غرامة 20 ألف درهم وسجن ثلاثة أشهر بسب عبارة "يا هبلة"!
أثار حكم ضد شاب في الإمارات جدلاً واسعاً عبر السوشيال ميديا في اليومين الماضيين، حيث تسببت عبارة أرسلها إلى فتاة تقدم لخطبتها بتغريمه 20 ألف درهم، والحكم بالسجن ثلاثة أشهر مع إيقاف التنفيذ.
فما هي تفاصيل هذه القصة، وكيف يمكن أن تؤثر الإهانات على علاقة الزوجين وحياتهما الاسرية؟ هذا ما سنتعرف إليه من خلال القصص الواقعية عن الإهانة الزوجية.
أرسل الشاب رسالة للفتاة عبر تطبيق "واتساب" وتضمنت عبارة "يا هبلة"، لتقوم الأخيرة بتوكيل محاميها برفع قضية ضده بدعوى الإضرار بمعنويات موكلته، مطالباً بمعاقبته وتعويضها.
وبالفعل أصدرت محكمة استئناف أبو ظبي حكماً بتغريم الشاب بمبلغ مالي وقدره 20 ألف درهم إماراتي، والحبس 3 أشهر مع إيقاف التنفيذ، وذلك بعدما أخذته بقسط من الرأفة-وفقاً لقرار المحكمة- لخلو صحيفة سوابقه.
وأوضح الشاب أنه تقدم لخطبة الفتاة منذ فترة قصيرة، وكان الغرض من الرسالة المزاح بغية التعارف وليس للإساءة، وطالب خلال الجلسة استخدام الرأفة معه، بالاكتفاء بتسديده الغرامة وإلغاء حكم الحبس.
ورغم أن البعض رأى رد فعل الفتاة مبالغ فيه، بينما رد آخرون بأن المحكمة أعلت شعار "الاحترام ورفض الإهانة حق أصيل لكل إنسان خاصة في العلاقات الإنسانية"، مما يعزز موقف كل رجل وفتاة قد يتعرضون لمثل هذه الإهانات في علاقتهم بدعوى المزاح أو الحب أو غيرها.
ويستقبل خبراء حلوها عدد غير قليل من الشكاوى التي يشكو أصحابها من إهانة شركائهم سواء بالاعتداء الجسدي، أو السباب، أو حتى الجمل ذات الآثار النفسية السيئة.
ومن ضمنها هذه المشكلة التي تشكو صاحبتها المتزوجة منذ 9 سنوات من لسان زوجها السليط، والذي يسبها ويسب أهلها في اليوم قرابة 30 مرة وفقاً لقولها، وإذا عبّرت عن ضيقها هددها بالطلاق، مدعي دائما أنه مظلوم منذ زواجه منها.
وردت عليها مدربة الحياة في موقع حلوها ميساء حموري بضرورة فتح نقاش صريح معه قائلة: "عليك بالجلوس معه والتحدث بصراحة واعرفي ما قصده وماذا فعلت حتى يرى نفسه مظلوماً معك، لربما كنتِ تتصرفين بطريقة لا تعجبه وكان يتأمل أن تكوني امرأة مختلفة بالتفكير والتصرف، اطلبي منه أن يخبرك ماذا يريد وماذا يتوقع وعديه أن تحاولي التغيير ولكنك بحاجة لمساعدته لتعرفي ماذا يريد".
اللجوء للقضاء بسبب إهانة الأزواج
كذلك تشكو صديقة للموقع من زوجها الذي يختلق الأسباب لسبها، ولا يجد مانع من فعل ذلك أمام أولادهم، حتى صاروا يصرحون بعدم ارتياحهم في المنزل أثناء وجوده، معلنة عن مللها من حياتها معه، حتى أنها خيرته من الزواج بغيرها، ليرد عليها بأن هذا القرار ملكه وحده ولن ينتظر منها السماح له من عدمه".
وردت الخبيرة النفسية سراء الأنصاري، أنه في حالة قيامه بالاعتداء الجسدي عليها، فلتشكوه في حماية الأسرة لعله يخاف ويرتدع، مضيفة: "وهناك أسلوب للدفاع يسمى الهجوم للدفاع فممكن تبدئي الهجوم قبل أن يبدأ هو والاتهام له حتى يكون بدور المدافع بدل المهاجم".
وفي الحقيقة، فإن الاحترام بين الطرفين هو أساس كل علاقة ناجحة، فتفسد الكثير من العلاقات مهما كان حجم الحب بين أطرافها بسبب افتقادها لعنصر الاحترام والتقدير المتبادل بدعوى إزالة الحواجز، أو تلاشي الحدود بدعوى الحب بينهما.
- كثرة التنازلات تتطلب المزيد من التنازلات: ربما تبدو لكم تلك الفتاة التي رفعت الدعوى مبالغة بردة فعلها، ولكن تخيلوا معي أنها قبلت في المرة الأولى للحديث بينها بكلمة "هبلة" على سبيل المزاح، سيتطور الأمر كل مرة بلفظ جديد، حتى يصبح هذا الأمر هو القاعدة، وإذا كان حالياً للمزاح، ففي حالة الخلافات لن يكون هكذا، ولابد أن تعلم أن التنازلات ليس لها سقف، فطالما رضيت بلفظ عادي، سيأتي بعده لفظ أسوأ، وبعدها تبدأ مرحلة السباب، ولا تستبعد أن يأتي الاعتداء بعد ذلك.
- تطور الخلافات سريعاً: أي خلاف بينكما لن ينتهي بهدوء، وإنما إذا كان الاحترام بينكما غير موجود، فسيتطور الخلاف، ويستخدم كل منكم سلاحه سواء بالسبب أو الصوت العالي، أو التهديد، أو استخدام العبارات الجارحة، وغيرها من الأساليب التي باتت متاحة بعد إزالة الحواجز.
- لا يوجد سقف للتجاوز : في العلاقات الصحية، يضع الطرفين حدوداً لكل شيء بينهما، حتى الخلافات وطريقة الحديث، وكيفية إنهاء مشادة بينهما، ويكونوا حريصين على توضيح أن ارتكاب أمور بعينها تعني تهديد استمرار وجودهما معاً، ولكن كيف سيكون الوضع مع عدم وجود تلك الحدود.؛ بالطبع سيتطور كل شيء بينكما، تتسارع وتيرة الأحداث السيئة دون أن تكون هناك نهاية واضحة لتلك التجاوزات السيئة بينكما، إلا الانفصال.
- عدم الأمان: النقاط السابقة هي الآثار السلبية في حالة كان عدم الاحترام اختيارياً للطرفين، فكلاهما متفقان على إزالة الحدود ورفع "نعم للتجاوزات"، لكن الأمر يصبح أكثر صعوبة في حال كان عدم الاحترام من طرف واحد بسبب طباعه ضد الطرف الآخر، فسيتولد عند الطرف الآخر أو المجني عليه شعور بعدم الأمان في علاقة من المفترض أن تكون مصدراً للأمان في حياته، فهو معرض للاعتداء في أي لحظة.
- اهتزاز الثقة بالنفس : بالطبع سيتولد لدى الطرف المعتدى عليه سواء لفظياً أو جسدياً شعوراً بالتدني وقلة القيمة بسبب ما يتعرض له، حتى لو كان وقتياً بسبب غضب الطرف الثاني، ولكن ستهتز ثقته بنفسه أمام الآخرين، وخاصة لو كان أحد من أهله أو أصحابه أو أبنائه.
- تغير المشاعر: مهما كان حجم الحب بين الطرفين، فمع الاعتداء أو التطاول أو عدم الاحترام، ستتغير تلك المشاعر، لخوف، وقهر، وجفاء، ومع الوقت ربما تتحول لكره، إن لم يحاول الطرف الآخر إصلاح الأمر بنية صادقة.
- كره الذات : كل تلك الآثار ربما تولد لدى الطرف الأضعف كرهاً لكل ما حوله، وخاصة لنفسه، التي قبلت تلك الإهانات، وسيلومها لوضع ذاته في تلك المواقف بداية من التعارف وحتى قرار الاستمرار، ويحدث هذا مع الأشخاص أصحاب الشخصية الضعيفة أو المهزوزة.
- نفسية سيئة للأطفال: سيضحى الأمر أسوأ ما يكون عند حدوث أي من أفعال التجاوز وعدم الاحترام أمام الأطفال، الذين سينشؤون بأمراض نفسية مختلفة، مثل اهتزاز الثقة بالنفس، الانعزال، الرهاب الاجتماعي، الانطواء، الميل للعنف، العدوانية، وغيرها.