معاملة زوج الأم السيئة وكيف تتصرف الأم وأبناؤها

كثيراً ما يتم الشكوى من معاملة زوج الأم السيئة لأبناء الزوجة، وهذا يكون له الكثير من الآثار السلبية على جميع أفراد الأسرة سواء الطفل نفسه أو أخوته أو حتى والدته، وقد يستمر تأثير معاملة زوج الأم السيئة حتى بعد أن يكبر الطفل، في هذا المقال نتحدث عن أبرز أشكال إساءة المعاملة من قبل زوج الأم وكيف يجب أن تتصرف الأم مع زوجها الذي يسيء معاملة أبنائها.
- الإهمال العاطفي: تنتشر ظاهرة الإهمال العاطفي كأبرز صورة من صور سوء معاملة زوج الأم لأبناء زوجته، حيث لا يعامله معاملة الأب الذي يعطيه الشعور بالأمان والحب والحماية أو يتقرب منه ويجيب على أسئلته ويشعره بوجوده، في مختلف الأنشطة والرغبات والأحلام والمناسبات.
- تفضيل الأبناء البيولوجيين عليه على ابن الزوجة: غالباً لن يشعر زوج الأم بالعاطفية تجاه ابن زوجته كما هي تجاه أبنائه البيولوجيين، وقد يفرق بينهم سواء عن قصد أو غير قصد بطريقة تسبب غيرة الطفل وشعوره بالتمييز والافتقاد للأب.
- الإيذاء النفسي والعاطفي: أحياناً يكون لدى زوج الأم مشاعر سلبية تجاه أبناء زوجته، أو سلوك تربوي خاطئ، يجعله يتعامل معهم بطريقة سيئة تسبب لهم الإيذاء النفسي والعاطفي، مثل كثرة الانتقاد، أو التحقير، والإساءة اللفظية، أو توجيه اتهامات سيئة، أو تحميل الطفل مسؤوليات لا تناسب عمره.
- التقليل من شأن ابن الزوجة أو التقليل من ثقته بنفسه: فرض السيطرة والتسلط بأسلوب قاس يمكن أن يعتمده زوج الأم أحياناً، أو تعمد تهميشه أو عزله عن الأسرة، والتقليل من شأنه وافعاله وانجازاته وعدم تشجيعه على الدراسة أو القيام بأي شيء يحبه، يؤدي لتقليل ثقة الطفل بنفسه وبأهله وفقدان احترامه لذاته.
- الإساءة اللفظية لأبناء الزوجة: من صور المعاملة السيئة لزوج الأم أيضاً هي الإساءة اللفظة دائماً من خلال كثرة الصراخ والتوبيخ المستمر، واستخدام ألفاظ مهينة أو تحقير الطفل، أو التهديد بالعقاب أو الطرد من المنزل.
- الإيذاء الجسدي: يعتبر العنف من أسوء صورة سوء معاملة الطفل من قبل زوج الأم، فسواء كطريقة سلبية في التربية أو نتيجة مشاعر سلبية تجاه الطفل قد يقوم زوج الأم بتعنيفه بالضرب أو الإيذاء كوسيلة للعقاب، أو إرهاقه بأعمال شاقة دون داع، أو تعذبيه بوسائل مثل الحرمان من النوم، أو الحرمان من الجلوس أو الخروج من المنزل، أو تناول الطعام.
- استغلال الطفل: قد يقوم بعض ازواج الأمهات باستغلال أبناء الزوجة حتى وهم أطفال، فقد يقوم مثلاً بإجبارهم على القيام بمهام تتجاوز عمره أو مسؤولياته، أو استغلاله مالياً ومادياً دون مراعاة احتياجاته.
- إبعاد ابن الزوجة عن أمِّه: الطفل الصغير يكون متعلق بأمه بشكل كبير، وابعاده عن أمه من قبل زوج الأم، بسبب كرهه له أو مشاعره السلبية نحوه، أو رغبته بأن يبقى مع زوجته وحدهما، خاصة إذا كان صغير أو يعاني من حالات مرضية أو يمر بأزمات عاطفية أو مخاوف تجعله بحاجة لأمه بقربه، يعتبر هذا أيضاً من الصور السيئة للمعاملة.
- التحرش الجنسي: في بعض الأحيان قد يكون زوج الأم يعاني من مشاكل نفسية أو عاطفية، أو مدمن على الكحول والمخدرات، وهذا يمكن أن يسبب قيامه بالتحرش بأبناء زوجته خاصة الفتيات، ويوجد حالات كثيرة من هذا النوع.

الحصول على الحماية: إذا كانت سوء المعاملة بصورة عنف جسدي، فيجب إبلاغ شخص موثوق فوراً (الأم، قريب، معلم، أو حتى الشرطة إذا لزم الأمر)، أو الجد أو حتى الجيران لإنقاذ النفس.
نقل مكان الإقامة: في حال كان الأمر متاحاً والطفل بعمر مناسب لاتخاذ القرار، ويتعرض للمعاملة السيئة من قبل زوج الأم، فيمكن أن يطلب نقل مكان اقامته مثل الذهاب للإقامة عند الأب إذا كان موجود، أو عند الجدين إذا كان ذلك متاحً.
إخبار الأم بما يجري: يجب أن يقوم الطفل بإخبار أمه بصراحة كيف يشعر بسبب تصرفات زوجها، ويجب أن تفهم مدى تأثير معاملته السيئة، والطلب منها أن تتدخل، وإذا لم تستجب فيحب محاولة التحدث مع شخص آخر موثوق به في العائلة.
تجنب الاستفزاز أو الظهور بمظهر ضعف: على الطفل أن يتجنب تعمد استفزاز زوج والدته، خاصة إذا كانت العلاقة بينهما سيئة، وبنفس الوقت لا يجب الرضوخ وابداء الضعف، حيث أن كل سوء تصرف من قبله سوف يتم اخبار الأم والعائلة عنه.
الاهتمام بالذات: في حال تعرض الطفل أو المراهق لمعاملة سيئة من قبل الزوج الأم، فهذا يسبب له ضغط نفسي وعاطفي كبيرين، لذا يجب أن يهتم بنفسه بعيداً عم زوج والدته، بأن يفعل الأشياء والأنشطة التي يحبها، ويهتم بدراسته ومستقبله، حتى يقلل قدر المستطاع من مساوئ هذه المعاملة السيئة.
- حاولي حماية أطفالك من أي إساءة قد يتعرضون لها من زوجكِ، بوضع حدود واضحة للمعاملة المقبولة وغير المقبولة.
- بناء علاقة أفضل بين زوج الأم والأطفال، بتوضيح دوره بالنسبة له وللأطفال بأنه أب بديل، وليس كخصم أو منافس لهم.
- الإصرار على الربط بين محبتك ومحبة أبنائك، حتى يشعر زوجك بالمسؤولية تجاه الأبناء.
- تعليم الأبناء احترام زوج الأم والتقرب منه والتودد إليه، فهذا من شأنه أن يحسن نظرته نحوهم وبالتالي معاملته لهم.
- يجب أن يشعر الطفل أن أمه تدعمه وتحبه، حتى لو كان زوجها يسيء معاملته.
- حاولي أن تكوني أنتِ المسؤولية عن تربية أبنائك ورعاية شؤونهم، إذا لم يبد زوجك إيجابية في ذلك.
- في حالة الإساءة الجسدية أو العنف والضرب فيجب التدخل بحزم من خلال التحدث مع العائلة وفي الحالات الشديدة، يمكن اللجوء إلى الجهات المختصة لحماية الطفل.
- أعيدي تقييم علاقتك مع زوجك، فإذا لم تجد حل للمعاملة السيئة تجاه ابنائك، يمكن دراسة خيارات الانفصال.

- الغيرة والمنافسة: قد يشعر زوج الأم أحياناً بالغيرة من أطفال زوجته، خاصة إذا كانت الزوجة تمنحهم الكثير من الاهتمام، فبعض الرجال يرون الأبناء كعائق أمام علاقتهم بزوجاتهم، ما يجعله يشعر بالغيرة قد تؤدي لمعاملتهم بصورة سيئة.
- الشعور بعدم مسؤوليته عنهم: بعض أزواج الأمهات لا يشعرون بأنهم ملزمون برعاية أبناء ليسوا من صلبهم، وقد يعتقد أن تربية الأطفال مسؤولية الأم فقط أو أن الأب البيولوجي هو المسؤول عنهم، وهو غير مضطر للتعامل معهم بطريقة جيدة، وهذا يؤدي لإهمالهم في مختلف الحاجات والنواحي المعيشية أو العاطفية.
- المشاكل المالية والضغوط الحياتية: إذا كان زوج الأم ضعيف الحال مادياً ويعاني من ضغوط مالية، فقد يرى أطفال زوجته عبئاً إضافياً يزيد من مسؤولياته، وقد يشعر بأن إنفاق المال عليهم ليس من واجبه فيعالمهم بطريقة سيئة حتى ينتقلوا للعيش مع أبيهم أو أجدادهم.
- معاناة زوج الأم من مشاكل نفسية أو شخصية: بعض الرجال يكون لديهم مشاكل في السيطرة على العواطف مثل الغضب أو ميول عدوانية، قد يكون نشأ في بيئة قاسية، فيكرر نفس المعاملة التي تعرض لها على الآخرين وخاصة أن أبناء الزوجة خاصة أنه لا يراهم أبنائه وبالتالي فإن عاطفته نحوهم لا توقفه عن سوء المعاملة.
- تأثيرات المجتمع والعائلة على زوج الأم: بعض الثقافات أو المجتمعات تغرس فكرة أن أبناء الزوجة ليسوا مثل الأبناء البيولوجيين، ويمكن أن يتأثر زوج الأم بآراء عائلته أو أصدقائه الذين يقللون من أهمية دوره كأب بديل.
- الشعور بأن وجودهم يعوق رغباته: الزوج له الكثير من الحاجات العاطفية والزوجية والاجتماعية التي يريد تلبيتها من قبل زوجته، مثل الجلوس جلسات رومنسية، أو الخروج في زيارات وحدهما أو رحلات، أو أن يقوموا بأنشطة جنسية تحتاج لأن يكونا وحدهما في المنزل، ووجود أطفال الزوجة قد يعيق مثل هذه الرغبات لزوج الأم، وبالتالي يكوّن مشاعر سلبية نحوهم قد تجعله يسيء معاملتهم.
- تأثر الطفل نفسياً وعاطفياً: سوء معاملة زوج الأم يسبب تأثيرات نفسية وعاطفية كثيرة للطفل، مثل انخفاض الثقة بالنفس والشعور بعدم الأمان، وزيادة معدلات القلق والاكتئاب، أو تكوين مشاعر كره أو استياء تجاه الزوج أو حتى الأم.
- تأثر الطفل سلوكياً واجتماعياً: يمكن أن ينتج عن معاملة زوج الأم لأطفالها بصورة سيئة، ظهور سلوكيات مثل العزلة والانطواء أو العنف تجاه الآخرين، أو التمرد والمشاكل السلوكية في المدرسة أو المنزل، وضعف القدرة على بناء علاقات صحية مستقبلاً.
- تراجع الأداء الدراسي: المعاملة السيئة التي يتلقاها الطفل من زوج أمه غالباً تؤدي إلى تراجع الأداء الدراسي لديه وذلك بسبب التوتر والضغط النفسي المستمر الذي يشعر فيه، الذي يسبب فقدان الحافز على التعلم والتطور.
- تأثر الأم نفسياً وعاطفياً: حتى الأم تتأثر بالمعاملة السيئة التي يتعرض لها طفلها من قبل زوجها، وقد يتجلى هذا التأثير بالشعور بالذنب بسبب معاناة أطفالها، وضغط نفسي شديد بين رغبتها في حماية أبنائها والحفاظ على زواجها، واحتمالية التعرض للعنف اللفظي أو النفسي من الزوج.
- تفكك الأسرة: غياب الانسجام بين أفراد الأسرة بسبب التوتر والصراعات الناتجة عن معاملة زوج الأم السيئة للأطفال، تسبب انتشار المشاعر السلبية مثل الكره والاستياء، واحتمالية انفصال الأم عن الزوج بسبب كثرة المشاكل.
- عدم استقرار المنزل: أجواء مشحونة ومليئة بالمشاكل والصراخ، فقدان الشعور بالدفء والأمان داخل العائلة.
- الخلافات المستمرة بين الزوجين: المعاملة القاسية لأبناء الزوجة تسبب تكرار المشاكل بين الزوج والزوجة بسبب معاملة الأطفال، ودخول الأم في صراع بين الدفاع عن أطفالها أو الحفاظ على الزواج.
- الطلاق أو الانفصال: إذا لم تشعر الأم أنه يوجد مجال للتفاهم أو حلول وتحسن سلوك زوجها تجاه أبنائها، فقد يؤدي الأمر إلى الطلاق، حتى لو استمرت العلاقة، قد تصبح باردة ومليئة بالضغوط.