تأثير الخلافات والمشاكل الزوجية على الأبناء

أضرار المشاكل الزوجية وشجار الوالدين على الأبناء، تأثير الخلافات الزوجية على نفسية الطفل وحياته الاجتماعية والحد من آثار المشاكل العائلية على الأبناء
تأثير الخلافات والمشاكل الزوجية على الأبناء

تأثير الخلافات والمشاكل الزوجية على الأبناء

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الأسرة هي أصغر وحدة اجتماعية، تتكون من الأب والأم والأطفال يتشاركون الحب والمسؤولية، وتصادف غالب الأسر بعض المشاكل الاعتيادية، البعض لا يعطها اهتماماً ويعتبرها روتين والآخر يضخم المشاكل ويتبعها العديد من الآثار السلبية، وخاصة إذا تكررت هذه المشاكل أمام الأطفال فتعود عليهم بالضرر الكبير والسلبيات الكثيرة، وفي هذا المقال سنعرض أهم الآثار والمشاكل التي يتعرض لها الطفل بسبب المشاكل الزوجية بين الأبوين.

الطفولة مرحلة حساسة بناء شخصية الإنسان فإذا عاش الطفل طفولة هادئة وسليمة تربى وكبر على المبادئ الصحيحة كان لذلك أثره، وإذا عاش في جو بالمشاكل العائلية سوف يخسر شخصيته ونفسيته والكثير، لذلك على الآباء أن يعوا مخاطر المشاكل الزوجية اليومية عل الأطفال والتي سنلخصها بما يلي: [2]

  • المشاكل النفسية: الطفل حساس جداً تجاه ما يلاحظه من سلوكيات أو أسلوب تعامل بين والديه، وهو يتأثر بهذه الملاحظات ويفكر فيها، فعندما يلاحظ مثلاً أن أحد والديه يوجه الإهانة للآخر أو يتصرف معه بغضب وعدوانية سيعاني من مشاكل نفسية والعاطفية كالقلق والخوف والاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس وربما مشاعر الكره نحو أحد والديه إذا رأى أنه مظلوم وهو يكن له محبة كبيرة.
  • الاضطرابات السلوكية: عندما يتربى الطفل في جو مشحون بالعنف والعدوانية والشجار والسلوكيات المغلوطة فغالباً سوف يتعلم هذا السلوك من والديه اللذان يمثلان قدوةً له يتعلم منهم ويقلدهم، وبالتالي سوف يتطبع سلوكه بهذا الصفات وسوف تبنى شخصيته على هذا الأساس.
  • الآثار الصحية للمشاكل الأسرية: يؤثر القلق الدائم على دماغ الطفل ويسهم في تأخر نمو قدراته العقلية، كما أنه يؤثر على جهاز المناعة ويجعل مناعة الطفل منخفضة ويجعل الطفل معرضاً للأمراض، كما أنه يظهر لدى بعض الأطفال حالات من التبول اللاإرادي نتيجة الخوف أو الهواجس التي تنتج عن وجوده بهذه الأجواء المشحونة.
  • ترسيخ أفكار مغلوطة: قد تنشأ لدى بعض الأطفال مشاعر كره ونفور من الزواج، ويعتقدون أن الحياة الأسرية مليئة بالمشاكل دوماً وهذا ما يدفعهم لتشكيل أفكار مغلوطة حول مفهوم الزواج وتكوين أسرة وهذا سيؤثر على حياتهم العاطفية والاجتماعية.
  • تراجع التحصيل الدراسي: المشاكل الزوجية تسبب إهمال الأهل لدراسة أبنائهم ورمي كل منهما الحمل والمسؤولية على الآخر وربما بعض الأهل يقحمون أطفالهم في مشاكلهم، وكل هذه الأمور من الطبيعي أن تؤثر على التحصيل الدراسي للطفل ومستواه التعليمي.
animate

العلاقة بين التحصيل الدراسي ونفسية الطفل علاقة وطيدة، حيث أنه كلما كان دماغ الطفل نشيطاً ونقياً ونفسيته مرتاحة وخالية من المشاكل النفسية كلما ازداد تحصيله الدراسي، وللأسف العكس صحيح، لذلك الخلافات المنزلية تؤثر وبشكل كبير على نفسية الطفل وتنعكس بآثار سلبية عديدة منها: [4]

  • التغيب عن المدرسة: الأسرة التي تتميز الحياة فيها بالفوضى وعدم توفر نظام يوجه حياة افرادها يفقد فيها أي شيء معناه وأهميته بما في ذلك العناية بدراسة الطفل، فمن جهة لا ينتبه الوالدين المشغولين بخلافاتهما إذا يتغيب طفلهم عن المدرسة دون علمهم أو لسبب وجيه، ومن جهة أخرى فقد يضر الطفل للتغيب بسبب ظروف والديه غير المستقرة مثل أن يضطر للذهاب أو مع أحد والديه خارج المنزل في حال وجود مشكلة كبيرة، وحالات وأسباب أخرى عديدة تسبب تغيب الطفل عن مدرسته.
  • التأخر دراسي: ويحدث هذا بسبب الإهمال المنزلي للطفل وعدم الاكتراث بمستواه العلمي فلا يساعده والديه في فهم ما هو مستعصي عليه ولا في علاج مشاكله الدراسية ولا تأمين متطلبات المدرسة ولا يتم الانتباه لتطوره أو سوء تقدمه فيتراجع الطفل في دروسه، ولن يقدر على مواكبتها بمفرده مع هذه الضغوط التي يتعرض لها.
  • قلة وضعف التركيز: سواء في المدرسة أو حتى أثناء القيام بالواجبات المدرسة في المنزل، فالطفل يؤدي واجباته وسط أجواء مشحونة ولا تساعد على التركيز كما يرى الطفل أحداث أو يسمع كلام لا يناسب سنه ويطيل التفكير به حتى أثناء الدروس في المدرسة فتشتت ذهنه ويفقد تركيزه ويتراجع استيعابه.
  • لا مكان مناسب للدراسة: في حال أراد الطفل الدراسة والقيام بواجباته المنزلية فلن يجد مكاناً هادئاً للتركيز والدراسة، فمكانه الوحيد وملجأه غير مستقر ومليء بالمشاكل والصراخ فيتقاعس عن أدائها وفي اليوم التالي قد يتعرض لكلام جارح من مدرسيه وهذا سيؤثر على مستواه في المدرسة وقد يغضب مدرسيه أيضاً.
  • الرسوب المتكرر والفشل: لا تقتصر المشاكل الدراسية على الوقت الحالي للطفل، بل إنها ستسبب له مشاكل مستقبلية كالرسوب والفشل فهو لا يملك قاعدة علمية قوية تدعمه في مشاريعه ودراسته المستقبلية فيشعر بالفشل وبتراجع مستواه عن الآخرين.

وهنا سنسلط الضوء على الآثار السلبية للشجار الزوجي من الناحية الاجتماعية للطفل، فكل ما يتعرض له الطفل أثناء فترة طفولته سينعكس بطريقة ما في حياته المستقبلية، وهذا ما يجب الانتباه منه فهذه الخلافات الدائمة ستعود بالضرر على حياة الطفل الاجتماعية من خلال: [5]

  • التعرف على رفاق سوء: في حال استمر النزاع بين الأبوين لفترة طويلة، قد يندفع الطفل لمغادرة المنزل لأوقات طويلة والتعرف على أصدقاء سوء يدفعونه لأفعال مغلوطة كالتدخين والسرقة وهذا سيؤثر على حياته الاجتماعية مستقبلاً وقد لا يستطيع التخلي عن هذه العادات.
  • تأثيرات بعيدة المدى على سلوك الطفل: إن المشاكل التي يتعرض لها الطفل وهو صغير تبقى راسخة في مخيلته، لذلك هذه الفئة من الأطفال تكون أكثر عرضة للانحراف وإدمان المخدرات والكحوليات في المستقبل وهذا سيكون سبباً في دمار حياتهم الاجتماعية.
  • الشعور بالنقص: يلاحظ الطفل من حوله الحياة الأسرية لباقي الأطفال ويشعر بالغيرة والانزعاج من حياته، ويتمنى حياة مشابهة لنفسه وهذا سيشكل لديه عقد نقص تنمو معه وتسبب له مشاكل في مستقبله، فقد يكره رؤية طفل سعيد أو طفل بحياة أسرية هانئة.
  • الفشل العاطفي: حيث يكون الطفل قد كون فكرة خاطئة عن الزواج وعن الحب، فيفشل في اختيار شريكة حياته، وربما يكون رافضاً لفكرة الزواج تماماً وهذا سيؤثر على حياته العاطفية ويشعره بالنقص بسبب العقد النفسية التي تشكلت لديه حول هذا الموضوع.
  • الفشل الأسري: في حال تزوج الطفل فلن يكون لديه خبرة سابقة عن كيفية تشكيل وإنشاء عائلة سليمة وصحية وخالية من المشاكل، وقد يمارس نفس التصرفات المغلوطة التي قد تعلمها من أهله في أسرته ويقودها للدمار.

الأم بالنسبة للطفل هي مصدر الأمان وملجأ تأمين جميع الاحتياجات فهي منذ ولادته تقوم برعايته وتربيته وتقضي غالب أوقات اليوم بقربه، وتعرض هذه الأم للضرب أمامه عادة خاطئة منتشرة لدى البعض في مجتمعنا ولها العديد من الآثار السلبية وبالأخص على الطفل ومن هذه الآثار نذكر: [3]

  • العقد والمشاكل النفسية: ينشأ لدى الطفل العديد من العقد والأمراض النفسية جراء مشاهدة أمه تتعرض للضرب، فيسيطر الخوف على حياته ويدخل بنوبة هلع وقلق كما أنه قد يتلعثم بالكلام ويتأتأ وهذه اضطرابات لن يكون من السهل التخلص منها ومن المحتمل أن تطور لديه مشاعر كره تجاه والده الذي يقوم بضربها وربما يصل الأمر لدرجة فقدان احترامه لوالده والاعتداء عليه في بعض الأحيان كنوع من الانتقام اللاواعي.
  • التأثير على مستقبل الطفل العائلي: ففي حال شاهد الطفل أباه وهو يضرب أمه قمن المحتمل أن يقتدي بهذا السلوك ويتعلمه وفي المستقبل يتعامل مع زوجته بنفس الطريق وبذلك قد تتدمر عائلته، أما إذا شاهدت الطفلة أمها وهي تتعرض للأذية فستكبر وترضى بما رضت به أمها وتسكت في حال قام زوجها بالتعدي عليها.
  • مشاعر كره الأب: يشعر بعض الأطفال بالكراهية والحقد تجاه والدهم الذي يعرض أمهم للضرب والتعذيب، ويكبرون وتكبر معهم هذه المشاعر وفي المستقبل يخرج الطفل عن مشورة أبيه ويعصيه.
  • ردود الفعل العنيفة: قد يشعر الطفل بالعجز بسبب عدم قدرته على حماية أمه، وربما لن يتحمل هذه المشاعر التي تجول في باله فيقوم بردود فعل عنيفة كالهروب من المنزل أو التهجم على أبيه.
  • التشتت النفسي: وهذا أقسى ما قد يعيشه الطفل في هذه الحالة، فإنه يرى أمه تتعرض للضرب وهي أعز شخص على قلبه، فتتشتت مشاعره ولا يقدر على ضبطها أو التحكم في قرارته فكلاهما أبواه، وهذا قد يوصل الطفل لحالات معقدة من الاضطرابات النفسية.

الخلافات الزوجية وبدرجاتها المختلفة أمر طبيعي وشائع الحدوث بين الكثير من الأزواج على اختلاف المجتمعات والثقافات والطبقات الاجتماعية، ولكن ما لا يجب أن يكون طبيعي هو انعكاس هذه الآثار سلباً على الأطفال الذين لا زنب لهم بها، ولتفادي هذا التأثير يجب على الوالدين:

  • حل الخلافات بعيداً عن الأطفال: فلا يجب على الأبوين تسوية خلافاتهما أو الشجار أمام أبنائهم فهم لا يعرفون في لحظات الغضب ما قد يخرج عنهما من تصرفات أو ألفاظ تلاحظ من قبل الأطفال وتؤثر على نفسيتهم أو سلوكهم، ويتحقق ذلك من خلال تأجيل النقاش بهذه المشاكل حتى يكون الأطفال بعيدين أو على الأقل في غرفة الوالدين الخاصة.
  • التصرف بوعي لحل الخلافات: ليست كل الخلافات تستحق الغضب والخروج عن الطور في علاجها أو طرحها ومناقشتها، فهذا الأسلوب لا يجلب إلا مثيله ويفترض من الزوجين الذين يملكان أطفال أن يعوا هذه المسألة ويتصرفوا حاليها بحكمة منعاً لتأثيرها سلباً على أطفالهم من جهة وتقديم نموذج حضاري عن العلاقة الزوجية لتعلمها من قبل الأطفال من جهة أخرى.
  • عدم السماح للخلافات أن تؤثر على حاجات الأطفال الأساسية: فالأطفال نعمة يحلم بها الكثيرون من الأزواج ويجب التعامل معها برفق وباهتمام، والوعي بأن الخلافات تسبب جو متوتر في المنزل وتسبب إهمال تربوي أو رعاية للأطفال، ويجب على الوالدين هنا التركيز أكثر على حاجات الأطفال ورعايتها وخاصة فيما يتعلق بالمسائل التربوية والدراسية والصحية مهما كان عمق الخلاف بينهما.
  • عدم ادخال الأطفال في مشاكل الوالدين: في بعض الأحيان قد يلجأ أحد الأزواج أو كليها بشكل غير واعي إلى تحريض الأطفال على الآخر وتشويه صورته أمامه وخاصة في حالات الانفصال وهذه مسالة لها تأثير خطير جداً على شخصية الطفل ونظرته لوالديه ويجب الحذر منها وتجنبها.
  • الانفصال عندما يكون أفضل: في بعض الأحيان قد يصل الزوجين ولأسباب عديدة إلى مرحلة من الخلاف لا يمكنهما بعدها الرجوع إلى الخلف أو إيجاد حلول للمشاكل، وفي مثل هذه الحالات يعتبر الانفصال بالمعروف أفضل من البقاء بحالة توتر وخلافات ومشاكل دائمة بطريقة تؤذي الأطفال.

في غالبية المنازل يوجد بعض المنغصات المعيشية أو المشاكل الحياتية اليومية البعض منها يمكن مجاراته والبعض منها يتضخم إلى مشاكل وشجارات يومية أمام الأطفال، وهذه الحياة المشحونة تعود بأضرار عليهم ومن هذه الأضرار: [1]

  • تعاسة الأسرة: تجلب المشاكل الدائمة والتوتر الناجم عنها الحزن والتعاسة ليس للأطفال فقط بل لكل أفراد العائلة، وممكن أن يدخل الطفل بحالة اكتئاب وخاصة إذا كان بالمراحل الأولى من عمره وفي حال كان كبيراً وواعياً فذلك قد يؤدي لردود فعل نفسية كبيرة كالهرب من المنزل أو العنف والعدوانية.
  • فقدان الاستقرار: هذه الجو المنزلي المشحون بالمشاكل والنزاعات والشجارات سيخلق جواً من عدم الارتياح والتوتر، وسيتزعزع الاستقرار فلن يشعر الطفل بالأمان في منزله وقد يفكر بالهروب منه، كما أن هذا الوضع من عدم الاستقرار سيشمل الأبوين أيضاً فلا نجد نظام حياة مستقر أو روتين ثابت يضمن ترتيب حياة أفراد السرة ووضع مسارها على الطريق الصحيح سواء في المجال الاجتماعي أو الاقتصادي أو الصحي أو الدراسي.
  • إهمال الواجبات المنزلية: لكل من الأبوين واجبات تجاه المنزل وتجاه أطفالهما وقد يتقاعس أحدهما عن أدائها بسبب المشاكل وعدم الارتياح، وهذا سيأخذ العائلة والمنزل لحالة من الفوضى فلن يعود للمنزل ضوابط أو كيان ثابت وستتناسى الأم تربية أطفالها وتعليمهم ومن الممكن أن يتغيب الأب عن عمله وينقطع المال عن المنزل ويتدهور الوضع الاقتصادي للعائلة.
  • الانعزال الاجتماعي: الخروجات العائلية تعزز الروابط الأسرية وتدعم الجزء الاجتماعي من شخصية الطفل، وبسبب المشاكل الزوجية تفقد العائلة متعة التنزه وزيارة الأقارب بسبب الخلافات الحاصلة وتنكسر هذه الأواصر فتتراجع شخصية الطفل الاجتماعية ويظل رهين المنزل المليء بالمشاكل.
  • الطلاق: وهو أخطر وأقسى الأضرار المترتبة عن المشاكل الزوجية، وله آثار كبيرة على نفسية الطفل وشخصيته وحياته المستقبلية، فقد تتفاقم الأمور بين الزوجين ولا تعود الأمور محتملة بينهما فهذا الجو لا يناسب أحدهما أو كلاهما فيتوجهان للطلاق.

المراجع