التعامل مع أبناء الزوجة ودور زوج الأم في التربية

الزواج من مطلقة أو أرملة ولها أبناء والتعامل مع أبناء الزوجة، العلاقة بين أبناء وبنات الزوجة وزوج الأمّ، ونصائح لزوج الأم في التعامل مع أبناء زوجته
التعامل مع أبناء الزوجة ودور زوج الأم في التربية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الزواج من مطلقة أو أرملة لها أبناء يضع مسؤوليات إضافية على عاتق الزوج، حتى وإن لم يعش الأبناء في كنف زوج الأمِّ وتحت رعايته؛ تظل مسؤولية زوج الأمِّ قائمة تجاه أبناء الزوجة على اعتبارهم أخوّةً لأبنائه من جهة، وعلى اعتباره زوجاً لأمّهم وفرداً من أسرتهم من جهة أخرى.
سنحاول أن نحلل العلاقة بين أبناء الزوجة وزوج الأمِّ وكيفية التعامل مع أبناء الزوجة للحفاظ على استقرار الأسرة. بطبيعة الحال نتحدث في هذا المقال عن أبناء الزوجة الأطفال أو المراهقين، لأن وجود أبناء بالغين أو كبار للزوجة يجعل العلاقة مع زوج الأمّ مختلفة تماماً وخاضعة لنوع آخر من التقاليد الاجتماعية إن صح التعبير.

يجب رسم حدود العلاقة بين أبناء الزوجة وزوج الأم في مرحلة مبكرة من الزواج أو حتى قبل الزواج إن كان ذلك ممكناً، وأهم الأمور التي يجب حسمها بالاتفاق مع الزوجة التي لها أبناء من زواج سابق هي:

  • أين سيسكن أبناء الزوجة: الاتفاق على مكان سكن أبناء الزوجة من العوامل الأساسية في رسم حدود العلاقة بين أبناء الزوجة وزوج الأمّ، ويجب أن يكون هذا الاتفاق واضحاً من البداية، هل سيسكن الأبناء مع زوج الأم في مسكن واحد، أم سيقضون وقتاً متساوٍ بين السكن عند أمّهم وزوجها والسكن عند أبيهم، أم أن وجودهم في بيت زوج الأم سيكون زيارة أسبوعية أو شهرية. فكل حالة من هذه الحالات تتطلب ترتيباً مختلفاً، وعلى زوج الأم أن يتحمّل مسؤولية هذا الاتفاق، فإذا وافق على سكن أبناء الزوجة معه؛ لا يرجع ويعترض بعد فترة ويحاول التملص والتخلص من أبناء زوجته.
  • نفقات أبناء الزوجة: النفقات من الخلافات الأساسية عند الزواج بامرأة لها أبناء من زواج سابق، لذلك يجب أن يتفق زوج الأم مع زوجته بشكل واضح على قضية النفقات، وهل هو قادر -وراغب- على تحمل نفقات أبنائها أو جزء من هذه النفقات، وبطبيعة الحال هذا الاتفاق يجب أن يكون عن طيب خاطر وأن يكون مستقراً على الأمد الطويل، ولا يجب أن يتحول تطوّع زوج الأم في النفقات إلى وسيلة ابتزاز بين الزوجين.
  • زيارات أبناء الزوجة: من الأمور المهمة أيضاً تنظيم زيارات أبناء الزوجة، سواء كانوا يسكنون في بيت أبيهم ويزورون أمّهم، أو يسكنون في بين زوج الأم ويزورون والدهم، فهذه الزيارات يجب أن يتم الاتفاق عليها بشكل مسبق لتجنب وضع الأطفال في مواقف مؤذية لهم، وتؤثر على علاقتهم بالأم وزوجها.
  • سلطة زوج الأم على أبناء الزوجة: خصوصاً عندما يسكن أبناء الزوجة في بيت زوج الأم، يجب أن يتفق الزوجان في هذه الحالة على حدود سلطة زوج الأم وما يحق له التدخل به، وهل يجب أن يتعامل مع أبناء زوجته كأب بديل، أم يكتفي بفرض قواعد البيت العامة عليهم دون تدخل بتربيتهم وأمورهم الشخصية.
  • العلاقة مع الزوج السابق "والد الأبناء": في حال الزواج من مطلقة ولها أبناء من المهم تحديد شكل العلاقة مع والد الأبناء، وإن كان زوج الأم قادراً على التواصل مع والد الأبناء أو يسمح لزوجته بالتواصل معه في الأمور التي تتعلق بتربية أبنائه ونفقاتهم ومشاكلهم.
  • التعامل مع بنات الزوجة: العلاقة بين زوج الأم وبنات الزوجة الإناث أكثر تعقيداً من علاقته بأبناء الزوجة الذكور، وذلك لعدة اعتبارات اجتماعية ودينية، من هذا الباب على زوج الأم أن يكون متفهّماً لحساسية العلاقة مع بنات الزوجة وطريقة التعامل معهن، ويجب أن يتأكد من رضى زوجته وموافقتها على أسلوب التعامل مع بناتها، وفي بعض الحالات لا مفر من التواصل مع والد البنات أيضاً ليكون كل شيء واضحاً ومبنياً على التفاهم بما يصب في مصلحة البنات أولاً وفي مصلحة الأسرة ككل.
animate
  • زوج الأم مسؤول عن علاقتها بأبنائها: فالحالة الطبيعية ألّا يكون الأبناء مرتاحين لزواج أمّهم، وأن يشعروا بالتخلي عنهم وأنانية والديهم بالانفصال وبحث كلّ منهما عن حياته، وهنا يكون تعامل زوج الأم مع أبناء الزوجة حاسماً في الحفاظ على علاقة طبيعية وصحية بين الأم-الزوجة وأبنائها.
  • قد يكون زوج الأمّ "أب بديل": خاصّةً في حالات الزواج من أرملة لها أبناء، حيث يعتبر زوج الأمّ بديلاً عن الأب الحقيقي، هذا لا يعني أن يجبر زوج الأم أبناء زوجته على معاملته كأبٍ لهم؛ لكن يجب أن يفكر دائماً بحاجتهم لوجود الأب في حياتهم، ويستغل هذه الحاجة لإنشاء علاقة طبيعية وأسرة مستقرة، وحتى في حالة وجود الأب الحقيقي قد يحتاج الأبناء لرعاية أبويّة من زوج الأم.
  • تعويض أبناء الزوجة عن الحرمان: هناك مسؤولية أخلاقية تقع على عاتق الزوج بتعويض أبناء الزوجة عن الحرمان العاطفي الذي عاشوه بسبب انفصال الوالدين، ومحاولة تأمين جو أسري مناسب لهم، نظرياً لا يمكن لأحد إجبار زوج الأم على تعويض أبناء الزوجة عاطفياً، لكن عملياً هذا الاهتمام والتعويض يعتبر عاملاً أساسياً ببناء أسرة طبيعية ومستقرة يكون أبناء الزوجة جزءاً منها.
  • تربية الأبناء وأبناء الزوجة معاً: من مسؤوليات زوج الأم تجاه أبناء الزوجة تحقيق المساواة بينهم وبين أبنائه في حال تربيتهم جميعاً في نفس البيت، سواء كان الأبناء أخوة من نفس الأم أو أخوة في السكن والأسرة فقط، ويجب أن يلعب الزوجان دوراً إيجابياً في تقوية العلاقة بين الأخوة غير الأشقاء حفاظاً على استقرارهم النفسي واستقرار الأسرة.
  • زوج الأم مسؤول عن سلامة وأمن أبناء الزوجة: سواءً كانت إقامة أبناء الزوجة دائمة عند أمهم أو مؤقتة، يعتبر زوج الأم المسؤول الأول عن أمان وسلامة أبناء الزوجة، وحمايتهم من الأخطار المختلفة، كما يكون مسؤولاً حمايتهم من التنمر من أفراد أسرته أو المحيطين به.
  1. لا تحاول فرض نفسك "أب بديل": من الأخطاء التي يرتكبها زوج الأم أحياناً محاولة إجبار أبناء الزوجة على التعامل معه كأب بديل عن والدهم الحقيقي -سواءً كان الوالد موجوداً أم لا- وقد يعتقد زوج الأم أن هذه الطريقة تقرِّبه من الأبناء.
    عملياً لا يجب أن تطرح نفسك كأب بديل بل كزوج أمٍّ جيد وجدير بالاحترام والتقدير، واترك لهم حرية الاختيار باعتبارك أباً لهم أو زوج أمّ، حتى على مستوى الخطاب وأسلوب الحديث لا تجبرهم على لقب "بابا".
  2. الزوجة لها أولوية وضع القواعد لأبنائها: بطبيعة الحال تريد كرجل أن تضع قواعد للبيت وهذا حقك بل واجبك، لكن فيما يتعلق بالتعامل مع أبناء الزوجة من الأفضل أن تكون الأم هي المسؤول المباشر الذي يفرض عليهم هذه القواعد، ويمكنك الحديث مع زوجتك وتقديم الملاحظات لها من خلف الستار لتكون هي المسؤولة عن تنبيه أبنائها أو تطويعهم للالتزام بقواعد البيت.
  3. الاحترام هو أساس العلاقة مع أبناء الزوجة: لا يمكنك إجبار أبناء الزوجة على حبك أو الشعور نحوك بمشاعر إيجابية، لكن ما لا يمكن التسامح به هو الاحترام، فأول ما يجب أن تطلبه من زوجتك وأبنائها هو الحفاظ على الاحترام في التعامل، والباقي يمكن الحصول عليه مع الوقت، وحتى إن لم تكن العلاقة مثالية مع أبناء الزوجة سيكون الاحترام كافٍ لبناء أسرة مستقرة.
  4. احترم مشاعر أبناء الزوجة تجاهك: يجب أن تتفهّم المشاعر السلبية أو حتى مشاعر الكره عند أبناء الزوجة، فأنت منافس لوالدهم وربما يحمِّلونك جزء من مسؤولية دمار أسرتهم حتى وإن كنت لا تعرفهم قبل ذلك، لذلك لا تحمل ضغينة في قلبك تجاه الأطفال الصغار إذا لم يبادلوك المحبة أو عبّروا عن الكره والضغينة، الزمن سيجعلهم أكثر تقبلاً لوجودك في حياتهم، وطريقة تعاملك معهم ستغير مشاعرهم تجاهك؛ للأحسن أو للأسوأ!
  5. لا تحاول قطع علاقة أبناء الزوجة مع والدهم: يجب أن تدعم وجود الأب في حياة أبناء الزوجة ولا تحاول أن تؤثر على علاقتهم به أو تمنعهم عنه وتمنعه عنهم، إذا كنت تشعر بالضيق لرؤية طليق زوجتك أو التواصل معه؛ خذ موقفاً حيادياً وتحدث مع زوجتك عن مشاعرك، لكن لا تمنع الأطفال عن أبيهم أو تحاول التأثير على مشاعرهم تجاهه.
  6. كن حكيماً في فرض قواعد جديدة: أبناء الزوجة معتادون على قواعد بيتهم قبل انفصال الوالدين أو رحيل الأب، ومن الحكمة أن تتعرف أكثر إلى هذه القواعد والعادات، وتبدأ بتغييرها بشكل تدريجي وبطيء بما يتناسب مع قواعدك في بيتك -التي ستصبح قواعدهم عمّا قريب- ولا تحاول أن تغيّرهم بين ليلة وضحاها.
  7. لا تتحدث عنهم أمام الآخرين: من أكثر التصرفات إيذاءً للأبناء أن تتحدث عنهم وعن مشاكلهم أمام الآخرين، تأكّد أن تحتفظ بأسرار أبناء الزوجة وبخصوصيات مشاكلك معهم ومع والدتهم في بيت الزوجية، ولا تتنقد سلوكهم بشكل علني أو تنتقد تربيتهم أمام الآخرين.
  8. لا تسمح للآخرين بالتدخل: قد يحاول بعض المحيطين بك التدخل بتربية أبناء زوجتك، مثل أخوتك أو والديك، وربما يحاولون لعب دور الأعمام والعمات أو الجدين عن طيب نية، لكن مع ذلك الأفضل ألّا يتدخل أحد بأبناء الزوجة، لأنهم بالكاد يتقبلون وجودك في حياتهم خاصة في المرحلة الأولى، ولن يكون من الحكمة إجبارهم أيضاً على الانصياع لتدخلات محيطك الاجتماعي وأسرتك الكبيرة كأسرة بديلة!
  9. حافظ على خصوصيتهم: لا تنسَ أن أبناء الزوجة ليسوا أبناءك، ويجب أن تحترم خصوصيتهم وحساسيتهم تجاه هذه الخصوصية، اقرع عليهم الباب مثلاً قبل الدخول إلى غرفتهم، ولا تحاول مراقبتهم أو التنصت عليهم، مع أن هذه التصرفات مطلوبة حتى مع الأبناء؛ لكنها أكثر أهمية في التعامل مع أبناء الزوجة.
  10. تعامل معهم كأطفال وليس كخصوم! قد يتصرف أبناء الزوجة تصرفات مزعجة وطائشة، لا تتعامل مع الأمر كأنه مسألة شخصية أو خصومة ويجب أن تنتصر في نهايتها، بل يجب أن تفهم دوافعهم الحقيقية لهذه التصرفات وأن تتعامل معهم كأطفال تعرضوا لصدمة انفصال الوالدين أو فقدان الأب، وليس كخصوم وأنداد.
  11. التفاهم على الحلول في الكواليس: مهما كانت طبيعة المشاكل التي تواجهك في التعامل مع أبناء الزوجة؛ يجب أن يتم وضع الحلول بالاشتراك مع الزوجة -أمّهم- في الكواليس، وحاول ألّا يحصل خصام أو شجار مع زوجتك أمامهم خصوصاً إن كانوا هم السبب.
  12. اطلب المساعدة: لا تتردد في طلب المساعدة من مختصي التربية والعلاقات الأسرية، أو أصحاب التجارب السابقة، حاول أن تحصل على بعض النصائح التخصصية التي تساعدك على بناء علاقة صحية مع أبناء الزوجة.

فهم أسباب مشاعر الكره أو المشاعر السلبية تجاه زوج الأم سيساعدك ويساعد زوجتك على التعامل مع الأبناء بشكل أفضل وتصحيح العلاقة، وأبرز هذه الأسباب:

  • الصورة النمطية لزوج الأم والتي تأثر بشكل كبير على الموقف المسبق عند أبناء الزوجة، وتعزّز خوف أبناء الزوجة من إساءة المعاملة وزوج الأم الشرير قد يجعلهم أكثر عدوانية من باب الدفاع عن النفس!
  • التنمر على الأبناء بسبب زواج الأم، وقد يجدون هذا التنمر من الأصدقاء والأقران أو حتى من الأقارب، ويجب أن يتمتع زوج الأم والأم بالحكمة الكافية لمساعدة الأبناء على مواجهة هذا النوع من التنمر.
  • تحريض الأبناء على زوج الأم من قبل أقاربهم خصوصاً أقارب الأب، وفي بعض الحالات يحاول الأب أن يحرِّض أبناءه على زوج أمهم من باب حمايتهم أو الحفاظ على دوره في حياتهم، وهنا تظهر أهمية التنسيق مع الأب إن كان ذلك ممكناً.
  • تحميل زوج الأم مسؤولية انهيار الأسرة، فحتى إن كان الطلاق واقعاً بين الأب والأم منذ زمن؛ يتمسك الأبناء بأمل استعادة أسرتهم ورجوع الأبوين إلى بعضهما، لكن عند زواج الأم ينتهي هذا الأمل، وقد يحمّل أبناء الزوجة مسؤولية انهيار أسرتهم بشكل نهائي لزوج الأمّ.
  • رفض وجود أب آخر في حياتهم والشعور بالمنافسة بين الأب البيولوجي وزوج الأم، وحتى في حال وفاة الأب يشعر الأبناء بالضيق عند محاولة تقديم زوج الأم كبديل لوالدهم المتوفى.
  • إهمال الأم لأبنائها بعد الزواج وانخفاض اهتمامها بهم لصالح اهتمامها بأسرتها الجديدة، ويجب أن يلعب زوج الأم دوراً إيجابياً بتحفيز الأم على الاهتمام بأبنائها حتى أكثر من العادة.
  • قسوة زوج الأب أو التعامل الخاطئ مع أبناء الزوجة، فالنيّة الحسنة وحدها لا تكفي، ولا بد أن تعبِّر عن النيّة الحسنة تجاه أبناء الزوجة بشكل صحيح وملائم.
  • التغيرات الكثيرة في حياة أبناء الزوجة تؤثر على استقرار مشاعرهم ليس تجاه زوج الأم وحسب؛ بل تجاه الأم والأب أيضاً، ويجب أن يكون الجميع متعاطفاً مع الأبناء ومشاعرهم السلبية نتيجة التغيرات الكبيرة في حياتهم.

في إحدى الاستشارات التي وصلت إلى مجتمع حِلّوها؛ يقول صاحب الاستشارة أنه تزوج من امرأة مطلقة ولها طفل عمره خمس سنوات، وكان شرط الزوجة أن يبقى الطفل معها فوافق الزوج، لكن بعد فترة بدأ زوج الأم يشعر بالضيق من وجود ابن زوجته ويرغب بإرساله لأبيه، ولا يعرف إن كان يجب عليه المحاولة أكثر للتقرب من الطفل واستيعاب وجوده، أم الإصرار على إرساله لوالده.
اقرأ الاستشارة كاملة وآراء الخبراء والقراء من خلال النقر على هذا الرابط.

في قصة أخرى من مجتمع حِلّوها يشكو زوج الأم من ضغط أبنائه عليه ليتوقف عن الإنفاق على أبناء زوجته، يقول أنه تزوج من امرأة مطلقة لها أبناء، وقام بتربية أبنائها مع أبنائه والإنفاق عليهم لأن والدهم لا يستطيع تحمل نفقتهم، واستمر هذا الحال 10 سنوات، لكن بعد أن كبر أبناء الرجل من زواجه الأول صاروا يضغطون عليه أنهم أحق بماله من أبناء زوجته.
اقرأ الاستشارة الكاملة من خلال النقر على الرابط.

المراجع