قصة مؤثرة عن أثر الانترنت على العلاقات الاجتماعية مع سارة قصير

animate

يرى علماء الاجتماع أن انتشار الانترنت والتكنولوجيا في حياة الإنسان المعاصر شكّل انقلاباً في العلاقات الإنسانية وطريقة تفاعل الناس مع بعضهم، كما أن التطور فائق السرعة للتكنولوجيا وضع الإنسان أمام تحدياتٍ جديدةٍ لم يعرفها سابقاً، ربما أهمها تحدي التكيّف والقدرة على إدراك الوسائل المتطورة والتعايش معها قبل أن تصبح قديمةً وتمحوها اختراعاتٌ وابتكاراتٌ جديدة قد لا تدوم طويلاً أيضاً!

تحكي لكم الحكواتية سارة قصير قصةً قصيرةً مؤثّرةً عن تأثير التكنولوجيا والانترنت ووسائل التواصل الحديثة على حياتنا وعلى العلاقات الاجتماعية، وأهمية الاستفادة من وسائل التكنولوجيا الحديثة والتكيّف مع العالم الرقمي دون خسارة التواصل الواقعي والعلاقات الاجتماعية الواقعية وما فيها من دفءٍ وحميمية.


تأثير الانترنت والتكنولوجيا على العلاقات الاجتماعية

على الرغم من الإيجابيات الكبيرة للتطور التكنولوجي في المجالات الصحية والاقتصادية وحتى الاجتماعية، لكن المجتمع الإنساني يعاني اليوم من الآثار السلبية للإنترنت على الحياة الاجتماعية بشكل خاص، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعية الحديثة على العلاقات بين الناس، ومن أهم هذه التأثيرات السلبية:

  1. العزلة الاجتماعية والوحدة: مشاعر الوحدة والميل للعزلة الاجتماعية من الأزمات النفسية الكبيرة المرتبطة بتطور التكنولوجيا واستخدام الإنترنت، وتزداد هذه المشاعر مع ازدياد ساعات استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وبناء المزيد من حواجز العالم الافتراضي بين الناس.
  2. استهلاك وقت طويل على شبكة الانترنت: يقضي الأفراد حول العالم 6 ساعات يومياً بالمتوسط باستخدام شبكة الانترنت، ويعتقد أن المدة التي سيقضيها الناس بتصفح واستخدام الانترنت لأغراض غير العمل ستتزايد في الأعوام المقبلة، وهذا الوقت الطويل مستقطع من حياة الأفراد الطبيعية ومن بينها الوقت المخصص للتواصل المباشر والعلاقات الاجتماعية التقليدية.
  3. العلاقات غير المستقرة: من أهم سلبيات الإنترنت على الحياة الاجتماعية أن العلاقات التي تبدأ وتتطور عبر شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي غالباً ما تكون علاقات هشّة وغير مستقرة، بل أنها في كثير من الأحيان تتحول لعلاقات سامّة ومؤذية.
  4. فقدان المهارات الاجتماعية: إدمان مواقع التواصل الاجتماعي قد يسبب تراجع المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل الواقعي لدى الأفراد، حيث يبني الأفراد مهارات اجتماعية خاصة بمواقع التواصل الاجتماعي والانترنت على حساب المهارات الاجتماعية المهمة للتواصل الواقعي مع الآخرين.
  5. التنمر الإلكتروني والتحرش على الانترنت: على الرغم من تنظيم قوانين الجرائم الإلكترونية في الكثير من الدول، ما تزال قضايا التنمر والتحرش الإلكتروني أخطر الآثار السلبية للإنترنت، على وجه الخصوص ما يتعرض له الأطفال من تحرش واستغلال جنسي وتنمر قد يدمر حياتهم، وما تتعرض له السيدات والفتيات من مضايقات وتحرش وابتزاز على الإنترنت.
  6. مشاكل الخصوصية: يرتبط انتشار وتوسع استخدام الانترنت بانتهاكات كبيرة للخصوصية، منها ما يتم بموافقة المستخدمين ومنها ما يتم بشكل غير معلن وغير قانوني، فضلاً عن انتهاك الخصوصية من خلال رفع الحواجز والقواعد الاجتماعية بين المستخدمين واستسهال التدخل في حياة الآخرين وابداء الرأي فيها، حتى أصبح التفكير بالحفاظ على الخصوصية دعابةً مريرةً!
  7. تهديد القيم الاجتماعية: منذ انتشار وسائل التواصل الاجتماعي يمكن ملاحظة تهديدات كبيرة للقيم الاجتماعية والإنسانية عموماً، منها مثلاً آداب الحوار مع الآخرين ولغة هذا الحوار، وأهمية احترام كبار السن، وتقبّل الآخرين واحترام خصوصيتهم الثقافية والدينية والاجتماعية، فضلاً عن تشويه مبادئ الحرية الشخصية.

كيفية الحد من تأثير الانترنت السلبي على حياتنا

  1. أهم خطوة لتقليل آثار استخدام الانترنت السلبية على حياتك أن تقوم بحديد أوقات التصفح واستخدام مواقع التواصل الاجتماعية، يمكنك استعمال التطبيقات الخاصة بتنظيم وقت استخدام الانترنت، لكن كن واقعياً ولا تحاول التوقف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعية بشكل كامل، ابدأ بالتدريج بتقليل 10% من الوقت كل يومين أو ثلاثة، لتصل إلى وقت معقول.
  2. حافظ على التواصل الاجتماعي المباشر من خلال استبدال الرسائل والمكالمات باللقاءات، والانضمام إلى الأهل والأصدقاء في الجلسات المسائية والرحلات وغيرها من الأنشطة الاجتماعية الواقعية.
  3. قلل الشراء عبر الإنترنت وحاول أن تنزل إلى السوق، ولا تخشَ من تفويت عروض الانترنت لأنّ معظمها عروض وهمية تعتمد على الدعاية ودراسة سلوك المستهلكين لجذبهم، وستجد عروضاً مماثلة وربما أفضل في الأسواق الواقعية!
  4. شارك في تنظيم لقاءات واقعية مع أصدقاء افتراضيين، يمكنك دعوة أصدقائك في صفحة محبي نادي كرة القدم الذي تشجعه مثلاً للقاء مرة في الأسبوع أو مرة في الشهر في مكان مناسب.
  5. امنح نفسك بعض الوقت الخاص، فالعلاقات الاجتماعية الناجحة تحتاج لعلاقة ناجحة مع الذات أولاً، حاول إطفاء الأجهزة وقضاء بعض الوقت بالقراءة أو التأمل أو ممارسة هواية تحبها مرة واحدة في الأسبوع على الأقل.

فيديوهات ذات صلة