أسباب المشاكل الزوجية وفوائد الخلافات بين الزوجين

ما هي أسباب المشاكل الزوجية الشائعة؟ كيف يجب أن تتعامل مع مشاكلك الزوجية؟ وما هي طرق حل الخلافات الزوجية؟ وهل هناك فوائد لمشاكل الحياة الزوجية؟
أسباب المشاكل الزوجية وفوائد الخلافات بين الزوجين

أسباب المشاكل الزوجية وفوائد الخلافات بين الزوجين

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

بغض النظر عن اختراق المشاكل الزوجية لحياتنا، تعتبر العلاقة الزوجية من الأمور الواجب تقديسها في حياة كل من الرجل والمرأة على حد سواء. إلا أن الحياة الزوجية لا يمكن لها أن تستمر دائماً بسلام، فلا بد من أن تمر ببعض المشاكل، التي تعد ملح الحياة، لكن يتوجب على الزوجين مواجهة المشاكل الزوجية والعمل على اجتيازها. فما أسباب المشاكل الزوجية؟ وما هو حل المشاكل الزوجية؟

كلنا نعرف أن العلاقة الزوجية كلما امتدت بها السنوات ازدادت قوة ومتانة، إلا أن هذا لا يعني أبداً خلوها من المشاكل، والتي تختلف من مرحلة إلى أخرى من مراحل الزواج. تختلف مشاكل الحياة الزوجية من عائلة لأخرى، وتختلف أسبابها أيضا ً ودرجاتها، فبعض المشاكل الزوجية، مشاكل بسيطة تمر مرور الكرام، بينما هناك مشاكل تستدعي التحليل والتفكير ومحاولة إيجاد حلول فعالة، ومشاكل زوجية أخرى تتعقد لتصل إلى طريق مسدود! 

ولكن ما أسباب المشاكل الزوجية؟ ولماذا تحدث المشاكل بين الأزواج؟

animate

• المشاكل الزوجية في بداية الزواج:

تعد أول سنة زواج أصعب مرحلة في الحياة الزوجية، حيث يحدد كلا الزوجين طريقة تعامله مع الآخر، وكيفية تعاملهما مع مشاكل الحياة الزوجية وحلها. وتحمل أول سنة زواج العديد من المشاكل الزوجية في طياتها، ما يوجب على الزوجين تخطيها لبناء قاعدة قوية ومتينة لسنوات الزواج القادمة، وسنتعرف هنا على أبرز مشاكل الزواج في السنة الأولى:

اختلاف الطبائع والعادات:

 ليس من السهل جمع شخصين مختلفين في العادات والتقاليد والمعتقدات والطبائع تحت سقف واحد، فهذا ما يتسبب في العديد من المشاكل الناتجة عن اختلاف الآراء والنقد المستمر وعدم تقبل الآخر ومحاولة تغييره والسيطرة عليه، خصوصاً في أول سنة زواج. فقد تظهر لكل من الزوج والزوجة طبائع وعادات وتقاليد غريبة عن عاداته، وقد يصعب دمج هذه العادات في منظومة واحدة مما يسبب المشاكل الزوجية. لكن يتوجب على كل من الزوج والزوجة تقديم التنازلات للآخر، وتقبل واحترام وجهة نظر الآخر ومحاولة احتوائه وتفهمه، لتمر أول سنة زواج بسلام، وتكون قاعدة متينة لباقي سنوات الزواج.

سوء الفهم:

 تقع معظم المشاكل الزوجية في بداية الزواج بسبب سوء الفهم من قبل الزوجين، لذا نجد أن أول سنة زواج هي الأصعب من حيث التفاهم والمقدرة على بناء جسور التواصل والاتصال. لذا من المهم خلق لغة حوار مشتركة بين الزوجين، ومناقشة أمور الحياة الزوجية الهامة بهدوء واحترام وأفق واسع وصدر رحب، ومحاولة الاستماع دائماً لوجهة نظر الشريك وتفهمها. الحوار السليم هو الخطوة الأولى لحل أي مشكلة.

عدم اعتياد الحياة الزوجية مسبقاً:

يحتاج كل من الزوج والزوجة إلى بعض الوقت حتى يعتادا على حياتهما الجديدة، ويتخليا عن أسلوب حياتهما السابقة، فمن الصعب تقبل وجود شخص آخر في حياتك، وفكرة أنك لم تعد وحدك، وعليك اتخاذ كافة قرارتك بمشاركة طرف آخر، وعليك مسؤولية جديدة لم تعتدها أو تجربها من قبل، ولا تعرف كمية الطاقة أو الجهد أو الوقت اللازم لإنجاح هذه الحياة.

التوقعات العالية:

التوقعات العالية التي يضعها الزوجان قبل الزواج هي من أهم أسباب مشاكل الحياة الزوجية. فتوقعات المرأة أحياناً تكون توقعات خيالية رومانسية بعيدة عن الواقع، تتطلب من الرجل أن يكون دائماً في حالة حب وشوق ودلال. وتوقعات الرجل تكون غير واقعية، فيتوقع من المرأة أن تكون جاهزة دوماً لتلبية رغباته وطلباته ولتنظيم حياته والاستماع إلى أوامره. فيتخيل كل من الطرفين أن الطرف الآخر سيكون تماماً كالصورة التي رسمها في مخيلته لشريك حياته، مما يصيبه بصدمة في السنة الأولى من الزواج عندما يفاجأ في الحقيقة التي لا تشبه الخيال، فتبدأ المشاكل بين الزوجين.

لذا، يجب أن تكون توقعاتنا للحياة الزوجية غير خيالية، توقعات تناسب الواقع والظروف، وتأخذ بعين الاعتبار الطاقة البشرية الطبيعية، ومزاج الإنسان وظروفه الصحية والمادية والنفسية، وقدراته البدنية، وخلفيته الاجتماعية والعلمية والثقافية، وكل ما يحيط بنا، فنحن نعيش ضمن ظروف وتحديات، وواقعنا ليس سهلاً كالأحلام.

مشاكل مع عائلة الزوج أو الزوجة:

يعد التعامل مع عائلة الزوج أو الزوجة في بداية الزواج من أصعب الأمور التي ستواجه الزوجين، فمن الصعب على أهل الزوج تقبل وجود امرأة جديدة أخذت ابنهم منهم، وكذلك من الصعب على أهل الزوجة الاطمئنان لرجل غريب على حياة ابنتهم، إلا أن هذه المشاكل تعد طبيعية في أول سنة زواج، وتحتاج إلى الحكمة والصبر من كلا الزوجين، حتى تعتاد كل عائلة على الطرف الجديد فيها.

• المشاكل الزوجية في سن الأربعين:

تبقى المشاكل الزوجية ملح حياة الزوجين طوال فترة ارتباطهما، فتجدهما بين مدٍ وجزر، وتختلف باختلاف مراحلهما العمرية، وهنا سنتحدث عن فترة عمرية حرجة في حياة كلا الزوجين، وهي سن الأربعين، فما هي أبرز المشاكل الزوجية في سن الأربعين؟

- في سن الأربعين قد يبدأ الرجل بالهروب من ملامح الشيخوخة والتجاعيد، التي تبدأ ترتسم على وجهه، والشيب الذي يغزو شعره، بالبحث عن امرأة أخرى تملأ حياته بالحب والحيوية، بعيداً عن زوجته وأولاده. وهذه النقطة تعد من أبرز المشاكل الزوجية في سن الأربعين.

ففي سن الأربعين يريد الرجل أن يثبت لنفسه ولكل من حوله أنه ما زال قوياً وجذاباً، ومن هنا يبدأ البحث عن امرأة أخرى، صغيرة في العمر، تملأ حياته وترضي غروره.

وتؤدي هذه المراهقة المتأخرة للرجل إلى نشوب العديد من المشاكل الزوجية. 

- في حين يختلف سن الأربعين عند المرأة التي تبدأ تشعر بانتهاء مرحلة الخصوبة والشباب، عندما يكبر أولادها، وهو الأمر الذي يغضب الأزواج، الذين يرفضون الاعتراف بالشيخوخة، ويرون في زوجاتهم ما لا يرغبون في رؤيته، مما يذكرهم بالماضي، ومن هنا تبدأ المشاكل الزوجية بالتصاعد، حيث تتهم المرأة الرجل بالتصابي، في حين يرى الرجل المرأة قد بدأت تستسلم لبوادر الشيخوخة.
 

على الرغم من ضغوطات الحياة التي تواجه الزوجين خلال سنوات ارتباطهما، إلا أن هناك نصائح، قد تحميهما من تطور المشكلة التي قد تؤدي إلى انفصالهما إن بقيت دون حل.

إليكم بعض النصائح لزواج سعيد وناجح:

أعطي لنفسك ولزوجك مساحة من الوقت:

تعد أفضل خطوة في حل المشاكل الزوجية، إعطاء بعض الوقت لنفسك ولزوجك في التفكير في حياتكما. فعليك سيدتي دائماً تذكر الأمور الإيجابية في زوجك وحسناته، والتغاضي بعض الشيء عن عيوبه، ودائماً حاولي تذكر الذكريات الجميلة التي تجمعكما.

استمعا إلى بعضكما

استمعي لزوجك ومشكلاته في العمل، وشاركيه برأيك وادعميه، فعليك سيدتي تخصيص وقت يومي لتتحدثا سوية، حدثيه عن مشكلاتك، وعما يقلقك، واستمعي إلى حديثه، وحاولي ألا تنفعلي أثناء الحديث، بل كوني أكثر رومانسية وهدوءاً، وعلى الزوج أن يستمع لزوجته أيضاً، ويعينها على حل مشكلاتها، ومواجهة تحدياتها اليومية.

تجنبا تدخل طرف ثالث في علاقتكما:

احرصا على عدم إفشاء أسرار بيتكما، ودخول الآخرين في حل الخلافات بينكما، مما يقلل من ثقتكما ببعضكما، وتعد هذه النقطة من أبرز المشاكل الزوجية التي تؤدي في النهاية إلى الانفصال. لا تلجآ إلى شخص ثالث إلا عندما يستعصي عليكما حل المشكلة، عندها عليكما اختيار شخص حكيم مقرب إليكما، أو يمكنكما اللجوء إلى استشاري في العلاقات الزوجية.

الموازنة بين الشريك والأطفال والعمل:

من أبرز مقوّمات الزواج الناجح قدرة المرأة على الموازنة ما بين حب الأطفال وحب الزوج وأولويات عملها. على الجانب الآخر، يعتمد أيضاً نجاح الزواج على قدرة الرجل على الموازنة بين عمله وبيته. 

جمالك الخارجي:

يعد اهتمامك بجمالك الخارجي وأناقتك من الأمور الذهبية لضمان زواج ناجح وسعيد، فالرجل بطبيعته يعشق المرأة التي تهتم بنفسها وبنظافتها الشخصية وببشرتها وشعرها، كما يعجب المرأة اهتمام الرجل بنظافته وأناقته، لتتجدد كل يوم ثقتها في اختيارها له، ويتجدد حبها له.

كسر الروتين:

حتى لا يتسرب الملل الزوجي إلى حياتكما، عليكما بالتجديد في كافة نواحي حياتكما، في الحديث، في ملابسكما، وتسريحة شعركما، والمكياج بالنسبة إلى المرأة، حتى في أثاث منزلكما. اكسرا الروتين، واخرجا من القالب اليومي المعهود وجربا أموراً جديدة.

الكف عن الحديث في المشكلات السابقة:

لتتمتعا بزواج سعيد عليكما تجنب الحديث المستمر عن المشكلات السابقة كلما واجهتكما مشكلة جديدة.

الاحترام المتبادل وتقبل الآخر:

يعد الاحترام المتبادل بين الزوجين من الأساسات المتينة لزواج ناجح وسعيد. كما يعد تقبل الآخر وعدم انتقاده أو محاولة تغييره باستمرار أمراً رئيسياً لنجاح الحياة الزوجية.
 

ما هي فائدة المشاكل الزوجية؟ وكيف أتعامل مع المشاكل الزوجية؟

على الرغم من ظن الكثيرين  بأن المشاكل الزوجية لا يأتي من ورائها إلا الألم والمعاناة لكلا الطرفين، إلا أن الدراسات تشير إلى غير ذلك، فهناك فوائد للمشاكل الزوجية، أبرزها القدرة على إعادة الحب لكل من الزوج والزوجة، ومعرفة كل منهما مدى حاجته إلى الآخر، وهي فرصة لمراجعة كل من الزوج والزوجة لأخطائه، واكتشاف شخصية الآخر وفهمها، وزيادة الوعي بالذات وبأهمية الزواج.

وسنقدم لكم هنا بعض طرق التعامل مع المشاكل الزوجية بشكل صحي:

• محاولة الابتعاد عن كل ما يثير غضب الطرف الآخر، أو استخدام الألفاظ الجارحة التي تؤذي المشاعر وتقلل الاحترام.

• إعطاء المشاكل حجمها الحقيقي، وحصرها في إطارها المكاني والزماني، مع الحرص على عدم تراكمها.

• فهم نفسية الآخر وتقدير ظروفه، وإعطائه الأعذار.

• تنحية الأطفال عن المشاكل، وعدم إشراكهم فيها، وإدراك مدى تأثير المشاكل الزوجية عليهم.

• تقدير الظروف النفسية السيئة التي تمر بها المرأة في أوقات معينة، مثل فترة قبل الحيض بأيام، أو فترة الحمل. والظروف النفسية التي يمر بها الرجل، كضغوط العمل والأزمات المادية.

• الحرص على الاحترام المتبادل من كلا الزوجين لأهل الآخر.

• عدم إطلاع الآخرين على تفاصيل المشاكل وأسرار العلاقة الزوجية.

المودة والرحمة والسكينة هم أساس العلاقة الزوجية، تتبعهم الأعمال النابعة من القلب، بعفوية مطلقة، إلا أن تدخل العقل يجعل من هذه الأحاسيس واقعاً ملموساً، وها قد عبّدنا لك الطريق إلى إدخال عقلك في المعادلة العاطفية لتجنب المشاكل الزوجية والحفاظ على بيت سعيد وعلاقة ناجحة.
 

• مهارات إدارة المشكلات في الحياة الزوجية - أحمد السيد كردي

• المفاتيح الذهبية في احتواء المشكلات الزوجية - نبيل محمد محمود

• 100 حل للمشكلات الزوجية - محمود المصري

• التفاهم في الحياة الزوجية - د. مأمون مبيض

• المشاكل الزوجية فوائدها وفن احتوائها - جاسم محمد المطوع

• مدرسة الزواج - علاء درويش