تماماً، والعادة السرية تحصل في اليقظة بإرادة الإنسان المطلقة أن يقذف باللمس والمداعبة وما إلى هنالك.

وأحكام الغسل بعد الاحتلام هي أحكام غسل الجنابة الواجب بعد الجماع أو القذف، ووجوب الغسل من الاحتلام يكون إن رأى المحتلم آثار احتلامه من قذف وبلل في ثيابه الداخلية أو في فراشه، فأدرك أنَّ الاحتلام قد وقع، سواء تذكَّر احتلامه أو لم يتذكره، شعر به أم لم يشعر به.
أي أن ظهور القذف ظهوراً بيِّناً يوجب الاغتسال غسل الجنابة.
أمَّا من رأى حلماً جنسياً ولم يجد ما يشير إلى القذف والاحتلام عند استيقاظه سواء كان ذكراً أم أنثى لا يعتبر الغسل واجباً في هذه الحالة.

استفسار عن الاحتلام
ورد إلى موقع حلوها بعض القصص والاستفسارات عن الاحتلام التماساً لآراء القراء ومساعدة الخبراء، ونحن إذا نعرض عليكم أحد هذه الاستفسارات إنَّما للاستئناس ولتتعرفوا أكثر على الاحتلام.
    
الاحتلام سبب لي وساساً قهرياً
صديقة الموقع عزباء في الرابعة والعشرين من عمرها ملتزمة دينياً، لكنها ترى أحلاماً جنسية بين الفينة والأخرى وتقوم بالاغتسال غسل الطهارة لخوفها من تأثير هذه الأحلام على طهارتها.
نقول لصديقتنا أنَّ الاحتلام لا مؤاخذة شرعية عليه كما ذكرنا، والاغتسال واجب إذا رأى الإنسان آثار قذف في ثيابه الداخلية أو فراشه، فما عدا ذلك لا يوجب الحلم الجنسي الاغتسال.

أخيراً... الاحتلام إذاً لا يحمل أي إشارات تشخيصية، ولا يعتبر مشكلة صحية ولا فعلاً مشيناً يجب التعامل معه، كل ما في الأمر أنَّ الجسم يتصرف بالطريقة التي تحافظ على توازنه.
إن كان لديكم أي استفسارات بشأن الاحتلام أو غيره من المواضيع والقضايا يمكنكم طرحها مباشرةً عبر هذا الرابط.