كيفية التخلص من النحس وما سبب النحس وسوء الحظ!

يعتبر النحس من أقدم المعتقدات الشائعة والسائدة والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالثقافة الشعبية للمجتمعات المختلفة، حيث تربط بعض الثقافات النحس بالرموز والأرقام أو أنواع من الحيوانات أو بالسحر والماورائيات، ورغم المحاولات المستمرة لتفسير النحس كحالة خارجة عن إرادة الشخص "المنحوس" ما يزال التفسير الأدق أنه مجرد شعور داخلي ورد فعل على الأحداث المتتالية وتفسيرها بطريقة مختلفة!
لا يوجد ما يدل على وجود النحس بوصفه حقيقة علمية أو ظاهرة واضحة، وغالباً ما تفسير الثقافات النحس بطرق مختلفة ومتباينة، فبعض الثقافات تتشاءم من البومة على سبيل المثال وتعتبرها نذير شؤم وسبباً للنحس، فيما تنظر إليها ثقافات أخرى بوصفها جالبة للحظّ الجيد ورمزاً للتفاؤل!
من جهة أخرى يعتقد بعض علماء النفس أن الإيمان بالنحس وسيلة دفاعية يلجأ لها الإنسان للتقليل من دوره أو دور الأشخاص المحيطين به بالحوادث التي يتعرض لها، ويحاول من خلال ادّعاء النحس إعادة رواية القصة بطريقة مختلقة تقلل من وضوع العوامل التي قادت إلى الفشل أو الأزمة، أو حتى البحث عن تفسير ما ورائي يقلل من الضغط النفسي والأسئلة.
هذه الخطوات تجمع بين الإجراءات التي تعالج الشعور بالنحس من الناحية النفسية وفي نفس الوقت تقدم النصائح الشائعة التي يعتقد أنها تساهم في إزالة النحس:
- إعادة ضبط التفكير: الكثير من مشاعر النحس ترتبط بأسلوب التفكير السلبي والتعميمي مثل القول (كل شيء ضدي أو أنا دائماً أفشل) لذا فإن الخطوة الأولى هي تحليل المواقف بموضوعية وفصل الأحداث السيئة عن الهوية الذاتية، واستخدام لغة داخلية أكثر توازناً.
- تحديد نمط السلوك المتكرر: تتبع القرارات الخاطئة أو السلوكيات العشوائية المتكررة يساعد في كشف مصدر الإخفاق، في بعض الأحيان لا يكون النحس إلا نتيجة عادات غير فعالة لم يتم إدراكها، وهي ما تؤدي إلى فشل التوقعات أو الأهداف وإلقاء اللوم على النحس وسوء الحظ.
- اللجوء لله تعالى والمواظبة في الدعاء والعبادة: من المنظور الديني يُنصح بالمداومة على الأذكار، والصلاة، وقراءة القرآن، وخاصة سورة البقرة، وآية الكرسي، والمعوذات، وقد ورد أن الذكر يُزيل الهموم ويمنع تأثير الحسد والعين والشرور الغيبية، وإحسان الظن بالله تعالى والإيمان بعدله يزيل شعور النحس وسوء الحظ.
- البحث عن أشخاص إيجابيين: التواصل مع أشخاص داعمين وإيجابيين يساعد على كسر نمط العزلة والتشاؤم، فمجال الطاقة الذي يخلقه المحيط الاجتماعي له أثر كبير على النفس، كما أن وجود أشخاص محبطين وسلبيين يزيد الشعور بالنحس وسوء الحظ.
- طلب المساعدة النفسية أو الاستشارة: يما أن مشاعر النحس وسوء الحظ غالباً ما تكون انعكاساً نفسياً لطريقة التفكير أو آثار الأحداث السابقة والتجارب المتراكمة، فإن طلب الاستشارة النفسية يساعد بشكل كبير في التقليل من هذه المشاعر وإعادة إخضاع ما يحصل معك للمنطق والتفكير الموضوعي.
- التخلص من مصادر الطاقة السلبية: من المعتقدات الشعبية الشائعة أن بعض التفاصيل في الحياة تزيد من النحس والطاقة السلبية، مثل الفوضى، والكراكيب، والأشياء المرتبطة بذكريات مؤلمة، والروائح الثقيلة، فالتغيير المادي للبيئة بالترتيب، والطلاء، وإدخال النباتات للديكور، أو تحسين الإضاءة، يمكن أن يُحدث تحولاً نفسياً كبيراً.
- العمل على أهداف صغيرة قابلة للتحقيق: الشعور بالحظ السيء يتعزز مع الفشل المتكرر، لذا فإن تحقيق إنجازات صغيرة يومية يرمّم الثقة بالنفس ويكسر دائرة الإحباط، لذا ينصح بالعمل على أهداف قابلة للتحقق، بهدف تعزيز الشعور بالإنجاز والنجاح واكتساب طاقة إيجابية.
- تغيير العادات اليومية وأسلوب الحياة: أحياناً يكون تكرار الأماكن أو الأنشطة نفسها مع الشعور بالإخفاق سبب لتعزيز الإحساس بالنحس، وتغيير الروتين، وتجربة شيء جديد، أو السفر القصير قد يمنح العقل والنفس فرصة للتجدد وكسر التراكمات السلبية.
- البرمجة العقلية السلبية: يتبنّى بعض الأفراد منذ الطفولة أفكار تربط بين الذات والفشل أو تطوّر شخصية متهربة من المسؤولية، مثل (أنا لا أستحق النجاح أو الحياة دائماً ضدي)، هذا التكوين للشخصية لا يقود فقط إلى خيارات خاطئة وغير محسوبة تعتمد على الحظ والصدفة، لكن أيضاً يفسر الإخفاقات والحوادث من باب النحس والشؤم والحسد!
- الاجترار الذهني والتركيز على السلبية: يركّز الأشخاص الذين يشعرون بالحظ السيئ والنحس غالباً على التجارب السلبية دون الانتباه لما يتحقق من نجاح أو الامتنان للنِعَم، وهذا يعزز لديهم الشعور الدائم بأن الحياة لا تنصفهم أو أنهم منحوسون.
- العجز المكتسب: عندما يمرّ الفرد بعدة إخفاقات متتالية دون دعم نفسي أو تفسير منطقي، قد يصل إلى قناعة بأن جهوده لا تؤتي نتيجة، ويدفعه ذلك إلى الاستسلام والاعتقاد بأن النحس يلاحقه، وهذا ما يسمى بالعجز المكتسب.
- السلوكيات المتكررة غير الفعالة: تكرار نفس القرارات الخاطئة، أو الدخول في نفس العلاقات الفاشلة، دون مراجعة أو تعلم من الأخطاء، يُنتج نتائج سلبية تفسَّر على أنها سوء حظ ونحس، في حين أنها نتيجة مباشرة لغياب التعقّل قبل اتخاذ القرارات وعدم الاستفادة من دروس الفشل!
- ضعف الثقة بالله تعالى والفراغ الروحي: في كثير من الحالات قد يكون الشعور بالتعثر المستمر والنحس نتيجة لغياب الطمأنينة الداخلية، أو الفراغ الروحي، فهذا يولّد ضيقاً نفسياً يفسّره البعض بأنه نحس، في حين أن جذره الحقيقي هو فراغ روحي يحتاج إلى ترميم من خلال تقوية العلاقة مع الله تعالى والثقة بقضائه وقدره والترتيب الإلهي لحياتنا.
- تأثير الحسد أو الطاقات السلبية: وفقاً للكثير من المعتقدات قد يتأثر الإنسان بطاقة حسد أو عين أو حتى أماكن مشحونة بالطاقة السلبية، ما يفسّر تكرار العراقيل المفاجئة أو الخسائر غير المبررة، وعلى الرغم من صعوبة إثبات ذلك علمياً، إلا أن الأديان تعاملت مع هذه الظواهر بوصفها مؤثرات حقيقية يُستعاذ منها ويتم علاجها بالتحصين الروحي.
- إهمال الأخذ بالأسباب: أحياناً يرجع الإنسان فشله إلى النحس بينما يغفل عن مسؤوليته المباشرة في عدم التخطيط، أو قلة السعي، أو اتخاذ قرارات متسرعة، ومن منظور إيماني وعقلي، فإن الجمع بين التوكل والأخذ بالأسباب شرط أساسي لتحقيق التوازن والنجاح.
- العلاقات السامة والمحيط المحبِط: وجود الشخص في بيئة سلبية مليئة بالتشكيك والتقليل من الإنجاز، أو في علاقات تستهلك طاقته النفسية، قد يُضعف دافعيته ويجعله أكثر عرضة لتجارب فاشلة تفسر لاحقاً على أنها نحس دائم.
- التهوية وتجديد الهواء وتحسين الإضاءة في المكان، فالبيوت المغلقة والمظلمة تؤثر سلباً على المزاج والطاقة النفسية، لذا فإن فتح النوافذ يومياً والسماح بدخول أشعة الشمس والهواء النقي يساعد على تحسين المزاج العام وتقليل الشعور بالثقل النفسي.
- الترتيب والتنظيف المنتظم والتخلص من الفوضى البصرية والبيئة المزدحمة التي ترتبط بارتفاع مستويات القلق والتوتر، وتنظيف البيت بانتظام يُعدّ من العوامل الفعالة نفسياً في تحسين جودة الحياة داخل المنزل.
- التخلص من الأشياء ذات الذكريات السلبية والمقتنيات التي ترتبط بذكريات مؤلمة أو طاقة عاطفية سلبية، إذ يُعتقد أنها تُبقي العقل اللاواعي مشدود للماضي وتؤثر على صفاء الذهن.
- تلاوة القرآن الكريم والتحصين بالأذكار، فإن قراءة القرآن الكريم في المنزل وخصوصاً آية الكرسي، والمعوذات، وسورة البقرة، تساعد في التخلص من الطاقة السلبية والحفاظ على السكينة والأمان، ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة" رواه مسلم.
- الدعاء والاستعانة بالله، ويُنصح بالدعاء بأدعية التحصين والبركة، مثل (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل) مع الإكثار من الاستغفار وذكر الله عزّ وجلّ داخل البيت لما له من أثر في طمأنينة النفس وطرد الضيق.
- استخدام روائح طبيعية مهدئة مثل البخور، أو الزيوت العطرية كاللافندر والريحان، التي ثبت علمياً أن لها تأثير مهدئ للأعصاب وتحسين جودة النوم والشعور بالارتياح.
- إدخال العناصر الطبيعية في المكان والتي تساهم في تنقية الهواء وتحسين الطاقة البصرية والنفسية، ويُعتقد أيضاً أن لها دور في تهدئة التوتر وتعزيز الإحساس بالحيوية.
- التواصل الإيجابي بين أهل البيت، لأن الشعور بالنحس قد يكون ناتجاً عن توتر العلاقات داخل المنزل، لذا فتعزيز التواصل من خلال الحوار، والمودة، واحترام الخصوصية بين الأفراد يسهم في تخفيف التوتر ورفع الطاقة الإيجابية.
- تغيير النية والتفكير الإيجابي وتجنب التعميم مثل (البيت كله منحوس، أو أنا لا أُفلح في هذا المكان) النية واللغة الداخلية الإيجابية تلعب دور كبير في إعادة تشكيل الشعور العام تجاه البيت.
إليك أهم المعتقدات حول الأشياء التي تجلب النحس والحظ السيء، لكن تذكّر أن معظم هذه المعتقدات لا تستند إلى حقائق علمية:
- الرموز والأرقام: في بعض الثقافات يُعتقد أن أرقام مثل الرقم (13) أو (4) تجلب النحس، وقد تؤدي هذه المعتقدات إلى تجنب مواقف معينة، ما ينعكس على القرارات اليومية ويؤثر على النتائج، علمياً يُصنَّف ذلك ضمن الإيحاء الذاتي الذي يُنتج أثر نفسي حقيقي بناءً على توقع سلبي مسبق.
- الكائنات والظواهر الطبيعية: تُرتبط بعض الكائنات مثل البومة أو القط الأسود في بعض المجتمعات بسوء الحظ أو الفأل السيء، هذه المعتقدات ذات جذور تاريخية وأسطورية، لكنها في الواقع تُسهم فقط في تكوين مشاعر الخوف والتوجس، ما قد يُضعف الأداء النفسي لدى البعض.
- الأحداث المتكررة أو الأحلام السلبية: يُفسّر البعض تكرار الأحلام المفزعة، أو الأحداث المتعثرة في بدايات المشاريع، على أنها علامات لسوء الحظ، رغم أن علم النفس يرى فيها إشارات لضغط داخلي أو قلق غير معالج.
- كسر المرايا أو سكب الملح أو فتح المظلة داخل المنزل: كلها رموز منتشرة في الثقافات الغربية والشرقية على حد سواء، وغالباً ما تنتمي إلى الخرافة الثقافية أكثر من كونها أدلة على سوء طالع، ومع ذلك يمكن أن تؤثر هذه المعتقدات سلباً على المزاج العام وتؤدي إلى انعدام الثقة بالنفس.
- الحسد والعين: يُعتقد النظرة الحاسدة قد تُسبب أذى نفسي أو مادي للإنسان، وهذا مؤكد في الثقافة الإسلامية والكثير من الثقافات الأخرىو يجب التحصن منه بالذكر والدعاء، هذه الفكرة وإن لم تكن قابلة للقياس التجريبي المباشر، إلا أنها حاضرة بقوة في الوعي الجمعي، ولها تأثير فعلي على من يؤمن بها.
- تجاهل التوكل أو الانشغال بالمحرمات: يُعزى الشعور بسوء الطالع والنحس أحياناً إلى البُعد عن الله سبحانه وتعالى، أو ارتكاب المعاصي، أو الانشغال بالدنيا دون استحضار البُعد الروحي، ما يؤدي إلى قلق داخلي وشعور دائم بالتعثر يُفسّره البعض على أنه نحس.
- سورة الفاتحة
- سورة آل عمران (آية 1-3).
- سورة البقرة (آية الكرسي 255(
- المعوذات الثلاث (الفلق، الناس، والإخلاص)
- سورة يس.
- سورة الواقعة.
- سورة الكوثر.