تعريف الطفولة ومراحلها
الطفولة هي فترة النمو والتعلم السريع، وخلال مرحلة الطفولة يتعلم الأطفال كل شيء لأنها تضم أسس تشكيل شخصياتهم وقدراتهم، فما هو مفهوم الطفولة وما تعريف الطفولة؟ وما هي المراحل الخمس للطفولة؟ وما هي أهمية مرحلة الطفولة، وماذا يمكن أن يتعلم الطفل من خلالها؟ نتعرف على ذلك في هذا المقال.
ما هو تعريف الطفولة؟ يعرّف الدكتور عبد الرحمن ذاكر الطفولة لمتابعي موقع حِلّوها أنها مشتقّة من التطفّل والتعلق! بالتالي فإن مرحلة الطفولة هي المرحلة التي يكون فيها الإنسان بحاجة للبالغين للحصول على حاجاته الأساسية، والتربية هي عملية "قطع الحبل السري بالتدريج" حتى يصل الطفل إلى مرحلة الانفصال باحتياجاته عن والديه وأسرته ويتجاوز بذلك مرحلة الطفولة.
تعريف الطفولة لغة واصطلاحاً
يتقارب تعريف الطفولة في اللغة والاصطلاح، تعريف الطفولة لغةً هي أول مرحلة يبدأ بها الإنسان حياته وتمتد من لحظة الولادة إلى فترة البلوغ، وتعريف الطفولة اصطلاحاً هي فترة من حياة الإنسان التي تبدأ عند ولادته وتنتهي في سن معينة ومحددة يعتبر عندها الطفل بالغاً، وتختلف هذه عمر هذه المرحلة حسب المنظور الاجتماعي، ففي الغالب يكون البلوغ في سن ال 18.
لكن سن نهاية الطفولة يختلف بين مجتمع وآخر لذا لا يتفق على نهاية واحدة محددة لمرحلة الطفولة، كما ويتخطى مصطلح الطفولة الحدود البيولوجية للتعريف ليعبر عن واحدة من أهم مراحل حياة الإنسان التي تتصف باللعب والبراءة والقدرة العالية على التعلم، كما تعبر عن قلة الخبرة فالإنسان في هذه المرحلة يكون في حالة نشوء عقلي ونفسي وجسدي واجتماعي، فكل من هو في مرحلة الطفولة يحتاج للدعم والإعالة.
تعريف الطفولة في علم النفس
مرحلة الطفولة هي مرحلة تكوينية هامة تشكل قاعدة أساسية لبناء الشخصية المستقبلية للطفل من خلال اللعب والتعلم، فالبيئة النفسية التي يعيش فيها الطفل تحدد ماهية شخصيته والطريقة التي سيتصف بها سلوكه في المستقبل، وفي هذه المرحلة يطور الأطفال المهارات المختلفة مثل مهارات التفكير وحل المشكلات وغيرها.
تعريف الطفولة في علم الاجتماع
مفهوم الطفولة في علم الاجتماع خاضع لحقيقة أن المجتمع هو الذي يحدد سن الرشد والبلوغ الذي تنتهي عنده الطفولة، مما يجعل تعريف الطفولة يجتاز العوامل البيولوجية، حيث يجادل علماء الاجتماع بأن الطفولة مبنية اجتماعياً، أي أن الطفل يصبح بالغ عندما يقرر المجتمع ذلك، وتأثر الثقافات والأعراف الاجتماعية في ذلك، ففي بعض المجتمعات ينتقل الطفل إلى مرحلة البلوغ من وجهة نظر اجتماعية في سن 18 وهو نفس سن البلوغ القانوني، وفي مجتمعات أخرى لا تنتهي مرحلة الطفولة إلا في بداية العشرينات من العمر. [1-2]
- الطفل حديث الولادة: المرحلة الأولى للطفولة التي تتصف بالقدرات المحدودة جداً للطفل، طرق التواصل الوحيدة لديهم من خلال البكاء، ردود أفعالهم بسيطة تجاه المنبهات الخارجية مثل تحريك الرأس من جانب إلى آخر أو مسك الإصبع عند وضعه في يده، وهي مرحلة حساسة جداً تحتاج لعناية فائقة ورعاية صحية متكاملة.
- الطفل الرضيع من عمر شهر إلى عمر سنتين: ينمو الأطفال بشكل متسارع جداً في هذه المرحلة ويلاحظ تطورات وفروقات بطرق استجابة الطفل بعدة أشكال خلال ذلك، فيصبح استخدام الحواس أكثر وضوحاً والتفاعل يكون بشكل أكبر مع الأصوات والإيماءات ويبدون تعبيرات وجه أكثر كالابتسام والضحك أو العبوس، كما تتطور مهاراتهم الجسدية فيبدؤون بالتدحرج والجلوس والزحف وحدهم وغير ذلك.
- مرحلة الطفولة المبكرة من 2 إلى 5 سنوات: أو مرحلة ما قبل المدرسة أو مرحلة رياض الأطفال، وهي من المراحل المهمة لتطور الطفل التي يستمر فيها تطور المهارات الحركية كالقفز ورمي الكرة، والمهارات الاجتماعية والمعرفية كالتفكير المنطقي وحل المشاكلات وطريقة التفاعل اجتماعياً مع أقرانهم، واللغوية كطريقة التحدث مع الآخرين، كما تزداد قدرتهم البسيطة على الاستقلالية كارتداء الملابس لوحدهم أو تناول الطعام بدون مساعدة وما إلى ذلك.
- مرحلة الطفولة الوسطى من 6 إلى 12 عاماً: أو مرحلة المدرسة التي تعتبر نقلة نوعية لشخصية الطفل ونموه العقلي والمعرفي، وهي المرحلة الحقيقة للتعلم واكتساب القدرات وصقل الذاكرة والقدرة على التركيز والانتباه، حيث يتعلم القراءة والكتابة ومهارات الحساب، كما يسهم وجوده في مكان واحد مع أقران له من نفس العمر في تطور أكبر لقدرات التواصل الاجتماعي فتصبح مصقولة بشكل أكبر، كما يتعلمون التعامل مع المشاكل والتعقيدات الاجتماعية إلى حد ما، تعتبر هذه المرحلة ذات صفات متعددة حيث تختلف باختلاف عمر الطفل، فالطفل في عمر 12 سنة لديه صفات تطورية أكبر وأشمل من الطفل في عمر 6 سنوات.
- مرحلة المراهقة من 13 إلى 18 سنة: تمثل هذه المرحلة فترة انتقالية بين الطفولة والبلوغ، وأبرز ما يمثلها هو التطور الجسدي الواضح وخصوصاً على الصعيد الجنسي، مما يترافق أيضاً من تغيرات مهمة وحساسة على الصعيد العاطفي والنفسي، وتبدأ في هذه المرحلة ملامح وصفات الشخصية بالظهور وتؤثر على سلوك الطفل، كما أنها تترافق من بدايتها وحتى نهايتها مع تغيرات واسعة في طريقة التفكير والتصرف. [3]
- الحاجة للرعاية: ففي كل مراحل الطفولة، حتى مرحلة المراهقة منها، يبقى الطفل بحاجة للرعاية سواء على المستوى الجسدي أو الصحي النفسي أو الاجتماعي، وذلك نتيجة قلة الخبرة التي تحدثنا عنها سابقاً، فهم بحاجة دائمة للمراقبة والإرشاد والتعليم.
- قلة الخبرة: تتصف مراحل الطفولة جميعها بافتقار الأطفال إلى الخبرة في مختلف أمور الحياة، لذا يكون إمكانية تعرض الطفل للخطأ أو الاستغلال أو الاعتداء أو الأذى كبيرة في هذه المرحلة وبالتالي يحتجون للرعاية والحماية.
- المرونة: والمقصود بالمرونة هو قابلة الأطفال للتكيف في مواجهة الصدمات أو الشدائد أو مشاكل الحياة، ففي مرحلة الطفولة المبكرة والمتوسطة يتمتع الأطفال بمرونة عالية لتجاوز مثل هذه المآزق، ويكون الأمر أصعب قليلاً في مرحلة المراهقة.
- النمو السريع: ينمو الأطفال بسرعة نموذجية وملاحظة في مختلف النواحي الجسدية منها والعقلية والإدراكية، وذلك بالمقارنة مع نمو البالغين الذي يظهر ببطء شديد.
- التعلم من خلال الملاحظة والتجريب: يشكل الأطفال مفاهيمهم الخاصة عما حولهم من خلال الملاحظة والتجريب واللعب ويتعلمون من خلال ذلك، لذا يعتبر أسلوب التجريب من أفضل الطرق لتعليم الطفل.
- النشاط البدني العالي: مرحلة الطفولة مفعمة بالنشاط والحيوية وتتصف دائماً بالنشاط الحركي العالي الذي يتيح للأطفال تجربة وتعلم مهارات حركية متعددة تساعدهم في تطوير حواسهم المختلفة.
- الفضول وحب الاستكشاف: كذلك يشكل الفضول العالي الذي يتمتع به الأطفال في مختلف مراحلهم الطفولية مصدر يدفعهم للتعلم ولاكتساب المعلومات والخبرات والإجابات عن الكثير من الأسئلة التي تخطر على بالهم. [4-5]
تشكل مرحلة الطفولة محور مهم ترتكز عليه معظم صفات كل إنسان عندما ينضج، حيث تلعب هذه المرحلة دور مهم في كل من:
- جودة التعلُّم: أفضل وقت يستطيع به الإنسان التعلم عندما يكون طفلاً، حيث يتم تشبيه دماغ الطفل بالإسفنج فيكون قادراً على فهم وحفظ المعلومات بكفاءة عالية، كما أن الأطفال دائماً لديهم فضول عالي وفطري لتعلم وفهم كل ما هو جديد وغريب عنهم.
- مرحلة النمو المعرفي والإدراكي: تتميز مرحلة الطفولة بالنمو العقلي السريع والقدرة العالية على معالجة المعلومات الجديدة وتخزينها وحفظها، وهذا ما يجعل تطور المهارات المعرفية والقدرات الإدراكية أكبر ما يمكن في هذه المرحلة، حيث تتعلق القدرة على التفكير المنطقي والتركيز والتذكر والتعلم وحل المشكلات بشكل كبير بما يعيشه ويتعلمه كل شخص بمرحلة الطفولة، وبالتالي كلما كانت مرحلة الطفولة ذات شروط صحيحة كلما امتلك الشخص قدرات ومهارات عقلية ومعرفية أفضل.
- مرحلة النمو الاجتماعي والعاطفي: تسهم مرحلة الطفولة بشكل كبير في بناء الشخصية الاجتماعية لكل إنسان خصوصاً في مرحلة الطفولة المبكرة، فعلى الأهالي دوماً الحرص على تلبية محيط اجتماعي مناسب للطفل يستطيع من خلاله اللعب والاستماع والتواصل والتفاعل اجتماعياً.
- تشكيل هوية الطفل: تبني مرحلة الطفولة لبنات الهوية لكل إنسان، ويرجع الكثير من صفات شخصية الأفراد لما عاشوه في مرحلة الطفولة، لذا يكون الاهتمام بتفاصيل مرحلة الطفولة ضرورة وتتطلب من الأهل المراقبة والعناية المستمرين حتى لا تتضعضع شخصية الطفل بأي طريقة وتؤثر عليه مستقبلاً.
- الصحة البدنية: الاعتناء بصحة الطفل في مراحله الأولى حاجة ملحة لأن مرحلة الطفولة هي مرحلة النمو والتطور الجسدي والبيولوجي، فكلما كانت صحة الأطفال أفضل كلما كان النمو في شكله الصحيح وكلما قلت مخاطر الأمراض والمشاكل الصحية المستقبلية.
- المهارات اللغوية: مرحلة الطفولة تعتبر من المراحل العمرية الأنسب والأفضل لتعليم اللغات المختلفة فأدمغة الأطفال أكثر مرونة وقابلية لإدراك المفردات اللغوية وتوظيفها بشكل صحيح وحفظها، مثل التحدث والفهم والكتابة والقراءة.
- المهارات الحسابية: يستطيع الأطفال تطوير المهارات الحسابية والرياضية بسن مبكرة، وذلك يساعدهم بتمرين العقل بشكل جيد في مرحلة الطفولة ويقوي قدراتهم الحسابية الذهنية مستقبلاً.
- المهارات الفردية: مثل الاعتماد على الذات وتحقيق الاستقلالية تدريجياً وتحمل مسؤولية بعض الأمور الشخصية كالدراسة والذهاب للمدرسة وغير ذلك.
- المهارات العاطفية: مثل التعامل مع المشاكل والضغوط المحيطة، والوعي العاطفي الذي يشمل القدرة على فهم وتقدير مشاعر الآخرين، بالإضافة إلى التعبير عن المشاعر والأفكار على اختلاف أشكالها.
- القيم والمبادئ: كذلك تعتبر فترة الطفولة منذ بدايتها مهمة لبدء تلقين الطفل المبادئ والقيم المختلفة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، حيث يستطيع الطفل استيعابها وفهمها والالتزام بها أكثر من أي وقت آخر.
في هذا الفيديو يقدم الدكتور عبد الرحمن ذاكر تعريفاً مفتاحياً للطفولة بوصفها "مرحلة التطفُّل" التي يكون فيها الطفل متعلّقاً بذويه ومحيطه تعلّقاً قسرياً من حاجته المباشرة للرعاية من قبلهم، ويرى أن فهم هذا التعريف من شأنه تفسير عملية التربية والدور الذي يجب أن يقوم به الأهل والمربون، لنقل الطفل من حالة "الكائن العلقة الطفيلي" إلى حالة "الشخصية المستقلة أو الكائن المستقل". شاهد الفيديو من خلال النقر على علامة التشغيل أو من خلال الانتقال إلى حِلّوها تي في عبر النقر على هذا الرابط: "ما معنى الطفولة؟ وكيف يؤثر فهم المعنى على التربية؟ مع د.عبد الرحمن ذاكر"