أسباب التوتر عند المراهقين وأعراضه وعلاج توتر المراهقة

تعرف إلى أهم أسباب التوتر عن المراهقين وأعراضه وكيف يمكن أن يتخلص المراهق من التوتر
أسباب التوتر عند المراهقين وأعراضه وعلاج توتر المراهقة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

أسباب التوتر عند المراهقين غالباً ما ترتبط بخصائص هذه المرحلة، التي تتميز بالحساسية والتهور والتغيرات الشاملة على مختلف جوانب حياة المراهق النفسية والاجتماعية والصحية والعاطفية، ومع ذلك فإن التوتر في مرحلة المراهقة قد يتخطى الحدود الطبيعية، ويؤثر على نفسية المراهق وأدائه الاجتماعي والدراسي إلى حد كبير.

التوتر عند المراهقين هو حالة نفسية عاطفية ترتبط بالإجهاد النفسي والعقلي الناتج عن مواقف أو أفكار تسبب الحيرة والارتباك للمراهق، قد تشمل مشاعر مثل الانفعال أو الخوف أو الغضب أو الانعزال أو الخجل، يحدث عادةً التوتر عند الشعور بالإحباط أو الضغط أو المسؤولية الكبيرة أو الخوف، مثل حالات الامتحان أو مواجهة مواقف صعبة، أو انتظار خبر هام، أو الخوف من تهديدات معينة أو ضغط التوقعات.

بالنسبة للمراهقين فإن خصوصية مرحلتهم العمرية تجعلهم في مواجهة مع الكثير من التغيرات والمسؤوليات ومواقف الإحباط والخوف والخجل والفشل والمفاجأة، ما يجعل مواقف التوتر أكثر احتمالاً في مرحلة المراهقة، كذلك وإمكانية تطورها وتحولها لاضطرابات نفيسة مثل القلق أو الاكتئاب أو الهواجس والمخاوف النفسية، كما أن المراهقين أقل خبرة في التعامل مع حالات التوتر والقلق وإدارة المشاعر، ما يجعل آثارها أكبر عليهم.

animate
  • طبيعة مرحلة المراهقة: يمر المراهقون بتغيرات عنيفة في كيمياء الدماغ ونشاط الجسم الهرموني تنعكس بشكل كبير على حالتهم النفسية وسلوكهم، إلى جانب التغيرات الاجتماعية والعاطفية الكبيرة، التي قد تجعل المراهق يشعر بالغربة عن محيطه الذي اعتاد عليه وهو طفلاً، ما يجعل فترة المراهقة تربة خصبة للتوتر المستمر.
  • ضعف خبرة المراهقين بإدارة المشاعر: غالباً يختبر المراهق معظم المواقف المسببة للتوتر للمرة الأولى في حياته، ما يجعله أقل قدرة على التعامل مع الضغوطات وإدارة مشاعره بشكل مناسب، ولذلك تعتبر هذه المرحلة في غاية الأهمية، فالتجارب التي سيخوضها طفلك المراهق والحلول التي سيبتكرها -سلبية أو إيجابية- ستشكّل منهجاً مستقراً لإدارة المشاكل والمواقف المماثلة في المستقبل.
  • الضغوط الدراسية: الضغوط الدراسية من واجبات وامتحانات وتحضيرات وخاصة في الفصول الدراسية التي تلعب دور في تحديد المستقبل الأكاديمي للطالب تعتبر من أهم أسباب التوتر للطلاب في مرحلة المراهقة، فبالإضافة للجهد والوقت والمسؤولية المرتبطة بهذه الواجبات، يتم أيضاً الضغط على المراهق من قبل الأهل والمدرسين وحتى المجتمع وتوقع منه نتائج عالية.
  • المشكلات العاطفية: يعاني المراهقين من مشكلات عاطفية عديدة لمختلف مجالات حياتهم، من خلافات ومشاعر معينة مع الأهل مثل الشعور بالإهمال أو تمييز أحد الأخوة أو عدم الثقة أو القسوة أو عدم الفهم، أو مشكلات عاطفية غرامية بسبب ميل المراهق للتعرف والتقرب من الجنس الآخر وما قد يحدث معه في هذا الجانب من حالات رفض أو انفصال أو استغلال أو تنمر وغيرها، وتعد هذه المشكلات من أكثر العوامل التي تشعر المراهق بالضغط والتوتر والقلق.
  • الخوف والقلق من شيء ما: قد يكون في حياة المراهق شيء ما يخاف ويشعر بالقلق منه أو بشأنه، مثل مستقبلة أو علاقاته أو أصدقائه أو أحلامه وغير ذلك، وهذا الخوف والقلق يفرز حالة من التوتر المستمر إذا لم يتم طمأنة المراهق وإشعاره بالراحة تجاه ما يقلقه.
  • المعاناة من مشاكل نفسية: قد ينتج التوتر عند المراهق من معاناته من مشاكل نفسية، مثل حالات الاكتئاب أو الرهاب أو الفوبيات، ويعتبر التوتر في هذه الحالة من أعراض هذه الاضطرابات النفسية، ويعد علاجه جزء من علاج المشكلة العامة.
  • المرور بأوقات صعبة: يمر المراهق بأوقات صعبة يشعر فيها بالضغط والقلق والتوتر، مثل انتظار نتيجة امتحان، أو محاولة التقرب من أحد أفراد الجنس الآخر، أو وجود مشكلات مع الأهل، أو التورط في مشكلة وعدم البوح بها، وكل ذلك ينعكس عليه على هيئة حالة من التوتر.
  • عدم الوصول للغايات: كل مراهق لديه أهداف وغايات ينشد الوصول إليها وتحقيقها، والشعور بوجود ما يقف بينه وبين غاياته مثل رفض الأهل أو المجتمع، أو ضعف الإمكانات، أو أي سبب آخر، يجعله يشعر بالتوتر والغضب جراء ذلك.
  • كثرة المسؤوليات والواجبات: المسؤوليات الكثير مع الوقت تتحول لحالة من الضغط، والمراهق بحكم عدم خبرته في تنظيم شؤونه أو إدارة عواطفه، يكون أكثر عرضة للشعور بالتوتر الشديد بسبب هذه المسؤوليات.
  • التعرض للمواقف المخجلة: كثيراً ما يتعرض المراهق لمواقف مخجلة أو مخزية أو محبطة، مثل الرسوب في الامتحان أو التوبيخ من قبل الأهل أمام الآخرين، أو النبذ من الأصدقاء، أو الخسارة في تحدي ما، وغيرها من المواقف، وكل هذه الحالات تعتبر عوامل مباشرة لحالة التوتر عند المراهق.
  • سرعة الغضب: من المظاهر المعروفة لحالة التوتر عند المراهق أنه يغضب بشكل سريع من أي موقف يشعر فيه بالاستفزاز أو إعاقة رغباته، وأحياناً قد لا يكون السبب يستحق حالة الغضب.
  • التخوف والتوجس: حالة التوتر عند المراهق تفقده الثقة بنفسه أو ما حوله، فيصبح كثير التخوف من أي شيء، والتوجس، ويقوم بوضع توقعات وافتراضات لأشياء غير واقعية بسبب خوفه وتوتره.
  • الارتباك: حالة التوتر عند المراهق تسبب له الارتباك، فالمراهق عندما يشعر بالتوتر يفقد جزء من تركيزه، ولا يعرف ما الذي عليه فعله، وقد يرتكب الأخطاء بسبب توتره، مثل حالة الطالب الذي لم يعرف جواب السؤال الأول في الامتحان فيشعر بالتوتر والارتباك ما أدى لوضع إجابات خاطئة في الأسئلة اللاحقة أو نسيان إجابتها مع أنه كان قد حضر لها جيداً.
  • أعراض التوتر الجسدية: من الأعراض الجسدية لحالة التوتر عند المراهق، التعرق والشعور بالضغط أو الدوار أو الصداع أحياناً، وإذا كان التوتر ناتج عن خوف فقد يشعر بالبرد، وأحياناً قد يترافق التوتر مع رجفان أو ألم في البطن، وأعراض جسدية أخرى حسب كل حالة.
  • تقلب المزاج: المراهق الذي يشعر بالتوتر ويخفي ذلك، يلاحظ عليه غالباً تقلب المزاج، فهو يحاول أن يبدو طبيعي فيتحدث ويضحك ويساير تارة، ثم يشرد أو يفقد تركيزه أو يغضب سريعاً أو يبدو عليه الحزن تارة أخرى.
  • القلق وعدم القدرة على النوم: كثيراً ما تسبب مشاعر التوتر حالة القلق الليلي أو الأرق وعدم القدرة على النوم، أو النوم النهاري الطويل، فهو بسبب كثرة تفكيره بالسبب الذي يشعره بالتوتر، لا يستطيع الدخول في النوم العميق.
  • الانفعال على الأمور البسيطة: حالة التوتر تجعل المراهق شديد الاستجابة للمثيرات المختلفة، فالشيء المزعج يشعره بغضب عارم، والشيء الذي يخيفه بعض الشيء يصبح يخيفه بشكل أكبر وهكذا.
  • الانعزال والشرود: يصبح من الصعب على المراهق المتوتر التفاعل بشكل جيد مع محيطه، وكأنه يفقد جزء من مهاراته الاجتماعية وتركيزه مع الآخرين أثناء حالة التوتر، فتراه كثير الشرود ويرغب بالبقاء وحده وعدم التحدث مع أحد.
  • افتعال المشكلات: بعض المراهقين يكون من الصعب عليهم إدارة مشاعر التوتر لديهم، فلا يحتمل أي تصرف أو شيء يزعجه من الآخرين، فيفرغ توتره من خلال افتعال المشكلات مع الآخرين، مثل أشقاءه أو أصدقائه أو حتى والديه.
  • اضطراب عادات الأكل: يؤثر التوتر عند المراهق حتى على العادات الغذائية أثناء الشعور بالتوتر، فقد يرفض تناول الطعام أو يأكل دون شهية، وفي بعض الأحيان قد تزيد الشهية لدى بعض المراهقين ويأكل كميات أكبر وعدد وجبات أكبر خلال النهار.
  • القيام بتمارين الاسترخاء: ينصح للمراهق الذي يشعر بالتوتر أن يقوم ببعض تمارين الاسترخاء وأن يتم تشجيعه على ذلك، مثل تمارين اليوغا، أو التنفس العميق، أو المشي، فهذا النوع من التمارين يساعد في تنظيم أفكار المراهق ومشاعره من ناحية، ويساعد في تنظيم تنفسه وحالة الاضطراب الجسدية التي ترافق التوتر من ناحية أخرى، وبالتالي يشعر بالاسترخاء والهدوء.
  • تنظيم الوقت والواجبات: إذا كان التوتر ناتج عن ضغوط المسؤوليات والواجبات والدراسة، فإن تنظيم الوقت والبدء بالإنجاز، يساعد المراهق في ملاحظة إنجازه وتخفيف الأعباء عنه، وبالتالي يتنشط ويستمر في الانتهاء من مسؤولياته، فتخف حالة التوتر لديه.
  • القيام بأنشطة ممتعة: القيام بنشاط محبب لدى المراهق مثل السباحة أو الخروج مع الأصدقاء أو تناول طعام محبب، أو لعب لعبة الكترونية محببة، يجعل المراهق أهدأ ويمكن التحاور معه، ومساعدته في تحديد أسباب توتره والبحث عن علاج نهائي أو مرحلي لها.
  • محاولة علاج المشكلات بطريقة منطقية: في حال وجود مشكلات عند المراهق تشعره بالتوتر، مثل إخفاء خطأ ما ارتكبه، أو مشكلة متورط بها، فالأفضل أن يحاول البحث عن الحلول الفعلية المنطقية لها التي تجعله يواجه مخاوفه ويتخلص منها بدلاً من تراكمها وزيادتها بسبب عدم حل المشكلة، مثل اخبار الأهل عن مشاكله أو نسيان الماضي والبدء من جديد.
  • أخذ قسط من النوم والراحة: القلق والأرق وعدم النوم الذي يرافق حالة التوتر عند المراهق تزيد الأمر سوءً، فهو إذا لم يحصل على النوم الجيد، يصبح أكثر توتراً ويتعقد الأمر أكثر، والأفضل من ذلك أن ينام ويأخذ قسط من الراحة، حتى يتمكن من التفكير بهدوء وروية أكثر، وتحديد مشكلاته وكيف يجب التعامل معها.
  • الابتعاد عن مصادر التوتر: إذا كان المراهق يشعر بالتوتر من أسباب معينة ويمكنه تجنبها، مثل التواجد مع أصدقاء سيئين، أو الجلوس في مكان منعزل، أو الشعور بضغط معين من شيء أو تهديد، فالأفضل أن يشرح المراهق لأهله هذه الأسباب وطلب المساعدة منهم في الابتعاد عن مصادر التوتر هذه.
  • استشارة مختص: في الحالات المستعصية التي يصبح التوتر فيها عند المراهق أشبه بحالة مرضية أو اضطراب نفسي أو عقلي، فيجب إخبار الأهل لعرض المراهق على مختص نفسي أو اجتماعي أو طبيب، حسب حالة المراهق، حتى يساعد في فهم حالته وعلاجها.

اقرأ على حِلّوها أيضاً: كيف أجعل ابنتي تسيطر على خوفها وتتخلص من التوتر وتقوي شخصيتها

  • تطور بعض المشكلات النفسية: إذا استمر التوتر عند المراهق وترافق مع حالات نفسية أخرى، مثل الخوف واضطرابات القلق، فقد تتطور حالات التوتر لاضطرابات الرهاب، أو فقدان الثقة بالمجتمع، أو الخوف المرضي، أو اضطرابات القلق العام، أو الاكتئاب، أو الانعزال وغيرها من المشكلات النفسية.
  • الإصابة بمشاكل صحية: الأعراض الصحية المصاحبة للتوتر تمثل ضغط شديد على جسد المراهق، وحالات التوتر المستمرة أو المتعاقبة والكثيرة، قد تسبب مشكلات صحية، مثل التأثير على ضغط الدم، أو التسبب بمرض السكري، أو التأثير على الجهاز الهضمي، كما تؤثر على نمو الشعر، وغيرها.
  • الفشل في إدارة العواطف: شعور المراهق الدائم بالتوتر يجعله أقل قدرة على التعامل مع عواطفه، مثل الغضب أو الخوف، أو الحزن والاكتئاب وغيرها، فتوتر المراهق يضعف محاكمته العقلية للأمور، ويزيد من انفعالاته تجاه أي مثير.
  • التأثير على جودة الحياة اليومية: الشعور بالتوتر عند المراهق يمنعه من الشعور بالراحة والسعادة خلال حياته اليومية، فهو لا يشعر بالسرور والفرحة، ويشعر بالغضب مرات عديدة خلال يومه، ولا يمكنه الحصول على نوم مريح وهانئ، ولا يستمتع بالأطعمة والأنشطة التي يحبها.
  • التأثير على العلاقات الاجتماعية: تتأثر العلاقات الاجتماعية للمراهق دائم التوتر، فهو لا يستمتع بالتواجد مع الأصدقاء وربما يصبح منبوذ من قبلهم بسبب توتره الدائم والتسبب بإزعاجهم في أي رحلة أو خروجة معه، كما ينفعل بسرعة في تعامله مع الآخرين ويتسبب بنفورهم منه، وربما هو نفسه يصبح أكثر تفضيلاً للانعزال وتجنب التعامل مع الآخرين.

المراجع